تناولت الصحف الصادرة في بيروت نهار السبت في 27-10-2018 العديد من الملفات المحلية والإقليمية، وجاءت افتتاحياتها على الشكل التالي.
الأخبار :
العدو يرسب في «اختبار السلوك»: المقاومة تردّ بالصواريخ
وكتبت تقول “تؤكد التجربة تلو التجربة أن العدو الإسرائيلي لا يريد أن يخسر صورة الردع في أي اتفاق سياسي مقبل. ثمة في إسرائيل من يريد أن يقول إن «مسيرات العودة» انتهت بسبب إجراءات الجيش، لا ضمن اتفاق سياسي حصل به الفلسطينيون على شيء، حتى لو كان أقل مما يستحقون، وهو ما تدركه الفصائل التي سارعت إلى الرد على سقوط الشهداء”.
لم تمرّ الجمعة الـ31 في «مسيرات العودة» هادئة كما جرى الحديث في وساطة وفد «المخابرات العامة» المصري بين المقاومة الفلسطينية والعدو الإسرائيلي. فبينما أبدى الفلسطينيون تفهماً للطلبات المصرية واستعداداً لتخفيض وتيرة المسيرات والابتعاد عن الحدود، لكن دون إلغاء المسيرات، أكد الميدان أمس أن القرار الإسرائيلي ماضٍ بالتصعيد إلى أقصى حدّ، وهو ما لا يوحي بنية إسرائيلية لتقديم حل متكامل.
فقد استشهد أربعة غزيين وأصيب 232 (180 منهم بالرصاص الحي) أمس، في المسيرات التي حملت عنوان «غزة صامدة ولن تركع»، بعدما باغتت قوات الاحتلال المواطنين في «مخيمات العودة» بإطلاق النار والغاز المسيل للدموع. ووفق وزارة الصحة، الشهداء هم: محمد خالد عبد النبي (27 سنة) شرق جباليا، ونصار أبو تيم (22 سنة) وأحمد سعيد أبو لبدة (22 سنة) وعايش غسان شعت (23 سنة) شرق خان يونس (جنوب). كما قضى شهيد خامس، جبر إبراهيم أبو هميسة (25 سنة)، في حادث عرضي في البريج (وسط).
وكانت الرسالة المصرية للمقاومة تحمل تأكيداً لضرورة التهدئة الميدانية هذه الجمعة تمهيداً لتطبيقات التفاهمات التي تم التوصل إليها الأسبوع الماضي وهي بانتظار الموافقة الإسرائيلية لإعلان توقيع اتفاق، فيما رأت المقاومة أن هذا الأسبوع سيكون «اختباراً» للسلوك الإسرائيلي حتى نهاية الشهر الجاري. لكن العدو قصف مساء نقاط رصد للمقاومة، شرق القطاع، كما قصفت طائرة مروحية تابعة له نقطة رصد شرق البريج بصاروخ، فيما استهدفت نقاط رصد أخرى شرق غزة وشرق جباليا (شمال) القطاع، من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
كل ذلك قررت المقاومة الردّ عليه بصليات من الصواريخ التي استهدفت مستوطنات في «غلاف غزة»، ومنها «سيديروت» و«مجلس شاعر هنيغف»، إذ سمعت أصوات عشرات الانفجارات التي قيل أنها ناتجة عن تصدي منظومة «القبة الحديدية»، فيما دعت غالبية المحللين والمراسلين العسكريين الإسرائيليين لتوجيه ضربات قوية ضد غزة «رغم أن القبة اعترضت الصواريخ». وكذلك استُهدف معبر «كرم أبو سالم»، جنوبي القطاع، بعدد من قذائف الهاون.
مع هذا، أعلنت «الهيئة الوطنية لمسيرات العودة» أن الجمعة المقبل، الـ32، ستتواصل فيها المسيرات، وستكون بعنوان «شعبنا سيسقط الوعد المشؤوم»، في إشارة إلى «وعد بلفور». وحتى الآن، أسفرت اعتداءات الاحتلال على المشاركين في المسيرات عن استشهاد أكثر من 200 وإصابة أكثر من 22 ألفاً آخرين بجروح متفاوتة منهم نحو ألفين بإعاقات دائمة.
