لم يتبدل المشهدُ ولا نوايا البعض، واِن استُبْدِلَت جدرانُ الحقدِ بازهارِ الرياءِ عندَ نفقِ نهر الكلب. فمن يريدُ ان يُدخلَ البلدَ في نفقٍ مظلمٍ؟ اقلُّ ما فيه ذكرياتٌ من حقبةٍ سوداء، بل تذكيرٌ بالحربِ الاهليةِ كما رآها وزيرُ الدفاعِ الياس بو صعب..
بعدَ جدارَي نهرِ الكلب والناعمة، اللذينِ كشفا عن الحقيقةِ القاسيةِ لبعضِ صورِ الحربِ الناعمة، ارتفعت الاصواتُ وقُرعت اجراسُ الانذار، ومشى الجيشُ والقوى الامنيةُ بفعلِ خطورةِ المشهدِ نحوَ فتحٍ مُتَقَطِّعٍ للطرقات، تُفْشِلُهُ بينَ منطقةٍ واخرى الاوتادُ السياسيةُ التي تتمسكُ بها بعضُ الادواتِ المأمورةِ بقطعِ الطرقِ بأداءٍ مدروسٍ في التوقيتِ والمكان..
وفيما الحديثُ عن محاولاتٍ حثيثةٍ لفتحِ الطرقاتِ السياسية، فانَ الشارعَ ما زال على ما يبدو حاجةً لدى البعضِ كاوراقٍ للضغطِ والتفاوض. وما افضى اليه مشهدُ اليومِ آمالٌ رئاسيةٌ بإمكانيةِ ولادةِ الحكومةِ خلالَ الأيامِ المقبلة بعدَ إزالةِ العقباتِ أمامَ التكليفِ والتأليف.معَ تأكيدِ الرئيس ميشال عون أنّ التعاطيَ معَ المستجداتِ يتمُ انطلاقاً من المصلحةِ الوطنية التي تقتضي تعاوناً من الجميعِ للوصول إلى تحقيقِ الأهدافِ المرجوة..
فيما رجاءُ كتلةِ الوفاءِ للمقاومة ان يعيَ اللبنانيونَ مخاطرَ المرحلةِ الحاليةِ التي تتطلبُ التمسكَ بالحفاظِ على الوحدةِ والسلمِ الأهلي، مع رفضِ التدخلاتِ الأميركيةِ في الشأنِ الداخلي اللبناني، التي دعت الكتلةُ الى ضرورةِ التصدي لها.
في شأنِ المشاوراتِ السياسيةِ السريعةِ غيرِ المتسرعةِ حكومياً ، قالت مصادرُ مطّلعةٌ للمنار إنَّ الخياراتِ لا تزالُ مفتوحة، وإنَ شكلَ الحكومةِ العتيدةِ لم يُحسم بعدُ ولا حتى اسمُ رئيسِها..
في فلسطينَ المحتلةِ ما زالت دماءُ بهاء ابو العطا تلاحقُ الصهاينةَ المصابينَ امنياً وعسكرياً وسياسياً، الواقفينَ بعدَ جولتِهم العدوانيةِ امامَ ما تكبدوهُ من خسائرَ وشللٍ بحياتِهم اليومية، فرضَه مجاهدو حركةِ الجهادِ الاسلامي، الذين سَجلوا انتصارا كبيراً بحسبِ العضوِ السابقِ في الكنيست الصهيوني “كاسينا سباتلوفا”..
اما بحسبِ صحيفةِ يديعوت احرونوت فعلى الاسرائيليينَ استخلاصُ العبرِ من الجولةِ الاخيرة ، التي هي عينةٌ صغيرةٌ لما يمكنُ ان يتعرضوا له في مواجهةٍ واسعةٍ معَ ايرانَ وحزبِ الله والمقاومةِ في غزة..
المصدر: قناة المنار