أعلن سفير الولايات المتحدة الأمريكية في العراق، دوغلاس سليمان، أن 400 شركة عالمية ستشارك في مؤتمر الكويت لإعمار العراق الذي سيعقد منتصف الشهر المقبل في دولة الكويت.
وقال خلال اجتماعه بوزير التخطيط العراقي، سلمان الجميلي، ان بلاده ستكون داعمة بقوة لمؤتمر الكويت وحشد الدعم الدولي للعراق للحصول على المساعدات المطلوبة. وأضاف «هناك أكثر من 100 شركة أمريكية كبيرة على استعداد للدخول والاستثمار في العراق».
ومن المقرر أن تشارك نحو 70 دولة في المؤتمر المزمع عقده في الكويت في الفترة بين 12 و14 فبراير/شباط المقبل.
ويسعى القائمون على المؤتمر لجمع 100 مليار دولار لإعادة إعمار المناطق المحررة.
وقال وزير التخطيط العراقي ان «الحكومة العراقية أكملت استعداداتها لعقد المؤتمر إذ سيتم عرض الوثيقة الوطنية لإعادة إعمار المناطق المحررة (من تنظيم «داعش»)، بالأضافة إلى تقرير شامل بحجم وتقييم الأضرار التي لحقت بتلك المناطق بالأضافة إلى ملف يمثل الفرص الاستثمارية المتاحة في العراق».
وأضاف أن «مرحلة إعادة الإعمار ستعتمد بنحو كبير على الشراكة مع القطاع الخاص في تنفيذ المشاريع الاستراتيجية وعلى الدول الصديقة، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية إلى تقديم الدعم للعراق في عمليات إعادة الاعمار بمستوى الدعم الذي قدمته خلال مرحلة الحرب ضد داعش وتحرير الأرض».
وقال ان «الوزارة حددت القطاعات، وأولويات المشاريع للمرحلة المقبلة، ورسمت خارطة واضحة المعالم للاستثمار الذي يمكن أن يلبي حاجات التنمية والمجتمع، وهناك رغبة كبيرة لدى الكثير من الشركات العالمية للدخول والاستثمار في العراق وفق أساليب جديدة ومتطورة بعيدا عن الأساليب التقليدية، وسيكون الاستثمار وفقا للشروط التفضيلية، وفي جميع المجالات ومنها السكك الحديد والطرق والمدارس والمستشفيات والفوسفات والرمل الزجاجي والكبريت والغاز».
وقالت هيئة الاستثمار العراقية انه سيتم في المؤتمر طرح مشاريع لتشييد ثلاث مصاف لتكرير النفط، وتبلغ الطاقة الإنتاجية الإجمالية لها نحو 600 ألف برميل يوميا.
وأوضحت في بيان أن المصافي تتوزع بين مصفاة الفاو في البصرة (جنوب) بطاقة 300 ألف برميل يوميا، فيما سيكون الثاني في محافظة الأنبار (غرب) بطاقة 150 ألف برميل يوميا، إضافة إلى مصفى الناصرية في محافظة ذي قار (جنوب) بطاقة 150 ألف برميل.
وتشير التقديرات إلى أن العراق يستورد ما قيمته 5 مليارات دولار سنويا من مشتقات النفط، لسد الحاجة المحلية التي تقدر بنحو 600 ألف برميل يوميا، يستخدم جزء كبير منها في محطات توليد الطاقة الكهربائية.
وتزايدت حاجة العراق لمشتقات النفط بعد سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» على مصفاة بيجي في محافظة صلاح (شمال) في 2014، التي كانت توفر نحو ثلث حاجة البلد بطاقة تصل إلى 170 ألف برميل يوميا.
وما تزال المصفاة خارج الخدمة، إثر الأضرار الجسيمة التي لحقت بها خلال سيطرة التنظيم عليها ومعركة استعادتها من قبل القوات العراقية في 2015.
ويملك العراق مصفاتين كبيرتين هما الدورة، وتصل طاقتها إلى 210 آلاف برميل يوميا، والبصرة، وتصل طاقتها إلى 140 ألف برميل يوميا، ويصل إنتاجهما الفعلي إلى 200 و250 ألف برميل يوميا، إضافة إلى 11 مصفاة أخرى أصغر حجما منتشرة في أرجاء البلاد. وكانت هيئة الاستثمار قد أعلنت الثلاثاء الماضي ان العراق ينوي في المجمل طرح 157 مشروعاً للاستثمار في المؤتمر.
من جهة ثانية أعلنت قنصلية الكويت في مدينة البصرة العراقية، إن وزارة الكهرباء والماء الكويتية بحثت إمكانية ربط منظومة الكهرباء العراقية، مع المنظومة الخليجية عبر الكويت.
وأضافت في بيان ان الربط ستكون له فوائد فنية واقتصادية لدول مجلس التعاون الخليجي، في ظل عوامل مساعدة أخرى، أهمها قرب المسافة بين محافظة البصرة والكويت. جاء ذلك خلال اجتماع جمع بين مسؤولي وزارة الكهرباء الكويتية مع مسؤولين من نظيرتها العراقية.
وهذا الاجتماع هو الثاني الذي يعقد بين البلدين، للتباحث بشأن إمكانية الربط الكهربائي بين الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي من جانب، والعراق من جانب آخر.
ويعاني العراق منذ سنوات، من ارتفاع عجز في إنتاج الكهرباء خاصة في شهور الصيف. ويحتاج إلى أكثر من 23 ألف ميغاوات/ساعية من الطاقة الكهربائية لتلبية احتياجات السكان والمؤسسات دون انقطاع.
المصدر: د ب ا