الصحافة اليوم 3-7-2018: التأليف الحكومي يراوح مكانه – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم 3-7-2018: التأليف الحكومي يراوح مكانه

صحف محلية

تناولت الصحف الصادرة في بيروت نهار الثلاثاء في 3-7-2018 العديد من الملفات المحلية والإقليمية، وجاءت إفتتاحياتها على الشكل التالي.

الاخبارالأخبار

تأليف الحكومة… بعد تمّوز!
لقاء قريب بين جعجع وباسيل… ومعراب تناشد جنبلاط التزام التهدئة

داود رمال

مفاوضات أمس الحكومية تشي بأن التأليف الحكومي مؤجل حتى إشعار آخر. تدل على ذلك خارطة طريق تتضمن الخطوات الآتية: أولاً، تثبيت مناخ التهدئة السياسية. ثانياً، تكثيف اللقاءات وتوسيع قاعدتها لتذليل العقد السياسية ــــ الحكومية. ثالثاً، خوض غمار التأليف. ثلاث مراحل ينتظر أن تستهلك شهر تموز كله، ولا بأس بتمضية الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري إجازتيهما في الخارج، ولا مانع من أن ينضم آخرون إليهما.

من موقع التمسك الرئاسي بالمصالحة المسيحية، جاءت المبادرة الرئاسية بدعوة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى القصر الجمهوري. لقاء دام 35 دقيقة عرض خلاله كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وجعجع لمسار بدأ منذ ولادة التسوية الرئاسية وتشكيل حكومة سعد الحريري الحالية التي تتولى تصريف الاعمال والأداء الوزاري فيها والمواقف من قضايا وملفات أساسية طرحت على جدول أعمالها، وصولاً الى مسار تأليف الحكومة المنتظرة غداة الانتخابات النيابية الأخيرة.

ثمرة اللقاء تأكيد المؤكد في تمسّك الطرفين بالتفاهم، وعود على بدء لجهة تفعيل قناة ملحم الرياشي ــــ ابراهيم كنعان لتبديد الغيوم التي تراكمت في سماء العلاقة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية. تأكيد من الجانبين على إيجابية اللقاء رغم وقته القصير. تثبيت ما اتفق عليه عون في اجتماعه الاخير مع الحريري لجهة وقف التصعيد الكلامي، واعتماد الخطاب السياسي الهادئ من الجميع وتفعيل اللقاءات مع القوى السياسية المعنية بالعقد الحكومية من أجل تذليلها، بما يؤسس لولادة حكومية في أسرع وقت ممكن.

في اللقاء، كان تشديد من عون «على وجوب سيادة مناخ سليم وهادئ وبلا تشنجات لتسهيل ولادة الحكومة»، وبالنسبة إلى العلاقة بين التيار والقوات «سيحصل تحرك مشترك لإزالة الغيوم التي ظهرت في سماء العلاقة»، مع تأكيد الجانبين أن اللقاء لم يتطرق إلى موضوع أعداد الوزراء ولا الحقائب ولا إلى أيّ تفاصيل لها علاقة بنوعية الحقائب، إنما تركيز على التواصل المشترك بين القوات والتيار، وتطرق الجانبان إلى باقي العقد الحكومية، فيما ركز جعجع على أهمية حماية موقع رئاسة الجمهورية.

وما دعوة رئيس الجمهورية الموجهة إلى جعجع من أجل تكريس التفاهم مع رئيس التيار الوطني الحر أولاً، قبل الخوض في الملف الحكومي، إلا إشارة دالة على أن تفاهم الحليفين المسيحيين هو الممر الإلزامي لحل العقدة المسيحية، مع إقرار عون وجعجع بوجود عقد أخرى لا تقل أهمية عن هذه العقدة.

خارطة الطريق التي تحدث عنها جعجع بعد اللقاء تعني «مباشرة الاتصالات بين القوات والتيار لإزالة الجو المتوتر الذي ارتدّ سلبا على مسار التأليف الحكومي»، لذلك، لا بد من لقاء «مطلوب وضروري بين جعجع وباسيل، وهذا اللقاء لن يكون ببعيد، كما أنه كلما اقتضت الحاجة سيزور جعجع القصر الجمهوري».

وبعد انتهاء اللقاء، زار وزير الإعلام ملحم الرياشي الرئيس الحريري ووضعه في أجواء لقاء بعبدا، وخلال اللقاء، اتصل الرياشي برئيس الجمهورية ثم تحدث معه الحريري. وبعد انضمام النائب وائل أبو فاعور إلى اجتماع الحريري والرياشي، حصل تواصل بين أبو فاعور وجعجع الذي تمنى عليه نقل رسالة الى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يتمنى فيها تثبيت مناخ التهدئة مع رئاسة الجمهورية، من أجل الدخول في مرحلة نقاش موسع حول الحصص الحكومية في مرحلة لاحقة.

وخلال اللقاء، وضع الحريري كلاً من أبو فاعور والرياشي في أجواء الجلسة المطولة التي عقدها، ليل أول من أمس، مع الوزير جبران باسيل، واصفاً اللقاء بأنه كان «ممتازاً».

في هذا السياق، علمت «الأخبار» أن باسيل أبلغ الحريري أن التيار الوطني متمسك بموقفه من التأليف لجهة رفضه أن يؤدي تمثيل القوات أو أي طرف آخر إلى الانتقاص من تمثيل التيار أو أن يتم تكبير حجم القوات أو أي طرف آخر على حساب التيار الحر، كما تبنّى باسيل معادلة السيد حسن نصرالله لجهة اعتماد معيار محدد أو النسبة والتناسب، فإذا أعطيت القوات (15 مقعداً نيابياً) أربع حقائب في الحكومة، فستكون حصة كتلة «لبنان القوي»(29 مقعداً) ثماني حقائب وزارية.

وعُلم أن الحريري شدد على أهمية التهدئة من جهة، وعلى حرصه الشديد على أفضل علاقة تعاون وتنسيق مع رئيس الجمهورية، نافياً كل ما يقال عن أبعاد خارجية تقف وراء تعثر التأليف، وأكد أنه ليس في وارد خوض أي معركة مع رئيس الجمهورية سواء لأسباب داخلية أو خارجية.

ماذا قال جعجع للصحافيين؟

من جهته، قال جعجع للصحافيين في بعبدا إنه أبلغ رئيس الجمهورية «أننا لم نغيّر نظرتنا الى العهد منذ اللحظة الاولى، وأنه في ظل ما يحكى عن حصة الرئيس في الحكومة في الفترة الاخيرة، نعتبر أن الوزراء الثلاثين عموماً والخمسة عشر مسيحياً فيها خصوصاً، هم حصة الرئيس، كما أبلغته أن بإمكانه الاعتماد على حزبين وليس على حزب واحد فقط». وأضاف «لم أضع فيتو على احد، وفي الوقت نفسه، لا أرغب في أن يضع أحد فيتو علينا، لأن هذا المسار لن يوصل الى أي مكان، وعلينا بتسريع الخطوات، ونملك النية للوصول الى حكومة في أسرع وقت ممكن، انطلاقاً من الوضع الصعب الذي يعيشه اللبنانيون»، داعياً جميع الفرقاء إلى تقديم تنازلات.

