تناولت الصحف الصادرة في بيروت نهار الاثنين في 6-1-2020، العديد من الملفات المحلية والإقليمية، وجاءت افتتاحياتها على الشكل التالي.
الأخبار
نصر الله يعلن حرب التحرير الكبرى: الجنود الأميركيّون سيعودون في النعــوش
لم تعد تهديدات ترامب تجدي نفعاً. حتى الوساطات والإغراءات فشلت جميعها. لا بديل من الرد على اغتيال القائد قاسم سليماني. ولأنه ليس في أميركا قائد يصل إلى «حذاء» سليماني، أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في خطابه التأبيني لشهداء الغارة الأميركية، أن وجودها في المنطقة سيكون الثمن. وباسم محور المقاومة، وعد جنودها وضباطها المنتشرين في دول المنطقة بالعودة إلى بلدهم في النعوش. ذلك ليس انتقاماً، قال، بل هو القصاص العادل الذي سيجعل تحرير القدس على مرمى حجر.
رسم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله معالم المرحلة المقبلة، انطلاقاً من ثابتة أن المنطقة بعد الثاني من كانون الثاني لن تكون كما قبله. هو تاريخ فاصل لبداية مرحلة جديدة وتاريخ جديد لكل المنطقة. بشكل مباشر وبما لا يحتمل الشك، قال إن الرد على جريمة اغتيال الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس هو إنهاء الوجود الأميركي في المنطقة. «هذا هو القصاص العادل»، بحسب نصر الله، لأنه «لا يوجد أي شخصية في موازاة قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس». باختصار، قال إن «حذاء قاسم سليماني يساوي رأس ترامب وكل القيادة الأميركية». وعليه، أعلن أن كل القواعد العسكرية والبوارج العسكرية الأميركية وكل ضابط وجندي أميركي على أرضنا وفي منطقتنا هي أهداف مشروعة للرد على جريمة الاغتيال، كون الجيش الأميركي هو من قتل وهو من سيدفع الثمن حصراً.
كي لا يساء فهم الرسالة، أوضح الأمين العام لحزب الله أنه «لا مشكلة مع الشعب الأميركي والمواطنين الأميركيين الموجودين على امتداد منطقتنا، فهناك مواطنون أميركيون لا ينبغي المس بهم لأنه يخدم سياسة ترامب ويجعل المعركة مع الإرهاب. فالمعركة والمواجهة والقصاص العادل للذين نفذوا، وهم مؤسسة الجيش الأميركي الذي ارتكب هذه الجريمة والقصاص يكون ضده في منطقتنا».
أراد نصر الله في خطابه أن يستنفر كل طاقات محور المقاومة، فاصلاً بين رد دول وفصائل وأحزاب المحور وبين رد إيران، فالشهيد سليماني كما هو شهيد إيران، هو أيضاً شهيد العراق وسوريا ولبنان واليمن وفلسطين وأفغانستان. ولذلك، فتح نصر الله سجل الانتصارات على أميركا، مذكّراً بأن «الاستشهاديين الذين أخرجوا أميركا من منطقتنا في السابق موجودون وأكثر بكثير من السابق، وهم اليوم شعوب وقوى وفصائل وجيوش تملك إمكانات هائلة، وسيخرج الأميركيون مذلولين ومرعوبين كما خرجوا في السابق». لمزيد من التوضيح، قال إن «الجنود سيعودون في النعوش، سيعودون أفقياً بعدما جاؤوا عمودياً». أضاف: «عندما تبدأ نعوش الجنود والضباط الأميركيين بالعودة إلى الولايات المتحدة، ستدرك إدارة ترامب أنها خسرت المنطقة وخسرت الانتخابات».
لم يضع نصر الله رسالته في إطار الثأر. الوجهة الأساس تبقى فلسطين. وهو اعتبر أنه «إذا تحقق هدف إخراج القوات الأميركية من منطقتنا، فسيصبح تحرير القدس على مرمى حجر وقد لا نحتاج إلى معركة مع إسرائيل، وعندها سيكتشف ترامب الجاهل ومن معه من الحمقى مدى غباء فعلتهم وأنهم لا يعرفون ماذا فعلوا، والأيام ستكشف لهم». وأعلن نصر الله أن القصاص العادل من أجل قاسم سليماني هو القصاص العادل من أجل عماد مغنية ومصطفى بدر الدين وعباس الموسوي وكل شهداء هذه الأمة. وأوضح أنه «نحن لا نأخذ هذا الخيار من الموقع العاطفي. لسنا خائفين أو غاضبين، بل نعتبر أن هناك فرصة للتخلص من الهيمنة والاحتلال».
