عندما يتعلق الأمر بالأطفال والوقت الذي يمضونه أمام الشاشة، يكون للآباء وجهات نظر متضاربة.
ففي حين أن البعض قد يجادل بأن السماح للأطفال الصغار بقضاء ساعات على الأجهزة الرقمية مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، يضر برفاهيتهم بشكل عام، فإن البعض الآخر قد يشيد بالفوائد التعليمية والتنموية التي يمكن أن توفرها هذه الأجهزة للعقول اليافعة.
وفي هذا الإطار، يقول عالم الاجتماع في جامعة أستون ببرمنغهام، إيليس كاشمور، من خلال كتابه الذي سيصدر قريبا “Screen Society”، إن التعرض للشاشة لا يضر بالأطفال، ويحذر الوالدين من منع الإنترنت في المنزل، بدعوى أنه “بمثابة إساءة معاملة للأطفال”.
وحذر كاشمور أنه من خلال منع الإنترنت أو حظر الأجهزة الرقمية على الأطفال “فإنك تأخذ منهم مصدرا موسوعيا للمعلومات، وتحرمهم من مصدر حيوي للتواصل ويحتمل أن تعرضهم لنوع من الاستبداد أو السخرية منهم من قبل الأطفال الآخرين، ما يقلل من احترامهم الذاتي وثقتهم بأنفسهم”.
وأكد أن حرمان الأطفال من الوصول إلى الشاشات والاتصال بالإنترنت “سيكون له آثار سلبية طويلة الأمد وهو بمثابة انتهاك للأطفال”.
وأجرى كاشمور الدراسة مع باحثين من جامعتي تيسايد وجنوب أستراليا، وقاموا بمسح 2000 مستخدم للإنترنت لجمع بيانات حول الطريقة التي تستخدم بها الشاشات، لإثبات أن المخاطر التي يتعرض لها الأطفال مبالغ فيها وتحل محلها بالفعل المزايا التعليمية والاجتماعية.
ويعتقد كاشمور أن الشاشات تعرض على الأطفال مجموعة من الأنشطة المشابهة لتلك التي يقومون بها دون اتصال بالإنترنت، من قبيل التواصل مع الأخرين وممارسة بعض الألعاب وغيرها، لذلك فإن حظرها سينتهك تطورهم الاجتماعي.
وقال كاشمور: “تخيل لو أن الآباء يمنعون الأطفال من القراءة أو التحدث مع الأطفال الآخرين أو ممارسة الألعاب التعليمية والرسم والتلوين والرقص.. الأطفال يفعلون كل هذه الأشياء عند التعامل مع الشاشات، وإذا منعهم الآباء من متابعة هذا النوع من الأنشطة، فيكون ذلك بمثابة الإساءة لهم، وأنهم يعوقون نمو الطفل فعليا، الشاشات جزء من واقعهم، وحرمانهم من فرض النضج هو بالتأكيد أمر مسيء”، وأكد كاشمور أن أحد المفاهيم الخاطئة لدى الآباء حول الأجهزة الرقمية، هي أنها تسبب الإدمان.
وينصح الخبراء الآباء بتثقيف أطفالهم حول مخاطر الاتصال بالإنترنت وإمضاء وقت أكثر من اللازم على الشاشات، فيما يوصي كاشمور بإعطاء الأطفال دون سن الرابعة إمكانية الوصول غير المقيد على الإنترنت، حيث أن الصغار قادرون على حماية أنفسهم أكثر مما نعتقد، وفقا لما جاء في كتابه.
المصدر: الاندبندنت