ركزت الصحف اللبنانية الصادرة الاربعاء في بيروت على الحراك في موضوع تشكيل الحكومة ومشاورات الرئيس ميشال عون في هذا الاطار. كما كان تركيز على الاحداث الفرنسية.
الأخبار
عون لـ«التشاوري»: سمّوا وزيراً من خارجكم
أعاد رئيس الجمهورية ميشال عون، تحريك الجمود في الأزمة الحكومية، لكن من دون نتائج عملية حتى الآن. بعد اجتماعه بوفد من حزب الله أمس، في لقاء «من القلب إلى القلب»، كما وصفته مصادر مطّلعة، يستقبل عون اليوم نواب اللقاء التشاوري ليطرح عليهم اختيار وزير يمثلهم من خارج النواب الستة، فيما أكّدت مصادر هؤلاء أنّ موقفهم لا يزال على حاله باختيار واحد منهم
حلّ أزمة الحكومة اللبنانية، المستفحلة منذ الانتخابات النيابية الأخيرة، بسيط، أو سهلٌ ممتنع، وهو الاعتراف بنتائج الانتخابات النيابية، وتحديداً على ضفة الرئيس سعد الحريري. فحين يصل الحريري إلى الخلاصة الواضحة التي أفضى إليها قانون الانتخاب النسبي، على علّاته، بأنه لم يعد الممثّل الحصري للسُّنة اللبنانيين، تُحل الأزمة. بعد ذلك الاعتراف، تسهل عليه كل الخطوات اللاحقة، ويصبح تقبّل وجود خصوم على الساحة، يمثّلون شريحة ليست قليلة من السُّنة اللبنانيين، أمراً عادياً. دون ذلك، ورغم الإيجابية الظاهرة من الحركة التي يقوم بها رئيس الجمهورية ميشال عون، إلّا أن النتيجة الوحيدة حتى الآن هي إعادة تحريك ملفّ التشكيل، بعد التوتّر الأخير، مع استمرار تمسّك الأطراف بمواقفها. فعدا عن إبلاغ عون الحريري رغبته في أن تتشكّل الحكومة سريعاً، لم يغيّر اللقاء بين الرجلين، أول من أمس، في مسار الأحداث. وحتى مساء أمس، كان الرئيس المكلّف لا يزال عند لاءاته: لا أستقبل نواب اللقاء التشاوري، لا أقبل أن أوزّر من حصتي، لا أقبل أن يوزّر رئيس الجمهورية أحداً من النّواب الستة من حصته!
وفيما يتوقّع أن يستكمل لقاء عون ــ الحريري باجتماع بين الأخير ووزير الخارجية جبران باسيل، على هامش المؤتمر الاقتصادي اللبناني في لندن، شكّلت زيارة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل لعون، محطّة لقاء «من القلب إلى القلب» في سياق العلاقة بين الطرفين، كما قالت لـ«الأخبار» مصادر اطّلعت على مضمون الاجتماع.
عرض عون خلال اللقاء لتطورات الأحداث من وجهة نظره، في الداخل وعلى الحدود مع فلسطين المحتلّة، وكان اتفاق على مراقبة التطوّرات والاستفزازات الإسرائيلية، والعمل على تقدير الموقف للتصرّف والمواجهة.
وفي الملف الحكومي، أكّد رئيس الجمهورية أن حركته الأخيرة تأتي بعد تعطّل مبادرة باسيل، مشيراً إلى ضرورة تشكيل الحكومة في أقرب فرصة. ولفت إلى أن فكرة توجيهه رسالة إلى مجلس النواب كانت واحدة من أفكار هدفها الحثّ على التشكيل، وليست قراراً.
بدوره، وضع الوفد رئيس الجمهورية في قراءة حزب الله للتطوّرات، فأكد أنّ هناك أزمة في الشّكل أوّلاً، ولا سيّما مع امتناع رئيس الحكومة عن استقبال نواب اللقاء التشاوري الذين طالبوا أربع مرّات بلقائه، وكأنّ الرئيس المكلّف يصرّ على عدم الاعتراف بهم، رغم نتائج الانتخابات النيابية. أما في المضمون، فقال الوفد إن اعتراف الجميع بحقّ نواب اللقاء التشاوري بالمشاركة في حكومة الوحدة الوطنية يحلّ 75% من الأزمة، ليبقى الربع الأخير مرتبطاً بالشقّ التقني للحلّ. وهنا، سارع رئيس الجمهورية إلى تأكيد ضرورة اجتماع الحريري مع نواب اللقاء، وأن من حقّهم التمثّل في الحكومة، ولفت إلى أنه سيستقبل النواب الستة في بعبدا بعد ظهر اليوم.
اللواء
عون يستبق لقاء وفد حزب الله: مبادرتي أو الكارثة
المستقبل تنوّه بمشاورات بعبدا وطي صفحة الرسالة.. و«اليونيفيل» تنقل للمسؤولين «أجواء خطيرة»
مع ان الهدف من التواجد المشترك لكل من الرئيس المكلف سعد الحريري ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في لندن اليوم، هو المشاركة في مؤتمر حول الاستثمار، فإن ملف تشكيل الحكومة سيكون حاضراً بين الرجلين، في ضوء المشاورات التي يجريها الرئيس ميشال عون مع الأطراف المعنية، فبعد استقبال وفد رفيع من حزب الله، مثله رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمّد رعد ومعاون الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، الحاج حسين خليل، في لقاء استمر 55 دقيقة، يستقبل اليوم أعضاء اللقاء التشاوري النيابي، أو ما يعرف بنواب سنة 8 آذار، المدعومين من حزب الله، لدخول أحد منهم الوزارة العتيدة من حصة السنة.. وهو الأمر الذي يعارضه الرئيس الحريري، لاعتبارات تتعلق بمحاولة فريق 8 آذار الإخلال بتوازن عدد الوزراء داخل مجلس الوزراء، وفي حكومة يرأسها هو.
المعلومات العائدة لمصادر حزب الله قالت ان «العصف الفكري» الذي اشار إليه النائب رعد، منطلقه منظومة المواقف التي اعلنها السيّد نصر الله في ما خص دعم تمثيل النواب السنة من خارج كتلة المستقبل.
والاهم ان التفاوض يكون مع هؤلاء، وان الحزب لن يكون بديلاً عن أحد وان المنطلق يبدأ عندما يعترف الرئيس المكلف بتمثيل تجمع النواب السنة بالحكومة على انه حق..
«حلقة مفرغة»
وفي المعلومات ان الحلقة الثانية من مشاورات الرئيس عون، ضمن مبادرته لتحريك الجمود في الملف الحكومي، والتي شملت أمس «حزب الله» وتستكمل اليوم بلقاء النواب السنة من خارج تيّار «المستقبل»، لم تكن على مستوى التوقعات أو الآمال، بإحتمال تخفيض الحزب لسقوفه بالنسبة إلى تمسكه بتمثيل هؤلاء النواب في الحكومة العتيدة، إذ أعاد الحزب على لسان النائب رعد والحاج حسين الخليل، موقفه المعروف، بوجوب الحوار مع النواب السنة المستقلين، وانه يقبل بما يقبل به هؤلاء النواب، الأمر الذي وصف بأنه ابقى كل «العصف الفكري» الذي تحدث عنه النائب رعد، وهو يقصد مجموع الأفكار التي تمّ تداولها للخروج من «النفق الحكومي»، داخل «الحلقة المفرغة»، حيث انه من المعروف ان الرئيس المكلف يرفض استقبال هؤلاء النواب كمجموعة، وان يكون أحدهم ممثلاً في الحكومة، فيما كان لافتاً للانتباه، كلام رعد، بعد لقاء رئيس الجمهورية، عن ان هناك أفكاراً قابلة للدرس، وأخرى مستبعدة، بمعنى انها «غير مقبولة»، ما يُشير إلى ان الحزب ما يزال متمسكاً بمواقفه المعلنة، من دون ان يتزحزح عنها.
