حتى آخِرِ ساعاتِه، يُبقي العامُ الفينِ وتسعةَ عشرَ على نيرانِه مشتعلةً في غيرِ منطقةٍ من العالم.. فالنارُ التي اشعلَها الاميركيون لاحراقِ العراق، باتت تطالُ سفارتَهم، وصدَى صواريخِهم التي استهدفت مجاهدي الحشدِ الشعبي، ارتدَّت أرقاً يُقلقُ جنودَهم وقيادتَهم ..
شيعَ العراقيونَ شهداءَ الحشد، وكتبوا بدمائهم على جدرانِ السفارةِ الاميركيةِ في بغداد ما لن يستطيعَ تهويلُ دونالد ترامب إمحاءَه: ضرورةُ خروجِ القواتِ الاميركيةِ من العراق.. وفيما تتوسلُ الخارجيةُ الاميركيةُ القواتِ العراقيةَ حمايةَ سفارتِها غيرِ المرغوبِ بأفعالِها لدى الشعبِ العراقي، تبجحَ البنتاغون باستعدادِه لارسالِ قواتٍ من المارينز لحمايةِ سفارتِهم. فيما الحمأةُ السياسيةُ العراقيةُ على حالِها، وبلا حكومةٍ الى الآن..
الحكومةُ اللبنانيةُ المأمولةُ ما زالت رهنَ الاتصالاتِ والمساعي الحثيثةِ بينَ الرئيسِ المكلفِ والقوى السياسية، مساعٍ تسيرُ في الاتجاهِ الصحيحِ دونَ حسمِ جميعِ النقاطِ العالقة، على أن تتكثفَ المشاوراتُ ابتداءً من الغد، وسْطَ آمالِ رئيسِ الجمهوريةِ بامكانِ الخروجِ من الازمة، ومحاولةِ جمعِ الشملِ السياسي لتأليفِ حكومةٍ فعالةٍ في الايامِ القليلةِ المقبلة..
امّا ما يُقبلُ عليهِ العامُ الجديد، فسجالٌ بالوانِ الاقنعةِ المتساقطةِ بينَ بيتِ الوسط والمختارة، تولاها الرئيسُ المستقيلُ سعد الحريري والنائبُ السابقُ وليد جنبلاط بشخصِهما، ولم تَكشِف تغريداتُهما الا القلوبَ المليانة، بمفاعيلَ رجعية..
المصدر: المنار