تعقيباً على ذلك، قالت حركة «الجهاد الإسلامي في فلسطين» في بيان أمس، إن «محاولات الاحتلال قمع مسيرات العودة ستفشل»، مضيفة: «ارتقاء الشهداء لن يرهب مسيرات العودة ولن يوقفها». كذلك، قال عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، خليل الحية، إن «المسيرات السلمية ستستمر على طول السياج الحدودي حتى تحقيق أهدافها وفي مقدمها كسر الحصار»، مضيفاً في تصريح أمس: «نطالب جميع الأطراف بضرورة الضغط على العدو الصهيوني وإلزامه اتفاقية وقف إطلاق النار عام 2014».
وفي الضفة المحتلة، استشهد مساء أمس عثمان أحمد لدادوة (33 سنة) كما أصيب عشرة شبان خلال مواجهات مع الاحتلال في قرية المزرعة الغربية «القبلية» شمال غربي مدينة رام الله (وسط). واندلعت المواجهات منذ صلاة الجمعة في منطقة نعلان المهددة بالمصادرة في القرية، فيما دفع الاحتلال بعشرات الجنود إلى المنطقة وشرعوا بإطلاق القنابل الغازية والرصاص الحي. كما اندلعت مواجهات في قرية بلعين، غرب رام الله، وأخرى بين أهالي قرية كفر نعمة والجنود في منطقة جبل الريسان المهدد بالمصادرة، غرب رام الله.
اللواء :
قمّة اسطنبول الرباعية حول سوريا تنطلق اليوم
مجلس الأمن يبحث رفض النظام لـ«لجنة صياغة الدستور»
وكتبت تقول “تنطلق في إسطنبول اليوم قمة رباعية تضم تركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا لبحث الأوضاع في سوريا واتفاق إدلب والتسوية السياسية، ولوحظ استثناء إيران وهي الدولة الثالثة الضامنة للقاءات أستانة، في حين قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن الوزير سيرغي لافروف التقى مع كبير مفاوضي المعارضة السورية نصر الحريري في موسكو امس لبحث الصراع في سوريا وسبل التوصل إلى تسوية سياسية”.
وأضافت الوزارة أن روسيا أكدت دعمها لسيادة سوريا واستقلالها ووحدة ترابها.
من جهته، أكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، امس، أن بلاده وتركيا وألمانيا وفرنسا، متفقون في الهدف الرامي لتسوية سياسية في سوريا، لكن الخلافات بينهم قد تكون في رؤية الآليات والتكتيك المناسب لذلك.
ونقلت وكالة (سبوتنيك) الروسية عن بيسكوف قوله للصحافيين، قبيل القمة الرباعية المرتقبة غدا (اليوم) في إسطنبول: «هذا ليس تناقضا، هناك نهج مختلف، عموما الكل يريد بالطبع التسوية السياسية في سوريا. إنه هدف مشترك، لكن فلنقل، يمكن بالطبع أن تكون هناك فوارق في الآليات والتكتيك».
وقالت مصادر روسية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتزم أيضا بحث إصلاح البنية التحتية في سوريا خلال القمة، بينما قال مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن فرنسا تريد ضمان استمرار وقف إطلاق النار في إدلب لمنع حدوث نزوح جديد للاجئين وإعطاء قوة دفع جديدة لمحادثات السلام.
وفي برلين، أكدت المتحدثة باسم انغيلا ميركل مارتينا فيتز مشاركة المستشارة في القمة، وقالت إنه سيتم خلالها بحث «الوضع في إدلب وتطبيق اتفاق سوتشي الروسي التركي. خلاف ذلك، ستتم متابعة العملية السياسية برعاية الأمم المتحدة ولا سيما بداية أعمال لجنة الدستور».
ووجه الرئيس التركي، ما قال إنه «تحذير أخير» لمن يعرضون حدود تركيا للخطر وقال إن أنقرة عازمة على التركيز على المقاتلين الأكراد السوريين شرقي نهر الفرات.
وأضاف أردوغان، الذي كان يتحدث لمجموعة من القياديين الإقليميين في حزب العدالة والتنمية في أنقرة، أن تركيا ستصب تركيزها على شرقي نهر الفرات في سوريا وليس منطقة منبج بسبب وجود وحدات حماية الشعب الكردية.
الي ذلك، أعلنت مصادر دبلوماسية أن مجلس الأمن الدولي سيلتئم بطلب من الولايات المتحدة للبحث في الأزمة السورية بعد رفض دمشق تشكيل لجنة برعاية الأمم المتحدة لصياغة دستور جديد.
وكان الموفد الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا فشل خلال زيارته إلى دمشق الأربعاء في الحصول على موافقة الحكومة السورية على اللجنة الدستورية التي أوكلت اليه مهمة تشكيلها خلال مؤتمر حوار سوري نظّمته روسيا في سوتشي .
ولن يحضر دي ميستورا اجتماع مجلس الأمن شخصياً لكنه سيشارك فيه عبر الفيديو.
وكان دي ميستورا حضر الأسبوع الماضي بنفسه إلى نيويورك لإبلاغ مجلس الأمن أنّه قرّر مغادرة منصبه نهاية نوفمبر وأنّه سيعمل خلال المدّة المتبقّية له على تذليل العقبات التي تعترض تشكيل اللجنة الدستورية.
وسعى دي ميستورا خلال الأشهر الأخيرة لإنشاء لجنة دستورية تضم 150 عضواً، بهدف إعادة إحياء مسار التفاوض بين طرفي النزاع السوري.
وقدّمت كل من دمشق وهيئة التفاوض السورية المعارضة، لائحة بأسماء خمسين ممثلاً عنها، في وقت أبلغ دي ميستورا، الذي يتوجّب عليه تقديم لائحة ثالثة من خمسين اسماً، مجلس الأمن الأسبوع الماضي أنّ دمشق لم توافق على الأشخاص الذين اختارهم لعضوية اللجنة، مشدّداً على ضرورة ألاّ يهيمن أي طرف عليها.
وبعد اختيار اعضاء اللجنة، سيكلّف 15 عضواً يمثّلون اللوائح الثلاث إجراء «اصلاحات دستورية» وفق دي ميستورا.
وتتباين قراءة كل من الحكومة السورية والمعارضة لمهام هذه اللجنة، اذ تحصر دمشق صلاحياتها بنقاش الدستور الحالي، بينما تقول المعارضة إنّ الهدف منها وضع دستور جديد.
ونقلت سانا عن وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي التقى الأربعاء دي ميستورا قوله في ما خصّ عمل هذه اللجنة إنّ «كل هذه العملية يجب أن تكون بقيادة وملكية سوريا، باعتبار أنّ الدستور وكلّ ما يتّصل به هو شأن سيادي بحت يقرّره الشعب السوري بنفسه دون أي تدخّل خارجي تسعى من خلاله بعض الأطراف والدول لفرض إرادتها على الشعب السوري».
البناء :
القمة الرباعية اليوم في اسطنبول… تليها قمة ترامب بوتين في باريس… ودعوة أميركية لبوتين
لقاء صادم لقابوس مع نتنياهو في مسقط… وحديث عُماني عن وعود بحل الدولتين
الحريري يحاول ترتيب وضع القوات… وتمثيل سنة 8 آذار يثبت كخط أحمر
وكتبت تقول”على خلفية الانحدار في الدور السعودي تسارع واشنطن لترتيب بوليصة تأمين لكيان الاحتلال، فيأتي اللقاء الصادم عربياً من مسقط، حيث استقبل السلطان قابوس بن سعيد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، مثيراً عاصفة من الاستهجان والاستغراب، بعد سلسلة مواقف تميزت بالعقلانية تجاه أزمات المنطقة منحت مسقط مكانة خاصة كموقفها من الحرب على سورية، والعلاقة بإيران والحرب على اليمن، ولم ينجح وزير الخارجية العُماني يوسف بن علوي بتبديد الذهول بكلامه عن مراجعة إسرائيلية تسمح بالعودة للتفاوض على أساس حل الدولتين والتراجع عن الرفض الإسرائيلي للتفاوض على القدس، فصدر بيان لحركة فتح يندّد بالزيارة معتبراً التطبيع مع كيان الاحتلال نحراً للمبادرة العربية للسلام طالما أنه يسبق أي تنازلات إسرائيلية بمنح ميزات ومكاسب مجانية لكيان الاحتلال”.
