أبرزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 13-10-2018 مسألة تشكيل الحكومة اللبنانية وكلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الحفل التأبيني للمرحومة الحاجة أم عماد مغنية، بالاضافة الى ملف اختفاء الاعلامي السعودي جمال خاشقجي.
البناء:
الخاشقجي يحاصر إبن سلمان في الغرب… وأنقرة تفرج عن القسّ الأميركي المحتجز
عون يلتقي ماكرون: الحكومة شأن لبناني… ومرحَّب بالحريري في أيّ وقت
نصرالله: لسنا محشورين… وندعو للإسراع حرصاً… والغموض البنّاء مع «إسرائيل»
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة “البناء” اللبنانية “كل التعليقات والأخبار والتقارير التي تتناول قضية اختفاء جمال الخاشقجي، تقول إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان محاصَر من كل الجهات بالقضية، فالإجماع المتشكل دولياً من واشنطن إلى نيويورك إلى لندن وباريس له عنوان واحد، اتهام السعودية بالتخلص من الخاشقجي حتى يثبت العكس بينما كل الحملات السعودية عن الإهتمام بحياة مواطن من رعاياها، والاستعداد للتحقيق لكشف مصيره لا تجدي في تغيير وجهة التعامل الخارجية، حيث صورة إبن سلمان وصورة الخاشقجي معا تتصدر الصفحات الأولى للصحف الكبرى في عواصم الغرب، لتنقل سيناريوهات ومعلومات تتقاطع عند الحديث عن مكيدة دبّرها فريق إبن سلمان لاستدراج الخاشقجي إلى القنصلية السعودية في أنقرة لإلقاء القبض عليه وقتله، وكان أشدّ السيناريوات سواداً ما حفلت به التفاصيل التي نقلتها صحيفة يني شفق التركية، حول كيفية شراء الحقائب التي ضمّت أجزاء الخاشقجي بعد تقطيعه بمنشار في مبنى القنصلية، وحول الأدوار التفصيلية لأعضاء الفريق السعودي الذي وصل إلى اسطنبول صباح يوم اختفاء الخاشقجي وغادر بعد ظهر اليوم ذاته على متن طائرة خاصة متنقلاً بجوازات سفر دبلوماسية.الموقف الأميركي الذي ترتفع وتيرته بوجه الرياض مطالبة بالكشف عن مصير الخاشقجي والتلويح بإعادة النظر بأشكال التعاون القائمة إذا ثبت تورط ولي العهد في إخفاء الخاشقجي أو قتله، كما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تزامن مع تحسن العلاقات الأميركية التركية بعد إفراج أنقرة عن القس الأميركي المحتجز لديها، بموجب صفقة تعتقد مصادر المعارضة التركية أنها تضمّنت تقدماً في مكانة تركيا الإقليمية بالتوازي مع التراجع في مكانة السعودية.
الموقف الذي أطلقه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من يريفان عاصمة أرمينيا على هامش القمة الفرانكوفونية التي تستضيفها عبّر عن المناخ الذي يحاصر الرياض، حيث قال «ما تبلغناه خطير، خطير للغاية، إنني أنتظر كشف الحقائق والوضوح التام» في هذه القضية.
ماكرون الذي اجتمع بالرئيس اللبناني ميشال عون على هامش القمة ناقش قضايا النازحين ومؤتمر سيدر لدعم لبنان، بينما قال رئيس الجمهورية ميشال عون إنه لم يتم التطرق للشأن الحكومي باعتباره شأناً لبنانياً خاصاً، مع رغبة الجميع بالطبع برؤية الحكومة الجديدة قريباً، وعما اذا كان سيلتقي الرئيس الحريري بعد عودته الى بيروت، أكد الرئيس عون أن «الرئيس الحريري مرحَّب به ساعة يشاء».
في بيروت مع سقوط مهلة الأيام العشرة التي حددها الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري، كانت إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في تأبين والدة الشهيد القيادي في المقاومة الحاج عماد مغنية مناسبة لإطلاق جملة مواقف، حيث قال السيد نصرالله في الشأن الحكومي إن الرهانات الخاطئة حول كون حزب الله محشوراً إقليمياً لا أساس لها، فعلى الصعيد الخاص لا مشكلة لحزب الله ان يتأخر تشكيل الحكومة شهوراً وسنوات، لكنه يدعو للإسراع بتشكيل الحكومة حرصاً على البلد الذي يتشارك الجميع القلق على اقتصاده والأحوال المعيشية لمواطنيه، والحاجة لولادة سريعة للحكومة للنهوض بالأعباء التي ترهق كاهل الإقتصاد واللبنانيين، مجدداً الدعوة لتخطي الخلافات دون توجيه الاتهام بوقوف أسباب خارجية وراءها، وفي الردّ على تهديدات كيان الاحتلال للمقاومة ولبنان على خلفية الصور التي رفعها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في نيويورك امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، نوّه السيد نصرالله برد وزارة الخارجية اللبنانية والجولة التي نظمتها في منطقة المطار لتكذيب المزاعم الإسرائيلية، مشيراً إلى أن المقاومة لم ولن تكون معنيّة بالردّ على الاتهامات الإسرائيلية، واصفاً منهج المقاومة بعدم التأكيد والنفي لما تنشره قيادات كيان الاحتلال حول سلاح المقاومة بالغموض البنّاء.