وحول الحصص والاحجام قال جعجع: «لا يمكن أن يتم الحديث عن الحصص والاعداد في الاعلام، وأتمنى على الجميع عدم الحديث في هذا الموضوع عبر وسائل الاعلام، لأن من شأن ذلك تعقيد الامور. يمكن الكلام عن هذا الموضوع في الغرف المغلقة، وعلى هذا الاساس تبنى التفاهمات. ليست المسألة متعلقة بالنيّات فقط، فقد أرسل فخامته بطلبي ليبلغني بوجوب الاسراع في التشكيل، وبأنه يعتبر التيار بمثابة عينه كما القوات اللبنانية، وبأن لا فيتو على القوات من قبل احد، وهو لا يقبل بوضع العصي في دواليبها من قبل احد، وهذا ما اتفقنا عليه. الاتفاق على خارطة الطريق (مع رئيس الجمهورية) سيتم تنفيذه خطوة تلو الاخرى».

وعن دخول السعودية على الخط وأنها طلبت من الرئيس الحريري مراعاة القوات اللبنانية، وهذا ما قد يوصلها الى القبول بأربعة مقاعد وزارية من دون حصة نائب رئيس مجلس الوزراء، رفض جعجع الدخول في أي تفاصيل «لأن القيل والقال في السياسة لا يجوز. لكن ما لاحظته مع آخرين ايضاً، أن الرئيس الحريري يعتبر تعاطيه مع القوات هو الطبيعي، وان العلاقة الباردة كانت غير طبيعية. من الممكن ان يكون الاخوة السعوديون قد وجهوا مثل هذا الكلام اليه، ولكنه ليس بحاجة الى احد ليقول له ذلك، خصوصاً بعد قراءة نتائج الانتخابات وملامح المرحلة السابقة والمقبلة».

وأكد جعجع ان التواصل بينه وبين باسيل «سيستأنف بكل تأكيد، وليس بعد تشكيل الحكومة. من المؤكد ان القوات تميّز في العلاقة بين رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر. فرئيس الجمهورية ليس رئيس التيار حالياً، ونتعاطى معه من هذا المنطلق، أي إنه رئيس جميع اللبنانيين، وهذا هو اساس التمييز في العلاقة، ولسنا في وارد دس الدسائس بين رئيس الجمهورية وصهره».

وعن حديث النائب جورج عدوان عن أن اتفاق معراب ينص على أن تكون حصة القوات توازي حصة التيار الوطني الحر في حكومات العهد، قال جعجع «لا نريد وثائق أو اتفاقات أو أي أمر آخر، بل أفعالاً. فالوثيقة موجودة، ولكن لا نريد أن تكون هي فقط ما يربطنا بالتيار الوطني الحر».

وردا على سؤال، قال جعجع «إن تأييدنا للعهد أمر مفروغ منه، لكن هذا التأييد لا يشمل كل فرد من أفراد التيار الوطني الحر. فالبعض يوحي وكأن تأييدنا للعهد يعني قبولنا بكل ما يطرحه أحد المحسوبين على العهد (علماً بأننا نحن محسوبون على العهد ايضاً)، وهذا ما أوضحته لفخامة الرئيس لجهة أن لكل رأيه، لكن هذا الامر لا يتخطى سقف التأييد للعهد. وأتمنى أن تعودوا الى محاضر مجلس الوزراء، فستجدون أن تأييد وزراء القوات لوزراء التيار الوطني الحر أكثر بكثير من معارضتهم لهم».

بيان رؤساء الحكومات… وتوضيح بعبدا

في السياق الحكومي، ولكن من زاوية اجتماع الحريري برؤساء الحكومات السابقين، يوم السبت الماضي، والحديث عن محاولة تكبيل الرئيس المكلف، أكدت أوساط بعبدا لـ«الأخبار» أن «من يعود الى بيان رئاسة الجمهورية الأخير، لن يجد في مضمونه أو تحليله أو تأويله أي مصادرة لصلاحيات الرئيس المكلف، ولا أي افتئات على دوره في عملية تأليف الحكومة، وجلّ ما في الامر تأكيد على الالتزام بالدستور والاعراف التي التزم بها كل رؤساء الحكومات، وبالتالي لا يمس رئيس الجمهورية أو يقترب من صلاحيات الرئيس المكلف، بل يسجل له أنه دافع عن موقع الرئاسة الثالثة وصلاحياتها بما لم يدافع أحد، وهو رفض المس برئيس الحكومة وبصلاحياته في اصعب الظروف».

واوضحت الاوساط نفسها «أن الحديث عن حق رئيس الجمهورية بتسمية نائب رئيس الحكومة ووزراء في الحكومة هو عرف مكرّس وليس أمر مخترع، وليس في الامر اعتداء على صلاحيات رئيس الحكومة المكلف، وكل ما سرّب من كلام منسوب الى رؤساء الحكومات ينقضه كلام الرئيس الحريري نفسه من بعبدا بعد اللقاء الاخير، عن متانة علاقته برئيس الجمهورية».

أبو فاعور: لقاء الحريري وجنبلاط «وارد»

أكّد النائب ​وائل أبو فاعور​، بعد لقائه الرئيس ​سعد الحريري، أمس، أنّ ​الحزب التقدمي الاشتراكي على موقفه في ما يتعلق بالحصة الدرزية في الحكومة، استناداً إلى النتائج الواضحة للانتخابات النيابية. وقال «إذا كان هناك معيار يلتزم به الجميع هو احترام نتائج الانتخابات، فالتمثيل الدرزي يجب أن يكون بمن يسميّهم الحزب التقدمي الاشتراكي». وشدّد على أنّ اللقاء بين الحريري ورئيس الحزب التقدمي ​وليد جنبلاط​ «وارد وقائم في أي لحظة، والعلاقة بينهما تتجاوز التفاصيل البروتوكولية، والاتصالات بينهما جارية». وقال في حديث تلفزيوني ليلاً، على هامش عشاء مؤسسة وليد جنبلاط للدراسات الجامعية، إن الاشتراكي يتمسّك بالمقاعد الدرزية الثلاثة في الحكومة الثلاثينية «ونقطة على السطر».