الموقف العُماني الذي ستتواصل تردداته وتداعياته خلال الأيام المقبلة لا يبدو منفصلاً عن مسارات متسارعة تشهدها المنطقة ويشهدها العالم على خلفية الاستعداد لمرحلة جديدة تفقد خلالها السعودية المكانة والدور التقليديين، فتوزيع الأدوار التي كانت محصورة بيد الرياض يشغل دول المنطقة، كما هو حال تركيا التي تقبض على قضية مقتل الخاشقجي كورقة قوة تريدها لمقايضة الرياض بزعامة العالم الإسلامي، وتسعى لتحظى هذه المقايضة بتغطية روسية أميركية بدت هي الأخرى تحقق تقدماً مع التحسن الذي دبّ في شرايين العلاقات الأميركية الروسية من جهة والتنشيط الذي تشهده العلاقات الروسية الأوروبية.
من جهة ثانية، تشهد اسطنبول اليوم القمة الرباعية التركية الروسية الفرنسية الألمانية المقرّرة لبحث الوضع في سورية بعناوين الحل السياسي وعودة النازحين وإعادة الإعمار، فيما يبدو الحدث السعودي متقدماً إلى الصف الأول من اهتمامات القمة، كما هي القمة التي ستشهدها باريس بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، والتي ستشهد توجيه دعوة أميركية لبوتين لزيارة واشنطن، ودعوة مماثلة من بوتين لترامب لزيارة موسكو، وهي زيارات كانت آخرها قبل عقود.
التسارع في الحدث السعودي وتداعياته الدولية، لم يحجب الاستحقاقات القريبة كوضع العقوبات الأميركية المشدّدة على إيران وبيعها للنفط موضع التنفيذ بعد أسبوع، وتعقيدات تشكيل اللجنة الدستورية الخاصة بالحل السياسي في سورية مع محاولات المبعوث الأممي الذي سيُنهي مهمته نهاية الشهر المقبل ستيفان دي ميستورا، بفرض الوصاية على ما تعتبره سورية وفقاً للقرار الأممي 2254 شأناً سيادياً سورياً، فترفض تدخلاته في تسمية ثلث أعضاء هذه اللجنة بعدما قامت كل من الحكومة والمعارضة بتسمية ثلث هذه اللجنة، ويتوقع بقاء الموضوع عالقاً حتى نهاية ولاية دي ميستورا وتعيين بديل له، ما لم تخرج قمة اسطنبول بمخرج مناسب.
لبنانياً، لم يقرّر الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري بعد أن يقدّم من حصته حقيبة ترضي طلبات القوات اللبنانية، أسوة بما فعله رئيس مجلس النواب نبيه بري في الحكومة السابقة بالتنازل عن حقيبة الأشغال لحساب المردة، ولذلك لا تزال مساعي التشكيل تراوح بين عروض تقوم على تجميع حقائب يمكن أن يتنازل عنها الآخرون، بينما قالت مصادر متابعة للاتصالات حول التشكيلة الحكومية أن تقدّماً حصل في ملف تمثيل القوات ينتظر جوابها خلال الساعات المقبلة، بينما صار ثابتاً أن تمثيل النواب السنة في الثامن من آذار من الخطوط الحمراء التي لا يمكن تخطيها في التشكيلة الحكومية، ويجري البحث عن إخراج لهذا التمثيل، حيث يتقدم الخيارات توزير النائب فيصل كرامي من حصة رئيس الجمهورية.
الفرصة الأخيرة لـ»القوات»؟
لم ترسُ بورصة الحقائب المتنازع عليها على توزيعة نهائية بين القوى السياسية، بل استمرّت عملية استدراج العروض والعروض المقابلة لا سيما بين الرئيس المكلف سعد الحريري وكل من التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي، فعلى وقع احتدام المواقف والسجالات على محاور بيت الوسط بعبدا ميرنا الشالوحي – معراب، ووسط سقوط المهل وتقلّص هامش الوقت قبيل نهاية الشهر الحالي الذكرى السنوية الثانية لانتخاب الرئيس ميشال عون، تكثفت مفاوضات تأليف الحكومة حيث شهد مقرّ رئيس حكومة تصريف الاعمال حركة سياسية حكومية لافتة، أبرزها كان لقاء الحريري والوزير ملحم الرياشي حيث تم البحث في عقدة الحقيبة الرابعة للقوات ونقاش العروض المقترحة من معراب على الرئيس المكلف، فبحسب معلومات «البناء» فقد اقترح الحريري على القوات في اللقاء الأخير بينهما ثلاثة مقترحات أبرزها نيلها 4 حقائب من ضمنها نائب رئيس الحكومة مقابل تنازلها عن الحقيبة الأساسية، حيث نفت مصادر نيابية لـ»البناء» موافقة رئيس الجمهورية على طرح منح الحريري وزارة الاتصالات للقوات ويأخذ العدل من رئيس الجمهورية، مشيرة الى أن «الرئيس عون متمسّك بالعدل التي باتت خارج المساومة والتفاوض».
