مع كل أسف، فالأشخاص المصابون بالدوالي مُعرَّضون بدرجةٍ كبيرة لخطر الإصابة بجلطةٍ دموية قاتلة!
إذ ذكرت دراسة أُجرِيَت على 425 ألف شخصٍ أنَّه ينبغي اعتبار الدوالي علامة تحذيرية كبرى لخطر الإصابة بتجلُّط الأوردة أو الانصمام الرئوي.
ووجد الباحثون أنَّ الأشخاص المصابين بالدوالي كانوا أكثر عرضة بـ5 مرات للإصابة بتجلُّط الأوردة العميقة، الذي يحدث في الساقين، وقد يؤدي إلى البتر أو حتى الوفاة، كما كانوا أكثر عرضة بمرتين للإصابة بالانصمام الرئوي، الذي يُعَد جلطةً تنتقل إلى الرئتين وقد تسبب الوفاة، وكان المصابون أيضاً أكثر عرضة بمرتين للإصابة بأمراض الشرايين الطرفية، التي تقلل تدفُّق الدم إلى الساقين والذراعين، بحسب ما نقلته صحيفة Daily Mail البريطانية.
الدوالي هي تورُّم وتضخم في الأوردة عادةً ما تصيب الساقين والقدمين، وتحدث عند تعطُّل الصمامات الوريدية، ما يسمح للدم بالتدفُّق في الاتجاه العكسي والتجمُّع في نقاط معينة، وعادةً ما تكون مشكلة الدوالي طفيفة، لكنَّ الدراسة الجديدة التي أجراها باحثون في تايوان تشير إلى أنَّه ينبغي اعتبارها علامةً تحذيرية من احتمالية تعرُّض الشخص المصاب بها لمشكلاتٍ صحية أخطر.
فريق جامعة الصين الطبية ليس متيقناً مما إذا كانت الدوالي تُسبِّب جلطات الدم بالفعل، أو ما إذا كانت أعراضاً لمشكلاتٍ أعمق تُعَد سبباً مشتركاً في الإصابة بالدوالي ومشكلات التجلُّط الأخطر.
لكنَّ أفراد الفريق يعتقدون أنَّ الالتهابات الوريدية قد تكون مسؤولةً عن ذلك، بغضِّ النظر عن سببها، رغم أنه نادراً ما ترتبط الدوالي بمشكلاتٍ صحية خطرة، لكنَّ تجلُّط الأوردة العميقة والانصمام الرئوي وأمراض الشرايين الطرفية تُعَد أمراضاً وريدية مرتبطة بآثار خطرة على جسم الإنسان.
يُمكن إزالة الدوالي السطحية باستخدام العلاج الضوئي. ويتمثل هذا العلاج في استخدام مادة رغوية متصلبة يتم حقنها في جدار الوريد، لتزيد من حجمه، ونظراً لكونه رقيقاً جداً (مليمتر واحد)، يزداد حجمه بسرعة فائقة ويبقى مغلقاً.
ومن بين أبرز علاجات تلك “الأوردة العنكبوتية” كما يطلق عليها، العلاج بالليزر، حيث يتم تعريض الدم المار عبر الوريد المصاب إلى الحرارة حتى يضمر تماماً، بحسب الدكتورة أنجيلا ميغيل، المتخصصة في جراحة الأوعية الدموية بالمعهد الطبي للعلاج بالليزر في مدريد، في حديثها لموقع ABC الإسباني، لكن العلاج بالليزر يعد أكثر ديمومة؛ لأنه يقضي على الوريد المتضرر. لكن، سيؤدي استخدامه وحده مباشرة فوق العروق دون اللجوء إلى علاجات أخرى بشكل مسبق، إلى إلحاق الضرر بالوريد، وقد يتسبب أيضاً في بعض الحروق. وبالتالي، لا ينصح الكثيرون من الخبراء بهذا العلاج.
إلى جانب ذلك، أضافت الأخصائية أنه يمكن حقن الأوردة المصابة بفقاعات يتم الحصول عليها عن طريق مادة سائلة، وافقت عليها وكالة المنتجات الطبية الإسبانية.
ويتم مزج هذه المادة بسائل آخر للتخفيف من نسبة تركيزها؛ لأن هذه العملية لا تتطلب نسبة تركيز عالية. في الأثناء، بينت الخبيرة أنه “عندما يتم حقن هذه المادة فسوف يتمكن ضوء الليزر من الاتصال مع جدار الوريد وتدمير الأوردة المصابة. وبهذه الطريقة، يصبح هذا العلاج أكثر فاعلية بمعدل 20 مرة”.
ويعد هذا الأسلوب من أكثر الأساليب سرعة وأماناً؛ إذ تمكن جلسة علاج واحدة ومراجعة واحدة للطبيب من إرضاء المرضى. فضلاً عن ذلك، لا تتطلب هذه العملية تخدير المصاب.
المصدر: هافينغتون بوست