لم تسمح الظروفُ ولا البياناتُ الى الانَ بلمح ِاشارةٍ يُبنى عليها ايجاباً في مسارِ التاليفِ بعدما كشفَ سَحْبُ الوزير محمد الصفدي من الترشحِ تَعقُّدَ المشهدِ وعمقَ الازمة.
الجديدُ حملَه التصعيدُ بين بيتِ الوسط وميرنا الشالوحي ، وبيانٌ باسمِ الرئيس سعد الحريري في ظاهرِه ردٌّ على ما سماها اتهامات ، وفي باطنِه محاولاتُ تحسينِ شروطٍ تقتحمُ الاتصالاتِ منذُ الاستقالةِ من الحكومة، وتؤكدُ استخدام َكلِّ ما يجري لتحقيقِها…
بيانُ الحريري استدعى رداً للتيار الوطني الحر اتهمَه بالتمسكِ برئاسةِ الحكومة على قاعدة ” انا او لا احد” ، وحمّل مسؤوليةَ الوضعِ الحالي لسياساتٍ ماليةٍ واقتصاديةٍ كَرست الفسادَ منذُ ثلاثينَ عاماً ولا يزالُ اصحابُها يُصرونَ على ممارستِها.
ايضا، بيانُ بيت ِالوسط فعّلَ جبهةَ الوزير الصفدي الذي كشفَ ان الحريري قطعَ له وعوداً لقبولِه التسميةَ ثُم لم يلتزم بها لاسبابٍ لا يزالُ يجهلُها…
إلى ان تنضحَ الكواليسُ بما فيها في معركةِ البيانات ، لا يبدو البلدُ قابلاً لتحملِ افتعالِ المزيدِ من التعقيداتِ ولا قطعِ الطرقاتِ لفرضِ الشروطِ بحسبِ ما اكد اليومَ مسؤولو حزبِ الله ونوابُه ، مع تاكيدِ التمسكِ بالمطالبِ المحقةِ للمواطنين الذين نزلوا قبلَ شهرٍ الى الشارع رافعينَ الصوتَ بحقوقٍ واوجاع ، فيما هم انفسُهم اليومَ مدعوونَ الى اليقَظةِ حيالَ محاولاتِ جرِّهم ببوسطاتٍ مشبوهة ، واجنداتٍ مرهونة ، لا تنفعُ مطالبَهم بشيء ، بل تبعثُرها وتشوهُها..
وعلى دورِ الجيش اللبناني في هذه المرحلة المعقدة اضاء قائدُه العماد جوزيف عون خلال تفقدِه القوى المنتشرةَ في بيروتَ وجبلِ لبنان : اقفالُ الطرقِ امرٌ غيرُ مسموحٍ به وحريةُ التنقلِ مقدسة .. اكدَ العماد عون واعلنَ ان المؤسسةَ العسكرية َتعملُ وتتصرفُ وفقَ ما تراهُ مناسبا.
على الجبهةِ الاقتصادية ، يواصلُ اللبنانيون تصدِّيَهم لضيقِ العيشِ وغلاءِ الاسعارِ واهتزاز ِالدولارِ بما تبقَّى في جيوبِهم من خميرة ، بانتظارِ فتحِ المصارفِ ابوابَها واطلاقِ يدِ السيولةِ في الاسواقِ والِافراجِ عن اموالِ المودعينَ بما يُرضيهم ولا يضعُهم في دائرةِ الهلعِ مجددا..
المصدر: قناة المنار