البناءالبناء

روحاني لمفاوضات الجولة الأخيرة مع أوروبا قبل البتّ بمصير التزام إيران بالتفاهم النووي
جعجع في بعبدا… واتفاق معراب يُبحَث مع باسيل… والتيار متمسّك بالتمثيل النسبي
الحكومة بين صيغة 8 و 9 و 13 أو 10 و10 و10… والحريري لمحاولة قبل السفر

تفتح زيارة الرئيس الإيراني حسن ورحاني إلى أوروبا من بوابة سويسرا ومروراً بالنمسا التي تترأس الاتحاد الأوروبي، الباب للفرصة الأخيرة أمام إنقاذ التفاهم النووي، قبل أن تذهب إيران للإعلان عن خروجها من الالتزامات التي تؤدّيها بموجبه، خصوصاً لجهة الامتناع عن تخصيب مرتفع لليورانيوم، ما لم تلقَ الضمانات التي تطلبها من أوروبا للبقاء تحت سقف التفاهم، حيث سيكون اللقاء الوزاري على مستوى الدول الخمسة الباقية تحت سقف التفاهم بالإضافة إلى إيران هو المحطة الأهمّ في الزيارة وهي دول روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، لمناقشة فرص إنقاذ التفاهم بعد الانسحاب الأميركي منه، وكان لافتاً الكشف عن محاولة لاستهداف اجتماع للمعارضة الإيرانية في باريس عشية الزيارة، واتهام إيران بالتورّط فيه عبر سفيرها في النمسا التي تراهن إيران على دورها في إنقاذ التفاهم خلال رئاستها للاتحاد الأوروبي. وقال روحاني قبل انطلاقه في جولته، إنّ الجولة ستكون مناسبة للبحث في مستقبل الاتفاق النووي، مشيراً إلى أنّ أوروبا أصبحت تعارض الأحادية الأميركيّة بصوت أعلى. وقال روحاني إنّ الحفاظ على الاتفاق النووي سيكون لصالح المنطقة والعالم، معرباً عن أمله تقديم الاتحاد الأوروبي حزمة مقترحات بشأن الاتفاق خلال الأيام المقبلة.

لبنانياً، دخل المشوار الحكومي مرحلة حرجة وفاصلة، بعدما تمّت اللقاءات الهادفة لترطيب الأجواء بين الأطراف المتنازعة على التمثيل الحكومي، فزار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قصر بعبدا والتقى برئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بعدما كان الرئيس المكلف سعد الحريري قد التقى رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل. واللقاءان يعقبان فترة من الانقطاع، لكن المواقف التي راعت مناخ التهدئة بعد اللقاءين، لم تغيّر جوهر القضايا الخلافية بين الأطراف، والتي لا تزال تحول دون ولادة الحكومة.

لقاء عون جعجع أعاد البحث في مستقبل تفاهم معراب إلى لقاء لاحق بين جعجع وباسيل كرئيسين لحزبين، وعدم دخول رئيس الجمهورية على خط البحث بتفاهمات حزبية كان معنياً معها قبل توليه الرئاسة. وموقف باسيل وصل لجعجع عبر مصادر متابعة في قناة «أو تي في»، قالت إنّ القضية ستبقى في مراعاة التمثيل الوزاري للأحجام النيابية، مسيحياً وغير مسيحيّ.

المعلومات التي رشحت من لقاءات الرئيس الحريري، أفادت بمساعٍ أخيرة يبذلها قبل سفره، لبلورة صيغة لتشكيلة قابلة للتسويق، وقالت مصادر متابعة إنّ الخلاف لا يزال على قضايا أساسية أهمّها سعي تيار المستقبل وحليفيه القواتي والاشتراكي الحصول على الثلث المعطل، بينما يدعو التيار الوطني الحر لصيغة لا يملك فيها ايّ فريق الثلث المعطل، وهذا يترجم بصيغة الحريري الأخيرة التي تقوم على عرض لرئيس الجمهورية بأن يتمثل الحريري وحليفيه بـ 13 وزيراً، 6 للمستقبل و4 للقوات و3 للاشتراكي، يمكن عدم حصرها بالتمثيل الطائفي، وبالمثل 17 وزيراً بين التيار الوطني الحر وثنائي حركة أمل وحزب الله ورئيس الجمهورية وحلفائهما، هي 6 للثنائي و6 للتيار و5 يتوزّعها الحلفاء والرئيس، بينما لا تزال الصيغة الموازية التي تطرح في المقابل تنطلق من ثلاث حصص متساوية بين كلّ من رئيس الجمهورية والتيار من جهة، ورئيس الحكومة وحليفيه من جهة مقابلة، قوام كلّ منها 10 وزراء، على أن تتمثل الكتل النيابية الواقعة خارج تكتل الرئيسين بـ10 وزراء منهم 6 لثنائي حزب الله وحركة أمل و4 للكتل الأخرى.

لقاء عون – جعجع: خريطة طريق لتسريع التأليف

تكثفت المشاورات يوم أمس، على خطّي بعبدا وبيت الوسط، وبينما كشفت بعض المعلومات أن رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل خرج من اجتماعه مع الرئيس المكلف سعد الحريري ليل الأحد أكثر تشدداً في موقفه تجاه حزب «القوات اللبنانية»، تبدّدت الأجواء عصر أمس مع زيارة رئيس «القوات» سمير جعجع الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وتأكيده العلاقة الوثيقة مع العهد، كما كانت في اليوم الأول لوصول عون الى سدة الرئاسة الأولى، وبينما أكد جعجع أن «القوات» لا تضع فيتو على أحد شدّد على أنه لا يقبل أن يضع أحد فيتو عليها، متحدثاً عن خريطة طريق لتسريع تأليف الحكومة على أن تنفذ الخطوات تباعاً، ومؤكداً أن التواصل مع باسيل سيستأنف قبيل تشكيل الحكومة، مع إشارته الى أن الوزراء الـ 30 عموماً والـ15 المسيحيين خصوصاً سيكونون من حصة رئيس الجمهورية، وأكد جعجع بأنه لم يدخل اللقاء في تفاصيل الحقائب والتوزيع.

وجاء لقاء عون جعجع وسط تصعيد سياسي وإعلامي بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية واتهامات متبادلة، حيث تمكّن اللقاء من إنقاذ المصالحة المسيحية التي اهتزّت ولم تقع. لكن اللقاء لم يستطع، بحسب مصادر سياسية، ترميم تفاهم معراب في ظل استمرار السجالات الإعلامية بين نواب التيار والقوات حتى عقب لقاء «الجنرال» و«الحكيم». لكن السؤال هل لقاء بعبدا كفيل بفك اللغم «القواتي» المزروع خارجياً أمام ولادة آمنة للحكومة العتيدة؟ فوفق معلومات «البناء» من مصادر وزارية مقربة من بعبدا بأن «التعقيدات لا زالت تعترض ولادة الحكومة رغم الحراك الكثيف في بيت الوسط»، مشيرة الى أن «الأمور رهن قدرة الأطراف على الالتزام بتعهداتها وخفض سقف مطالبها والالتزام بأحجامها النيابية للوصول الى حكومة بأسرع وقت ممكن»، واستبعدت المصادر ولادة الحكومة خلال الشهر الحالي».

وقد أكد رئيس الجمهورية لجعجع خلال اللقاء بحسب قناة أو تي في التمسك بالمصالحة المسيحية، بغضّ النظر عن التمايز السياسي، مهما بلغت حِدتُه. وتخلّل اللقاء الذي تميّز بالصراحة، توضيح لبعض النقاط، حيث عرض رئيس الجمهورية وجهة نظره من التطورات الأخيرة، واستمع إلى ما أدلى به جعجع، ليخلُصَ اللقاء إلى تأكيدِ المؤكد، حول استمرار التواصل والتمسك بالتفاهم. وتحدّثت القناة عن لقاء بين رئيس القوات والوزير باسيل.

