كشفت بقايا وآثار 49 شخصا، مفاجآت مذهلة حول كيف ظهر البشر في أمريكا الجنوبية والشمالية.
ونشرت مجلة “كوارتز” الأمريكية تقريرا حول ما توصلت له مجلتي “ساينس نيوز”، و”نيتشر” حول موجات الهجرة الكبرى في أمريكا الجنوبية والشمالية.
واكتشف العلماء أن هناك 3 موجات هجرة كبرى للمواطنين الأوائل إلى أمريكا الجنوبية، وليست واحدة فقط، كما كان يعتقد العلماء سابقا، وذلك كله بطبيعة الحال قبل استعمار القارتين من قبل أوروبا عقب اكتشاف كريستوفر كولومبس لها.
وأظهرت الدراسة التي أجراها علماء الوراثة في جامعة “هارفارد” الأمريكية ومعهد ماكس بلانك لعلوم التاريخ البشري في ألمانيا، إلى أن المهاجرين الأوائل وصلوا فعليا إلى أمريكا الجنوبية قبل 11 ألف عام على الأقل، فيما كانت الموجة الثانية قبل 9 آلاف عام، وجاءت الموجة الثالثة قبل 4800 عام.
وجاء ذلك بعد تحليل الحمض النووي لنحو 49 هيكل عظمي عثر عليهم في البرازيل، وجبال الإنديز الوسطى التي تضم دول الإكوادور وبوليفيا وبيرو، والمخروط الجنوبي لأمريكا الجنوبية الذي يضم الأرجنتين وتشيلي وأوروغواي وأجزاء من البرازيل.
ولكن المفاجأة التي اكتشفها العلماء أن الموجة الأولى من الهجرة اختفت تماما لتحل محلها الموجة الثانية، أي أن موجة المهاجرين الثانية استبدلت الأولى، على الرغم من أنه ليس من الواضح كيفية حدوث هذا، والمفاجأ أيضا عثور العلماء على حمض نووي في الهياكل العظمية الخاصة بموجة الهجرة الأولى التي كانت قبل 10 آلاف عام تقريبا، هو نفسه الحمض النووي الموجود لدى الأستراليين القدامى.
وأشار العلماء إلى أن تلك الموجة من الهجرة انتقلت إلى البرازيل فيما يشبه “سرعة البرق”، وهو ما جعلهم يقفون كثيرا عند هذا الأمر.
وتوقع العلماء أن المهاجرين كانوا قد انتقلوا عن طريق البر، حيث كانت قارة أستراليا مرتبطة بالبرازيل، لكن لم يعثر العلماء على أي آثار وراثية تثبت عملية الانتقال تلك، كما أن هذا يجعل الأمر أيضا أشبه بمعجزة، لأنه ينبغي أن يكون لدى المهاجرين وسيلة انتقال سريعة جدا تجعلهم ينتقلون برا بتلك السرعة الفائقة. كما أن فرضية الانتقال البحري صعبة أيضا، بسبب الوقت الذي يمكن أن يستغرق في تلك الرحلة، ما يجعله “لغزا غامضا”، بحسب مجلة “كوارتز”.
وقال إيسك ويلرسليف، عالم الوراثة بمتحف التاريخ الطبيعي في الدنمارك: الأمر الواحد الواضح لدينا هنا، أن تلك السلالة القديمة، كانت تتحرك بسرعة فائقة تشبه سرعة البرق، وكان قدماء الأستراليون أو البرازيليون ينتشرون كالنار في الهشيم عبر بيئات مختلفة ويتكيفون معها سريعا بصورة مذهلة”.
وقال بن بور، عالم الآثار في جامعة ألاسكا: “أعتقد أن تلك الأوراق البحثية تفتح بابا لعالم غامض بالغ التعقيد، ربما يكون نواة لكشف علمي رائع وغير مسبوق”.
المصدر: سبوتنك