في دائرةِ الانتظارِ الثقيلِ يقفُ لبنان، وقُبيلَ الاستشاراتِ النيابية المقررة الاثنين لاختيارِ رئيسٍ للحكومة، تتقلبُ السيناريوهاتُ وتتعددُ الاحتمالاتُ، تحتَ تأثيرِ تقلُّبِ النوايا والبيانات، والتسريباتِ والاشاعاتِ وحتى التهويلات.
وما ستحملُهُ الساعاتُ الفاصلةُ عن الاثنينِ من لقاءاتٍ ومشاورات، كفيلةٌ بايضاحٍ المشهدِ الذي سيؤولُ اليهِ الواقعُ الحكومي. فيما واقِعُ التلميحاتِ يؤشرُ الى تقلبِ النوايا وتحريكِ الشوارعِ والخلايا، والاستفادةِ من الوقتِ للضغط، من دونِ الالتفاتِ الى احوالِ اللبنانيينَ ومصيرِهِم..
رئيسُ مجلسِ النواب نبيه بري أكدَ دعمَهُ مرشحَ الرئيس سعد الحريري لرئاسةِ الحكومة المهندس سمير الخطيب، والنائب السابق وليد جنبلاط الذي تنبأَ بايامٍ صَعبةٍ وأكثرَ قَساوةً، طالبَ بما سماهُ الحدَ الادنى من الاصولِ الدستوريةِ بالتشكيل، فيما شكلُ التصريحِ القواتيِ كان أكثرَ وضوحاً مع رئيسِ جهازِ التواصلِ والاعلام الذي تنبأَ بعصيانٍ مدنيٍ واشعالِ الشارعِ اِذا حصلَت الاستشاراتُ، وتمَّ تكليفُ سميرِ الخطيب، بل اضافَ الى التهويلِ تهديداً، باَنَ الخطيبَ لن يدخُلَ السرايَ الا بالقوة.
استعراضُ القوةِ هذا ومعهُ بياناتُ الحُرُم العائلي والمناطقي لم يُغيروا بِخِيارِ سميرِ الخطيب الذي لا يبني موقفَهُ وخِيارَهُ على معلوماتٍ تُنشَرُ في الصحفِ أو أخبارٍ تتناقلُها الصالونات، كما قالت مصادرُ مقربةٌ منه، بل إنَّ أيَّ موقفٍ سيتّخذُهُ يستندُ فيهِ الى ما يسمعُهُ مباشرةً ممّن طرحوا اسمَهُ لهذا المَنصِبِ والتزموا بتسميتهِ لهذهِ المَهَمَّة، واوَّلُهُم رئيسُ الحكومة المستقيل سعد الحريري.
في العراقِ انعطفت الازمةُ الى منحىً خطير، مع ما اُعلِنَ عن استهدافِ منزلِ السيد مقتدى الصدر في النجفِ الاشرف بطائراتٍ مسيرة. وحتى تَكشِفُ التحقيقاتُ الظروفَ والملابساتِ، فان مسارَ الطائراتِ المسيرة التي استهدفت العراق مؤخراً، اوصلَ الى مدارجَ اميركيةٍ واسرائيلية، على ما اكدتِ التحقياتُ الرسمية.
فمن يريدُ ايصالَ الامورِ في العراقِ الى هذا الحدِ الخطيرِ اليوم؟ ومن يستغلُ الضبابيةَ التي تخيمُ على سمائه، لاحراقِ ارضهِ واهلهِ في فِتَنٍ لا تطاق؟ فهل سمِعَ العراقيونَ تصريحاتِ وزيرِ الخارجيةِ الاميركية ومساعديه ؟
المصدر: قناة المنار