عادت الطرقاتُ اللبنانيةُ سالكةً بعدَ ان باتت المسالكُ السياسيةُ شبهَ مفتوحة..
والعينُ بينَ الطرقاتِ والساحاتِ ولقاءِ المصارحةِ بينَ رئيسِ الحكومةِ المستقيل سعد الحريري ورئيسِ التيارِ الوطني الحر الوزير جبران باسيل، ومجردُ اللقاءِ اضفى مناخاً مريحاً تجلى بعضُه في الطرقاتِ التي فُتحت.
لكنَ الخطواتِ ما زالت في بداياتها، والامورُ بخواتيمِها، واللقاءُ حلقةٌ من لقاءاتٍ ستتوالى، ناقشت الافكارَ الاوليةَ وترتيبَ الاهتمامِ والاولوية، وابقت كلَ الخياراتِ مفتوحةً ابتداءً من توصيفِ رئيسِ الحكومةِ كمقدِّمةٍ للتسمية، الى شكلِها وعددِ وزرائها وبنيتِها وتوجهاتِها..
اما الوجهةُ البرلمانية، فنحوَ ثورةٍ تشريعيةٍ كما اعلن َرئيسُ مجلسِ النواب نبيه بري، الذي سيستعملُ صلاحياتِه كرئيسٍ للمجلسِ ليضعَ على جدولِ اعمالِ الجلسةِ المقررةِ الثلاثاءَ المقبلَ مرسومَ قانونِ مكافحةِ الفساد، واقتراحَ قانونِ انشاءِ محكمةٍ للجرائمِ المالية، ومرسومَ قانونِ ضمانِ الشيخوخة، واقتراحَ قانونٍ معجلٍ مكررٍ يتعلقُ بالعفوِ العام .
فضلاً عن احالِة القوانينِ المقدَّمةِ من أكثرَ من كتلةٍ والمتعلقةِ برفعِ السريةِ المصرفية، تبييضِ الاموال، واستردادِ الاموالِ المنهوبةِ الى اللجانِ النيابيةِ لدرسِها .
خطوةٌ قالَ الرئيسُ بري اِنها بناءً لرغبةِ الحراكِ المدني الحقيقي الذي يطالبُ بمطالبَ مشروعةٍ ومحقة، دونَ قطعِ الطرقِ واطلاقِ الشتائم..
اما الشارعُ فقد شهدَ اليومَ على اطلاقِ يدِ وحداتِ الجيشِ والقوى الامنية الذين مشَوا وفق صدى معاناةِ الناسِ العالقةِ على الطرقات، ففُتحت الطرقُ بعدَ ان تبرأَ اصحابُ المطالبِ الحقيقيونَ من قُطَّاعِها، واُحرجَ مُشغِّلوهم السياسيون، وباتوا اعجزَ من الدفاعِ عنهم، فخَبَت صولاتُهم وجولاتُهم باذلالِ الناس، وباتت كلُّ الطرقاتِ اللبنانيةِ مفتوحةً الى الآن..
والآنَ يحتفلُ لبنانُ بمن وَسَّعَ مساحاتِ شوارعِه الضيقةِ بالآلام، فملأَها املاً ومحبةً وروحاً رياضية، احتفالاتٌ شعبيةٌ ورسميةٌ بنادي العهدِ العائدِ بانتصارٍ رياضيٍ على المستوى الآسيوي هو الاولُ من نوعِه للبنان..
المصدر: قناة المنار