ونقلت القناة عن مصدر متابع للمشاورات الحكومية تأكيده بأن «احترامَ قواعد التأليف وعنوانها العريض، تشكيل حكومة وحدة وطنية بالنسبةِ والتناسب، أي باحترام الأحجام التي أفرزتها الانتخابات الأخيرة وفق معايير موحّدة، ومعادلة واضحة تَسري على الجميع». وعن كلام جعجع من بعبدا، علق المصدر قائلاً: «اذا أراد رئيس القوات الانتقال من السلبية إلى الايجابية، فموقفُه مشكور ومقدَّر، لكنه لا يُعدِّل في الاحجام، وهذا المبدأ ينطبق على الجميع، وليس فقط على ما اصطلحت تسميتُه بالعُقدة المسيحية، اي أيضاً على موضوع التمثيل الدرزي والسني، اضافة الى تمثيل العلويين والأقليات المسيحية».

وكان لافتاً أن جعجع لم ينف أن تكون السعودية قد طلبت من الحريري التعاون مع القوات وتحقيق مطالبها، ما وجدت فيه مصادر سياسية بيروتية تدخلاً واضحاً وفاضحاً من السعودية في الشؤون اللبنانية، مشيرة لـ«البناء» الى أن الرئيس المكلف بات رهينة لدى السعودية وأسير طلبات القوات، متسائلة: كيف يتحدث اجتماع رؤساء الحكومات في اجتماعهم الأخير في بيت الوسط عن صلاحيات رئاسة الحكومة فيما يقبلون الوصاية السياسية السعودية على الحريري ومطالب القوات التي تعرقل مهمة الرئيس المكلف؟ ولفتت المصادر الى أن السعودية تحاول تعديل التوازن في الحكومة في محاولة لمحاصرة المقاومة.

وأكّد وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال محمد فنيش ، «ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة »، لافتًا إلى أنّ «أمام الحكومة تحديات كبيرة وجسيمة، فالبلد يُعاني من الكثير من المشاكل ويجب التصدّي لها على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، إضافة إلى ما يشكو منه الناس في فصل الصيف من نقص في تغذية الكهرباء وتأمين المياه أو تراكم النفايات ». ودعا إلى «تذليل كلّ العقبات والعقد من أجل تشكيل هذه الحكومة، من خلال اتباع قواعد واضحة مرتبطة بنتائج الانتخابات النيابية وتطبيقها على كلّ الكتل من دون مبالغة في الأحجام، لتشكيل حكومة شراكة ووحدة وطنية تتسع لكل القوى». وسأل: «هل ثمّة رهانات خارجية مجدّدًا وإصغاء لها من قوى داخلية؟»، مشيرًا إلى أنّ «الأيام المقبلة تكشف هل العقدة فقط داخلية»، منوّهًا إلى أنّ «ليس ثمة عقد داخلية سياسية أو غيرها يستحيل تذليلها وإيجاد تسوية لها، إلا إذا كان ثمة تدخّل خارجي ورهان مجدّدًا على هذه التدخلات».

الحريري أرجأ زيارته

وإذ كان من المتوقع أن يغادر الرئيس الحريري أمس البلاد في إجازة عائلية تستمر ثلاثة أيام، علمت «البناء» أن الحريري أرجأ سفره لأيام وقد لوحظ تحديد دوائر السراي الحكومي وبيت الوسط جدول أعمال عادياً اليوم، ما فسّرته مصادر على أن «الحريري لمس إيجابية بعد لقاء بعبدا حيث وضعه رياشي في أجواء الاجتماع خلال زيارته في بيت الوسط». وأشار رياشي الى أنَّ « الحريري يعمل على تذليل بعض العقبات أمام التشكيلة ويتجه في الايام المقبلة الى نواة تشكيل أساسية، ولكن الموضوع يحتاج الى مزيد من الجهود ليبنى عليها لتقديم تشكيل الحكومة»، وشدّد في حديث تلفزيوني الى أن «كما بالأمس كذلك اليوم، القوات ستأخذ المشاكل بصدرها لتسهيل التشكيل».

أزمة ثقة بين «التيار و«القوات»

وعلى الرغم من الارتياح الذي أحدثته زيارة جعجع الى بعبدا في الساحة المسيحية، وعلى جمهوري التيار والقوات إلا أن العلاقة بين الطرفين تعاني من أزمة ثقة بعد التجربة الحكومية، بحسب ما تقول مصادر التيار لـ«البناء»، حيث يعتبر التيار بأن القوات انقلبت على العهد وعلى التيار في أكثر من محطة أساسية لا سيما خلال أزمة احتجاز الحريري في السعودية. وقد أكد عضو تكتل «لبنان القوي » النائب ألان عون مساء أمس «اننا كنا نتعرض لهجوم من « القوات اللبنانية » وكنا نردّ عليها»، مشيراً الى أنه «ليس لدينا نية استهداف أو إقصاء أو عزل للقوات». وفي حديث تلفزيوني له، أوضح أن «اتفاق معراب قام على أساس ان تكون القوات الى جانب العهد والى جانب رئيس الجمهورية، لكن نحن لم نشعر بهذا الشيء منذ سنة ونصف».

الاشتراكي: نرفض الحلول الوسط

وبانتظار حل العقدة «القواتية» خلال الأيام المقبلة كان بارزاً ما أعلنه النائب وائل أبو فاعور من بيت الوسط بعد لقائه الحريري، بحضور وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم رياشي أن الحزب التقدمي الاشتراكي على موقفه في ما يتعّلق بالحصة الدرزية في الحكومة، نتيجة النتائج الواضحة للانتخابات النيابية. وقال: «إذا كان هناك معيار يلتزم به الجميع هو احترام نتائج الانتخابات، فالتمثيل الدرزي يجب أن يكون بمَن يسميّهم الحزب التقدمي الاشتراكي». وشدّد على أنّ «اللقاء بين الحريري ورئيس «التقدمي» وليد جنبلاط وارد وقائم في أي لحظة، والعلاقة بينهما تتجاوز التفاصيل البروتوكولية، والاتصالات بينهما جارية».

وأكدت مصادر «الاشتراكي» أن «طرح حل للعقدة الدرزية، من خلال وزير درزي وسطي بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والوزير والنائب طلال أرسلان ، هو طرح مرفوض وغير وارد، وكلّ ما يُحكى عن حلول هي شائعات لا فائدة منها ولن تلقى قبولنا».

على صعيد آخر، كشف وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتس، أنه بحث مع مسؤولين أميركيين كبار في البيت الأبيض «النزاع النفطي» بين لبنان والكيان إلاسرائيلي، وكيفية ترسيم الحدود البحرية. وأشار شتاينتس إلى أن الاجتماع الذي عقد في البيت الأبيض في عطلة نهاية الأسبوع الماضي شارك فيه صهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر والمبعوث الخاص للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات والسفيرة الأميركية في لبنان اليزابيث ريتشارد وانضمّ إليهم السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة رون ديرمر.