في الاحتفال التأبيني الحاشد، الذي أقامه حزب الله للشهيدين اللواء قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما، استعرض نصر الله مسار الفشل الأميركي في المنطقة، الذي أدى إلى اتخاذ قرار الاغتيال. ركّز على أن الاغتيال بشكل علني هو نتيجة فشل كل المحاولات السابقة للاغتيال، وآخرها في بلدة الحاج قاسم في كرمان عبر وضع المتفجرات في الحسينية التي يحضر إليها مئات الناس، لافتاً إلى أن استعراض هذا المشهد يوضح أهداف الاغتيال ويحدد مسؤوليتنا جميعاً لمواجهة أهداف الاغتيال.
وأشار إلى أنه بعد 3 سنوات من تولي ترامب الرئاسة الأميركية، هناك فشل وعجز وارتباك وليس هناك ما يقدمه للشعب الأميركي على مستوى السياسة الخارجية وهو ذاهب إلى الانتخابات.
ثمن اغتيال سليماني والمهندس هو خروج أميركا من المنطقة
في أميركا، وُضع هدف أول هو إسقاط النظام الإسلامي في إيران، وهذا ما عبّر عنه جون بولتون المستشار السابق للأمن القومي الأميركي، حتى وصل الى الهدف الأدنى وهو ضبط السلوك الإيراني، وبالتالي الوصول إلى اتفاقات جديدة، بينما إيران لم تستجب، فخرج ترامب من الاتفاق النووي وفرض عقوبات وقام بمحاولات الحصار والعزل والرهان على الأزمة الاقتصادية والدفع باتجاه الفتنة، لكن فشل كل ذلك. أضاف نصر الله: كل سياسة ترامب هي أن يأتي بإيران إلى طاولة المفاوضات، لكن ستنتهي ولايته ولن تذهب إيران إليه ولن يتلقى أي اتصال هاتفي.
الفشل الآخر لترامب كان في سوريا، وكان آخر ما حصل هو خيانته لأصدقائه الأكراد في سوريا، فأبقى ترامب جزءاً من القوات الأميركية في سوريا من أجل النفط، وجزءاً آخر في التنف بناءً على طلب إسرائيل لأن سقوط التنف يعني أن كامل الحدود السورية والعراقية باتت مفتوحة.
لبنانياً، كان الفشل حليف ترامب بالرغم من كل الأموال التي أنفقت للتحريض على المقاومة، فكل محاولة الضغط على لبنان لم تجد نفعاً، كذلك الحرب في اليمن هناك عجز والقرار في الحرب هو أميركي بالأصل، وفي أفغانستان يبحث ترامب عن صيغة الخروج التي تحفظ ماء وجهه ولا يملك أي إنجاز، حتى صفقة القرن التي كان يريد أن ينجزها في السنة الأولى أين هي ومن يتحدث عنها؟ ونتيجة صمود الشعب الفلسطيني والقيادات الفلسطينية، رغم ما يتعرضون له، لم يستطيع ترامب أن يفرض الصفقة.
أميركا بدأت الحرب لتعويض فشلها في المنطقة
أما على المستوى العراقي، فتصرّف الأميركيون، في الأسابيع الأخيرة، بهلع وهم يشعرون بأن العراق يفلت من أيديهم، ترامب والإدارة الأميركية أمام هذا الفشل والعجز في المنطقة، ليس لديه إنجاز في السياسة الخارجية، هو ذاهب إلى انتخابات رئاسية. وأوضح أن ترامب والإدارة الأميركية باتوا معنيين بالذهاب إلى مرحلة جديدة، فنحن لسنا أمام عملية اغتيال منفصلة بل بداية أميركية في المنطقة، لسنا نحن ذاهبين إلى الاعتداء بل هم بدأوا حرباً جديدة في المنطقة، فالأميركيون بحثوا في تغيير المعادلات وكسر محور المقاومة وإعادة هيبة واشنطن.
وتابع نصر الله: أخبرت سليماني قبل أسابيع أن هناك تركيزاً في الولايات المتحدة عليك، وكان الحديث عن أنه الجنرال الذي لا بديل له وهو كان يضحك عن احتمال اغتياله، مشيراً الى أنه أينما ذهبت أميركا وإسرائيل في ملفات المنطقة كانوا يجدون رجلاً في مواجهتهم في كل مكان في سوريا والعراق واليمن وأفغانستان وكل محور المقاومة كانوا يجدون قاسم سليماني، إسرائيل تعتبر أن أخطر رجل على وجودها وكيانها هو قاسم سليماني، وكانت لا تتجرأ على قتله فلجأت إلى أميركا لقتله.