«تعويم» حكومة تصريف الأعمال…
مع وجود أركان الدولة خارج البلاد خلت الساحة السياسية من أي جديد لا سيما على الصعيد الحكومي، لتسرق العاصمة الأرمينية الأنظار التي باتت تصلح لإجراء مفاوضات التأليف على أراضيها في ظل وجود رئيس الجمهورية ميشال عون في ريفان، وقد انضمّ إليه وزير الخارجية جبران باسيل، بحضور المبعوث الخاص للرئيس المكلف الوزير غطاس خوري و»العراب» الفرنسي الرئيس إيمانويل ماكرون، رغم تأكيد الرئيس عون بأن تأليف الحكومة أمر لبناني صرف ولم آت الى أرمينيا لأبحث الملف الحكومي، ما ينفي فرضية وجود مبادرة فرنسية لدفع عملية التأليف، بينما وصل رئيس المجلس النيابي الى جنيف أمس، على رأس وفد نيابي للمشاركة في أعمال مؤتمر الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي.
ويبدو أن الجميع سلّم بالأمر الواقع الحكومي، ولا يستطيع أحد إحداث خرق في جدار المواقف وفرض الحلول، إذ لا الدستور قادر على حل أزمة التمثيل الوزاري للأطراف السياسية وكتلها النيابية ولا التوازنات السياسية والطائفية في الداخل ولا الظروف الخارجية تسمح بأن يفرض أحد شروطه على الآخر. ما ينتج عن هذه المعادلة حل وحيد في الوقت الراهن هو «تعويم» حكومة تصريف الأعمال حتى إشعار حكومي آخر لتقوم بدورها في تسيير أعمال الدولة ومواجهة أزمات البلد الداهمة التي لا تنتظر تقاسماً للحصص والحقائب ولا حكومات ولا رئاسات ولا قرارات.
كما لم يعُد تأليف الحكومة موضوعاً يؤرق بال حزب الله ولا حلفائه، فهم الأكثر راحة مقابل الآخرين لا سيما لرُكني العهد الرئيسين عون والحريري الى جانب القوات اللبنانية التي باتت بنظر الرأي العام واجهة التعطيل، أما مَن يعمل للضغط على الحزب بهذه الورقة لانتزاع المكاسب الوزارية «فليخيّط بغير هالمسلة»، كما تقول مصادر 8 آذار لـ»البناء» لأنّ الحزب غير محشور لا داخلياً ولا اقليمياً بل إنّ «المحشورين» هم الرئيس المكلف وحلفه المتهالك في المنطقة والذي ربما يبقى الى أمد طويل مكلفاً ورئيس حكومة تصريف أعمال يتخذ وزراؤها القرارات بالمفهوم الضيق لتصريف الأعمال، بحسب القانون، بينما الطموح السياسي لرئيس المستقبل هو العودة الى السراي الحكومي من بابها الواسع.
ودعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الوزارات الى «العمل بسرعة لمعالجة المشاكل لا سيما مع بدء موسم الشتاء». وقال: «ما يجري في موضوع السيول ببعلبك الهرمل يجب أن تسارع وزارات الدولة الى تحمل مسؤوليتها بشكل سريع بعيداً عن البيروقراطية». وقال: «ليس لدي أيّ جديد في مسألة تشكيل الحكومة ونحن نحثّ على تشكيلها من اجل المصلحة الوطنية»، وأكد على «أهمية الإسراع بتشكيل الحكومة وبذل كلّ الجهود وبإخلاص وبعيداً عن التأثير الخارجي لتشكيل الحكومة في لبنان»، وشدّد على أنّ «إيران وسورية لا تتدخلان في مسألة تشكيل الحكومة لا من قريب ولا من بعيد». ولفتت مصادر مطلعة لـ»البناء» الى أنّ «النفحة التفاؤلية التي لفحت تأليف الحكومة ستمدّد مفاعيلها حتى أواخر الشهر الحالي على أن تعود الاتصالات والمشاورات الى نشاطها وحيويتها مع عودة رئيس الجمهورية ووزير الخارجية اليوم الى بيروت وعودة رئيس المجلس النيابي الأربعاء المقبل، وبالتالي استكمال المشاورات يظهر إمكانية وجود بوادر حلحلة حقيقية أو تثمير لهذه الإيجابيات التي طبعت مواقف الأطراف لا سيما رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط وتحويلها فرصة، لكن المصادر تساءلت: هل لا يزال الفيتو الأميركي السعودي على تأليف الحكومة موجوداً أم نُزع؟
وقللت المصادر من أهمية العقدة الدرزية، مشيرة الى «أنه لا عقدة مهما علا شأنها تقف في وجه ولادة الحكومة إنْ جاءت كلمة السر الخارجية، وتوقفت عند مسارعة جنبلاط الى خفض سقفه التفاوضي خلال الأيام القليلة الماضية، إذ لا يريد أن يكون كبش محرقة في حال جاءت كلمة السر من الخارج»، وتكشف المعلومات أنّ جنبلاط أبلغ الرئيس بري سقفه لحلّ العقدة الدرزية، لكن بري ينتظر تظهير الحلّ ريثما تُحلّ العقدة المسيحية ويقضي الحلّ بأن ينال التيار الوطني الحر وزيراً درزياً يسمّيه الوزير طلال أرسلان يوافق عليه جنبلاط الذي يناور على نوعية الوزارات فقط». ولفتت المصادر الى أنّ «الولايات المتحدة لا تريد تشكيل حكومة في لبنان تظهر انتصار حزب الله ومحوره في الإقليم»، ودعت الى مراقبة المفاوضات على الملفات الإقليمية لا سيما مع اقتراب تأليف الحكومة العراقية بعد الاتفاق على الرؤساء الثلاثة وبدء تطبيق اتفاق إدلب في سورية وصولاً الى التطورات العسكرية في اليمن».
