أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن العقوبات التي وقعتها الولايات المتحدة بحق روسيا لن تؤثر على سياسة موسكو الخارجية، واصفا إياها بأنها غير مبررة.
وقال لافروف في حوار مع صحيفة “كوميرسانت” الروسية، “إننا نعتبر أن العقوبات وقعت قطعا دون أي مبرر، والغرض منها غير منطقي”، وتابع، “فعلى مدار السنوات التي مرت منذ توقيع تلك العقوبات، رأى واضعوها كيف أنها لن تغير من سياسة روسيا الصادقة، والمنفتحة، والبناءة”. كما كشف عن وجود أعضاء من الكونغرس الأميركي يعترفون بوجود علاقة غير صحية بين الولايات المتّحدة وروسيا، يعترفون بالحاجة إلى تصحيح الوضع.
وقال لافروف، “تشجعنا حقيقة أنه في السنوات الأخيرة أبدى بعض أعضاء الكونغرس، والدوائر العلوم السياسية من الولايات المتحدة الأميركية، وبعض الدبلوماسيين في أحاديث خاصة اعترفوا بأن وضع العلاقات بين البلدين غير صحي تماما وهناك حاجة إلى تصحيح ذلك”. وأضاف الوزير الروسي “والكل في نفس الوقت يردد أن محاولة عزلنا كانت خاطئة، فمن الواضح أنها لا تعمل، ومجرد إلقاء نظرة على الجدول الزمني للاجتماعات وزيارات الرئيس الروسي وأعضاء آخرين في الحكومة نفهم عدم وجود لهذه العزلة. يقولون أنهم يفهمون هذا، ولكن يطلبون أن نقوم بالخطوة المبادرة لكي يقولوا أنّ روسيا “تغيرّت”. هذا السلوك، بطبيعة الحال، لا يمكن إلا أن تثير الشعور بأن عقلية القوة العظمى لا تخدم الولايات المتحدة بالشكل الجيد”.
وأعلن السفير الأميركي لدى روسيا، جون هنتسمان، في 16 من الشهر الجاري، أن نشر ما يسمى “تقرير الكرملين” في الولايات المتحدة الأميركية، والذي يمكن أن يتم في 29 كانون الثاني / يناير، لا يعني فرض عقوبات بشكل تلقائي على روسيا.
وقال هنتسمان، للصحفيين على هامش منتدى غايدار، ” بحسب ما أفهمه، سينشر التقرير في 29 كانون الثاني، ولكن هذا تقرير وليس عقوبات جديدة. البعض يعلنون عن عقوبات جديدة ولكن لا، الحديث يدور عن القانون الذي اتخذ منذ ستة أشهر، لذلك هذا فقط تنفيذ للقانون الذي سن منذ نصف عام، وليس هناك أي شيء جديد”.
يذكر أن العلاقات الروسية- الأميركية ساءت بسبب الأزمة الأوكرانية، وانضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا في آذار/مارس عام 2014. وتعتبر هذه الأزمة في العلاقات بين روسيا وأميركا هي الأسوأ منذ تفكك الاتحاد السوفياتي وانتهاء الحرب الباردة، قبل أكثر من 20 عاما.
كذلك ازدادت العلاقات بين موسكو وواشنطن تأزما، حيث أغلقت الولايات المتحدة القنصلية العامة الروسية في سان فرانسيسكو، ومباني الممثلية التجارية الروسية في نيويورك وواشنطن، ردا على تقليص عدد الموظفين في البعثة الدبلوماسية الأميركية لدى روسيا، الذي جاء بدوره ردا على مصادرة الولايات المتحدة بعض المباني الدبلوماسية الروسية على أراضيها.
ويذكر أن الرئيس الأميركي الحالي، دونالد ترامب، كان يدعو سابقا، خلال حملته الانتخابية، إلى تطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، إلا أنه بعد انتخابه رئيسا للبلاد، بدأت الأمور تسير في اتجاه التدهور المستمر للعلاقات الثنائية.
واتهم لافروف، في حواره مع كوميرسانت، الولايات المتحدة بعدم القدرة على التفاوض مع كوريا الشمالية، مشيرا إلى أن واشنطن هي أول من انتهك الاتفاق مع كوريا الشمالية حول القضية النووية في عام 2005.
وقال لافروف في تصريحاته، “إذا انهارت الاتفاقات القانونية المتفق عليها بين البلدان المنخرطة في أي صراع، سيكون هذا مؤسفاً وغير مقبولاً، سواء كان إيران أو سوريا أو ليبيا أو اليمن أو شبه الجزيرة الكورية، حيث كان هناك أيضا اتفاق عام 2005، يحدد بوضوح ما هو مطلوب من جمهورية كوريا الشمالية وغيرها. وبعد أسبوعين من كتابة كل هذا، الأميركيين فجأة “اكتشفوا” قصة طويلة مع بعض الحسابات في بنوك ماكاو وبدأت في تجميد حسابات كوريا الشمالية. يمكن الجدال كويلاً، سواء أكان هذا عادلا أم لا، كم كانت كوريا الشمالية على حق، كم كانت الولايات المتحدة مخطئة، الحقيقة تبقي حقيقة. لقد كان هناك اتفاق، وبحسبه فإنه من تلك اللحظة “تجمد” المواجهات والأعمال الاستفزازية، لكن الأمر لم ينجح”.
وكان مجلس الأمن الدولي، اعتمد في كانون الأول/ديسمبر عام 2017، بمبادرة أطلقتها الولايات المتحدة، القرار رقم 2379 ، الذي يدخل عقوبات جديدة ويحد بالكامل تقريبا من قدرة كوريا الشمالية على استيراد المنتجات النفطية ويحظر عليها تصدير المواد الغذائية والماكينات والمعدات الكهربائية وبعض أنواع المواد الخام. ورأى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن الأعمال الأحادية للولايات المتحدة في سوريا قادت تركيا إلى الغضب الشديد. وقال لافروف “يتساءل العديد من السياسيون، لماذا نحن قلقون، ويقولون: لندع الولايات المتحدة تعرض عدم قدرتها على الوفاء بالتزاماتها، ودورها المدمر في عمليات السلام، سواء في سوريا أو إيران. حيث تتخذ الآن إجراءات أحادية الجانب. مما يقود تركيا إلى الغضب الشديد”.
وأعلنت تركيا رسميا، أمس السبت، بدء عملية عفرين [بريف حلب شمال غربي سوريا]، تحت اسم “غصن الزيتون”، مستهدفة مواقع الفصائل الكردية السورية التي تصنفها أنقرة منظمات إرهابية. وتنتقد أنقرة مرارا الدعم الأميركي لقوات سوريا الديمقراطية، أحد الفصائل الكردية المنخرطة في القتال ضد تنظيم داعش.
المصدر: سبوتنيك