قدمت دراسة علمية عن عملية التمثيل الغذائي (الأيض) لدى الدب القطبي، أجريت قرب خليج برودهو بولاية ألاسكا الأمريكية، أكثر من سبب للقلق على مصير هذا الحيوان الضخم المفترس الذي يجوب المنطقة القطبية الشمالية.
وقال باحثون يوم الخميس إنهم فحصوا مستويات النشاط وسلوك تناول الغذاء وتركيبة الدم عند مجموعة من الدببة القطبية في ذروة موسم الصيد على الجليد البحري ببحر بوفرت وخلصوا إلى أن معدل الأيض لديها أكبر نحو 60 في المئة مما كان يعتقد في السابق.
ويدفع انحسار الجليد البحري بالمنطقة القطبية الشمالية، نتيجة التغير المناخي العالمي، الدببة القطبية إلى قطع مسافات أطول في البحث عن فرائسها خاصة الفقمات. ودفع ذلك الكشف العلماء إلى الشك في قدرة الدببة على صيد فرائس كافية للوفاء باحتياجاتها المرتفعة للطاقة على نحو غير متوقع وللحفاظ على أعدادها.
وقال أنتوني باجانو خبير الأحياء البرية في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إن الخبراء ثبتوا أطواقا الكترونية في رقاب تسع من إناث الدببة لفترات تراوحت بين ثمانية و11 يوما في ابريل نيسان من أعوام 2014 و 2015 و2016 لتتبع حركاتها بالأقمار الصناعية والتقاط تسجيلات مصورة تعرض سلوكها وطرق بحثها عن فرائسها.
وأضاف باجانو المشرف على البحث الذي نشر بدورية ساينس العلمية إن الدراسة أثبتت وجود آليات تؤدي إلى تراجع في متوسطات أعمار الدببة القطبية وحالة أجسادها وأعدادها خلال العقد الماضي.
وتشير تقديرات الخبراء إلى وجود ما بين 22 و31 ألف دب قطبي في المجمل.
وقال تيري وليامز المشارك في إعداد الدراسة إن الغذاء الغني بالدهون الذي يحصل عليه الدب من تناول الفقمة ضروري لتزويده بالطاقة اللازمة للبقاء في المناخ القطبي لكن التغيرات في الجليد البحري جعلت من الصعب إيجاد هذه الفريسة المهمة. ولاحظ الباحثون انخفاضا في وزن خمس من إناث الدببة خلال فترة الدراسة.
وأوضح وليامز ”إنها تستهلك طاقة كبيرة للغاية في السعي بحثا عن فرائسها بدرجة تجعل الطاقة التي تكتسبها بعد صيد الفقمة غير كافية للحفاظ على أوزانها“.
وقال ”تخيل أنك تجوب بالسيارة كل أنحاء المدينة بحثا عن وقود لتفاجأ بأنك لن تستطيع ملء خزان الوقود. في النهاية سينفد ما لديك من طاقة“.
المصدر: رويترز