وفي الشأن الإقليمي اعتبر السيد نصرالله «أننا اليوم امام نموذج أميركي يوغل في استكباره وغلوه لدرجة إهانة حلفاء أميركا وبشكل متكرّر. وفي مقابل هذه الاهانات لا نجد الا البسمة والخضوع والصمت القاتل». وقال خلال كلمة في حفل تأبين أم الشهداء الحاجة أم عماد مغنية: «اياً تكن خلفية كلام ترامب عن إمكانية سيطرة إيران على الشرق الأوسط بمدة 12 دقيقة، ولكن هذا يدل على عظمة إيران في عين ترامب، وإيران التي لم تساوم يوماً على ثروتها وسيادتها». وأوضح «أما دول حلفاء ترامب الذين باعهم السلاح بمئات مليارات الدولارات هي في عين ترامب ضعيفة ولا تصمد لأسبوعين».
واضاف: «جزء من كلام ترامب تهويلي، وترامب من خلال خطابه يكشف لنا أن الكثير من دولنا العربية والإسلامية اليوم تدفع الجزية لأميركا مقابل بقائها في عروشها»، و»على مَن يراهن هؤلاء الحكام؟ على ترامب والإدارة الاميركية التي تأخذ أموالكم وتهينكم في كل يوم؟». ودعا حكام دول الخليج الى «المصالحة والتعاون والاستماع الى مطالب شعوبهم ومعالجة المشاكل».
وقال الأمين العام لحزب الله: «بكل ما يتصل بالمقاومة سياستنا هي الغموض البناء والصمت الهادف من موقع المعركة، ومن الخطأ أن نقدّم نفياً أو إجابات على كل ما يطرحه نتانياهو أو غيره، والردّ يجب أن يكون السخرية من كل ما يفعله قادة الحرب النفسية الصهاينة الفاشلون»، مشيداً بالخطوة الدبلوماسية التي قام بها الوزير باسيل رداً على الادعاءات الاسرائيلية.
عون – ماكرون
وكان رئيس الجمهورية عقد خلوة مع الرئيس الفرنسي على هامش مشاركته في اعمال القمة الفرنكوفونية في يريفان انضمّ اليها لاحقاً الوزير باسيل ومستشار ماكرون. وأوضح عون في دردشة مع الصحافيين بعد اللقاء أن التفاهم كان تاماً مع الرئيس الفرنسي حول كل المواضيع، «ونحن نتعاون دائماً مع بعضنا كأصدقاء». ورداً على سؤال حول تشكيل الحكومة أكد الرئيس عون ان الاجتماع مع الرئيس ماكرون ليس بهدف تشكيل الحكومة، «لكنه يرغب طبعاً في تشكيلها وخصوصاً بعد إجراء الانتخابات النيابية». وعما اذا كان سيلتقي الرئيس الحريري بعد عودته الى بيروت، اكد رئيس الجمهورية أن الرئيس الحريري مرحَّب به ساعة يشاء. واذا كان الرئيس الفرنسي قد أبلغه ان مؤتمر سيدر في خطر قال: «عندما يصرح الرئيس ماكرون بذلك سوف تعلمون بالأمر».
وتطرّق الرئيسان خلال اللقاء بحسب قناة الـ»أو تي في» إلى أزمة النازحين واقترح عون فكرة للنازحين الذين يأتون كل آخر شهر الى لبنان لأخذ المساعدات أن يبقوا في بلادهم والمساعدات تحوّل إليهم».
سجال التيار – القوات
في غضون ذلك استعر السجال السياسي والإعلامي بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية بمصطلحات تستخدم للمرة الأولى بين الطرفين ما يعكس شدة الصراع السياسي والحكومي بينهما، وردّت النائب ستريدا جعجع على كلام باسيل، معتبرة أنه «يتحدّث بأسوأ وأخبث طريقة ممكنة ملؤها الحقد والشر»، وقالت في بيان: «لا يعود للوزير باسيل وضع المقاييس لتشكيل الحكومة التي إما يضعها الرئيس المكلف بالتشاور مع رئيس الجمهورية، وإما مجموع الكتل النيابية المكوّنة للمجلس النيابي، وبالرغم من ذلك يصرّ الوزير باسيل على مصادرة هذا الحق لنفسه، وعندما يضع مقياساً فهو يطبّقه على غيره ولا يطبّقه على نفسه». وردّ عضو «نكتل لبنان القوي» النائب نقولا الصحناوي على جعجع عبر «تويتر» قائلاً: «الخبث والحقد والشر صفات ظهرت عند قائليها منذ 28 عاماً يوم فرحوا بدخول الجيش السوري الى قصر بعبدا وساندوه مدفعياً ومعنوياً، فكان مقعد وزاري جائزة ترضية لهم، واليوم لأجل مقعد بالزائد، يعيدون الكرة. للأسف، التكرار لم يعلّم… البعض».
كما ردّ عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب بلال عبد عبر «تويتر» على كلام باسيل قائلاً: «بعد مقابلة الأمس للمرشح المفترض للرئاسة، والمكلف بدون تكليف للتأليف، تبدّد التفاؤل كالعادة فتمّ رمي المسؤوليات يميناً ويساراً، وضاعت المسؤوليات وتمّ تجهيل الفاعل وتوزّعت النصائح، فانتصرت كالعادة الأقوال على الأفعال إلى الحكومة در»”.
