عمل الشركات المصنّعة للأجهزة الذكية دوماً على تغيير شكل بطاقات «SIM» لتتوافق مع أجهزتها. فمن الحجم القياسي إلى الحجم الأصغر «النانو»، ها هي الآن تطلق ما يُعرف بالـ»e-SIM» الإفتراضية المدمجة في الجهاز بمواصفات أكبر من تلك التي نستخدمها حالياً.
مع التطور الحاصل في قطاع الاتّصالات، خاصة بما يُعرف بإنترنت الاشياء، حيث ستصبح جميع الأجهزة والأشياء حولنا متصلة بالشبكة، كان لا بدّ من تطوير بطاقات «SIM» جديدة توفّر إتّصالاً بالشبكة، لكن بطريقة جديدة يسهل إستعمالها. والجدير ذكره، أنّ الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول قامت منذ سنوات بمناقشة موضوع إستبدال بطاقة «SIM» بنظام مدمج في الأجهزة أطلق عليه إسم «e-SIM» يمكن التحكّم به من خلال برامج لتأمين الإتصال بالشبكة الخلوية. في السياق عينه، إعتمدت المفوضية الأوروبية أخيراً هذه التقنية لخدمة الإتصال في حالات الطوارئ داخل السيارات، فيما تسعى العديد من الدول الآن لاعتماد تلك التقنية بشكل موسّع. وعلى الرغم من أنّ عشر دول فقط تدعم تقنية «e-SIM» حالياً، لكن بالتأكيد ستعمل باقي الدول على دعم تلك التقنية في المستقبل القريب.
تُعتبر بطاقة «e-SIM» أو «Embedded-SIM» أو الشريحة المضمنة، أخر ما توصلت إليه تقنية الإتصال في الوقت الحالي. وهذه البطاقة عبارة عن شريحة رقمية مصنوعة من السيليكون مثبتة ضمن مكوّنات الهاتف الداخلية وهي غير قابلة للإستبدال أو الإزالة إلّا من قبل فنّيين مختصّين، لأنها ملحومة مباشرة على اللوحة الأم كجزء من عملية التصنيع. وتتيح هذه الشريحة الإفتراضية التي تتمّ برمجتُها من قبل شركات الخلوي، الإتصال دون الحاجة إلى إستخدام بطاقة «SIM» فعلية. وهذه التقنية تستهدف مجموعة واسعة من الأجهزة الإلكترونية، خاصة الأجهزة القابلة للارتداء المتّصلة والأجهزة اللوحية والهواتف المحمولة وحتى في السيارات الحديثة المتصلة. أما بما يختصّ بالأجهزة الذكية، فقد بدأت العديد من الشركات باستخدامها مثل آبل في أجهزة الآيفون الجديدة «XS» و»XS Max» وفي ساعتها «Apple Watch Series 3»، فيما اعتمدتها سامسونج في ساعتها «Gear S2 3G».
إضافة الى تقليل المساحة التي كانت تحتاجها بطاقات «SIM» التقليدية في الهاتف للإستغناء عن الدوائر الإلكترونية، تسمح شريحة «e-SIM» للمستخدمين التنقل بين أكثر من شبكة محمول دون اللجوء إلى التبديل بين الشرائح بإستمرار. كذلك، توفر هذه الشريحة الإفتراضية المزيد من الأمان للمستخدم عند سرقة الهاتف، بحيث إنه لا يمكن استبدال الشريحة بأخرى. على صعيد تصميم الهاتف، ستسمح هذه التقنية بتصنيع هواتف أكثر مقاوَمةً للماء وللغبار، بسبب الإستغناء تماماً عن منفذ البطاقة الذي كان مصدّراً أساسيّاً لدخول الماء الى قلب الهاتف.
المصدر: الجمهورية