وفيما استمرت احاطة الأفكار التي يتداولها الرئيس عون مع أطراف المبادرة، أي المعنيين بتأليف الحكومة، بستار كثيف من الكتمان من جانب قصر بعبدا، قالت مصادر مطلعة انه سيُصار في الأيام المقبلة إلى متابعة هذه الأفكار، بعد ان يكون كل من رعد والخليل قد نقلاها إلى قيادة الحزب، وتحديداً إلى أمينه العام السيّد حسن نصر الله، ليكون «للبحث صلة»، بحسب رعد.
واعتبرت المصادر أن «التقدم الذي حصل يكمن في طرح الافكار وتحريك الملف الذي اصابه الجمود، وبالتالي يمكن القول أنه أصبح هناك حيوية ما في ما يسمى «العقدة السنية» لأن الجميع يعلم أن لحزب الله دورا مساعدا في حلحلة هذه العقدة، وبالتالي الافكار التي طرحت ستكون موضوع تشاور وجوجلة من قبل رئيس الجمهورية الذي إستمع إلى آراء كل من الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري وحزب الله ليستنبط بعدها الحلول الناجعة لهذه الازمة، وبعد عودة الرئيس الحريري سيكون هناك لقاء لتقييم ما توصل إليه الرئيس عون خلال مشاوراته، ومن المرتقب ان يستكمل الرئيس عون لقاءاته اليوم فيجتمع الى اعضاء اللقاء التشاوري بعد الظهر، في اشارة الى ان استقبال النواب السنة سيكون باعتبارهم تكتلاً نيابياً، وليسوا مجموعة مثل آخر لقاء تم بينهم وبين رئيس الجمهورية.
تجدر الإشارة إلى ان لقاء الرئيس عون بوفد «حزب الله» كان الأوّل بينهما منذ إعلان الحزب تمسكه بتمثيل السنة المستقلين في الحكومة، والموقف الرئاسي المتلفز لمناسبة مرور عامين على انتخابه رئيساً للجمهورية، اعتبر هؤلاء بأنهم أفراد وليسوا تكتلاً، ووصفت المصادر اللقاء امس بأنه كان مفيدا وضروريا لجهة إضاءته على الوضع في الجنوب اللبناني والانفاق بين لبنان وفلسطين المحتلة وصولا إلى الملف الحكومي، حيث عرض الرئيس عون وجهة نظره والافكار التي يسعى لطرحها ورؤيته للمرحلة المقبلة في ظل الاوضاع الاقتصادية التي يمر بها لبنان والتي تقتضي ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة».
وكان الرئيس عون حرص قبل حضور وفد «حزب الله» على التحذير بأن لبنان سيكون امام كارثة إذا لم تنجح مبادرته، مشدداً على ضرورة نجاحها.
وقال الرئيس عون في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس النمساوي الكسندر فان در بيلين الذي يزور لبنان حالياً، بأنه «بعد تعثر الوضع الحكومي والعجز عن معالجته بالطريقة التقليدية بين رئيس الحكومة المكلف وبقية الأطراف، رأينا انه من الواجب أخذ المبادرة للتوفيق بين الجميع لتشكيل الحكومة، لأن الاخطار أكبر من قدرتنا على تحملها».
اضاف: «قمنا بهذه المبادرة كي تنجح، ويجب ان تنجح، والا سنكون امام كارثة، وهذا بصراحة سبب تدخلي، وآمل ان تنجح هذه المبادرة لأننا نملك رأياً للتوفيق بين كل الاطراف».