الأخبار:
قضية خاشقجي: طموحات ابن سلمان على المحك
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة “الأخبار” اللبنانية “في محاولة لمواجهة ضغوط سياسية واقتصادية غير مسبوقة على الرياض، بسبب الغموض الذي لا يزال يكتنف مصير جمال خاشقجي، تسعى الأخيرة إلى إظهار تعاونها مع سلطات أنقرة من دون أن تترجم ذلك على الأرض، خشية كشف الحقيقة
في ضوء الضغوط السياسية والاقتصادية المتزايدة على الرياض، لكشف مصير الصحافي جمال خاشقجي، ومطالبة دول حليفة لها بضرورة الكشف عمّا لديها من «معلومات»، تُبدي السعودية «تعاوناً شكلياً» مع تركيا، من خلال المشاركة في التحقيقات التي تجريها أنقرة منذ 12 يوماً، وهو ما وافقت عليه الأخيرة. لكن ذلك يطرح تساؤلات عن التعاطي التركي في القضية، في وقت يُلمح فيه مسؤولون أتراك عبر وسائل إعلام، محلية وغربية، بشكل ممنهج، إلى أن أنقرة تملك الحقيقة الكاملة بشأن مصير خاشقجي، من دون أن تتهم أنقرة السعودية رسمياً باغتياله، في تناقض واضح مع نتائج التحقيقات التي تكشف عنها تباعاً، ما يشي بأن القضية باتت تستخدم كـ«ورقة» ضغط سياسية ضد الرياض.
وفي إطار «التعاون» السعودي مع تركيا، دخل 11 شخصاً مقرّ القنصلية السعودية في إسطنبول، أمس، للمشاركة في التحقيق، ومن المتوقع أن يلتقي الوفد السعودي مسؤولين أتراكاً نهاية الأسبوع. فحتى الآن، لم تترجم نيّات الرياض بـ«التعاون» على الأرض، فلا هي سمحت للمحققين الأتراك بالتحري عن أثر لخاشقجي في مبنى القنصلية، ولا أعطت تسجيلات الكاميرات المثبتة داخل القنصلية للسلطات التركية، للتأكد من مزاعم مسؤوليها بأن خاشقجي خرج منها في اليوم نفسه، ولم تسمح أيضاً بدخول منزل القنصل، محمد العتيبي، حيث يشتبه في وجود جثة خاشقجي داخلها، بعدما وصلت سيارة سوداء قبل أيام، حمّلت صناديق من القنصلية إليه، بحسب تسجيلات الكاميرات الخارجية. ورغم إعلان الرياض موافقتها على السماح للسلطات التركية بالبحث في ممثليتها في إسطنبول، لكن تلك الموافقة اقتصرت، بحسب صحيفة «صباح» التركية، على إجراء «بصري» سطحي فقط، تماماً كما سمحت من قبل، لصحافيي وكالة «رويترز» بالتجوال والتصوير، الأمر الذي رفضه الجانب التركي، الذي يُريد تفتيش المبنى باستخدام مادة «لومينول»، وهي مادة كيميائية تسمح باكتشاف آثار الدم، وتستعمل في مجال الطب الشرعي وعلم الجنايات، لكشف آثار الدماء الخفيفة غير الظاهرة للعلن، فيما تؤكد الشرطة التركية أنها تعتقد، استناداً إلى تحقيقاتها الأولية، أن خاشقجي قتل داخل القنصلية من قبل فريق سعودي أُرسِل خصيصاً إلى إسطنبول.
ولم تتعاون الرياض مع السلطات التركية بتسليمها تسجيلات الكاميرات الداخلية، منذ دخول خاشقجي إلى القنصلية، بالزعم أنها «تصور ولا تسجل»، كما قال أخيراً سفيرها لدى واشنطن، خالد بن سلمان، الأمر الذي لم يُقنع المسؤولين الأتراك أو الأميركيين، فيما أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أول من أمس، أن هذه الأنظمة «قادرة على التقاط أي عصفور يطير أو ذبابة تخرج من هناك». لكن في الوقت نفسه، ثمة تناقض في المطالبة التركية بتلك التسجيلات، أو مطالبة الرئيس أردوغان الرياض بـ«إثبات» قولها إن خاشقجي خرج من القنصلية سالماً، في ضوء تقارير تؤكد أن سلطات أنقرة أبلغت واشنطن أنها تمتلك «تسجيلات صوتية وفيديو»، تُظهر كيف جرى «استجواب وتعذيب» خاشقجي في قنصلية بلاده قبل «مقتله»، بحسب ما كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، ما يثير الشكوك حول تلك التقارير، والغاية من وراء تسريبها، خصوصاً أن مسؤولين أتراكاً رفضوا تأكيد صحتها أو نفيها.
اقتصادياً، تتسع رقعة تداعيات القضية لتطاول طموحات ولي العهد، محمد بن سلمان «الإصلاحية»، رغم عدم اتخاذ الدول الغربية الحليفة أي إجراءات ضد الرياض، وتأكيد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أنه لا يريد وقف الاستثمارات السعودية في بلاده، وسط الجدل المثار حول كيفية وجوب التعاطي مع الرياض إذا ثبت تورطها باغتيال خاشقجي. لكن في المقابل، أعلنت مؤسسات ومستثمرون كبار وصحافيون، مقاطعة الرياض، ما ترك مشاريع كبرى عرضة للتعثر، كان يعول عليها ابن سلمان في تحقيق رؤيته الاقتصادية، كمشروع «نيوم»، المدينة الاقتصادية التي رصد لها نصف تريليون دولار، إذ قاطع كل من وزير الطاقة الأميركي السابق، إرنست مونيز، والمستثمران تيم براون، وسام ألتمان، أدوارهم الاستشارية فيه، ما يجعله على سكة مشاريع بناء مدن صناعية سابقة متعثرة، كمنطقة الملك عبد الله في الرياض، التي بدأ العمل بها في عام 2006، لكن محور بناء 73 مبنى لم ينته حتى الآن.
