بعدَ رسالةِ الماءِ الثقيل، خصبت ايرانُ اليورانيوم الى ما فوقَ الثلاثِمئةِ كيلوغرامٍ كما توعدتِ المُخِلّينَ بالاتفاقِ النووي، ورسمت سقفَ الالتزامِ بالاتفاق، التزامَ الطرفِ الآخر به، فكانت خطوتُها اليومَ ضمنَ مسارٍ تصاعدي.
في لبنانَ خُصِّبَت الازمةُ الى حدِ الفِتنة، وكانَ وقعُها ثقيلاً على الجبلِ الذي نَزَفَ من ابنائِهِ اثنين، ومِن وَحدَتِهِ الكثير، وكادتِ الاسقُفُ ان تتلاشى ويُصبِحَ الفَتقُ الامنيُ أكبرَ من ان يحتويه الرَتْقُ السياسي..
وُضِعَ البلدُ اَمامَ تجرِبةٍ هي الاخطرُ منذُ مدة، اَرَّقَتِ الجميعَ، ولم يكُن يخطُرُ ببالِ احدٍ اَنَ الامنَ في هذا الظرفِ الحسّاسِ من عمرِ الوطنِ والمِنطقةِ سهلٌ اَن يُستخدَمَ في اوراقِ السياسة، مع علمِ الكلِ اَنَ الخطأ فيهِ يستحيلُ خطيئَة…
ما جرى في قبر شمون ليسَ خَطأً،بل جريمةً مدبَرةً ومحاولةً لاغتيالِ الوزير صالح الغريب قالَ رئيسُ الحزبِ الديمقراطي طلال ارسلان، الذي دعا الى اِحالةِ الجريمةِ الى المجلسِ العدلي، فيما قرأَ المجلسُ الاعلى للدفاعِ خطورةَ المرحلةِ من قَصرِ بعبدا، فشددَ على ضَرورةِ اعادةِ الامنِ الى قضاءِ عاليه من دونِ اِبطاءٍ اَو هَوادة، وتوقيفِ جميعِ المطلوبينَ واِحالَتِهِم الى القضاءِ وأداً للفتنةِ وحِفاظاً على هيبةِ الدولةِ وحَقناً للدماءِ البريئة..
وفيما شوارعُ الجبلِ كانت مشتعلةً ليلَ امس، اشعَلَ العدوُ الصِهيونيُ سماءَنا بطائراتٍ خَرَقَتِ السيادةَ اللبنانيةَ مستهدفةً الاراضي السورية،والحصيلةُ اربعةٌ من الشهداءِ المدنيينَ الابرياءِ بينهُم طفلٌ رضيعٌ وعددٌ من الجرحى..
سوريا تصدَّت للعدوانِ فاسقطت عدداً من الصواريخِ المهاجِمَة قبلَ اَن تُصيبَ اَهدافَها، فيما وصلتِ الاخرى الى ريفَي دمشقَ وحِمص..
والى ريفِ السعودية، اي الامارات، وصلَ امس وزيرُ الخارجية الصِهيوني يسرائيل كاتس كأولى الخُطُواتِ العمليةِ للعَلاقاتِ العلنيةِ معَ الكِيانِ الصِهيوني .. فهل من يقرأُ المشهدَ بينَ دولةٍ تواجهُ العدوانَ الصِهيوني، وأُخَرَى تُوَجِّهُ مَسارَها نحوَ شَراكةٍ مع الصهاينةِ على حِسابِ القدسِ وفِلَسطين ؟
المصدر: قناة المنار