الجمهوريةالجمهورية

«التيار» لـ«القوات»: إحترموا الأحجام… والحريري يؤجّل زيارته الخاصة موقتاً

الصورة التي ارتسمت في الساعات الاربع والعشرين الأخيرة، عكست في ظاهرها سخونة ملحوظة على خط المشاورات، وبَدت فيها مطحنة التأليف عاملة بأقصى طاقتها وحيويتها، ولكن من دون ان تتمكن حتى الآن من أن تنتج الطحين المطلوب.

اذا كانت حيوية الاتصالات التي توزّعت بين بعبدا أمس، ولقاء رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، وقبله عشاء «بيت الوسط» مساء امس الاول بين الرئيس المكلّف سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، قد أوحت انّ مسار التأليف يخضع حالياً لمحاولة كسر جدّي لحلقة التعقيدات، وفي مقدّمها عقدة تمثيل «القوات» كمّاً ونوعاً.

الّا انّ ما تمخّض عنها حتى الآن، عكسَ دوراناً متجدداً في حلقة النيّات المتبادلة بالتسهيل والتعجيل، ولكن من دون أن يَشي ذلك باقتراب الأطراف من بلورة افكار حاسمة يمكن البناء عليها للقول انّ الحكومة سلكت فعلاً طريق الولادة.

وفيما لوحِظ امس، ما يمكن وصفه بالحرص المشترك من قبل الحريري وباسيل على ابقاء ما دار بينهما في عشاء بيت الوسط ليل امس الاول، في دائرة التكتم، طَفت في أجواء الطرفين جملة مقتضبة رَوّجها مقرّبون بأنّ «البحث كان وديّاً وصريحاً حول كل الامور». من دون ان تؤكد او تنفي ما أُشيع غداة العشاء بأنّ الحريري وباسيل توصّلا الى وضع أسس معينة، تمهّد لإيجابيات عمليّة في الايام القليلة المقبلة. وانّ لقاءهما ما كان ليحصل لو لم تكن له ممهّدات ايجابية، ولو لم تكن هناك نيّة لدى الجميع للتنازل وتقديم التسهيلات ورفع العقبات من طريق التأليف.

«التيار»: موقفنا ثابت

الّا انّ النتائج الفعلية تُقرأ اولاً في خلاصة البحث في بيت الوسط بين الحريري وباسيل، وبعبدا بين رئيس الجمهورية ما أوردته قناة «او تي في» الناطقة بإسم التيار الوطني الحر، وجاء فيه «انّ موقف التيار ليس مرتبطاً بحسن العلاقة أو سُوئها مع أيّ طرف من الأطراف، بل باحترام قواعد التأليف، نحن لا نُنكر على أحد حقّه بالتمثيل في الحكومة، وموقفُنا ثابت لناحية أنّ كل فريق ينبغي أن يتمثّل وفق مبدأ النسبة والتناسب، بغَضّ النظر عن العلاقات الشخصية او علاقة القوى السياسية في ما بينها. وأشارت الى انّ صِيغاً عدة طُرحت في بيت الوسط، امّا الجواب فكان مُحدداً: يجب أن تُمَثّل الأطراف وفق أحجامها، لا اكثر ولا أقل.

سلبية… لا إيجابية

تلاقي هذه الصورة، أجواء القوى السياسية الشريكة في الحكومة والحليفة او الصديقة للطرفين، التي تؤكد عدم امتلاكها ما يجعلها تقول انّ مستوى الايجابية قد زاد على خط التأليف، بل انّ الامور ما زالت في دائرة السلبية.

الثنائي الشيعي و«الإشتراكي»

وفي هذا السياق، لا يرى «حزب الله» جديداً ملموساً. وقال احد مسؤولي الحزب لـ«الجمهورية»: نأمل ان نصل الى إيجابيات، ولكن لو كانت هناك إيجابيات ناتجة عن اتصالات او لقاءات بين هذا المسؤول او ذاك، لكانت ظهرت فوراً. وطالما لم تظهر الايجابيات لا نستطيع ان نقول انها موجودة. ثم اننا لم نسمع تبدّلاً في مواقف الاطراف.

كما لا جديد أمام عين التينة التي استمر بينها وبين الرئيس المكلّف عبر الوزير علي حسن خليل وكذلك الوزير السابق غطاس الخوري، وبحسب أجواء مقر الرئاسة الثانية، فإنها لم ترَ تبدّلاً في حال التأليف حتى الآن، بل بالعكس ما زالت ترى في خانة السلبية، وانّ الاسباب التي دفعت الرئيس نبيه بري الى اتخاذ قراره بالمغادرة في زيارة خارجية، وحوّلت التأليف الى ما يشبه بورصة مطالب تصعد وتهبط، ما زالت موجودة ولم تَنتفِ.

هذا الرأي يكاد يكون نفسه لدى الحزب التقدمي الاشتراكي بشكل عام، ولكن يبدو انّ قرار الحزب هو اعتماد نبرة هادئة في مقاربة تطورات التأليف، وجرى التعبير عن ذلك في الزيارة التي قام بها النائب وائل ابو فاعور الى بيت الوسط ولقائه الحريري، والتي تزامنت مع زيارة مماثلة لوزير القوات ملحم الرياشي. مع الاشارة الى انّ ابو فاعور والرياشي تَشاركا مع الرئيس المكلّف في مشاهدة مباراة البرازيل والمكسيك في إطار تصفيات كأس العالم في كرة القدم، في أحد صالونات بيت الوسط.

«القوات»

وفيما تحدّث الرياشي عن إيجابيات، كاشفاً عن «اتصال جرى خلال اللقاء بين الرئيس الحريري والدكتور جعجع، الذي أطلعه على أجواء لقاء بعبدا بين رئيس القوات ورئيس الجمهورية، حرصت مصادر «القوات» على التأكيد لـ«الجمهورية» بأنها تفترض انّ الامور وضعت على سكة الحلحلة، من دون ان تتوسّع أكثر، تاركة الامور تأخذ مداها في الاتجاه الذي يفترض ان يلبّي ما تطالب به، بما يلائم حجمها السياسي والنيابي.

بدورها، قالت مصادر إشتراكية لـ»الجمهورية»: إننا ننتظر تبلور الايجابيات، هناك جهود تبذل، ونحن لسنا معنيين بعرقلة التشكيل ولسنا الجهة التي تعرقل، بل نحن من جهتنا نقوم بكل ما يلزم لتسهيل مهمة الرئيس المكلّف، ولا نطرح اي مطالب خارج الإطار الطبيعي الذي نعتبره حقّاً لنا وترجمة لتمثيلنا كما هو وغير منقوص. وهو ما أكد عليه النائب ابو فاعور بقوله: «انّ الحزب الاشتراكي مُصرّ على ان يكون الوزراء الدروز الثلاثة في الحكومة من حصّة اللقاء الديمقراطي، ونقطة على السطر».