كما جزمت المصادر أن حقيبة الأشغال باقية عند المردة وللوزير الحالي يوسف فنيانوس بعد وضع التيار الوطني الحر فيتو على اسمه، وقد بات واضحاً من خلال المفاوضات الجارية بأن ولادة الحكومة تقف على حصة القوات، وسط معلومات عن أن الرئيسين عون والحريري منحا القوات الفرصة الأخيرة للقبول بأحد العروض المطروحة انطلاقاً من حرصهما على مشاركتها في الحكومة، وإلا سيصار الى تأليف حكومة أمر واقع وإن بقيت القوات خارجها. وقد أُضيف أمس الى سلة الاقتراحات اقتراح جديد يقضي بمنح القوات حقيبة الاقتصاد كتعويض لها، لكن التيار الوطني الحر لم يعط جواباً على هذا الطرح. وقالت مصادر تكتل لبنان القوي لـ»البناء» إن «رئيس الجمهورية مصرّ على تأليف الحكومة قبل نهاية الشهر الجاري لكن بنظره الأهم من تأليف الحكومة هو أن تكون حكومة متجانسة ومنتجة بلا مناكفات وتعطيل وهدفها الأول خدمة المواطن»، وأكدت بأن النقاش مستمر بين الرئيسين عون والحريري لتحقيق ذلك». وتحدّثت مصادر المؤسسة اللبنانية للإرسال «ال بي سي» عن لقاء مرتقب بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس الحكومة المكلف من أجل بند ما زال عالقاً في ما يتعلق بعقدة القوات ».
وإذ لم تظهر مفاعيل زيارة الحريري الى السعودية على الواقع الحكومي، دعت أوساط نيابية الى الحذر والترقب خلال الـ48 ساعة المقبلة التي ستكون حاسمة ويظهر الخيط الأبيض من الأسود، بحسب الأوساط التي أشارت لـ»البناء» الى أن «تعاطي الرئيس المكلف مع شروط ومطالب القوات سيظهر ذلك، فإن سار بحكومة من دون مراعاة مطالبها يكن قد أخذ الضوء الأخضر السعودي بالإفراج عن الحكومة أما إذا تمسك بمطالبها فيعني أنه تلقى ضغوطاً سعودية بعدم تأليف حكومة بلا رضى القوات».
وإذا كانت القوات تصرّ على تمثيلها في الحكومة وأنها لن تقدّم انسحابها هدية لخصومها، فإن هذا يجب أن يدفع الرئيس المكلف الى الخروج من مربع شروط معراب بتشكيلة الأمر الواقع يتفق عليها مع الرئيس عون وأقصى ما يمكن أن تفعله القوات هو التحفظ وربط استمرار وجودها في الحكومة بأدائها وبيانها الوزاري كمخرج لائق لها. وأشارت مصادر التيار الوطني الحر الى أن «لا يمكننا الانتظار طويلاً موافقة القوات على حصتها وتعطيل تأليف الحكومة، فإن أرادت البقاء خارجها. فهذا شأنها لكن الأهم تأليف الحكومة لمواجهة الظروف الاقتصادية الداهمة».
وفي سياق ذلك، دعا عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي معن حمية إلى وقفة مسؤولة في مواجهة تردّي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في لبنان، واستنباط الحلول الناجعة لكلّ الأزمات والمشكلات التي تثقل كاهل اللبنانيين.
وقال عميد الإعلام: اللبنانيون ضاقوا ذرعاً، ولم تعد لديهم قدرة على التحمّل، وتزعزت ثقتهم بالمؤسّسات وبالمسؤولين وبإمكانية المعالجات الجدية، ولذلك، فإنّ المطلوب هو استرداد ثقة الناس من خلال اعتماد نهج جديد لمعالجة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، وإيجاد حلول جذرية لأزمات المياه والكهرباء والصحة والتعليم والزراعة والتجارة والبيئة والبطالة والطرقات وغيرها، وسلوك طريق الإنماء على كلّ المستويات، تحقيقاً للإنماء المتوازن.