ورجحت مصادر متابعة للاتصالات ان موقف الرئيس عون يدلّ على انه يسعى الى حل بتوزير شخصية مقربة منه ومن اللقاء التشاوري وتُرضي الرئيس المكلف في الوقت ذاته، لكن لم يُعرف ما اذا كان اللقاء التشاوري سيتنازل عن موقفه بتوزيراحد اعضائه ام يكتفي بتسجيل موقفه «انه خرق احادية «تيار المستقبل» في تمثيل الطائفة السنية عبر توزير شخصية مقربة منه وبموافقته».
وأشارت المصادر إلى انه جرى تحقيق تقدّم من خلال طرح أفكار ما أدى إلى تحريك الملف الحكومي الذي كان جامداً، منذ سقوط مساعي الوزير جبران باسيل، أو اصطدامها باقتراح حكومة الـ32 وزيراً، فيما ذكرت قناة «المنار» الناطقة بلسان حزب الله : ان الرئيس عون عرض لوفد الحزب وجهة نظره والأفكار التي يطرحها وجرى في اللقاء طرح أفكار وخيارات عدة، والوفد سينقل ما جرى بحثه الى قيادة «حزب الله» لتقرير الموقف.
البناء
تقدّم نوعي في مفاوضات اليمن… وقائد الناتو ورئيس الأركان الروسي يجتمعان اليوم
مخاوف من تصعيد الوضع الأمني الفرنسي… لتطويق الاحتجاجات
حزب الله: الحل يبدأ بتثبيت حق اللقاء التشاوري… وعون يستقبله اليوم
كتب المحرّر السياسيّ
وقع إطلاق النار في ستراسبورغ على الوسط الفرنسي وعبره على الأوروبيين في موضع الريبة، بعدما نشرت معلومات تتحدّث عن قيام أجهزة الأمن الفرنسي بإعطاء الأوامر بإطلاق عمليات تعقب مؤجلة لبعض العناصر المشكوك بخلفيات علاقتها بتشكيلات إرهابية، وأن الحادث هو بنتيجة واحدة من أعمال المطاردة، التي يخشى أن تكون سياقاً أراده الرئيس الفرنسي لإطلاق مناخ تصعيد أمني يبرر الانتقال إلى إجراءات للتضييق على حركات الاحتجاج، بذريعة المخاطر الأمنية الداهمة، وخطورة تحويل الاحتجاجات بيئة مناسبة لتخفي عدد من المطلوبين، وربما لأنشطتهم.
بالتوازي كانت إشارات إيجابية على المستويين الدولي والإقليمي تفتح الأفق لتوقعات تتصل بمسار التسويات المعطل في ملفات الأزمات العالقة، الإشارة الأولى تتصل بمفاوضات السويد حول حرب اليمن، مع إنجاز اتفاق تفصيلي حول تبادل شامل للأسرى والمعتقلين، بمشاركة الصليب الأحمر الدولي، ما استدعى وصول الأمين العام للأمم المتحدة لمنح المفاوضات دفعاً إيجابياً للمزيد من التقدم، وبدا أن الإيجابيات تطغى على المخاوف رغم القلق الذي أبداه رئيس وفد صنعاء المفاوض محمد عبد السلام بقوله إن «الوفد لم يصل بعد لدرجة اليقين بوجود دعم حقيقي للسلام في اليمن»، لافتاً إلى «استمرار نقاش على مدار الساعة في الأوراق المتعلقة بالحل السياسي»، لكنه لفت إلى أن «اتفاق الأسرى ينص على الإفراج عن جميع الأسرى حتى الموجودين في سجون السعودية و الإمارات «، مؤكداً أن «مبدأ اتفاقية الأسرى المطروحة هو الكل مقابل الكل»، مشيراً إلى أنه «لدينا أسماء الأسرى الموجودين لديهم وفي أي سجون موجودين ولأي جهات هذه السجون تابعة».
