استراحةٌ معَ الميلادِ المجيد، كان ينتظرُها اللبنانييون من صخَبِ ازماتِهم، ويريدونَها مساحةً للهدوءِ والدعاء، بانْ ينجوَ الوطن، معَ اولى بشائرِ السيرِ على الطريقِ الصحيح، بحكومةٍ جامعةٍ تنقذُ البلادَ والعباد..
لكنَ البعضَ قرَّرَ انْ لا فسحةَ ولا استراحةَ حتى عشيةَ الميلادِ المجيد، والا ما معنى هذا الصراخِ الصاخبِ في فضاءِ الايجابيةِ التي ادَّعاها لايام؟ وكيفَ لطولِ دعاءٍ بالتوفيقِ لحسان دياب ان يستفيقَ بعدَه برميِ كلِّ العراقيلِ أمامَه، وحملِ السيفِ مصلتاً على الوطنِ ككلٍّ وليس على جهةٍ او فئةٍ او وزير؟
فمن يحملُ وزرَ هذا الكلام، وان كانَ اعتادَ اطفاءَ النارِ على ما يقول، فلماذا صبَّ الزيتَ عليها؟ واطلاقُ السهامِ بكلِّ اتجاه، وليسَ تجاهَ جبران باسيل فحسب، بل الرئيسِ نبيه بري والنائبِ السابق وليد جنبلاط .. وعلى كلِّ حال، فانْ تمَ تثبيتُ الدردشةِ الاعلامية، ولم يَمحُها اليومُ التالي كالمعتاد، فعندَها يُبنى على الكلامِ مقتضاه..
كلامٌ بالاطارِ الحكوميِّ العامِّ حملَه الرئيسُ المكلفُ حسان دياب الى قصرِ بعبدا في زيارةِ معايدةٍ بالميلاد، فكانَ التجاوبُ الرئاسيُ كاملا، ما يعني انَ الامورَ تسيرُ كما يجب، واِن شاء الله خيرا، كما قال..
خيرٌ مرجو، للحدِّ قدرَ الامكانِ من ازمةٍ اقتصاديةٍ وماليةٍ حادة، وصلت بتداعياتها اليومَ الى صورةِ اشكالاتٍ وتضاربٍ في احدِ مصارفِ الشمال، ما دفعَ وزيرَ المالِ في حكومةِ تصريفِ الاعمالِ الى التحذيرِ من فرضِ اجراءاتٍ لحمايةِ رواتبِ الموظفينَ المحبوسةِ في المصارف ، وفقَ تعبيره…
هي اموالٌ تمنعُ عن مستحقيها، وتكادُ تكفيهم كفافَ يومِهم مع الغلاءِ المستشري والجشعِ المتحكمِ ببعضِ التجار، فيما المصارفُ السويسريةُ تبوحُ ببعضِ اسرارِها، وتنبئُ ارقامُها عن ملياراتٍ لحسابِ قلةٍ من السياسيين، لا يزالونَ يتمَنَّعُونَ عن الخجل ..
في فلسطينَ المحتلة ، لم تمنع اجراءاتُ الاحتلالِ وسطوتُه ومشاريعُه التهويديةُ المسيحييينَ من احياءِ ليلةِ وعيدِ ميلادِ السيدِ المسيحِ عليه السلام في القدسِ وبيتَ لحم المحتلتين .. مناسبةٌ تحيي مجدداً الامالَ بايامٍ لا بدَ قادمةٌ حيثُ يجتمعُ المسيحيون والمسلمون في كلِّ اعيادِهم على ابوابِ المدينةِ المقدسةِ وهي محررةٌ وسيدةُ نفسِها.