الحلول مؤجّلة

تؤكد مواقف الأطراف أنّ تأليف الحكومة لم يشهد خطوات متقدمة، الّا انّ مصادر مواكبة للاتصالات الجارية كشفت انّ الأجواء الطاغية على خط التأليف تؤكد انّ كل الحلول مؤجّلة الى ما بعد عودة الرئيسين بري والحريري من الخارج، وعندها يبدأ الحفر في الصخر والشغل الجدي والمُنتج. وما حصل في اليومين الماضيين هو بداية تحريك أكثر جدية، ومقدمة تمهيدية إيجابية لمرحلة ما بعد عودة الرئيسين. مع الاشارة هنا الى انّ الرئيس الحريري قد أرجأ زيارته الى الخارج لبعض الوقت. وقالت مصادر وزارية لـ«الجمهورية» انّ التأجيل ليس مرتبطاً بإيجابيات طرأت على خط التأليف، بل انّ التأجيل هو تأجيل مؤقت ربما ليوم او يومين.

وبحسب المصادر نفسها، فإنّ الحديث عن إيجابية ينفيه عدم وجود وقائع ملموسة تؤكّده، فضلاً عن انّ كل حديث عن إيجابية قد لا يكون نهائياً في ظل الجو السياسي المتقلّب، والصراع المُحتدم على الحقائب الوزارية، والذي ما زال يشكّل الفتيل الجاهز للاشتعال في اي لحظة. إذ انّ حصة الاشتراكي ما زالت موضع أخذ ورَدّ، والتيار الوطني الحر لم يتنازل بعد عمّا يطرحه لناحية حصته الفضفاضة في الحكومة، وكذلك لم تحسم حصة «القوات» بعد، بل ما زالت في دائرة التفاعل في ظل تأكيدات أكثر من مصدر بأنّ حصول «القوات» على حقيبة سيادية وكذلك موقع نائب رئيس الحكومة محل اعتراض معظم القوى السياسية.

تغريدة… فلقاء

هذه الاجواء تواكبت مع تغريدة لافتة للانتباه أطلقها جعجع، وسأل فيها «لماذا كل هذه الحرب على تمثيل «القوات اللبنانية» في الحكومة الجديدة؟ هل لأنّ وزراء «القوات» أبلوا بلاءً حسناً في حكومة تصريف الأعمال؟ أهكذا يُكافأ حسن السيرة وحسن إدارة أمور الدولة؟ وسبقت هذه التغريدة بساعات قليلة زيارة جعجع الى القصر الجمهوري واجتماعه برئيس الجمهورية. واللافت في نهاية اللقاء حرص جعجع على التأكيد على دعم العهد، وإشاعة جو ايجابي، والحديث عن الاتفاق مع رئيس الجمهورية على خارطة طريق لتشكيل الحكومة.

فقال: «انّ ما يربط «القوات» بـ«التيار الوطني الحر» ليس وثيقة أو اتفاق إنما الترجمة والأفعال، وعندما يسود المنطق لا يستطيع أحد أن يرفض المطالب المنطقية». مضيفاً: «لم نضع «فينو» على أحد، كما أننا لم نقبل بوضع أي «فيتو» علينا». وإذ لفت الى انّ «الأجواء واعدة، وسنبدأ بالخطوات التي اتفقنا عليها». قال إنّ التواصل مع الوزير باسيل سيعود، منوّهاً بالتمييز بين الرئيس عون وبين التيار «الوطني الحر».

وعلمت «الجمهورية» انّ اللقاء كان جيداً بمناخه وشكله ومضمونه، وهو فتح الطريق امام إحياء العلاقات بين التيار والقوات، على ان تتجدد اللقاءات على مستوى القيادة، بدءاً بلقاء قريب بين جعجع وباسيل على أن تسبقه التحضيرات الضرورية التي تكفل التوصّل الى خلق مناخات إيجابية.

وبحسب المعلومات، فإنّ اللقاء لم يتناول التشكيلة الحكومية ولم يتناول ما يسمّى بالحصص والحقائب، بل تركّز على العلاقة الواجب قيامها بين التيار والحزب في ظل الأجواء الضاغطة وضرورة السعي الى إزالتها قبل استئناف البحث بالحقائب والحصص الحكومية. فمناخات التشنّج لن تسمح بالبحث الجدي بملف تشكيل الحكومة، وهو ما شدّد عليهص رئيس الجمهورية وجعجع، فاتفقا على إزالة هذه الأجواء بأسرع ما يمكن، الأمر الذي سمّاه جعجع «خريطة طريق» الى إحياء الإتصالات.

لقاء بعبدا

على انّ اللافت للانتباه، كان كيفية تناول إعلام التيار للقاء بعبدا، ولا سيما ما أوردته قناة «او تي في»، التي اشارت الى انّ رئيس الجمهورية أكّد لجعجع التمسّك بالمصالحة المسيحية، بغض النظر عن التمايز السياسي، مهما بلغت حِدّته. وتخلّل اللقاء، الذي تميّز بالصراحة، توضيحٌ لبعض النقاط، حيث عرض رئيس الجمهورية لوجهة نظره من التطورات الأخيرة، واستمع إلى ما أدلى به جعجع، ليخلُصَ اللقاء إلى تأكيد المؤكّد، حول استمرار التواصل والتمسّك بالتفاهم».

ورَدّت القناة على إشارة جعجع الى لقائه المحتمل مع باسيل، بما يوحي ان لا تبدّل في موقف التيار، حيث قالت: «سواء حصل اللقاء أو لم يحصل، ليس أساس المشكلة، ولا جوهر الموضوع. فاللقاءات ممكنة في أيّ لحظة مع أيّ كان. أمّا الأساس، فيبقى هو إيّاه: إحترام قواعد التأليف وعنوانها العريض، تشكيل حكومة وحدة وطنية بالنسبة والتناسب، أي باحترام الأحجام التي أفرزتها الانتخابات الأخيرة وفق معايير موحدة، ومعادلة واضحة تَسري على الجميع… واذا اراد رئيس القوات الانتقال من السلبية إلى الابجابية، فموقفُه مشكور ومقدَّر، لكنه لا يُعدِّل في الأحجام. لقد تعرّضنا لهجومات متلاحقة خلال مرحلة حكومة تصريف الأعمال، ولم نُعامِل الآخرين بالمثل، فإذا قرروا اليوم إعادة النظر بطريقة التعاطي في السياسة والاعلام، فهذا أمرٌ مرحّب فيه، وهو بمثابة التصحيح لمسارٍ سياسي سلبي كرّروه في خطابهم الاخير قبل ايام، وحتى في التغريدة الاخيرة التي سبقت زيارة بعبدا؛ تغريدة جعجع نهار أمس.

«الكتائب» في بعبدا

من جهة ثانية، يقوم وفد حزب الكتائب اليوم بزيارة رئيس الجمهورية، ويضمّ الوفد رئيس الحزب النائب سامي الجميّل ونائبه سليم الصايغ والدكتور فؤاد أبو ناضر. ويشكّل مرسوم التجنيس وتردداته العنوان الأساس للزيارة.

اللواءاللواء

التأليف: هبّة باردة وهبّة ساخنة والأولوية للملمة شظايا الأحجام!
باسيل يستبق لقاء جعجع بالتمسُّك بفرض حصة «القوات».. وجنبلاط يُصرّ على تسمية الدروز الثلاثة

على طريقة «هبّة باردة» و«هبّة ساخنة»، تتحرك رياح تأليف الحكومة، لكن الثابت هو ان إرادة قوية تقف وراء ضرورة إنجاز التشكيل، وتذليل العقبات، وإن كانت أوساط التيار الوطني الحر، متمسكة بمقولة تمثيل «القوات اللبنانية» والحزب التقدمي الاشتراكي والسنة، وسائر المكونات وفقاً لأحجامها.. بصرف النظر عن أية اعتبارات أخرى، ووفقاً أيضاً لمعايير موحدة.