واعتبر أن «وجود القوات الأجنبية في اليمن مخالف للدستور اليمني ولقرارات مجلس الأمن «، مشيراً إلى أنه «لا مبرر لوجود قوات أجنبية في اليمن طالما أننا متوجّهون لحل سياسي، والمناطق المحتلة خاضعة لسيطرة خارجية كبريطانيا والسعودية والإمارات لما يسمّى بالشرعية»، بينما أوحى عبد السلام بوجود تقدم في الملفات الاقتصادية، خصوصاً ما يتصل بالمصرف المركزي والرواتب وعائدات الدولة، وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة.
الإشارة الثانية جاءت من أذربيجان مع الإعلان عن لقاء سيجمع اليوم الأربعاء القائد العام لقوات حلف «الناتو» في أوروبا ، كيرتيس سكاباروتي مع رئيس أركان القوات المسلحة الروسية، فاليري غيراسيموف، في العاصمة باكو.
لبنانياً، الإشارات الإيجابية لا تنتج التفاؤل في الشأن الحكومي، لأن الكثير من التفاؤل سابقاً لم يتوّج بولادة الحكومة، فالحذر يطغى على التعامل مع الإيجابيات التي أعقبت اللقاءات الرئاسية اول أمس، وترجمت أمس بلقاء بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ووفد قيادي من حزب الله ضمّ رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل، وسيترجم اليوم بلقاء الرئيس عون بوفد من اللقاء التشاوري، الذي قالت مصادر متابعة إن حزب الله أكد أمام رئيس الجمهورية أن الحل يبدأ قبل التداول بأي صيغ ومخارج، بإبلاغ اللقاء التشاوري بالتوافق الرئاسي على حق اللقاء بالتمثيل الوزاري وفتح باب للتفاوض بينه وبين الرئيس المكلف حول شكل هذا التمثيل وطبيعته، وعندها يمكن للجميع التعاون في بلورة المخارج والحلول ومناقشة الصيغ والفرضيات.
أحيطت بالكتمان الأفكار التي طرحها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال لقاءاته التي بدأت أول أمس مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس المكلف سعد الحريري، وتواصلت أمس مع حزب الله. فرئيس الجمهورية وأمام تعثر الوضع الحكومي والعجز عن معالجته بالطريقة التقليدية بين الرئيس المكلف وبقية الأطراف، رأى من الواجب أخذ المبادرة للتوفيق بين الجميع لتشكيل الحكومة لأن الأخطار أكبر من قدرة أحد على تحملها، مؤكداً أن مبادرته يجب أن تنجح، وإلا سنكون أمام كارثة.
ولفتت مصادر معنية لـ»البناء» الى وجود نقاش حيوي يتم فيه تداول أفكار وطروحات لتأمين الخروج من المأزق، ملمّحة الى ارتياح الرئيس المكلف سعد الحريري الذي ظهر أول أمس عقب لقائه الرئيس عون، معتبرة أن مرونة الحريري قد تفتح كوة في جدار الأزمة المستفحلة.
وفي تصريح مقتضب يحمل الكثير من الدلالات أطلّ النائب محمد رعد عقب لقائه والمعاون السياسي للسيد حسن نصر الله الرئيس عون، ليؤكد أن «هناك افكاراً قابلة للدرس وأخرى مستبعَدة، وأن الجلسة كانت عصف أفكار بصوت عالٍ بيننا وفخامة الرئيس، وللبحث صلة».
وبحسب ما علمت «البناء» فإن اللقاء كان إيجابياً بين وفد الحزب والرئيس عون، وتخلله نقاش واضح وصريح، حيث أكد وفد حزب الله خلال اللقاء أنه سينقل ما جرى بحثه الى قيادة الحزب على أن يجري التواصل لاحقاً وأن الأبواب مفتوحة دائماً للتواصل بين حارة حريك وبعبدا. وشددت المصادر على ان وفد حزب الله كان واضحاً بضرورة الاستماع الى اللقاء التشاوري والى مطلبه المحق، مؤكداً في الوقت عينه أن حزب الله على موقفه من دعم اي قرار يأخذه اللقاء التشاوري إن لجهة تمثيل شخصية من النواب الستة او اختيار اللقاء التشاوري شخصية من خارجهم يتوافقون عليها.