تبدو قضية جمال خاشقجي، أيضاً، عقبة ثانية في طريق ابن سلمان لجذب استثمارات أجنبية ومحلية، كأحد أهم أعمدة «رؤية 2030» التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد، بعد حملة بدأها في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ولم تنته حتى الآن، ضد أمراء ورجال أعمال وصحافيين، أثارت مخاوف لدى المستثمرين من دخول المملكة. إذ أعلنت عشرات الشركات والشخصيات المرموقة، أمس، مقاطعتها «مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار» في الرياض، المزمع أن يبدأ في الـ 23 هذا الشهر، ما يشكل ضربة كبيرة لـ«صندوق الاستثمارات العامة» (سيادي)، الذي يستضيف المؤتمر. ومن بين الشركات، شبكتا «سي أن بي سي» و«بلومبرغ»، اللتان لهما دور كبير في المؤتمر، وصحيفتا «فايننشال تايمز» و«نيويورك تايمز»، وكذلك مراسلون ومحررون من «ذي إيكونوميست»، رغم أن المؤتمر يعتمد كثيراً على صحافيين لإدارة جلساته الرئيسية، بالإضافة إلى مستثمرين كبار، كالملياردير ستيف كيس، والرئيس التنفيذي لشركة «أوبر»، دارا خسروشاهي. والضربة الثانية للصندوق السيادي، تمثلت بإعلان شركات ومستثمرين كبار آخرين، أمس، إلغاء تعاقداتهم مع السعودية، أو وقف محادثاتهم بشأن استثمارات أو مشروعات محتملة، ريثما يُكشَف عن خاشقجي، مثل شركة العلاقات العامة في واشنطن «هاربر غروب»، و«فيرجن غروب»، التي كانت تجري محادثات مع صندوق الاستثمارات العامة، بشأن استثمارات مزمعة بقيمة مليار دولار.
اللواء:
ماكرون لعون: الحكومة.. الحكومة.. الحكومة.. لمصلحة لبنان
بعبدا تُرحِّب بالرئيس المكلَّف متى يشاء.. وستريدا تتَّهم باسيل بالتحريض على مصالحة القوات والمردة
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة “اللواء” اللبنانية “تشكيل الحكومة شأن داخلي، اما الرئيس عمانويل ماكرون، فهو يحب ان تكون عندنا حكومة.
هذا الكلام للرئيس ميشال عون، بعد اجتماعه مع الرئيس الفرنسي والذي قيل انه دام ساعة، شارك في نصفها وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، الذي أدّت اطلالته التلفزيونية مساء أمس الأوّل إلى رفع منسوب الاشتباك مع حزب القوات اللبنانية، ورئيسه سمير جعجع، والذي، أي حديث باسيل، لم يكن موضع ترحيب في أوساط تيّار المستقبل.
وقالت مصادر دبلوماسية ان ماكرون أثار ثلاث مرات خلال اللقاء موضوع الحكومة، وضرورة التسريع بتشكيلها حرصاً على مصلحة لبنان وعلاقاته، وعرضاً تضيف المصادر، جرى التطرق إلى موضوع النازحين السوريين.
ومن هنا جاء حرصه على حضور باسيل اللقاء مع الرئيس عون.
وكشف مصدر مطلع لـ«اللواء» ان اتصالاً سيجري بعد عودة الرئيس عون، بينه وبين الرئيس الحريري، للاتفاق على عقد اجتماع يخصص للتشكيلة، التي جرى تداول أكثر من نسخة منها، والتي باتت مراسيمها اكثر من ضرورية، وذلك على مسافة أقل من 48 ساعة من الموعد المتناقص الذي ضربه الرئيس المكلف وحصره بـ10 أيام على أبعد تقدير.
وقال المصدر ان ماكرون استوضح مراحل المشاورات لتأليف الحكومة، التي كانت التقارير تتحدث عن تأليفها بعد إنجاز الانتخابات النيابية، وذلك ليس من زاوية التدخل الفرنسي في الشؤون اللبنانية، بل من زاوية متطلبات والتزامات مؤتمر «سيدر».
وكشفت مصادر الوفد الذي رافق الرئيس عون الى ارمينيا لصحيفة «اللواء» ان 3 نقاط أساسية استحوذت على لقاء الرئيس عون مع الرئيس الفرنسي ماكرون مؤكدة انه في ما خص الملف الحكومي فقد نال حيزا من النقاش حيث اكد الرئيس الفرنسي أهمية وجود حكومة في لبنان من اجل تنظيم عمل المؤسسات واستكمال تنفيذ باقي القرارات محذرا من احتمال تعرض الثقة الدولية بلبنان للخلل في حال استمر الوضع على ما هو عليه.
وفهم من المصادر بأن ذلك اشارة الى استمرار الوضع من دون حكومة وِافادت ان ماكرون اكد ان بلاده تثمن الجهود التي تبذل من اجل تشكيل حكومة جديدة لا سيما بعد الانتخابات النيابية الي جرت وعبر فيها الشعب اللبناني عن خياراته. كما اعرب ماكرون عن دعم فرنسا لكل ما من شأنه ان يساعد في ضمان تنفيذ المقررات التي صدرت عن المؤتمرات الدولية ولاسيما عن مؤتمر سيدر لأن الاقتصاد يحتاج الى جرعات من التقدم والنهوض بما في ذلك قيام الحكومة.
بدوره اعلن الرئيس عون وفق هذه المصادر ان الجهد متواصل وسيتكثف مع كافة الاطراف السياسية للوصول الى حل للملف الحكومي.
وعلم ان الرئيسين تناولا ملف النازحين السوريين حيث شرح رئيس الجمهورية وبإسهاب موقف لبنان منها ولا سيما منها العودة الطوعية مشيرا الى ان لبنان لا يطرد السوريين ولا يمارس اي ضغوطات عليهم انما يشدد على اهمية تسهيل العودة.