وأشار نصر الله في خطابه، أمام الحشود التي ملأت مجمع سيد الشهداء والطرقات المؤدية إليه في الضاحية الجنوبية لبيروت، إلى أن النقطة المركزية في دول وقوى وفصائل المقاومة كانت تتجسد في قاسم سليماني، وبالتالي كان القرار بقتله بشكل علني وهذا كان له أهداف سياسية ونفسية وعسكرية، هم يأملون أن يحصل وهن في العراق وقوى المقاومة وأن تتراجع الصلة المتينة بين محور المقاومة وإيران، يأملون أن تخاف إيران وتتراجع، لكن ما حصل أن المواجهة مع الجريمة بدأت بعد ساعات من تنفيذها. ففي إيران، كان ترامب يأمل ترهيب طهران وإخضاعها من أجل الذهاب إلى المفاوضات وأن لا تقوم بأي رد فعل على الجريمة، لأن الرد بدأ من بيان الإمام السيد خامنئي الواضح وباقي البيانات والشعب الإيراني الذي نزل بشكل عفوي في كل المدن الإيرانية. وأضاف: بومبيو كان يراهن على موقف الشعب الإيراني وكيف سيتعاطى مع الاستشهاد، أقول لبومبيو شاهد التلفاز غداً وتلقَّ رسالة الشعب الإيراني من طهران وكرمان كما تلقيتها اليوم من مشهد.
كما ساهم سليماني في التحرير الأول للعراق سيساهم في التحرير الثاني
وأشار نصر الله إلى أن إيران أعلنت أنها سترد وتنتقم، وبالتالي الهدف الأول للعملية أسقطه الإيرانيون، وفي العراق كان الأميركي يراهن على ضعضعة الحشد الشعبي والفريق الوطني ويذهب العراق إلى محنة داخلية وتحصل عملية ترهيب لبقية العراقيين، فالرد العراقي بدأ بتشييع الشهداء صفاً واحداً. ورأى أن الحراك الشعبي من الخميس إلى اليوم دليل على انقلاب السحر على الساحر في العراق. وأوضح نصر الله أن الشهيد سليماني كان خلف المقاومة التي حررت العراق من الإرهاب، ويجب أن يؤدي دمه ودم أبو مهدي إلى التحرير الثاني للعراق من الاحتلال الأميركي.
البناء
المنطقة والعالم على صفيح ساخن واحتمالات حرب كاملة… والملف النووي الإيراني على الطاولة
العراق يبدأ ثأره للمهندس ودفاعه عن سيادته بإعلان قانونيّ “الوجود الأميركي احتلال”
نصرالله: القصاص العادل لاغتيال سليماني يعني منطقة خالية من القوات الأميركية
كتب المحرّر السياسيّ
تراجعت كل الملفات المحلية إلى الخلف في كل دول المنطقة، ولبنان منها، بل إن البعض يتحدّث عن الحاجة لإعادة تقييم التوجّهات التي كانت تحكم التعامل مع الملفات المحلية بما فيها الحكومة اللبنانية العتيدة، في ضوء المتغيرات الناجمة عن المتغيرات الكبرى التي دخلتها المنطقة وستسيطر عليها حتى موعد الانتخابات الأميركية خريف هذا العام. فالزلزال الذي افتتحه الإعلان الأميركي عن قرار اغتيال قائدين عسكريين رسميين في دولتين كبيرتين في المنطقة، واحدة تربطها معاهدات أمنية وعسكرية مع واشنطن هي العراق، وثانية تحكم علاقة المواجهة بينها وبين واشنطن ضوابط وقواعد اشتباك وخطوط حمراء هي إيران، قلب الموازين وغير المعادلات.
أول الدهشة هو أنها المرة الأولى التي تعلن فيها دولة مسؤوليتها عن عملية اغتيال مسؤول حكومي لدول أخرى ببيان رئاسي، ما يعني عملياً سقوط كل مفردات القانون الدولي، والعلاقات الدبلوماسية والمواثيق والمعاهدات التي تنظم أصولها. فالإعلان الأميركي عن اغتيال القائدين العسكريين العراقي أبومهدي المهندس والإيراني قاسم سليماني، سابقة لم تشهد العلاقات الدولية مثيلاً لها، وربما لن تشهد، وفي ظروف مختلفة كانت ترتّب عزل الرئيس الأميركي بتهم جنائية وإحالته إلى محكمة الجنايات الدولية كمجرم وقاتل، لكن ذلك لم يحدث ولن يحدث لأن العالم كله بات محكوماً خارج القانون. فالقانون السائد والمهاب الجانب هو قانون القوة، والرئيس الأميركي تخطى بفعلته حدود الانتهاك القانوني الذي تمثله ليُرسي كما في العقوبات المالية التي ينفذها، أن حكومته هي من يضع القوانين ومن يرعى تنفيذها فتعاقب وتحاصر وتقتل على هواها وبقرار رسمي معلن. وما تفعله مع إيران وفي العراق هو رسالة لنصف الكرة الأرضية، حيث لها أصدقاء وحلفاء تربطها بهم معاهدات وتحالفات كحال العراق، ولنصفها الآخر الذي تخاصمه وتخوض معه حال المواجهة كحال إيران ومن خلفها محور المقاومة.