الجمهورية
حراك الحكومة قبل الأعياد… والنواب الستة في بعبدا اليوم
رَشح من أوساط سياسية عدة انّ المعنيين بالاستحقاق الحكومي يدفعون في اتجاه إنجازه لمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة، تأسيساً على المشاورات التي بدأها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في الوقت الذي شاع أنه يقود مبادرة تهدف الى تذليل العقد والتوافق على الحكومة العتيدة. لكنّ مطّلعين على أجواء المشاورات الجارية أكدوا انها لم تحقق أي نتائج ملموسة، وأنّ ما تشهده هو بمثابة عصف أفكار لم يسفر بعد عن أي قرار.
وكشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ«الجمهورية» انّ اللقاء الذي انعقد في بعبدا أمس الأول، بين عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وضعَ المداميك الاساسية لتسوية يتولّى رئيس الجمهورية تسويقها في مشاوراته مع مختلف الافرقاء، من شأنها، إذا نجحت، ان تُفضي تلقائياً الى ولادة حكومة ترضي الجميع.
وأكدت هذه المصادر انّ المواقف والافكار التي اقترحها بري فتحت الآفاق أمام التوَصّل الى هذه «التسوية الحكومية»، إذا جاز التعبير. إذ انّ بري اقترحَ على رئيس الجمعورية صَرف النظر عن توجيه رسالة الى مجلس النواب تتعلّق بمصير تكليف الرئيس سعد الحريري نتيجة التأخير الحاصل في تشكيل الحكومة.
وحذّر بري من أنّ إثارة هذا الموضوع برسالة الى المجلس النيابي من شأنها إحداث فتنة مسيحية ـ سنية وسنية ـ شيعية تؤديان الى خراب البلد.
وأبلغ بري الى عون صراحة أنه لن يدعو الى جلسة نيابية لا تتوافر فيها عناصرها الميثاقية، فغياب أي مكوّن ميثاقي عن هذه الجلسة، وهو غياب يمكن الجزم بحصوله منذ الآن، سيؤدي حتماً الى عدم انعقاد الجلسة، بل الى عدم الدعوة إليها في الاساس.
وأكدت المصادر انّ بري أيّد اقتراح الوزير جبران باسيل تأليف حكومة من 32 وزيراً بدلاً من حكومة الـ30، بحيث يحتسب الوزير العلوي من حصة رئيس الجمهورية بدلاً من الوزير السنّي الذي كان سيتبادله مع الحريري في الحكومة الثلاثينية، على أن يُعطى هذا الوزير السني لـ«اللقاء التشاوري» فيما يحتسب وزير الاقليات من حصة الحريري، وعندها يصبح في إمكانه توزير النائب السابق باسم الشاب.
وعلمت «الجمهورية» انّ بري شَدّد على ضرورة ان يقدّم الجميع تنازلات وتضحيات، لأنّ البلاد لا تستطيع الاستمرار على ما هي عليه من انحدار سياسي يهدد بانهيار اقتصادي خطير جداً.
العقل الخلّاق
وسُئل بري أمس عمّا اذا كانت مبادرة رئيس الجمهورية هي الفرصة الاخيرة، فأجاب: «لا شيء إسمه فرَص أخيرة، العقل اللبناني دائماً خلّاق وفي الامكان إن شاء الله أن يتوَصّل فخامة الرئيس الى حلول سريعة. وقد تبادلنا أمس افكاراً متعددة، حتى اذا لم تنجح فكرة تنجح الثانية، واذا لم تنجح الثانية تنجح الثالثة». وأبدى اعتقاده أنّ عون «بالمشاورات التي أجراها، إستغنى عن فكرة إرسال رسالة إلى المجلس النيابي».
