اعتبر وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو الوحيد الذي سيفرح بعدم توصل بريطانيا والاتحاد الأوروبي الى اتفاق حول “بريكست”. وتحدث هانت في مقابلة مع إذاعة “فرانس إنتر”، خلال زيارته لفرنسا اليوم الثلاثاء، عما سماه بـ “العدوان الروسي”، معتبرا أن ما تشهده أوروبا حاليا هو “مرحلة من عدم الاستقرار الكبير”، حيث اتهم موسكو بـ “ضم” شبه جزيرة القرم و”استخدام أسلحة كيميائية في شوارع إنكلترا”. وأشار هانت إلى أن “الموقف الفرنسي قريب جدا منا في هذه المسائل”.
وفي تصريح آخر، أدلى به الوزير لصحيفة “إيفنينغ ستاندارد” البريطانية، دعا هانت فرنسا وألمانيا إلى إقناع المفوضية الأوروبية بضرورة التوصل إلى اتفاق مع بريطانيا. وقال: “على فرنسا وألمانيا أن تؤكدا للمفوضية بحزم على أنه من الضروري بالنسبة لنا أن نتفق على مخرجات براغماتية وعقلانية (للمفاوضات)، تحمي الجانبين، لأن كل فرصة عمل مفقودة في بريطانيا سيتبعها فقدان فرص عمل في أوروبا إن لم يأت “بريكست” بالطريقة المرجوة”. وأضاف أن “احتمال الخروج (أي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي) من دون اتفاق يزداد يوما بعد يوم طالما لا نرى تغييرات في موقف المفوضية الأوروبية”.
وحذر الوزير البريطاني في تصريحات قبيل لقائه مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان من مخاطر عدم التوصل إلى اتفاق. ونقلت عنه وكالة “فرانس برس” قوله: “أكثر ما يقلقني الآن هو الخطر الحقيقي لخروج بريطانيا من دون اتفاق”. وأضاف هانت أن “الحكومة البريطانية عرضت حلا، لكنني أخشى أن يعتقد كثيرون بأنه يكفي الانتظار بعض الوقت حتى تغير بريطانيا موقفها. لكن ذلك لن يحصل و”بريكست” من دون اتفاق سيكون مأساة لأوروبا، وصعبا اقتصاديا، لكننا سنجد سبيلا من أجل تحقيق الازدهار”.
كما أشار إلى خطر “تغير شعور البريطانيين إزاء أوروبا” في حال عدم حصول الاتفاق، ما سيؤثر على الشراكة بين لندن وبروكسل، حسب رأيه. وأضاف الوزير باللغة الفرنسية: “إنها لحظة في غاية الأهمية، لحظة تاريخية”.
وجدير بالذكر أن بريطانيا تجري مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي حول تنظيم عملية انسحاب بريطانيا من الاتحاد، تنفيذا لمقررات الاستفتاء البريطاني في هذا الشأن، الذي جرى عام 2016. وتناقش أيضا أسس العلاقات المستقبلية بين بريطانيا والاتحاد.
ومن المقرر التوصل إلى الاتفاق بهذا الشأن في أواسط أكتوبر المقبل، وإتمام انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في أواخر مارس 2019، لكن المفاوضات بين لندن وبروكسل ما زالت تتعثر.
المصدر: موقع روسيا اليوم