استؤنفت أعمال مؤتمر “العرب وإيران” الثاني:”نحو مستقبل مشترك – الأمن والاستقرار والتعاون” في فندق كروان بلازا ، وعقد في اليوم الثاني جلستان ناقشتا “التهديد الإسرائيلي لمستقبل القضية الفلسطينية والتعاون العربي الإيراني.
ترأس المحور الأول في الجلسة الأولى “نحو استراتيجية إقليمية لمواجهة قرار ترامب بخصوص القدس” حسين شيخ الإسلام وتحدث عن انتصارات العام 2000 و2006 ضد العدو الإسرائيلي وعام 2017 ضد الإرهاب، مهنئاً للبنان على هذه الانجازات التي تحققت، كما تحدث عن مخاطر التقارب بين بعض الدول العربية والكيان الإسرائيلي.
وقدم النائب السابق حسن حب الله مداخلة رأى فيها أن مواجهة قرار ترمب يجب أن تبدأ من فلسطين، معتبراً أن الوحدة بين الفلسطينيين هي الأساس، داعياً إلى أخذ قرار عملي ضد التطبيع داخلياً مع تأمين الحماية الاقتصادية للفلسطينيين، والتأكيد على خيار المقاومة بكل أشكالها.
وشدد حب الله على عدة أمور مطلوب توفرها في المواجهة ” المطلوب عربياً وإسلامياً وقف الصراعات في المنطقة العربية، ويجب محاسبة المعتدي ويجب العمل على توحيد الأمة لأن هذا الأمر شرط أساسي لتحرير فلسطين”. كما شدد على مواجهة الحكومات المتآمرة على القضية الفلسطينية متحدثا عن التآمر السعودي على القضية الفلسطينية، داعياً الحكومات العربية إلى عدم التطبيع مع إسرائيل.
من جهته قدم الأستاذ أسامة حمدان مداخلة رأى فيها أن هناك إعادة رسم خرائط في المنطقة بما يسمح بوجود الكيان الصهيوني كعضو طبيعي فيها، ويتم التمهيد لهذا الأمر عبر تصفية القضية الفلسطينية وتحويل الصراع في المنطقة إلى صراعات اثنية وعرقية وطائفية.
وقال “خطوة تراب الأخيرة تمثل خطراً على المنطقة بأسرها، ولمواجهتها لا بد من تبني مشروع المقاومة، وبناء كتلة إقليمية تتبنى المقاومة ضد الكيان الصهيوني، واطلاع مشروع إقليمي لمواجهة التطبيع، والعمل على تبريد مناطق الصراع في الإقليم ووقف حالة الاستنزاف، وتكريس منظومة قيامية جامعة تغلب مفوم الوحدة على التفريق والانقسام، والعمل لاقامة نظام إقليمي جديد يرتكز على مصالح شعوب المنطقة وأن تكون السيادة فيه لدول المنطقة”.
وأضاف “إن استقرار المنطقة مصلحة جماعية تتحقق من خلال حالة التكامل وليس التنافس وضمن رؤية استراتيجية جامعة تعتبر اسقاط قرار ترامب نجاح للمنطقة”.
من جهته، رأى الأستاذ ماهر الطاهر أن قرار ترامب الأخير حول القدس ازاح القناع عن حقيقة السياسة الأميركية المخادعة، وكشف الرجعية العربية التي كانت تصور أنها مع فلسطين ومع القدس .
ونبّه من أن قرار ترامب هو حلقة في سلسلة حلقات خطيرة ولن يقف الأمر عند تهويد القدس بل ستليه خطوات تلغي حق العودة وترحل الفلسطينيين من أراضي 48.
ودعا إلى إعادة الاعتبار لشعار تحرير فلسطين كل فلسطين، مشدداً على أنه لم يبق أي خيار أمامنا سوى المواجهة وتفعيل الانتفاضة وتشكيل قيادة موحدة لها وتحويلها إلى نمط حياة، وشدد أيضاً على أن هذه الانتفاضة تحتاج إلى دعم من كل الشرفاء في العالم العربي والإسلامي.
بدوره اعتبر الدكتور صادق رمضاني قرار ترامب هو وعد بلفور الثاني، داعيا إلى اغتنام هذا المشروع وتحويله إلى فرصة إيجابية تعيد الوحدة إلى شعوبنا. ورأى أن المقاومة هي الحل الوحيد لمواجهة هذا المشروع.
ورأى أن جهل الشعب الأميركي بأحقية القضية الفلسطينية يجعلهم يقفون إلى جانب العدو لذا علينا انتاج برامج بالللغة الإنكليزية تشرح حقيقة الواقع القائم .
