عرض أطباء سويسريون حالة رجل أجريت له عملية جراحية في الأذن، ولكن بعد ستة أشهر من العملية الجراحية عاد مذعورا إلى المستشفى، بسبب اضطراب في الرؤية جعله يرى الصورة مقلوبة لعدة ثوان.
ونشرت الدراسة في مجلة فرونتيرز لعلم الأعصاب، ونقلتها صحيفة لوموند الفرنسية.
وكان المريض (47 عاما) مصابا بانسداد كبير في الأذن (كوليستياتوم)، وهو نسيج موجود في الأذن الوسطى، ودمر هذا النسيج عظمتي المطرقة والسندان، كما غزا إحدى القنوات الثلاثة شبه الدائرية الموجودة في الأذن الداخلية والمسؤولة عن دوران الرأس، وكل هذه الأعضاء تنتمي إلى النظام المسؤول عن التوازن والوضعية.
بعد إزالة ورم كوليستياتوم، وإعادة بناء العظمتين جراحيا وإغلاق القناة نصف الدائرية المغمورة، ظهرت على المريض الاضطرابات المميزة لفقدان جانب من النظام الدهليزي، ولكنه تحسن بعد جلسات إعادة التأهيل الدهليزي، وعاد للعمل بدوام كامل.
ولكن بعد ستة أشهر من العملية الجراحية، عاد هذا المريض مذعورا إلى المستشفى، بسبب اضطراب في الرؤية جعله يرى الصورة مقلوبة لعدة ثوان، حتى أنه تشبث بباب السيارة خوفا من السقوط حين رأى السقف أسفل والمقاعد في الأعلى.
وحدد الأطباء أن هذا المريض يعاني من استمرار ظهور الصورة (بالنوبسيا)، وهي ظهور الصورة التي تحددها العين بعد اختفاء المنبه البصري، وهي مألوفة، وقد تمتد من ثوان إلى بضع دقائق، وتكون الصورة صافية أو غير واضحة حسب الحالات. وتظهر هذه الحالات عند فقدان وظيفة الدهليز على الجانب الأيمن بعد الاستئصال الجراحي.
ومن المعروف أن الإشارات الدهليزية تصل إلى الدماغ أسرع من الإشارات البصرية، وفي هذه الحالة يكون ما رآه المريض ليس فقط واردا من العينين، ولكن أيضا من النظام الدهليزي للأذن الداخلية.
فهذا المريض المصاب في النظام الدهليزي مع سلامة وظائف أعضاء الأذن، لا يتم تزامن زمني بين المعلومات البصرية والدهليزية، ووفقا للأطباء تصل الإشارات الدهليزية إلى القشرة بشكل جيد بعد المعلومات البصرية.
ونتيجة لذلك فإن المريض يرى الصورة البصرية التي كان يملكها قبل أن يحول رأسه ولا يكون على علم بالصورة الجديدة أمام عينيه إلا عندما تصل المعلومات الدهليزية إلى القشرة الدماغية، وهكذا يستمر المريض في رؤية ما ليس أمام عينيه للحظة.
المصدر: لوموند