هل سبق وصادفت شخصاً يبدو أنه يعرفك حق المعرفة، لكن ليست لديك أدنى فكرة عمن يكون؟
قد تكون مصاباً بمرض Prosopagnosia، أو عمى التعرف على الوجوه، وهو حالة مرضية أظهرت الأبحاث الجديدة أنها تصيب البريطانيين أكثر من مرض التوحد، إلا أنه مع ذلك غالباً لا تلحظ الإصابة به.
عمى الوجوه، أو عمى التعرف على الوجوه حالة تجعل المصابين به مثل براد بيت وعالم الأعصاب المتوفى حديثاً أوليفر ساكس، غير قادرين على التعرف على الآخرين، بل وحتى على أنفسهم من مجرد النظر إلى الوجه، وفقا لصحيفة The Guardian البريطانية.
نشر أوليفر ساكس رواية شهيرة باسم “الرجل الذي ظن زوجته قبعة”، وعرض فيها حالة مريض باضطراب عمى التعرف على الوجوه، الذي يفقد صاحبه القدرة على التعرف على وجوه الآخرين، وكان ساكس نفسه مصاباً بدرجة بسيطة بهذا المرض.
وتتدرج أعراض هذا المرض بين الصعوبة في التعرف على وجوه الأشخاص المألوفين، وعدم تعرف المريض على وجهه هو نفسه، وغالباً ما يحدث ذلك بعد التعرض لسكتة دماغية، بحسب موقع Sciencealert.
هناك نوعان من هذا المرض، الأول مكتسب والثاني خلقي منذ الولادة، ويحدث المكتسب نتيجة ضرر مباشر يتعرض له المخ مثل السكتات الدماغية، وغالباً ما يُصاب به البالغون، وتحدث فيه أقصى المضاعفات، وتصل إلى عدم القدرة على التعرف على الوجوه نهائياً، بينما النوع الخلقي يحمل احتمالية أقل في التطور لهذه الدرجة.
سارة بيت أستاذة مساعدة في علم النفس بجامعة بورنموث البريطانية، وهي تطور برامج تدريبية للتعرف على الوجوه لمساعدة المصابين بعمى الوجوه على تعلم واكتساب أدوات لتدبر أمرهم وإدارة حالتهم.
تقول سارة بيت إن الكثيرين من المصابين بالحالة يمضون في حياتهم ويتابعونها من دون تشخيص أو إدراك لحالتهم المرضية، لكن العواقب قد تكون وخيمة إن استمر جهلهم بحالتهم وبإصابتهم “خصوصاً الأطفال، فهناك أثر حقيقي قد يجر عليهم آثاراً أخرى بطرق غير مباشرة، نظراً لتأثير عمى الوجوه على صحتهم وسلامتهم الاجتماعية والعاطفية، وعلى نموهم التربوي المستمر.
قد لا يكون هناك علاج، لكننا مهتمون بالكشف المبكر عن الإصابة، لكي نحظى بفرصة لتحسين مهارات التعرف على الوجوه أثناء تلك الفسحة الضيقة والهامة من الزمن، التي يكون فيها الطفل صغير السن فيستفيد أكثر”.
تقول بيت إن الأشخاص الأكثر عرضة للتشخيص واكتساب الحالة هم من يعانون إصابة دماغية، لكن عمى الوجوه قد تسهل الإصابة به كذلك منذ الولادة فلا يتم تشخيصه.
تقول “نعرف من فحوصاتنا أن مرض عمى الوجوه قد يصيب أعداداً أكبر من المصابين بالتوحد، لكن الأمر صعب إن لم يكن لديك مرجع للمقارنة”.
وختمت قائلة “قابلت بالغين قاموا بتطوير استراتيجيات تفصيلية لتعويضهم عن عدم مقدرتهم على التعرف على الناس، ولم يدركوا حتى أن الوجه به كم من المعاني والمعلومات للآخرين”.
المصدر: هاف بوست