صمت العراق وتقبّله السلوك الأميركي يعني فتح الباب لإذلال كل من يرتبط بمعاهدة مع واشنطن واستباحة سيادته ودماء قادته، وصمت إيران يعني تصفية قادة المقاومة واستهداف بناها ومقدراتها، وفرض الحكم العرفي في المنطقة بحق كل الذين يخالفون واشنطن ويخاصمونها، والرسالة تصل لدول أوروبا في النموذج العراقي ولدول عظمى كروسيا والصين في الرسالة الإيرانية.
قرّر العراق ألآ يصمت وأن يوجّه رسالة الدفاع عن السيادة والثأر للدماء، فأصدر مجلس النواب العراقي قانوناً ينهي المعاهدة الأمنية مع الحكومة الأميركية، ويعلن وجود القوات الأميركية في العراق احتلالاً أجنبياً ينتهك السيادة، فصارت مقاومته مشروعة. وأعلن رئيس الحكومة المستقيلة عادل عبد المهدي أن القوات العراقية لن تستطيع بعد اليوم حماية القوات الأميركية ولا استضافتها، وأن المؤسسات العراقية المعنية بدأت ترتيبات إنهاء الوجود الأميركي.
قررت إيران على أعلى مستوياتها الدينية والدستورية والسياسية والعسكرية أن قرار الرد سيكون حاسماً، وأن المواجهة فتحت ولن تتوقف بدون الثأر للقائد قاسم سليماني، وتحدثت مصادر إعلامية إيرانية عن مراجعة قانونية تجري لالتزامات إيران النووية، بعدما تمّ فتح الباب لتخصيب اليورانيوم بلا قيود. وتحدّثت مصادر أوروبية عن القلق من قرار إيراني مفاجئ بامتلاك القنبلة النووية والخروج من الطابع السلمي لبرنامجها النووي، للحصول على قدرة الردع اللازمة بوجه الجموح الأميركي بعما ظهرت محدودية المناخ الدولي على وقف الاندفاعات الإجرامية للرئيس الأميركي، بينما قالت مصادر متابعة في طهران إن الرد لن يكون متسرعاً لكنه لن يتأخر، وسيكون على أهداف عسكرية أميركية، وربما يطال منشآت في كيان الاحتلال وقواعد في الخليج وأفغانستان، بعدما تكفل العراقيون بترحيل القوات الأميركية من العراق، وبعدما بدا مع موقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن قوى المقاومة ستتكفّل بالتعامل مع الوجود العسكري الأميركي في عدد من دول المنطقة.
كلام السيد نصرالله الذي شرح السياق السياسي لعملية الاغتيال، ومعاني الإعلان الرسمي عن المسؤولية الأميركية، تضمّن تحديداً للموقف الذي يتبناه محور المقاومة في التعامل مع مرحلة جديدة قال إنها بدأت مع الاغتيال، حيث جعل ترجمة القصاص العادل الذي دعا إليه رداً على الاغتيال، بجعل المنطقة خالية من أي وجود عسكري أميركي، داعياً كل قوى المقاومة إلى ترجمة هذا الالتزام في ساحتها ووفقاً لقدراتها وخططها.
مصادر متابعة للملف الإقليمي والدولي قالت بعد كلام السيد نصرالله، إن الكلمة هي برنامج العمل الذي يعبر عن رؤية محور المقاومة بدوله وقواه، بعدما أتاحت الساعات الفاصلة عن الاغتيال حالة تشاور وتواصل على أعلى المستويات أفضت إلى رسم الخيار المشترك، الذي يعني دخول المنطقة والعالم مرحلة جديدة، بحرب مقاومة تهدف إلى إخراج القوات الأميركية من المنطقة، وهذا تحوّل نوعي في الجغرافيا السياسية والعسكرية والاقتصادية في العالم. وتوقعت المصادر أن تؤدي ترجمة هذا القرار على مستوى قوى محور المقاومة وحكوماته إلى نصف حرب، ربما تتحوّل إلى حرب كاملة إذا واصل الرئيس الأميركي التعامل برعونة مع المنطقة وتوازناتها، وتساءلت عما إذا كان العالم بجناحيه الملتحق بالسياسات الأميركية والمختلف معها قادر على فعل شيء يمنع الانزلاق إلى مواجهة كبرى سيكون لها الكثير من الانعكاسات والتداعيات على الملف النووي الإيراني وسلميّته أولاً، وعلى طرق التجارة الدولية ومضيقاتها وممراتها المائية ثانياً، وعلى أسواق النفط والغاز ثالثاً. وتساءلت المصادر عما إذا كان الرأي العام الأميركي والمؤسسات الدستورية الأميركية سيستطيعان منع الانفجار الكبير في توقيت مناسب، طالما أن شهوراً عدة لا تزال تفصلنا عن الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي ينظر إليها المتابعون كمناسبة لوقف التصعيد بإزاحة الرئيس الأميركي من المشهد السياسي، فماذا حتى ذلك الحين، وما سيقع من ضحايا وما سيُراق من دماء، وما يخرب من عمران؟
وأكد السيد نصر الله أن «هذا الاعتداء الأميركي هو بداية أميركية في المنطقة وهو حرب جديدة من نوع جديد، وقد بحثت أميركا عن شيء يحقق لها إنجازاً ويدعم حلفاءها ويكسر محور المقاومة ولكن لا يؤدي إلى حرب مع إيران».
