وصلَ الى كرمان ، وما كُرِّمَ مثلُه في هذا الزمان، قائداً شهيداً واسطورةَ حبٍّ وجهاد.. وصلَ ليستريحَ مُحرِزاً احدى الحُسنيين، وبها سنُحرزُ ثانيتُهما -احرزَ الشهادة، وبها سنُحرزُ الانتصار- ردَّدَها الايرانيونَ في كلِّ ساح، وأكدَها القيمون على منابرِ العسكرِ والسياسةِ وفي كلِّ بيان..
أوصلَ البَحْرُ البشريُ جثمانَ الشهيدِ القائدِ اللواء قاسم سليماني الى حيثُ محطُ الرحال، كرمان، لكنهم أَبَوا أن يتركوه، فاستمهلوهُ بعض الشيء..
أمّا رفيقُه القائدُ ابو مهدي المهندس، فقد وَدَّعَ الامواجَ البشريةَ في البصرة، وسارعَ الى جوارِ اميرِ المؤمنينَ في النجفِ الاشرف، حيثُ وادي السلام، ليرقدَ بسلامٍ منتظراً قدومَ رفيقِ الدربِ والجهادِ الحجي قاسم..
غداً ينتهي التشييعُ ويبدأُ المسارُ الجديد، لن تسلمَ اميركا وجنودُها، سلَّمَ العالمُ بذلك، واولُ المراسمِ اعلانُ مجلسِ الشورى الايراني البنتاغون الاميركيَ منظمةً ارهابية، ما يعني انَ كلَ الجنودِ والضباطِ الاميركيينَ على وجهِ البسيطةِ ارهابيون، ومن هنا المسارُ الجديد.. فيما اختصرَ قائدُ الحرسِ الثوري في الجمهوريةِ الاسلاميةِ الايرانية حسين سلامي الرسالة: سندمرُ المكانَ المحببَ الى قلوبِ الاميركيينَ اذا ردُوا على انتقامِنا للشهيد سليماني، قاطعاً بذلكَ حتميةَ الرد، ومضيفاً: اِنَ قاسم سليماني الشهيدَ أخطرُ على الاعداء..
في العَدْوِ من المنطقةِ بعدَ سوءِ فعلتِهم، بدأَ الاميركيونَ وهُم مربكون، اعادوا التمركزَ في بعضِ قواعدِهم بالعراق، تمهيداً للانسحابِ الذي اعلنُوا عنه ، ثُم نفَوهُ، ما يُظهرَ حجمَ أزمتِهم، فيما العراقيون سياسيين ومقاومين، يُكملون القرار: لا للوجودِ الاميركي في العراق..
في سوريا حضورٌ استثنائيٌ للرئيسِ الروسي فلاديمير بوتين في دمشق ، ولقاؤه الرئيسَ السوريَ بشار الاسد، بل التَجوالُ بينَ الكنائسِ والمساجدِ والقواعدِ العسكريةِ الروسية، وخلاصةُ الزيارة، لا يختصرُها مئةُ تصريحٍ وبيانٍ في هذا الظرفِ بالذات..
وعلى وقعِ الظروفِ المستجدة، مشى الرئيسُ المكلفُ تشكيلَ الحكومةِ اللبنانيةِ حسان دياب الى قصرِ بعبدا وفي يدِه مُسودَّةٌ وزاريةٌ تَمَّت مناقشتُها معَ الرئيس العماد ميشال عون، وتحتاجُ الى مزيد من النقاش..
المصدر: قناة المنار