وتوقف عون وفق المصادر عند 3 انواع من النزوح. نزوح امني واخر سياسي واخر اقتصادي.
وبالنسبة الى النزوح السياسي، اوضح عون ان ثمة من هم مختلفون مع النظام وهؤلاء لا يتحدثون عن العودة الى حين ترتيب الأوضاع. اما في ما خص النزوح الأمني فإن عون شدد على ضرورة حصول العودة طالما ان هناك مناطق سورية تشهد استقرارا. ولفت الرئيس عون نظر ماكرون الى انه بالنسبة الى النزوح الاقتصادي فإن هناك سوريين يأتون من سوريا الى لبنان في كل نهاية شهر من اجل الحصول على المساعدات الدولية ثم يعودون الى بلدهم وهذا الامر لا بجوز ان يستمر بحسب عون الذي اكد ان الأمن العام يرصد الوضع.
وهنا تحدث الوزير باسيل الذي اكد ان عودة السوريين الى ديارهم يجب ان تتم عبر حلول واي مساعدة دولية لهم بالإمكان ان تقدم في سوريا بدلا من منحها في لبنان.
اما الرئيس الفرنسي فتوقف عند نقطة النزوح الاقتصادي واستفهم بعض الأمور ووعد بالمساعدة من خلال الامم المتحدة مؤكدا ان لا مشكلة في ما خص العودة وفق ما شرح رئيس الجمهورية مبديا التفهم والاستعداد للمساعدة.
أما الوضع في المنطقه فاستحوذ على قسم من المباحثات حيث اكد عون مجددا انه لا يمكن للبنان ان ينتظر الحل السياسي في سوريا الى ما لا نهاية لحصول عودة النازحين. كذلك توقف عون عند التهديدات الإسرائيلية ووقف المساعدات الأميركية للاونروا وهذه المسألة استوضحها ماكرون الذي وعد بتقديم المساعدة. وعلم ان ماكرون شدد على اهمية استقرار لبنان وعدم حصول اي خرق يؤدي الى انعكاسات على الوضع الامني واصفا الاستقرار في الجنوب بالمثالي وسط كل ما يجري في المنطقة، معرباً ان تأتي الزيارة المرتقبة الى لبنان بنتائج مثمرة لمصلحة الشعبين اللبناني والفرنسي.
ظلال قاتمة
عملياً، لم يكن ممكناً حتى ساعة متأخرة من الليل تأكيد عمّا إذا كان الرئيس المكلف، سيزور اليوم قصر بعبدا ليعهد إلى الرئيس عون بتشكيلة حكومية جديدة، على الرغم من قول الرئيس عون في يريفان، وقبل عودته إلى بيروت بأن «الرئيس الحريري مرحب به ساعة يشاء»، ذلك ان الظلال القاتمة أرخت بثقلها خلال الساعات الماضية، على محاولات إخراج التشكيلة من عنق الزجاجة، بعدما تبين ان ما تردّد عن حلول وشيكة غير دقيق، أو تحتاج إلى مزيد من الجهد المضاعف، بفعل المواقف التي أطلقها رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل أمس الأوّل، مضيفاً إلى قائمة العقبات مطالبته بوزارة الاشغال إلى جانب الطاقة، واشتعال جبهة التيار – «القوات اللبنانية» بأسلحة المواقف من العيار الثقيل، بفعل التصويب الذي ركزه باسيل على «القوات»، في حين عادت الحماوة بين الحزب الاشتراكي والحزب الديمقراطي اللبناني حول الوزير الدرزي الثالث.
واضيف إلى هذه الأجواء الضبابية، موقفان زادا سوداوية الصورة الحكومية:
الأوّل: تأكيد الرئيس عون بأن الاجتماع مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لم يكن بهدف تشكيل الحكومة، لأن هذا شأن لبناني بحت، وان كان أعلن – مستدركاً – بأن الرئيس الفرنسي يرغب طبعاً بتشكيلها خصوصاً بعد اجراء الانتخابات النيابية.
والثاني: إعلان الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصر الله، بأنه «ليس لديه أي جديد في مسألة تشكيل الحكومة، وهو الذي تتقاطع لديه كل المعلومات، لكنه حث على الإسراع في عملية التأليف، لما فيه مصلحة المواطنين، وليس من منطلق حزبي، في إشارة واضحة إلى ان الحزب غير مستعجل، إذا كان البعض يعتبر انه محشور إقليمياً، في حال تطبيق العقوبات الأميركية ضد إيران في الثالث من تشرين الثاني المقبل، نافياً بشكل قاطع ان تكون إيران أو النظام السوري يتدخلان في موضوع تشكيل الحكومة، باعتباره شأناً داخلياً مطلقاً.
بدء التداول باسماء الوزراء
وعلى الرغم من عودة التشاؤم الى مسار قرب تشكيل الحكومة، خاصة بعد سفر رئيس المجلس نبيه بري لمدة اسبوع الى جنيف، إلا ان بعض المعطيات افادت عن حصول توافقات على كثير من الامور حول توزيع الحقائب، لا سيما السيادية وبعض الاساسية والخدماتية، بحيث انه بدأ تداول اسماء الوزراء المقترحين من قبل القوى السياسية، ومنهم من هو قديم ومنهم من هو جديد لدى كل الاطراف باستثناء «المردة» الذي سيُبقي على الوزير يوسف فنيانوس لحقيبة الاشغال اذا التالية.