وكشف السيد نصرالله أنه قال للشهيد سليماني في الزيارة قبل الأخيرة «إن هناك تركيزاً في الإعلام الأميركي عليك لاغتيالك، فرد الحاج قاسم بالابتسامة قائلاً «ادعُ لي بذلك»، مشيراً إلى «أنه أينما ذهبوا أميركا و»إسرائيل» في المنطقة وفي كل محور المقاومة كانوا يجدون قاسم سليماني في مواجهتهم من سورية إلى العراق واليمن وأفغانستان».
ولفت السيد نصرالله الى “أن “اسرائيل” تعتبر أن أخطر رجل على وجودها وكيانها هو قاسم سليماني وكانت لا تتجرأ على قتله فلجأت إلى أميركا لقتله، وكانوا يأملون باغتيال الحاج قاسم أن يحصل وهن بالعراق وأن يتراجع محور المقاومة وأن يسقط التنسيق بين المحور وأن تخاف إيران فتتراجع وغير ذلك”. وأضاف أن القصاص العادل يعني إنهاء الوجود الأميركي من القواعد العسكرية والبوارج وكل ضابط وجندي أميركي على أرضنا في المنطقة”. وتابع “عندما تبدأ نعوش الضباط والجنود الأميركيين بالعودة إلى بلادهم سيدرك ترامب أنه خسر، وعندما يرحل الأميركيون عن منطقتنا سيصبح تحرير القدس أقرب”.
وتناوب الخبراء والمحللون العسكريون على محطات التلفزة على تحليل خطاب السيد نصرالله، حيث أجمعوا على أن المنطقة أمام مرحلة جديدة من المواجهة مع الولايات المتحدة وأن ثمن اغتيال سليماني سيكون نهاية الوجود الأميركي في المنطقة، مشيرين الى توحيد جبهات وقوى ودول محور المقاومة استعداداً للرد السريع على اغتيال سليماني والمهندس.
ووصف الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور هشام جابر خطاب السيد نصرالله بالاستراتيجي وإعلان لمرحلة جديدة وفاصلة من تاريخ الصراع بين المحور الأميركي ومحور المقاومة، ولفت جابر لـ”البناء” الى أن “السيد نصرالله حدّد دائرة الرد بالتواجد الأميركي في المنطقة وهدفه إنهاء هذا الوجود العسكري كلياً وبالتالي السياسي والاقتصادي”. وبرأي العميد جابر فإن “الرد سيتركز على مجموعة كبيرة من القواعد العسكرية والمصالح الاقتصادية الأميركية في أي مكان يتواجد فيه حلفاء وأذرع إيران في كامل المنطقة”. وتوقع جابر أن يكون الرد الايراني سريعاً وليس متسرّعاً ومدروساً ويهدف لتحقيق أهداف استراتيجية عسكرية وسياسية أهمها إخراج الأميركيين من العراق وسورية ثم من الخليج، ويوضح جابر أنه “صحيح أن الولايات المتحدة اقوى عسكرياً من إيران في العراق، لكن الوجود العسكري الإيراني في سورية أقوى من الوجود الأميركي لكن بشكل غير مباشر، فلديها عشرات الآلاف من المقاتلين من حلفائها في حزب الله والحشد الشعبي ومستشارين إيرانيين وغيرهم وقادرة على ضرب القوات الأميركية في سورية المحصورة فقط في قاعدتي التنف ودير الزور، حيث تواجد النفط، فيما قادرة إيران على ضرب مصالح سياسية واقتصادية وعسكرية لأميركا في العراق لا سيما في قاعدة عين الأسد فضلاً عن البوارج الاميركية في الخليج”، ويستنتج جابر من كلام السيد نصرالله بأن “الردّ سيكون متتالياً وعلى دفعات من جبهات محور المقاومة، إنما بشكل لا يُجبر الولايات المتحدة على ضرب الـ52 هدفاً في إيران”. وحذر جابر من أن “قيام واشنطن بهذه الخطوة ستشعل المنطقة بأسرها في حرب كبيرة، ما يدفع إيران الى إطلاق عشرات آلاف الصواريخ على القواعد الأميركية في الشرق الاوسط والخليج البالغة 51 منصة أساسية من جيبوتي الى الخليج”، وتوقع جابر “رداً فلسطينياً على “إسرائيل” ورداً من اليمن عبر ضرب مصالح حلفاء واشنطن في البحر الأحمر والخليج”.