ولئن كانت زيارة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع إلى بعبدا خففت من أجواء الاحتقان، في ما خص التمثيل المسيحي والعلاقة بين «القوات» و«التيار الوطني الحر»، وثبتت زيارة النائب وائل أبو فاعور إلى بيت الوسط التفاهم حول التمثيل الدرزي، وزيارة الوزير ملحم رياشي إلى بيت الوسط أيضاً، في إطار استمرار التنسيق بين الرئيس المكلف ومعراب، فإن خلاصة الأجواء عكستها مصادر التيار الوطني الحر، بإعادة تأكيد ما أبلغه رئيس التيار الوزير جبران باسيل إلى الرئيس الحريري في لقائهما مساء أمس الأوّل ان لعبة الاحجام هي التي يجب ان تتحكم في التمثيل.

وفي السياق، علمت «اللواء» ان الصيغة التي طرحت في اللقاءات تنطلق من اعتبارين:

1- توزيع التمثيل المسيحي كما يلي: 10 وزراء لرئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر، 4 وزراء «للقوات» ليس من بينها لا الدفاع ولا نيابة رئيس مجلس الوزراء ووزير واحد للمردة.
2- تتمثل الطائفة الدرزية بثلاثة وزراء يسميهم النائب السابق وليد جنبلاط، وكتلة «اللقاء الديمقراطي».

وفي ما خص التمثيل الإسلامي، تبقى التفاهمات السابقة قائمة إن على المستوى السني أو الشيعي..

الى ذلك، يبدو ان الامورلازالت تراوح مكانها بالنسبة لتشكيل الحكومة برغم الكلام المدروس التعابير والاهداف الذي صدرعن رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع بعد لقاء رئيس الجمهورية ميشال عون، وهو اللقاء الذي اشارت الى حصوله «اللواء» في عددها امس، والذي تركز بحسب جعجع على العلاقة بين «القوات» والرئيس عون وبين «القوات» و«التيار»، وعلى «خريطة طريق لتشكيل الحكومة على امل الا تطول المدة».

وأظهرت وقائع اللقاءات التي جرت ان المطلوب منها تحقق وهو فقط في المرحلة الحالية إعادة فتح خطوط التواصل بين المعنيين بتشكيل الحكومة من دون حل عقدتي التمثيل المسيحي والدرزي، ولكن في أجواء هادئة بعيدة عن التشنج، بحسب ما اتفق عليه في لقاء رئيس الجمهورية مع الرئيس المكلف سعد الحريري يوم الخميس الماضي. وهو ما ترجم في لقاء عون – جعجع أمس، ولقاء الرئيس الحريري امس الأوّل برئيس «التيار» الوزير جبران باسيل، الذي اكدت مصادره المقربة لـ«اللواء» ان اللقاء مع الحريري «هو لتأكيد التواصل القائم خلافا لما تردد عن اقصاء باسيل عن مفاوضات تشكيل الحكومة». وكذلك لقاء الرئيس المكلف بعضو «اللقاء الديمقراطي» النائب وائل أبوفاعور في «بيت الوسط» موفداً من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وقبله بوزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم رياشي موفداً بدوره من جعجع الذي عاد واتصل هاتفياً بالرئيس الحريري لوضعه في أجواء لقاء عون في بعبدا.

ولكن يبدو ان هذه اللقاءات المباشرة لم تفعل فعلها بتسريع تشكيل الحكومة، الذي بات مرتبطا بروزنامة اجازات المعنيين، ومنهم الرئيس الحريري الذي يغادر في اجازة عائلية يوم غد الاربعاء، إلى باريس للاحتفال بعيد زواجه الذي يصادف في الخامس من الشهر الحالي، ويتبعه الوزير باسيل ايضا بين يوم ويوم في اجازة، عدا غياب الرئيس نبيه بري في اجازته الخارجية.

ولم تظهر المواقف التي سجلت، سواء بعد لقاء الحريري – باسيل، أو لقاء الحريري مع أبو فاعور والرياشي، أي تقدّم في تفاصيل تشكيل الحكومة، خاصة بالنسبة إلى العقدتين المسيحية والدرزية، بقدر ما أظهرت التمسك بمواقف مبدئية تتعلق بالاحجام والاوزان.

لقاء الحريري – باسيل

وفي هذا الصدد علمت «اللواء» من مصادر باسيل انه «اكد للرئيس المكلف ان تمسكه بمعايير التشكيل وبتمثيل كل طرف حسب حجمه النيابي بما يؤمن التمثيل العادل، انما هو موقف مبدئي وعام ولا علاقة له بأي علاقة شخصية بأي طرف سياسي، وان «التيار» لم ولن ينكر تمثيل اي طرف، لكنه يرفض ان يكون تمثيل اي طرف على حساب حصة التيار، وهذا الموقف ليس موقفا كيدياً بل مرتبط بحق تمثيل كل طرف حسب حجمه النيابي وفق ما افرزته نتائج الانتخابات النيابية». واكدت المصادر ان التواصل بين الحريري وباسيل قائم ومستمر ولم ينقطع اصلا.

واعتبرت مصادر نيابية في «التيار الوطني الحر» لـ«اللواء» ان حلحلة العقد اصبحت في مراحلها النهائية ولكنها استغربت  المماطلة باعلان تشكيل الحكومة، رغم الايجابيات التي تم التوصل اليها في الساعات الاخيرة الماضية، ولفتت الى ان هناك عملاً جدياً للدفع بإتجاه التفاهم بين القوى المسيحية كذلك بالنسبة لحل العقدة الدرزية، مشيرة الى ان الامور سائرة نحو الايجابية، لكنها أكدت ان «الطبخة لم تستو بعد». إلا أنها توقعت ان تتبلور صورة الحكومة العتيدة نهاية الاسبوع الحالي او بداية الاسبوع المقبل مع عودة الرئيس بري من اجازته، كذلك الرئيس المكلف الذي سيكون خارج البلاد هذا الاسبوع ، وذلك من خلال اعادة تقييّم كافة المواقف السياسية ومطالب القوى السياسية من اجل الوصول الى الحلول المطلوبة.

وشددت المصادر على ان «الامور غير مغلقة،  ولو كانت هناك بعض الافكار المختلفة ضمن الحزب السياسي الواحد»، مشيراً الى «ان ما صدر من مواقف انتقادية «للقوات اللبنانية» عبر عنها وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية  بيار رفول لا يجب ان تعطى اكثر من حجمها ولا التشويش على الايجابيات، ورات انه من الطبيعي لدى الاحزاب ان يكون لديها مسؤولون تصدر عنهم مواقف هادئة، وبعضهم تكون مواقفه حادة، كذلك قد تكون هناك ردات فعل مختلفة».

أبو فاعور

اما لقاء الحريري مع ابو فاعور فلم يخرج الا بمواقف عامة ايجابية لكن النائب الاشتراكي اكد تمسك حزبه بالتمثيل بثلاثة وزراء دروز، وان لا مانع من تمثيل الكتلة العونية التي تضم مع النائب طلال ارسلان وثلاثة نواب موارنة بوزير ماروني. وقال أبو فاعور: ان نتائج الانتخابات واضحة والتمثيل الدرزي يجب ان يكون بمن يسميهم الحزب التقدمي الاشتراكي. واضاف: ان جهود الرئيس الحريري بشأن تشكيل الحكومة انشأت مناخا اكثر ايجابية ونحن نأمل ان يساهم هذا المناخ في ايجاد الحلول لحل القضايا العالقة، نافياً وجود عقدة سياسية كبرى امام تشكيل الحكومة.

وأكّد أبو فاعور ان اللقاء بين الرئيس الحريري وجنبلاط وارد في أي لحظة، والأمور بينهما تتجاوز البروتوكول، واضعاً احتمال ان يلعب الرئيس الحريري دور الوسيط بين الحزب الاشتراكي وبعبدا، بأنه «دور طبيعي»، خصوصاً وأن الرئيس الحريري هو المسؤول الأوّل في النهاية عن تشكيل الحكومة، وطبيعي ان يحاول إيجاد الضفاف المشتركة بين كل القوى السياسية لكي نحظى بتشكيلة حكومية تؤمن أكبر نصاب وطني، نافياً وجود قطيعة بين جنبلاط والرئيس عون، والذي هو في النهاية رئيس البلاد.

جعجع في بعبدا

وحرصت مصادر مطلعة على أجواء لقاء الرئيس عون وجعجع على التأكيد بأنه كان ايجابياً وجيداً، على الرغم من قصر مدته، حيث لم يستغرق أكثر من 35 دقيقة، وانه اتى ترجمة لما جرى الاتفاق عليه بين الرئيسين عون والحريري بشأن اجراء كل منهما الاتصالات حول ملف تشكيل الحكومة، وقد تخلله كلام إيجابي وعرض كل منهما لوجهة نظره، وكانت اللغة المشتركة استمرار المصالحة المسيحية – المسيحية.

وأوضحت المصادر ان البحث تناول موضوع العلاقة بين الرئيس  عون و«القوات» فكان تأكيد من جعجع حول وقوف حزبه إلى جانب الرئيس ودعمه، مشيرة إلى ان عون عرض لبعض الأمور التي جعلت الرأي العام يشعر بوجود تباعد بينه وبين القوات، وان الرجلين اقتنعا بأن البحث الهادئ وتخفيف الاحتقان بين «القوات» و«التيار الوطني الحر» من شأنه ان يقرب المسافات، لافتة إلى ان عون شدّد على أهمية توفير مناخ سليم وهادئ بعيداً عن التشنج، ما يساهم في تأليف الحكومة في أجواء هادئة.

وحرص «الرئيس» وجعجع على أهمية قيام تواصل بين «القوات» و«التيار» لازالة الغيوم الملبدة بين الفريقين، ولأجل هذا الغرض اتفقا على وضع خارطة طريق، أولى بنودها وان لم تكن مكتوبة التهدئة ووقف السجالات بين الطرفين، وثانيها، وهي الأساس قيام تواصل بين جعجع والوزير باسيل سيعمل على إنجازه اما مباشرة أو عبر وسائط. ونفت المصادر ان يكون البحث تناول توزيع حقائب وزارية أو تمثيل اعداد. لكن جعجع أكّد انه سيسعى في اتصالاته للمساهمة في معالجة عقبات التأليف.

ووصف رئيس حزب «القوات» بعد اجتماعه مع عون الاجتماع بأنه كان جيداً، وان نتائجه ستكون اطول من الوقت الذي استغرق، مشيرا إلى انه اتفق معه على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة، وانه أبلغ عون انه لم يغير نظرته إلى العهد منذ اللحظة الأولى، وانه في ظل ما يُحكى عن حصة الرئيس يعتبر ان الوزراء الثلاثين عموماً والخمسة عشر مسيحياً خصوصاً هم حصة الرئيس».

وقال انه أبلغه ايضا انه بإمكانه الاعتماد على حزبين وليس حزباً واحداً، في أشارة إلى التيار، وان الرئيس عون ردّ عليه بأنه يعتبر التيار عينه و«القوات» عينه الثانية، وبأن «لا فيتو» على «القوات» من قبل أحد، وهو لا يقبل بوضع العصي في دواليبها من قبل أحد، موضحا بأنه شرح رأيه بكل جوانب التشكيل، وانه لا يضع «فيتو» على آخر، وفي الوقت نفسه لا يرغب في ان يضع أحد «فيتو» علينا، لافتاً النظر إلى ان «القوات» تميز في العلاقة بين رئيس الجمهورية و«التيار»، فالرئيس ليس رئيساً للتيار، ونحن نتعاطى معه من هذا المنطلق، مؤكدا انه ليس في وارد دس الدسائس بين رئيس الجمهورية وصهره».

وكان جعجع غرد على حسابه الشخصي عبر «تويتر» ردا على تصعيد التيار ضد «القوات» قائلاً: «لماذا كل هذه الحرب علي تمثيل «القوات اللبنانية» في الحكومة الجديدة؟ هل لأن وزراء «القوات» ابلوا بلاء حسنا في حكومة تصريف الأعمال؟ أهكذا يكافأ حسن السيرة وحسن إدارة أمور الدولة؟».

توضيح رئاسي

إلى ذلك، أوضحت مصادر مطلعة قريبة من دوائر قصر بعبدا، ان بعض وسائل الإعلام صور لقاء الحريري مع رؤساء الحكومة السابقين وكأنه جاء رداً على بيان رئاسة الجمهورية بشأن صلاحيات تشكيل الحكومة، موحية بأن البيان تضمن تكبيلاً لصلاحيات الرئيس الحريري، في حين ان البيان، وفقا للمصادر نفسها، هو مجرّد ملاحظات رئاسية تضمنت الالتزام بالطائف نصاً وروحاً، ولم يكن هناك مصادرة لصلاحيات رئيس الحكومة، ولا افتئات لدوره في تشكيل الحكومة.

وأكدت ان البيان واضح لجهة الالتزام بالدستور والأعراف التي سادت بعد اتفاق الطائف، لافتة إلى ان أياً من رؤساء والحكومة السابقين الذين شاركوا في الاجتماع لم يعترض على حصة رئيس الجمهورية في الحكومة، وان الرئيس عون لم يقترب من صلاحيات رئيس الحكومة، وهو كان المدافع عن موقع الرئاسة الثالثة أكثر من أي شخص آخر ورفض رفضاً قاطعاً المس بصلاحيات هذا الموقع، وانه عندما تحدث عن حقه في تعيين نائب رئيس الحكومة بأنه قام بذلك عملاً بالاعراف التي سادت منذ الطائف وبالتالي لم يخترع شيئاً لم يكن قائماً.

المصدر: صحف