لازالت تداعيات الجريمة التي هزت الداخل السعودي، فجر الجمعة الماضية، باغتيال توأمين داعشيين والدتهما الطاعنة في السن، ومحاولتهما قتل والدهما وأخيهما الأصغر تتردد في الأوساط الصحفية والدعوية في المملكة.
وقبل أن تكشف التحقيقات الأمنية عن خلفية التوأمين الداعشية، كان الناشطون السعوديون يتناولون على “تويتر” قصاصات بيّنت أن ابن تيمية: أجاز فيها أن يقتل الابن والده الكافر، ما فهم منه البعض أن توأمي داعش، استندا إلى أقوال في التراث، أقربها ابن تيمية”، وفق ما نقلت صحيفة “الحياة” السعودية.
واستنفر دعاة المملكة السعودية لتبرير فتوى ابن تيمية، وأبرز الآراء جاءت عن وزير الشؤون الإسلامية صالح آل الشيخ للقول إن الفتوى تطبق في حال الحرب فقط، مقراً برأي ابن تيمية، مضيفاً أن “ابن تيمية ليس وحده الذي عالج هذه الحال”.
بالمقابل، انتقد عدد من الكتاب السعوديين تراث ابن تيمية ودعوا إلى ضرورة مراجعته في إشارة الى وجاهة الربط بين الجريمة البشعة وفتوى ابن تيمية، وقال الكاتب السعودي محمد المحمود عبر حسابه في “تويتر”: “لماذا نعجب من (دواعش) يقتلون والدتهم، وفي تراثنا البعيد والقريب جواز قتل الوالد المشرك، بل وقتل الأطفال… وفي سياق التراث العقائدي التقليدي مفهوم جداً أن نجد هكذا فعل لأن قتل الوالدين عندهم أرقى درجات صدق «الولاء والبراء».”
وأكد نظيره في هذا الاتجاه الكاتب محمد آل الشيخ، أنه “يجب أن نعيد قراءتنا لتراث ابن تيمية الفقهي ونتعامل معه على أساس أنه مرتبط بزمن آخر وظروف أخرى لا علاقة لها بزمننا، وإلا فلن ينتهي الإرهاب”.