لكن ما بقي غامضا هو توزيع عدد من الحقائب الخدماتية والاساسية كالعدل والتربية والاشغال والشؤون الاجتماعية مع ان بعض المصادر تؤكد ان التربية ستؤول الى الحزب التقدمي، ويبقى الخلاف على حقيبتي العدل والاشغال بين «التيار الحر» و«القوات اللبنانية» و«المردة» التي ستطالب بحقيبة الطاقة بدلامن الاشغال اذا ذهبت الى التيار الحر.
ولكن في الوقت ذاته يؤكد هذا الامر أن نسبة كبيرة من التشكيلة الحكومية باتت جاهزة، بحيث ذكرت مصادر «حركة امل» ان وزيرين من الثلاثة سيكونان علي حسن خليل للمالية وحسن اللقيس للتنمية الادارية او الشؤون الاجتماعية اذا لم تحصل عليها «القوات»، في حين يردد أن الثالث هو علي رحال. اما «حزب الله» فالثابت الوحيد لديه هو الوزير محمد فنيش بينما تردَّد انه سيتسلم الوزارة للمرة الاولى عضو المجلس السياسي محمود قماطي وشخص ثالث مقرب من الحزب لحقيبة الصحة قد يكون النائب الاسبق جمال الطقش.
وبالنسبة للتيار الحر الذي يتجه لتوزير سيدات، طُرح اسم الانسة نادين نعمة لحقيبة الطاقة، وهي من ناشطي التيار القدامى ومستشارة وزير الاقتصاد، لكنها قالت لـ«اللواء»: انها سمعت بأمر توزيرها إلا انها لم تتبلغ شيئا رسميا بعد، وربما تولت حقيبة الطاقة وربما غيرها اذا صح ترشيحها للوزارة، لكن القرار بيد قيادة التيار. كما طرح اسم النائب الياس بو صعب لحقيبة الخارجية، وبيار رفول للدفاع (من حصة رئيس الجمهورية)، لكن لم يتأكد ذلك من «التيار».
وبالنسبة لـ«القوات» قال النائب السابق انطوان زهرا لـ«اللواء» ان ما تردد عن توزيره هو او سواه هو»تسريبة» اختبارية وان ما يُطرح من اسماء سواء لدى «القوات» او غيرها غير نهائي وغير محسوم، حتى ان موضوع الحقائب لم يُحسم بعد، لكننا لن نرضى «بالفضلات الباقية»، والمفاوضات لا زالت قائمة حول عدد من الحقائب منها العدل والاشغال والتربية والشؤون الاجتماعية، مع انه بلغنا ان الرئيس عون – وليس التيار الحر- متمسك شخصيا بشدة بحقيبة العدل ولن يتنازل عنها.
وبالنسبة لتيار المستقبل، اكدت مصادره النيابية ان شيئا رسميا لم يتأكد بعد حول اسماء الوزراء باستثناء اعلان النائب السابق مصطفى علوش انه مطروح لحقيبة الداخلية. لكن المصادر اشارت الى تردد اسم ميرنا منيمنة للتوزير.
وعلمت «اللواء» ان النائب طلال ارسلان اصر في الاجتماع الاخير لكتلته ان يسمي 5 اسماء درزية للتوزير على ان يختار رئيس الجمهورية منها اسما واحدا لكن مصادر مطلعة استبعدت ان يتم القبول بما اقترحه ارسلان.
تشكيلة اختبار
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي اشتعلت أمس، بتسريب تشكيلة حكومية وصفت بأنها شبه نهائية بالأسماء لم ينفها أو يؤكدها أي مرجع رسمي، وضمت الآتي:
رئيس مجلس الوزراء: سعد الحريري (سني، المستقبل)
نائب رئيس مجلس الوزراء والتربية: غسان حاصباني (ارثوذكسي، قوات)
وزير الدفاع: بيار رفول (ماروني، رئيس الجمهورية)
وزير الداخلية: اللواء ابراهيم بصبوص (سني، المستقبل)
وزير المالية: علي حسن خليل (شيعي، أمل)
وزير الخارجية: الياس بو صعب (ارثوذكسي، تيار وطني)
العدل: سليم جريصاتي (ارثوذكسي، رئيس الجمهورية)
الاتصالات: جمال الجراح (سني، مستقبل)
الطاقة والمياه: ندى بستاني (مارونية، تيار وطني)
الأشغال: يوسف فنيانوس (ماروني، مردة)
الصحة: جمال الطقش (شيعي، حزب الله)
الشؤون الاجتماعية: حسن اللقيس (شيعي، أمل)
العمل: هادي أبو الحسن (درزي، اشتراكي)
البيئة: انطوان زهرا (ماروني، قوات)
الثقافة: ملحم رياشي (كاثوليك، قوات)
الزراعة: وائل ابو فاعور (درزي، اشتراكي)
الاقتصاد : ميرنا منيمنة (سنية، تيار المستقبل)
الصناعة: محمود قماطي (شيعي، حزب الله)
السياحة: أواديس كيدانيان (ارمني، تكتل لبنان القوي)
شؤون رئاسة الجمهورية: جبران باسيل (ماروني، تيار وطني)
مكافحة الفساد: فادي عسلي (سني، رئيس الجمهورية)
التنمية الإدارية : علي رحال (شيعي، أمل)
شؤون مجلس النواب: محمد فنيش (شيعي، حزب الله)
شؤون المرأة: مي شدياق (مارونية، قوات)
الاعلام: داليا داغر (مارونية، تيار وطني)
الشباب والرياضة: رأفت صالحة (درزي، توافقي رئيس الجمهورية)
المهجرين: نبيل بستاني (ماروني، توافقي اشتراكي)
النازحين: مصطفى علوش (سني، تيار المستقبل)
وزير دولة: غطاس خوري (ماروني، تيار المستقبل)
وزير دولة لشؤون حقوق الانسان: ميراي عون (مارونية، رئيس الجمهورية)
وحسب هذه التشكيلة، والتي قد تكون على قدر من الواقعية، فإن حصص القوى السياسية تتوزع على ثلاث عشرات، ولا تلحظ ثلثاً معطلاً لأي طرف، إذ ان التيار الحر سيكون له عشرة وزراء بمن فيهم حصة رئيس الجمهورية، الذي سيكون من حصته وزير سني من خارج تيّار «المستقبل» هو فادي عسلي، في حين نال تيّار «المستقبل» ستة وزراء، وبينهم الرئيس الحريري، واعطي له وزير ماروني هو غطاس خوري في مقابل السني السادس.
