وقعت 11 دولة من أميركا وآسيا الخميس في تشيلي اتفاق التبادل الحر عبر المحيط الهادئ الذي يتضمن حواجز وتعريفات جمركية أقل، في غياب الولايات المتحدة التي كانت انسحبت من الاتفاق قبل عام مطالبة بفرض مزيد من القيود.
واعتبر اتفاق الشراكة العالمية والتقدمية عبر المحيط الهادئ. الذي كان يطمح ليشمل دولا تمثل 40% من اجمالي الناتج الداخلي العالمي وقرابة 25% من التجارة العالمية، بحكم المنتهي قبل عام إثر انسحاب الرئيس الاميركي دونالد ترامب منه تنفيذا لشعاره “اميركا اولا”.
لكن مؤيدي الاتفاق أكدوا خلال مراسم توقيعه في سانتياغو الخميس أنه لا يزال انجازا مهما وانتصارا لسياسات الانفتاح.
مع ذلك، يصعب تجاهل الضربة القوية التي مثلها انسحاب واشنطن اذ لم يعد الاتفاق يشمل سوى 15 إلى 18% من اجمالي الناتج الداخلي العالمي.
وقال وزير خارجية تشيلي هيرالدو مونيوز إن “هذه رسالة سياسية مهمة من منطقة آسيا-الهادئ لبقية دول العالم”.
ويشمل الاتفاق 11 بلدا مطلا على المحيط الهادئ هي استراليا وبروناي وكندا وتشيلي واليابان وماليزيا والمكسيك ونيوزيلندا والبيرو وسنغافورة وفيتنام، الذين يشكلون سويا 13.5 بالمئة من الاقتصاد العالمي.
وتم توقيع الاتفاق متضمنا تقريبا كافة بنود النص الأصلي ما عدا 20 بندا متصلة بالملكية الفكرية فرضتها واشنطن، وتقول تشيلي ان الفصل المتعلق بالملكية الفكرية “اكثر توازنا” في الاتفاق الجديد.
وتشكل هذه الدول سوقا يضم 500 مليون شخص. وهو أكبر من سوق الاتحاد الاوروبي، وياتي التوصل للاتفاق في الاسبوع نفسه الذي شهد اعلان ترامب فرض رسوم جمركية على الفولاذ والالومنيوم.
وايد الرئيس باراك أوباما الاتفاق الموقع عام 2016 بعد سنوات من المفاوضات في مسعى لمواجهة تنامي نفوذ الصين في التجارة العالمية. لكن ترامب هاجمه بحجة انه يهدد مصالح العمال الأميركيين.
يقول فرناندو استينسورو من جامعة سانتياغو لوكالة فرانس برس ان توقيع الاتفاق ستترتب عليه “عواقب مهمة بالنسبة الى الولايات المتحدة. وسيكون نوعا من الانتحار بالنسبة الى هذا البلد”.
وترك غياب واشنطن الباب مفتوحا أمام الصين العملاق الاخر على صعيد التجارة العالمية، وغير المشمولة باتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ لكنها تتفاوض حول اتفاق تجاري مع العديد من الدول الاسيوية بالاضافة الى نيوزيلندا.
وقال استينسورو ان “11 دولة متحدة تعمل بتناسق تتفاوض بشكل أفضل مع الصين مما لو كان الامر يتعلق بدولة بمفردها”.
وقال ايناسيو بارتساغي استاذ إدارة الأعمال في جامعة أوروغواي الكاثوليكية يقول انه “لا يمكن مع ذلك الاستخفاف بالاتفاق. انه الاتفاق الأكثر عصرية الذي وقع على المستوى العالمي قاطبة”.
وأضاف “ليس هناك اتفاق تجاري يشمل مثل هذا العدد من الدول ويتضمن 30 فصلا تتناول مسائل على هذه الدرجة من المعاصرة في التجارة العالمية”.
يتضمن الاتفاق ازالة الحواجز الجمركية وغير الجمركية مثل اعتماد اعراف مشتركة في عدة قطاعات بين البلدان الموقعة التي يبلغ عدد سكانها 500 مليون نسمة.
وتقول وزارة الخارجية التشيلية ان اتفاق الشراكة “يحدد معيارا جديدا لاي اتفاق اقتصادي إقليمي شامل بما في ذلك بالنسبة للمفاوضات المقبلة داخل منظمة التجارية العالمية أو منتدى آسيا المحيط الهادئ”.
يدخل الاتفاق حيز التنفيذ بعد ستين يوما من مصادقة ستة على الأقل من البلدان الأحد عشر الموقعة، وهذا يعني بالنسبة لتشيلي “توسيع سوقنا المحتمل وامكانية حصول شعبنا على عدد أكبر من المنتجات”، وفق رئيس غرفة التجارة في ليما ماريو مونجيلاردي،
تذهب 17% من صادرات تشيلي إلى بلدان اتفاق الشراكة وحتى وان ابرمت اتفاقات للتبادل الحر مع بعض من هذه الدول. فإن الاتفاق الجديد يحسن شروط وصولها الى هذه الاسواق، فهي بات يمكنها الحصول على سبيل المثال على نحو الف من المنتجات برسوم أقل علما أن اتفاقها مع اليابان لا يشملها.
وستحسن بالمثل المكسيك والبيرو قدرتهما على دخول أسواق دول على الضفة الأخرى مثل فيتنام وماليزيا.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية