بينَ مقاماتِ الائمةِ وقلوبِ الاحبةِ كانَ طَوافُ الوَداعِ لقادةِ النصرِ والجِهاد..
آخِرُ الجولاتِ على الارض التي حرَّراها ورِفاقَهُما من الارهاب، كانت لجُثمانَيِ الشهيدينِ الكبيرينِ الفريق قاسم سليماني والحاج ابو مهدي المهندس وثُلَّةٍ من الشهداء..
لم يَعهَد عِراقُ الحزنِ تَشييعاً مَهيباً كهذا، ولم تكُن حروفُ بغدادَ العريقةُ لتَفيَ بلاغةَ الحزنِ والفَخرِ في آن، وكقداسةِ كربلاءَ كانَ خشوعُ التأبين، والنجفُ آخِرُ المحطاتِ العراقية، في آخِرِ زيارةٍ للحجي قاسم اليه..
لكنهُ باقٍ يقولُ العراقيونَ والايرانيونَ وكلُ ابناءِ مِحورِ المقاومة، في ضريحِ توأمِ جِهادِهِ ابو مهدي المهندس، ومعَ المرابطينَ بوجهِ العدوِ التكفيري، والهاتفينَ بوجهِ الاحتلالِ الاميركي حتى التحريرِ.. فالمَهَمَّةُ التي جاءَ لأجلِها الفريقُ سليماني الى العراق، ستُنجَزُ باِذنِ الله – وَعَدَ العراقيون – والهتافُ المخضَبُ بالدمِ والعزيمةِ اَمامَ نعوشِ الشهداءِ، ألاّ وجودَ للاميركي على ارضِ العِراقِ الابيّ..
ما هتفَ بهِ العراقيونَ أكدهُ الايرانيونَ لا سيما قادةُ الحرسِ الثوريِّ الذين اَقسموا على اِنجازِ مَهَمَّةِ الحاج قاسم، باخراجِ الاميركيِ مِنَ المِنطَقَةِ ككُل، بفيضِ الدمِ الزاكي وسواعدِ ابناءِ مدرستهِ الخمينية، الذينَ سيجعَلونَ الاميركي نادِماً على فعلتِهِ الاجرامية..
وفيما تستعدُ ايرانُ لاستقبالِ سيدِ شهداءِ مِحورِ المقاومة، ويتحضَرُ لُبنانُ لحفلِ التأبينِ غداً برعايةِ قائدِ المقاومة سماحةِ السيد حسن نصر الله، كانَت فِلَسطينُ اليومَ تَلهَجُ باسمِ توأمِ انتصاراتِها، ومِدادِ مقاوميها، وعنوانِ الرعبِ المزروعِ في قلبِ اَعدائِها، الحاج قاسم سليماني..
الحاج الذي وصفَهُ الصهاينةُ بالعدوِ الاكثَرِ خطراً على كِيانِهِم، الذي حاصرَهُم وخَنَقَهُم بالصواريخِ في عمليةٍ ممنهجة، كما قالَ مُحلِّلُوهُم. اما التحليلاتُ الامنيةُ لديهم ولدى الاميركيينَ فاَوصلَتهُم الى اعلى درجاتِ الرعبِ والاستنفارِ من الردِّ الحتميِ على عمليةِ الاغتيال..
المصدر: قناة المنار