أضاف: إنّ استرداد الثقة يحتاج إلى إرادة سياسية جامعة، تأخذ بعين المصلحة الوطنية العليا، تتحسّس معاناة الناس، والشروع في المعالجات بعيداً عن الحسابات الضيقة والجزئية.
وأضاف: «آن الآوان لكي تنصبّ كلّ الجهود من أجل الخروج من دوّامة الأزمات، والفرصة لا تزال سانحة من خلال الإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية توحي للبنانيين بالثقة. وحكومة الوحدة الوطنية لا تنشأ بالمحاصصات الطائفية والمذهبية المسكونة بالعقد. إنّ المعنى الحقيقي لحكومة الوحدة الوطنية يتحقق بمشاركة القوى اللاطائفية وفي مقدّمها الحزب السوري القومي الاجتماعي».
على صعيد عقدة تمثيل اللقاء التشاوري، أشارت مصادر اللقاء لـ»البناء» الى أنه مصر على التمثيل في الحكومة بوزير واحد على الأقل، مضيفة: «ليس المهم من اي حصة نتمثل، لأننا نعتبر في نهاية المطاف أن هذا حقنا وليس منّة من أحد، فالانتخابات النيابية على قانون النسبية أفرزت نسب تمثيل جديدة يجب أن تترجم في الحكومة»، ونفت المصادر أن «يكون اللقاء تبلّغ من المعنيين بالتأليف بتوزير أحد نوابه».
اعتداء أميركي جديد على لبنان
على صعيد آخر، واصلت الإدارة الأميركية اعتداءاتها السافرة على لبنان وشعبه وسيادته في إطار عقوباتها التي تفرضها على لبنان العالم. وقد وقّع الرئيس الاميركي دونالد ترامب أمس، قانون عقوبات جديد على حزب الله يستهدف كل مَن يموّل الحزب، او يتعامل معه أو يزوّده بالأسلحة. وكان هذا القانون قد صُوّت لصالحه مجلس الشيوخ في الثاني عشر من الشهر الحالي وسبقه تصويت مجلس النواب. واشار ترامب في كلمة في البيت الأبيض بمناسبة مرور 35 عاماً على الهجوم الذي استهدف مقر مشاة البحرية الأميركية في بيروت إلى «أن هذه العقوبات تهدف إلى حرمان حزب الله من الحصول على موارد لتمويل نشاطاته».
وقللت مصادر نيابية في فريق المقاومة من أهمية هذه العقوبات على حزب الله ودوره في مقاومة وردع الاحتلال الإسرائيلي ومساعدة الدولة السورية على مكافحة الإرهاب، مشيرة لـ»البناء» أن «هذه العقوبات ليست الأولى وتندرج في اطار الضغط على المقاومة لفرض الشروط الاميركية الاسرائيلية عليها»، موضحة أن «تطبيق هذه العقوبات شأن سيادي لبناني بامتياز».
هدوء حذر في المية ومية
أمنياً، خيم الهدوء الحذر على مخيم المية ومية بعد التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار في المخيم بين حركة فتح وحركة أنصار الله، غير أن الاتفاق تعرّض لخروق بعد تجدد الاشتباكات، وعلمت «البناء» أن «الرئيس بري أجرى سلسلة اتصالات بمختلف الفصائل الفلسطينية وبالقيادات الأمنية في صيدا لتطويق الأحداث».
وعقد اجتماع موسّع في مقر المجلس السياسي لحزب الله جمع وفدي حركتي فتح وأنصار الله جرى البحث خلاله في تثبيت وقف إطلاق النار وإعادة الحياة في مخيم المية ومية إلى طبيعتها. وانتهى الاجتماع الى اتفاق على وقف إطلاق النار وسحب المسلحين وعودة الأهالي الى منازلهم وتسليم أي مخل بالأمن الى الدولة اللبنانية. ولاحقاً عُقد اجتماع مغلق في السفارة الفلسطينية بين الفصائل المعنية بمتابعة اشتباكات المية ومية، وأجرى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية اتصالاً هاتفياً بالرئيس عون أكد فيه أن أمن لبنان أولوية فلسطينية «وهو ما ترجمه الفلسطينيون عملياً من خلال تحييد مخيماتهم عن الأحداث الجارية في المنطقة، وعدم السماح بأن تكون منطلقاً لأي عمل يضرّ بلبنان وأمنه».
المصدر: صحف محلية