بينما نالت «القوات اللبنانية» أربعة وزراء، من بينهم نائب رئيس الحكومة مع حقيبة التربية، وذهب الدرزي الثالث إلى شخص توافقي هو رأفت صالحة مع حقيبة الشباب والرياضة، ولم يحدث أي تعديل في حصة حركة «أمل» و«حزب الله»، بما في ذلك حقيبتي المالية والصحة، فيما احتفظ الوزير يوسف فنيانوس بالاشغال على الرغم من التجاذب حول هذه الحقيبة.
على ان اللافت في هذه التشكيلة، ان الوزير باسيل تخلى عن الخارجية لمصلحة النائب بو صعب، وأعطيت وزارة الإعلام لداليا داغر، وتم تعيين ابنة الرئيس عون ميراي الهاشم عون وزارة دولة، وخروج الوزير سيزار أبي خليل من وزارة الطاقة لصالح السيدة ندى بستاني، وبقاء جريصاتي في العدلية، وتبوأ بيار رفول للدفاع كوزارة سيادية.
ردّ «القوات» على باسيل
وكان كلام باسيل الذي صوب على «القوات» في اطلالته التلفزيونية، أمس الأوّل، ولا سيما لناحية اشارته إلى ضلوعها في مجزرة إهدن، ترك استياءً لدى الأوساط القواتية، وهو ما ترجم بالمواقف التي صدرت عن نواب كتلة «الجمهورية القوية»، حيث أسفت عضو الكتلة النائبة ستريدا جعجع ان ينبري وزير الخارجية، في هذه اللحظة التاريخية بالذات بالحديث عن الموضوع بأسوأ وأخبث طريقة ممكنة ملؤها الحقد والشر والنيات السلبية حيال الطرفين.
ولفت إلى انه إذا كان الوزير باسيل ضد «القوات» أو ضد «المردة» أو ضد تلاقيهما أو ضد تلاقي أي طرفين لبنانيين، فهذا حقه في السياسة، لكن ان يتسلل الى قضية وجدانية وان يدخل الى جرح عميق عانى منه اللبنانيون على مدى اربعين عاما ليُعيد فتحه وغرز السكين فيه لهو امر لم يتصوره، والانكى انه استخدم معطيات مغلوطة تماما، والذين اصبحوا في دنيا الحق يعرفون تماما من قرر ومن نفّذ».
وفي ما يتعلق بالتشكيلة الحكومية، اتهمت جعجع باسيل بتحوير ما نص عليه تفاهم معراب بالنسبة لمناصفة المقاعد الوزارية المخصصة للطائفة المسيحية، معتبرة ان كلامه عن تولي «القوات» حقيبة سيادية «محض تضليل».
ولفتت الى «ان لا يعود للوزير باسيل وضع المقاييس التي إما يضعها الرئيس المكلف بالتشاور مع رئيس الجمهورية، وإما مجموع الكتل النيابية المكوّنة للمجلس النيابي، ورغم ذلك يصرّ على مصادرة هذا الحق لنفسه»، مضيفةً «لضرورات البحث لا غير حتى عندما يضع باسيل مقياسا فهو يطبّقه على غيره ولا يطبّقه على نفسه، فإذا سلّمنا جدلا بمقياس وزير لكل 5 نواب يكون بادئ ذي بدء لرئيس الجمهورية كما هو متفق عليه في اتفاق معراب 3 وزراء في حكومة ثلاثينية ويكون لباسيل 4 وزراء، اما بقية الاحزاب فلا يكون لهم وزراء، فتبقى 5 مقاعد وزارية مسيحية فارغة».
نصر الله
اما السيّد نصر الله، فشدد في الكلمة التي ألقاها خلال الحفل التأبيني الذي أقامه حزب الله لمناسبة مرور أسبوع على وفاة الحاجة آمنة محمود سلامة (أم عماد مغنية) على أهمية الإسراع في تشكيل الحكومة، ولفت إلى ان ما يجري في موضوع السيول في بعلبك – الهرمل يجب ان تسارع الوزارات المعنية إلى تحمل مسؤولياتها بشكل سريع بعيداً عن البيروقراطية، داعياً هذه الوزارات إلى ان تكون على مستوى عال من الاستنفار.
وأشار نصر الله الى أن «مهزلة الحرب النفسية التي خرج بها رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بموضوع الصواريخ»، وقال: «أؤكد رسميا أن سياستنا فيما يتعلق بالامور العسكرية وسلاحنا هي الغموض البناء»، مشدداً على انه «ليس كل ما يتكلم نتانياهو بشيء علينا تقديم اجابات، من الخطأ اساسا تقديم اجابات، النفي هو تقديم معلومات لاسرائيل».
وشكر الوزير باسيل على دبلوماسيته المتقدمة في الدفاع عن لبنان، لافتاً إلى انه منذ اللحظة الأولى لم نعلق على الاتهامات في موضوع المطار، ولا يتوقع أحد منا أي تعليق على هذه الاتهامات”.
المصدر: الصحف اللبنانية