وفي موازاة الجهود الرسمية للإسراع بتأليف الحكومة الجديدة، انشغلت الأوساط السياسية الداخلية بالتداعيات المحتملة للتصعيد الاقليمي على لبنان، فقد أجرى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، عدداً من الاتصالات بنظرائه وزراء الخارجية الإقليميين والدوليين، شدد فيها على “وجوب تجنب التصعيد في المنطقة ووضع حد للتوتر الحاصل، لئلا يؤدي الى وقوع حرب في المنطقة لا تُحمد عقباها”.
وأكد “موقف لبنان بوجوب إبعاده عن التداعيات السلبية لهذا التصعيد، والحاجة الى التفاوض بدلاً من العنف، لأن الحوار يؤمن الحلول ويحفظ الأمن والاستقرار، وهما حاجة حيوية للبنان لخروجه من ضائقته المالية الصعبة”. ولمس باسيل “تفهماً كاملاً للوضع اللبناني والحاجة إلى تجنيبه أي أضرار إضافية”. على صعيد تأليف الحكومة رجحت أوساط نيابية لـ”البناء” إعلان الحكومة خلال أيام بعد تذليل العقد المتبقية، فيما تحدث وزير المال علي حسن خليل عن تقدم كبير وأننا “قاب قوسين او ادنى من إعلان الحكومة”، مضيفاً: “لا يعنينا اسم وشكل الحكومة انما يعنينا مشروعها القادر على بناء الثقة مع الناس، نريد حكومة تترجم الإصلاح إصلاحاً حقيقياً ولا تعتمد على الشعارات إنما على الأفعال”.
اللواء
برلمان العراق ينهي الإتفاقية الأمنية.. وصواريخ على السفارة في المنطقة الخضراء
ترامب يتوعّد طهران بردّ غير متناسب.. تضامن أوروبي مع واشنطن ووساطة مع إيران
بدأت أمس تدريجيا عمليات الردّ التي توعدت بها إيران وحلفاؤها على الولايات المتحدة الاميركية عقب اغتيالها الجنرال الإيراني النافذ قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في غارة أميركية في بغداد الجمعة الماضي، في وقت شدد فيه البرلمان العراقي الضغوط على واشنطن بمطالبتها بانهاء الاتفاق الامني بين البلدين.
وسقط أمس صاروخان على الأقل مساء أمس في محيط السفارة الأميركية داخل المنطقة الخضراء الشديدة التحصين وسط بغداد، بعد ساعات من انتهاء مهلة حددها فصيل موال لإيران للقوات الأميركية، بحسب ما أفاد شهود وكالة فرانس برس. وفي كينيا اعترف الاميركيون أمس بسقوط ثلاثة قتلى بينهم عسكري أميركي ومتعاقدين مع الجيش الاميركي في هجوم لحركة الشباب الصومالية على قاعدة عسكرية تديرها قوات أميركية وكينية في لامو (جنوب شرق كينيا) قرب الحدود الصومالية.
وكان فصيل حزب الله العراقي المسلح قد دعا أمس الاول القوات العراقية إلى الابتعاد من أماكن تواجد القوات الأميركية بدءاً من الساعة الخامسة (14،00 ت غ) بعد ظهر أمس. وأفاد مصدر أمني عن سقوط صاروخ ثالث على حي سكني قريب من المنطقة الخضراء، أسفر عن إصابة أربعة مدنيين من عائلة واحدة بجروح، بحسب ما أكد مصدر طبي لوكالة فرانس برس.
وعقب سقوط الصورايخ أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة سترد بضربة سريعة وربما غير متناسبة على أي ضربة إيرانية. وأضاف أن التصريحات الإعلامية هذه ستكون بمثابة إخطار للكونغرس إذا استهدفت إيران أي أميركي. وغرّد ترامب عبر تويتر معلنا أن بلاده سترد سريعا وربما بطريقة غير متناسبة إذا هاجمت إيران أي فرد أو هدف أميركي. وقال: «هذه المنشورات الإعلامية تمثل إشعارا للكونغرس الأميركي بأن إيران إذا هاجمت أي شخص أو هدف لنا، فسترد الولايات المتحدة بسرعة وبشكل كامل وربما بطريقة غير متناسبة. مثل هذا الإشعار القانوني غير مطلوب لكنه صدر رغم ذلك».