من جهته، دعا الدكتور “سيف دعنا” لمناسبة مؤية عبد الناصر، دعا لإعادة قراءة هذه التجربة، والاستفادة منها، والتوجه نحو تبني نموذج اقتصادي. ورأى أن مجرد التعاون الإقلييمي لا يكفي لأننا بحاجة إلى ما ابعد من ذلك، قائلاً نحن بحاجة إلى الاندماج الإقليمي، وبحاجة لخلق الحاضنة الشعبية التي تحمي هذا الاندماج والتعاون، وهذا لا يمكن أن يتم بدون تأمين الحصة الاقتصادية للطبقة لفقيرة.
وعقب الدكتور وليد شعبان على المداخلات فأكد على خيار المقاومة ورفض مشاريع التطبيع وشدد على ضرورة تفعيل الجبهتين الدبلوملسية والثقافية في هذا الصراع. كما دعا إلى توسيع دائرة الحريات في البلدان العربية والإسلامية.
وترأست جلسة المحور الثاني حول “الانتفاضة الثالثة الشروط والآفاق ” الدكتورة لونا أبوسويرح التي رأت أن مستقبل القضية الفلسطينة متوقف على مستقبل العرب.
ثم قدّم الأستاذ منير شفيق قراءة سريعة للتجربة الفلسطينية في مقاومة المشروع الصهيوني، مشدداً على ضرورة ان يكون الهدف الدائم هو التحرير الكامل لفلسطين.
ولفت إلى وجود خطر داهم يتهدد الضفة الغربية والقدس، لكنه رأى أنه من خلال الانتفاضة يمكننا مواجهة هذا الخطر والانتصار عليه وتحقيق انجاز مرحلي في إطار المعركة الكبرى لتحرير كامل فلسطين.
من جهته رأى الأستاذ كمال خلف الطويل أن استعادة أراضي 67 امر قابل للتحقق من خلال الانتفاضة ومن خلال العمل الدبلوماسي دون إعطاء إسرائيل أي شرعية ودون التنازل عن أراضي 48 وملفي العودة والتعويض.
ورأى الأستاذ سامي العريان أن الحل النهائي سيكون بنضال الشعب الفلسطيني والأمة كلها، داعياً إلى انشاء غرف عمليات في كل العالم العربي لتفعيل الانتفاضة وتوفير كل أشكال الدعم لها وخصوصاً الدعم الاقتصادي. وقال “لا يستطيع الشعب الفلسطيني لوحده أن يفرض على العدو التراجع بل يجب الوقوف إلى جانبه وتقديم كل أشكال الدعم له”. وتحدث عن نجاح ساحتين في تحقيق الانتصار على العدو هما غزة وجنوب لبنان.
وعقب الحاج حسن حدرج على المداخلات فرأى أن الشرط الأول لنجاح الانتفاضة هو انهاء الانقسام الداخلي الفلسطيني والتوافق على حد أدنى من المشتركات ولو بشكل مرحلي.
ودعا السلطة الفلسطنية وفصائل المقاومة إلى تبني الثوابت المتفق عليها والتي صدرت عن المجلس المركزي الفلسطيني وأهمخا: إدانة قرار ترمب والعمل على اسقاطه ، أعادة النظر في العلاقات مع العدو، وقف التنسيق الأمني معه بكافة أشكاله ، رفض الحلول الانتقالية، رفض الاعتراف باإسرائيل كدولة يهودية، التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في ممارسة كل أشكال النضال، عدم القبول بما تريد الولايات المتحدة فرضه من صفقات ، القدس هي العاصمة الأبدية لفلسطين، التمسك بحق العودة.”
وعقب الدكتورعصام نعمان بالتأكيد أن فلسطين ليست قضية الفلسطينيين لوحدهم بل هي قضية العرب عموماً وبلاد الشام والرافضين ووادي النيل خصوصاً . ودعا لثورة ثقافية تخرجنا من التبعية لثقافة الغرب، مشيراً إلى أن المقاومة التي نصوب إليها جميعاً هي الوحيدة التي تخرجنا من هذا الواقع.
ورأى الأستاذ انيس النقاش أن الأساس الذي يجب أن نركز عليه هو استنهاض امتنا لانجاز التحرير الكامل، رافضاً الطروحات التي تتحدث عن تجزئة التحرير .
وأكد الأستاذ نافذ أبو حسنة أن المطلوب دحر الاحتلال عن فلسطين بغض النظر عن الأساليب المعتمدة.
ورأى العميد أمين حطيط أن علينا العمل ياستراتيجية مواجهة متكاملة أساسها فعل ميداني ودعم اقتصادي ومالي.
من جهته أكد خالد سفياني على ضرورة العمل على سحب الاعتراف بالكيان الصهيوني ، وقطع العلاقات بين الأنظمة العربية وكيان العدو بكل إطاراتها وأشكالها، وتفعيل قرارات المقاطعة العربية وطرد الكيان الصهيوني من المنتديات الدولية، وتعليق اتفاق أوسلو أو الغائه.
