بالتأكيد سبق أن شعرتم ببعض الضغط في منطقة العنق، أو الظهر، أو ألم شديد في الرأس عقب تعرّضكم لموجة من التوتر والقلق. لكن هل تعلمون ما هي المناطق الأخرى في الجسم التي تختبئ فيها مثل هذه المشاعر السلبية؟
في حين أنّ تدليك العنق أو الظهر أو الرأس، واللجوء إلى العلاج بالمياه الدافئة، وتعديل الوضعية، تشكّل حلولاً لتسكين بعض الألم، لكن هناك أجزاء أخرى في الجسم تحبس بدورها التوتر.
إكتشفوا كيف يمكن للإجهاد أن يسبّب لكم الوجع في مناطق غير متوقّعة من أجسامكم:
الوركان: إذا سبق لكم أن شاركتم في صفّ يوغا، فمن المرجّح أنّ المدرّب قد طلب منكم القيام بوضعية واحدة على الأقلّ تُعنى بالورك. يرجع ذلك إلى اعتقاد الخبراء أنّ هذه المنطقة تحبس الإجهاد الذي قد يكون ناتجاً من التوتر العاطفي أو الشدّ الجسدي بسبب الركض أو ممارسة الرياضة أو الجلوس في مكان العمل طوال اليوم. إستعينوا بذوي الخبرة لتقديم التمارين الملائمة لكم للتحرّر من الإجهاد في منطقة الورك.
الفكّ: من المحتمل جداً الشدّ على أسنانكم والتسبّب بالضغط في العضلات المُحيطة بفكّكم أثناء قراءتكم رسالة إلكترونية تُشعركم بالغضب. في مثل هذه الحال يُنصح بالتثاؤب أو فتح الفم على نطاق واسع للتحرّر من بعض التوتر.
إحرصوا خلال اليوم على إبقاء الفك مفتوحاً قليلاً بشكل يمنع احتكاك الأسنان العلوية بنظيراتها السفلية. أمّا في حال كنتم تشكون من صرير الأسنان أثناء نومكم، تحدّثوا إلى طبيبكم الذي سيحدّد لكم ما إذا كان الأمر يستدعي وضع جهاز يمنع حدوث ذلك.
الكتفان: إذا كنتم من الأشخاص الذين يُحنون أكتافهم لا شعورياً أثناء ساعات العمل أو عند القلق بشأن أمر معيّن، إعلموا إذاً أنّ الإجهاد النفسي المستمرّ قد يؤدي إلى وجع في الكتفين، إستناداً إلى دراسة يابانية شملت أساتذة التعليم الثانوي كانوا يشكون من حالة نفسية غير صحّية. يُنصح بتهدئة هذه المنطقة من خلال القيام بتمارين يوغا يحدّدها لكم المدرّب لإفراز الضغط الموجود على الكتفين.
العينان: إذا كانت عيونكم تبدو مُرهقة ومُلتهبة، فقد تلومون الساعات المطوّلة التي تمضونها أثناء تحديقكم في الشاشات الإلكترونية. صحيح أنّ هذا الأمر يُجهد العين، إلّا أنّ القلق والضغوط النفسية تؤدي بدورها إلى آلام في هذه المنطقة. في الدراسة اليابانية ذاتها، رُبط تعب العين أو ألمها بالأساتذة الذين كانوا يعانون حالة نفسية غير صحّية.
وجدت الأبحاث العلمية أنّ الأشخاص الذين يشكون من القلق، والكآبة، والتوتر كانوا أكثر ميلاً إلى معاناة متلازمة العين الجافة التي تشمل أعراضها الحرقة، والحكّة، والإحمرار، والشعور بأمر غريب في العين جنباً إلى الألم. عند رصد تعرّضكم لوجع في العينين، حاولوا خفض ساعات تحديقكم في الشاشات، واستعينوا بقطرات العين المرطّبة، وتحدّثوا إلى طبيبكم في حال تفاقم الوجع أو تعرّضتم لتعديلات في الرؤية.
المعدة: هل سبق أن واجهتم مشكلات في الجهاز الهضمي أثناء تعرّضكم للضغوط؟ عند الشعور بالتوتر، يدخل الدماغ استجابة «Flight-or-Fight» لأنه يحاول تفادي الخطر. إستناداً إلى مقال أجرته «Harvard Medical School»، يساهم هذا الأمر في إبطاء الهضم ويسبّب الإمساك، أو في حال معاناة توتر شديد، فإنّ ذلك يعوق العملية الهضمية ويؤدي إلى الإسهال، أو وجع في المعدة.
كذلك رُبط التوتر والكآبة بانتشار مختلف أمراض المعدة، وأنّ الإجهاد المهني يؤدي دوراً في إجراء تعديلات في الجهاز الهضمي. كذلك يمكن للتوتر المُزمن أن يسبب القرحة أو وجعاً شديداً في المعدة من دون قرحة.
إستشيروا طبيبكم لإطلاعه عن المشكلات الهضمية التي تواجهونها ومعرفة سببها ووضع طرق صحّية للسيطرة على التوتر، كالرياضة، وسماع الموسيقى، والقراءة، والتحدّث إلى صديق…
المصدر: الوكالة الالمانية للأنباء