وفي وقت سابق، غرد ترامب عبر صفحته على تويتر في ساعة مبكرة قائلا «هاجمونا، وجاءهم ردنا، وإذا هاجموا مرة أخرى، وهو ما أنصحهم بشدة بعدم القيام به، فسنضربهم بقوة أكبر مما تعرضوا له من قبل!». وأضاف في تغريدة أخرى «أنفقت الولايات المتحدة تريليوني دولار على المعدات العسكرية، نحن الأكبر والأفضل على الإطلاق في العالم! إذا هاجمت إيران قاعدة أميركية أو أي أميركي فسنرسل إليها بعض تلك المعدات الجميلة الجديدة وبدون تردد». وفي تغريدات سابقة، أكد ترامب أن واشنطن سترد بقوة وسرعة حال استهداف إيران أي أميركيين أو أصول لواشنطن. وقال عبر «تويتر»: «وضعنا قائمة تشمل 52 هدفاً إيرانياً بعضها ذو مكانة عالية وتمثل أهمية كبرى لإيران، سيتم ضربها بقوة وسرعة إذا ضربت إيران أي أميركيين أو ممتلكات أميركية». وأشار إلى أن «إيران تتحدث بجرأة شديدة عن استهداف بعض الأصول الأميركية كانتقام بعد أن خلصنا العالم من زعيمهم الإرهابي الذي قتل قبل فترة قصيرة أميركياً، وأصاب آخرين بجروح خطيرة، ناهيك عن كل الأشخاص الذين قتلهم طوال حياته، بما في ذلك مئات المحتجين الإيرانيين في الآونة الأخيرة».
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أعلن في وقت سابق في مقابلة تلفزيونية إنّه يرى «احتمالات حقيقية» لإقدام إيران على استهداف جنود أميركيين ردّاً على اغتيال سليماني. وقال الوزير لشبكة فوكس نيوز «نعتبر أنّ هناك احتمالات حقيقية أن ترتكب إيران خطأ وتتّخذ قرار استهداف بعض قواتنا، قوات عسكرية في العراق أو جنود في شمال شرق سوريا». وأضاف «سترتكب إيران خطأ جسيماً إذا حاولت استهدافهم ولكننا نستعد لأيّ ردّ من أيّ نوع». وأتى تصريح بومبيو في وقت قال اللواء حسين دهقان، المستشار العسكري للمرشد الأعلى علي خامنئي، في مقابلة مع شبكة سي إن إن الأميركية إنّ «الرد سيكون بالتأكيد عسكرياً وضدّ مواقع عسكرية».
ولدى الولايات المتحدة نحو 60 ألف جندي في المنطقة، بينهم نحو 5200 جندي في العراق. وطلب البرلمان العراقي من الحكومة أمس «إنهاء تواجد أي قوات أجنبية» في العراق، وذلك خلال جلسة استثنائية عقدها بحضور رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي. وردّاً على سؤال عن قرار البرلمان العراقي قال بومبيو إنّ عبد المهدي هو رئيس وزراء مستقيل ويواجه «تهديدات هائلة من جانب» القادة الإيرانيين. وأضاف رئيس الدبلوماسية الأميركية «نحن مقتنعون بأنّ العراقيين يريدون أن تبقى الولايات المتحدة هناك لقيادة الحرب ضد الإرهاب، وسنواصل فعل كل ما هو ضروري لحماية أميركا».
وفي وقت لاحق، قالت الخارجية الأميركية في بيان أن واشنطن تشعر بخيبة أمل من قرار البرلمان وأنها حثّت القادة العراقيين بأن يأخذوا بعين الاعتبار أهمية العلاقات الاقتصادية والعسكرية بين البلدين مؤكدة ان الاستمرار في محاربة داعش مصلحة مشتركة بين البلدين. وصادق النواب العراقيون على «إلزام الحكومة العراقية بحفظ سيادة العراق من خلال إلغاء طلب المساعدة»، بحسب ما أعلن رئيس البرلمان محمد الحلبوسي. وقبيل ذلك، تلا عبد المهدي كلمة أمام 168 نائباً حضروا الجلسة، قدم فيها التعازي بمقتل سليماني عارضا مجريات الأحداث السياسية في البلاد.
وقال عبد المهدي «للتاريخ، أذكر بأنني كنت على موعد مع الشهيد سليماني في الساعة الثامنة والنصف من صباح استشهاده وكان من المقرر ان يحمل لي رسالة من الجانب الإيراني رداً على الرسالة السعودية التي أوصلناها للجانب الإيراني للوصول الى اتفاقات وانفراجات مهمة في الإوضاع في العراق والمنطقة». وإذ اعتبر رئيس الوزراء المستقبل أن عملية اغتيال سليماني «سياسية»، أوصى بإنهاء تواجد القوات الأجنبية عبر إجراءات عاجلة، و«يبقى الأفضل للعراق مبدئياً وعملياً (…) إعادة تنظيم علاقات صحية وصحيحة مع الولايات المتحدة وبقية الدول».
