سقطَ القناعُ عن القناع، فبدت دماءُ براءةِ الطفلِ المضرَّج بالدموع، الملوَّعِ في قرنِ الحداثةِ بكلِّ جوع، لتَلحقَ قاتلاً باتَ طريداً مهما اَحاطتهُ الجموع ..
سقطَ القناعُ عن القناع، فعادَ اطفالُ اليمنِ عنوانَ مفخرةِ الامم، يَضخّونَ الدمَ في قلبِ الثورةِ التونسيةِ والنخوةِ الجزائريةِ والجرأةِ المصرية..عاد اطفالُ اليمن ليثأروا لفلسطينَ ومن حاولَ بيعَها في سوقِ المقامرينَ السياسيين..
عادَ اطفالُ اليمنِ ليرسُمُوا في ساحاتِ الحبيب بورقيبة ثورةً عربيةً بوجهِ من يخطفُ العروبةَ ليقايضَها بمُلْكٍ كليل..
هُمُ السباقونَ كما كانوا بثورةٍ حقيقيةٍ على واقعِ الخوفِ او التبعية، الذي يعيشُه حكامٌ في الامةِ العربية، ولم تعد تعرفُه الشعوبُ من امثالِ اولئك الذين خرجوا اليومَ ضدَ زيارةِ وليِّ العهدِ السعودي رافضينَ بيعَ دماءِ اهلِ اليمنِ بحفنةٍ من دولاراتِ النفطِ التي تَبقَّت عن دونالد ترامب..
فكانت تونسُ خضراءَ نضرةً بشبابٍ ومَشيبٍ افترشوا الطرقاتِ رفضاً لزيارةِ محمد بن سلمان الباحثِ عن ماءِ وجهِ ملوكٍ ورؤساءَ ليغسلَ فيهِ الدمَ الذي يلطخُ وجهَه، من اطفالِ اليمنِ الى جمال خاشقجي، بعدَ ان جفَّ الدمُ والماءُ من وجهِ حليفِه دونالد ترامب المحاصرِ باصواتٍ اميركيةٍ لم تستطع ان تسوقَ تبريراً لقساوةِ الافعالِ السعودية..
فكانَ مشهدُ تونسَ اليومَ جديداً،وغداً الجزائرُ وبعدَها نواكشوط.. ما يؤسسُ لصحوةٍ باتت حقيقة، يجبُ ان تُقْرَأَ جيداً في أكثرَ من ميدانٍ ومكان ..
في لبنانَ وحتى يتمكنَ اهلُ الربطِ والحل، المكلفونَ التشكيل، من اخراجِ ما اوقعوا انفسَهم فيه، عادت عجلةُ الوزيرِ جبران باسيل لتتحركَ بمسعىً استكماليٍ لما كانَ بدأَه، ومنطلقُه الطبيعيُ عينُ التينة، اما البحثُ فعن حكومةٍ فيها عدالةٌ في التشكيل، وليسَ فيها خللٌ او اعتلالٌ كبيرٌ لا يسمحُ لها بالعمل، حكومةٌ ليس فيها فرضٌ على الاخرِ او فيها رفضٌ للآخرِ بحسبِ باسيل..
حكومةٌ واضحةُ المعالمِ لن تستطيعَ ان تبدِّلَهَا رسائلُ الشتمِ المنظَّم، ولا دخانُ الاطاراتِ المشتعلةِ في غيرِ مكانٍ بشرارةٍ واحدةٍ في محاولةٍ لتغطيةِ حقيقةِ الازمة، فكلُّ المكابرات لن تنفع..
المصدر: قناة المنار