المشاورات
وكانت وقائع المشهد السياسي قد توزعت أمس بين الجنوب، في ضوء التصعيد المستمر ضد الأنفاق على الحدود الجنوبية واعلان اسرائيل اكتشاف نفق ثالث يمتد الى اراضيها، بعد تأكيد قوات حفظ السلام الدولية «اليونيفيل» وجود نفقٍ ثانٍ قرب الخط الأزرق، وبين قصر بعبدا حيث واصَل رئيس الجمهورية لقاءاته مع المعنيين بالتأليف الحكومي في إطار مبادرته مشدداً على وجوب نجاحها والّا سنكون أمام كارثة، وبين لندن التي وصل إليها الحريري ليرأس وفد لبنان الى منتدى الاعمال والاستثمار اللبناني البريطاني الذي يفتتح أعماله اليوم.
مشاورات بعبدا
وكان رئيس الجمهورية واصلَ مشاوراته لإنهاء أزمة التأليف، وأوضح أنه بعد «العجز عن معالجة المسألة الحكومية بالطريقة التقليدية بين رئيس الحكومة وبقية الاطراف، رأينا انّ من الواجب أخذ المبادرة للتوفيق بين الجميع لتشكيل الحكومة، لأنّ الاخطار أكبر من قدرتنا على تحمّلها». وشدّد على وجوب نجاح المبادرة، «وإلّا سنكون أمام كارثة، ونحن نملك رأياً للتوفيق بين كل الاطراف».
وبعد لقائه بري والحريري أمس الاول، إلتقى عون أمس وفداً من «حزب الله»، ضَمّ رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد والمعاون السياسي للأمين العام للحزب الحاج حسين الخليل.
وقال رعد بعد اللقاء: «ثمّة أفكار تطرح هنا وهناك، وكانت جَوجلة فيها للبحث عن المخارج والحلول النافعة من أجل مصلحة البلد». وأشار الى «أنّ هناك أفكاراً قابلة للدرس وأفكاراً مستبعدة». وقال: «انّ الجلسة كانت عَصف أفكار بصوت عال بيننا وبين فخامة الرئيس، وللبحث صلة».
وقالت مصادر مطّلعة انّ عون عرض مع وفد «حزب الله» لمجموعة من الأفكار من شأنها تسهيل تأليف الحكومة، وسط إجماع ما زال قائماً على دور الرئيس المكلّف في هذا الصدد.
وأشارت الى انّ البحث تطرّق الى التطورات الإقليمية والمحلية. كذلك عرض الجانبان لبعض الأرقام الاقتصادية المُقلقة، والاحتمالات السلبية الناجمة من التأخير في تشكيل الحكومة، وتمّ التشديد على ضرورة مواجهة التهديدات الإسرائيلية الناجمة من عملية «درع الشمال».
النواب الستة
وسيلتقي عون بعد ظهر اليوم النواب السنّة الستة المستقلين. وعشيّة هذا اللقاء، أكد أحد هؤلاء النواب لـ»الجمهورية» انهم لا يزالون على موقفهم.
وشدّد وفد «حزب الله» أمام عون على ضرورة حصر الإتصالات بهؤلاء النواب، في شأن تمثيلهم في الحكومة. وأكد «أنّ مثل هذا الحوار والاعتراف بهذا الحق يشكّلان أكثر من نصف الطريق الى الحل، لِما يشكّلانه من مفتاح للخروج من النفق الذي دخلته الأزمة، وانّ أي اتفاق يتم التوصّل اليه سيكون مقبولاً لدى الحزب».
عون والمبادرة
وقال زوّار بعبدا لـ«الجمهورية» انّ عون يقود المبادرة وحيداً، وهو وضع خريطة طريق قضَت بمِثل هذه المشاورات الى المرحلة التي يمكنه أن يقترح حلولاً عملية قابلة للتطبيق، وانّ الأيام المقبلة ستشهد مشاورات بعيدة من الأضواء، بعد أن يطرح رئيس الجمهورية الخطوات الممكنة في لقاء اليوم مع النواب الستة.
المصدر: صحف