ومن المفترض الآن بعد دعوة البرلمان، أن تصادق الحكومة عليها، إذ إنها الوحيدة المخولة سحب الدعوة للقوات الأجنبية، وبالتالي إرسال القرار إلى مجلس الأمن لتنفيذه. وليس معلوماً الجدول الزمني لهذا القرار، لكن الكتل البرلمانية المناهضة للولايات المتحدة، تسعى لأن يطبق في أسرع الآجال. وقاطع النواب الأكراد وعدد كبير من النواب السنة الجلسة، إذ إنهم يدعمون تواجداً أميركياً في البلاد لمواجهة تمدد النفوذ الإيراني.
ووسط الخشية من الأعمال الانتقامية، أعلن حلف شمال الأطلسي أمس الاول تعليق مهام التدريب التي يقوم بها في العراق، وكذلك فعل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بإعلانه أمس أنه سيعلّق عمليات تدريب القوات العراقية والعمليات القتالية ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، بسبب «التزام حماة القواعد العراقية التي تستضيف قوات التحالف».
وفي المواقف الدولية، اكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لنظيره الأميركي «تضامنه الكامل مع الحلفاء» داعياً ايران الى الامتناع عن أي «تصعيد عسكري من شأنه مفاقمة عدم الاستقرار الاقليمي»، وفق بيان للرئاسة الفرنسية أمس. واورد البيان أنه «في ظل تصاعد التوترات في العراق والمنطقة»، اعرب ماكرون أيضا «عن قلقه حيال الانشطة المزعزعة للاستقرار التي مارسها فيلق القدس بقيادة الجنرال قاسم سليماني» و«ذكر بضرورة أن تضع ايران حدا لها الان». وشدد ماكرون على «عزم فرنسا على العمل الى جانب شركائها الاقليميين والدوليين لتهدئة التوترات». وكرر أن «الاولوية يجب ان تكون لاستمرار عمل التحالف الدولي ضد داعش (تنظيم الدولة الاسلامية) في إطار الاحترام التام لسيادة العراق بهدف (ضمان) أمنه والاستقرار الاقليمي».
إلى ذلك، توافق قادة ألمانيا وفرنسا وبريطانيا أمس على العمل معاً من أجل احتواء التوتر في الشرق الاوسط إثر مقتل سليماني وفق ما اعلن متحدث باسم الحكومة الالمانية. وقال المتحدث بعدما تشاورت أنغيلا ميركل هاتفيا مع ايمانويل ماكرون وبوريس جونسون، إن «المستشارة والرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني توافقوا على العمل معاً لخفض التوترات في المنطقة». وأضاف أن القادة الثلاثة «متوافقون على أن نزع فتيل التصعيد هو أمر ملح»، متابعاً أنّ «إيران مطالبة بإلحاح باظهار ضبط النفس في الظروف الراهنة».
ودعا الاتحاد الأوروبي وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، لزيارة العاصمة البلجيكية بروكسل. وذكر بيان صادر عنه أن جوزيب بوريل، مسؤول الشؤون الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، دعا وزير الخارجية الإيرانية، محمد جواد ظريف، لزيارة بروكسل. وجاء في البيان أن التكتل الأوروبي يهدف، مرة جديدة، من خلال هذه الدعوة، إلى «خفض التصعيد» في الشرق الأوسط، ولكنه لم يحدد موعداً للزيارة، مفصلاً فحوى الاتصال الهاتفي الذي أجراه بوريل، بظريف، أمس الاول.
وأمس استدعي القائم بالاعمال الألماني إلى وزارة الخارجية الإيرانية بعد ملاحظات «غير مقبولة» لـ«بعض المسؤولين الألمان» في شأن مقتل قائد فيلق القدس، وفق ما أورد بيان رسمي. وقالت الخارجية إن طهران أعربت للدبلوماسي عن «احتجاجها الشديد».
والجمعة، أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الألمانية أولريكي ديمر أنّ الضربة الأميركية التي أسفرت عن مقتل سليماني جاءت «ردّاً على سلسلة استفزازات عسكرية تتحمّل إيران مسؤوليتها». وعبرت المتحدثة عن «قلقها الشديد» بعد مقتل سليماني ودعت الى «احتواء التصعيد».
وأمس اجتاحت حشود هائلة شوارع مدينتي الأهواز ومشهد الإيرانيتين للمشاركة في تشييع سليماني في اغتيال أعلنت طهران الحداد الوطني عليه ثلاثة أيام. ومنذ الصباح بث التلفزيون الإيراني برنامجاً خاصاً عن الجنازة الوطنية التي ستستكمل في طهران اليوم، قبل دفنه غدا في مدينة كرمان، مسقط رأسه بجنوب شرق البلاد.
في المقابل، خرج متظاهرون في مدن عدة في العراق أمس وهم يهتفون «لا للاحتلالين الأميركي والإيراني»، معدلين شعارهم للمطالبة بإبعاد بلدهم عن الصراع في ظل التوتر الذي بلغ أوجه بين طهران وواشنطن إثر اغتيال سليماني في ضربة أميركية في بغداد.
المصدر: صحف