وترأس الجلسة الختامية حول “التعاون العربي – الإيراني رؤى مستقبلية” الدكتور محمد رؤوف شيباني فقدم ملخصاً عن الجلسات السابقة التي عقدت. وأكد على ضرورة استمرار الحوار وإيجاد الجسور بين شعوبنا، وهي سياسة ثابتة تتبعها الجمهورية الإسلامية. إضافة إلى تضامن إيران الكامل مع الشعب الفلسطيني ووقوفها إلى جانبه حتى تحرير فلسطين كاملة.
ثم تحدث الدكتور حسين أكبري فقدم صورة موجزة عن الظلم الذي يحصل في منطقة غرب آسيا، والاعتداءات التي مارستها إسرائيل وأمريكا في المنطقة.
وقال :”لأمريكا مصالح استراتيجية في المنطقة وسوف تستخدم كل امكاناتها للسيطرة على مقدرات المنطقة، وهي على عجلة من أمرها خشية من الصعود الصيني”
ورأى أن مفهومي إيران والعرب ليس مفهومين منفصلين، وأن ابتعادهما عن بعضهما يسهل على العدو النيل منهما. وقال “أمريكا تشعر أنها وصلت إلى مستوى من القوة يمكنها من احتلال القدس، ولا يمكن لنا تعويض هذه الخسارة إلا بالمقاومة التي استطاعت أن تواجه أمريكا في العراق وأن تهزم داعش في العراق وسوريا ولبنان كما واستطاعت ان تدافع عن فلسطين”.
ووصلت إلى المؤتمر برقية من العلامة صادق المهدي تطرق فيها إلى التحديات التي يعاني منها العالم الإسلامي، وقدم اقتراحاً بتوقيع معاهدة تعايش عربية تركية إيرانية .
وتحدث في الجلسة الختامية من الأردن الدكتور ليث شبيلات الذي حذر من الخطر التكفيري على الأمة، معتبراً أن هذه الفاجعة أكبر بكثير من نكسة 48، داعياً إيران كونها تقود محور المقاومة إلى بذل الجهود الممكنة لتنقية الأفكار التي يستفيد منها التكفيريون.
وقال “للأسف أصبح البعض في الخليج يتقبل عداوة إيران وصداقة إسرائيل”. وأضاف “يجب أن يبرز مجموعة من المفكرين العرب والإيرانيين والأتراك ويواجهون كل ضمن ساحته الآراء الشعبوية” .
ثم تحدث الدكتور نور الدين عرباوي من تونس، فدعا إلى الاستمرار بهذا الحوار حتى نتمكن من تمحيص المشكلات . وقال “الأوضاع العربية في أكثر من ساحة سيئة وهناك تهديد حقيقي للدولة ، لذا فالحاجة اليوم أكيدة إلى حلول سياسية يدمج فيها كل الأطراف خصوصاً في سوريا”
ثم ألقى الدكتور فضل الله الكلمة الختامية ومما قاله “هذه الطريقة التي اعتمدناها في المؤتمر مرهقة لكنها ناجحة كوسيلة في تعميق الحوار، لكننا نجحنا في أمرين: الأمر الأول توسيع دائرة المشاركين في الحوار، والأمر الثاني انتقلنا إلى التفاعل الجدي وتبادل الرأي والإشارة إلى مناطق الخلاف ما بين الفضائين العربي والإيراني”.
وأضاف “لن نطلق توصيات بصورة مباشرة أو نخرج ببيان ختامي بل سيصدر عن هذا المؤتمر وثيقة متكاملة كي تكون هي منطلق إلى التقدم إلى الأمام”.
وأشار إلى التقاء المتحاورين على مسألة فلسطين والابتعاد عن الانفسامات وتجزئة الدول، وعلى فكرة أن هناك مصالح مشتركة تجمع الجميع، وأن على هؤلاء أن يمضوا قدماً في حوار معمق لانتاج نموذج متعدد الأبعاد على مختلف المستويات:.
وقال “المطلوب منا انتاج نموذج يراهن عليه، متعدد الأبعاد للدولة الوطنية لكيفية مقاربة المشكلات المشتركة، وإقامة التوازن الردعي مع العدو، ومواجهة الحركات الكتفيرية”
وأعلن أن المؤتمر سيطلق مبادرة لتأسيس الأمانة العامة لمنتدى الحوار الإيراني العربي على أن تضم نخبة فاعلة مؤسسة لها دور في التفكير وفي بناء مستقبل المنطقة، تضع مسارات جدية للتواصل والتفاعل المستمر.
وأشار إلى أنه كان هناك اتفاق على أن الدولة الوطنية هي ركيزة الاستقرار في المنطقة ويجب المحافظة عليها كحصن في وجه التقسيم.وأعلن “خلال اسبوعين نأمل انجاز الوثيقة التي ستصدر عن هذا المؤتمر وسنؤسس للمسارات القادمة”. وختم بتوجيه الشكر لجميع المشاركين والقادمين من إيران ولبنان ومختلف الدول العربية.
المصدر: العلاقات الاعلامية في حزب الله