أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال لقائه “نواب الأربعاء” في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة انه لن يسمح على الإطلاق بكل ما من شأنه ان يؤدي الى تفريق اللبنانيين أو تمزيق البلد، معتبرا ان “الاستقرار السياسي والأمني والمالي امر مطلوب من الجميع، خصوصا أن المؤسسات المالية الدولية تتطلع بنوع من الحذر والقلق الى الوضع في لبنان”.
وأضاف النواب: “في ما يتعلق بحادثة قبرشمون والمبادرات وتوقف المحركات في هذا الاتجاه، أحيانا تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، وان اجراء مصالحة كاملة وشاملة مع الإسقاطات، يمثل ضرورة تمهيدا لعقد جلسات للحكومة، على ألا يكون هناك أي نقاش حول حادثة قبرشمون ما لم يكن هناك اتفاق مسبق حولها. والجميع يعلم دور رئيس المجلس في هذا الإطار، وهو كما أشار أنه قد أطفأ محركاته لاقتناع منه بأن هذا التوتر والتصعيد الحاصل لا يخدم ولا يفيد البلد، مطمئنا أن لا حاجة الى الهلع الحاصل في البلد والذي يسقط بمجرد انعقاد جلسة لمجلس الوزراء”.
واعتبر بري أن “لبنان، في غياب الاستقرار السياسي، يبقى مشوه حرب”، داعيا الى “الارتقاء في السلوك السياسي الى مستوى متقدم كي لا يستمر لبنان في هذه الحالة”.
وأثار النواب أمام رئيس المجلس موضوع مستحقات المجالس البلدية من الصندوق البلدي المستقل، وأعطى توجيهاته بالتوافق مع وزير المال لدفع هذه المستحقات بعد عطلة عيد الأضحى مباشرة وقبل نهاية شهر آب.
وشدد النواب نقلا عن الرئيس بري على أن أي مبادرة في حاجة الى توافق سائر الأطراف المعنية، مشيرا الى أن مبادرته كانت قد قطعت شوطا كبيرا نحو توافق الأطراف المعنية، وكان هناك قبول صريح وضمني، ولكن بعد سماع كلام مغاير قرر ان يطفئ محركات هذه المبادرة آملا ارتفاع منسوب الوعي والحكمة عند الجميع إزاء الأوضاع القلقة التي يمر بها البلد، مشيرا الى “وجوب ان يتذكر الجميع انه بتاريخ 23 آب الجاري سيكون هناك تصنيف مالي دولي”، وقد ابلغ وزير المال ان اتصالات قد جرت اليوم بين حاكمية مصرف لبنان والمؤسسات المالية الدولية ووزارة المالية، مشيرا الى ان الأزمة السياسية هي عرضة لعلامات سلوك، لذا المطلوب طي الملفات الخلافية وحرصه من اجل الوصول الى مصالحة شاملة وكاملة تعني الجميع.
وأكد النواب استعداد بري للعمل من اجل انقاذ البلد، باعتباره مدركا حجم الأزمة، وهو يستشعر “أن الاستمرار بحالة المراوحة في الازمة سيؤدي الى المزيد من التحديات والتدهور”.
وكان بري استقبل في إطار لقاء الاربعاء النيابي وزير المال علي حسن خليل والنواب: أنور الخليل، هادي ابوالحسن، بلال عبدالله، محمد خواجة، فادي علامة، هنري الحلو، علي بزي، عدنان طرابلسي، ميشال موسى، قاسم هشام، علي خريس، امين شري، عناية عزالدين، الياس حنكش، ابراهيم عازار، هاني قبيسي، ايهاب حمادة، عاصم عراجي، محمد سليمان وعلي درويش.
كذلك استقبل المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان.
وعرض الاوضاع العامة خلال لقائه النائب السابق عماد الحوت.
وكان قد إستقبل وفدا نيابيا ضم النواب: سيمون ابي رميا، محمد الحجار، ابراهيم عازار، جورج عقيص وعدنان طرابلسي، وسلم الوفد رئيس المجلس تقريرا عن مشاركة الوفد في المؤتمر الذي عقد في العاصمة النرويجية اوسلو حول الطاقة.
واختتم بري لقاءاته باستقبال السفير البريطاني كريس رامبلنغ الذي قال بعد اللقاء: “كالعادة نلتقى مع دولة الرئيس نبيه بري، وقد ناقشنا اليوم التطورات الاقتصادية والسياسية التي حصلت في الأسابيع الماضية، فاستقرار لبنان هو أولوية بالنسبة إلينا، ونتمنى على الجميع التركيز في هذه المرحلة على التطور الإقتصادي. وفي هذا المجال ننظر بإيجابية الى إقرار الموازنة كخطوة اولى مهمة، ولكن تحتاج الى الكثير من العمل”.
وكان بري تلقى لمناسبة عيد الاضحى عددا من البرقيات المهنئة بالعيد، ومن أبرز المهنئين رئيس مجلس الاعيان في المملكة الادرنية الهاشمية فيصل العاكف، رئيس مجلس الشورى في سلطنة عمان السيد خالد بن ناصر المعولي، رئيس مجلس النواب اليمني يحيى الراعي، والامين العام لاتحاد مجالس الدول الاعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.
واعتذر بري عن عدم تقبل التهاني بعيد الأضحى متمنيا “للبنانيين عموما والمسلمين خصوصا دوام الامن والاستقرار”، وآملا “ان يستلهم الجميع من قيم الحج والأضحى معاني الوحدة والتضحية”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام