تخليداً لجهاد وتضحيات القائد الجهادي الكبير مصطفى بدر الدين “السيد ذو الفقار”، أقامت المقاومة الإسلامية عصر أمس الثلاثاء مراسم عسكرية تكريمية في صحن مقام السيدة زينب (ع) في العاصمة السورية دمشق، بحضور نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، وممثل السيد القائد الخامنئي في سوريا السيد أبو الفضل الطبطبائي، وممثل عن رئيس الحكومة السورية، ورئيس الهيئة العلمائية في سوريا السيد عبد الله نظام، ووفد من الضباط العسكريين والأمنيين من مختلف تشكيلات القوات المسلحة في الجيش العربي السوري، وممثلين عن القوى الفلسطينية، وجيش التحرير الفلسطيني، ووفد من القيادة العسكرية في المقاومة الإسلامية، وحشد من المجاهدين من مختلف التشكيلات العسكرية، بالإضافة لعائلة الشهيد وعدد من رجال الدين.
واكد الشيخ قاووق في كلمة المقاومة الإسلامية أنه من قلب دمشق، ومن بين حنايا ضريح سيدتنا ومولاتنا زينب تكتب حكايات البطولة والانتصار والشهادة، ويسطر المجد بأحرف من دم، فهنا شموخ رجال ما بعده شموخ، وإباء رجال ما بعده إباء، يا كريمة بيت النبوة، يا ابنة الزهراء، يا ابنة علي المرتضى والنبي المصطفى، جئنا إليك، فاشهدي يا زينب أننا قدمنا على أعتابك خيرة الرجال وفلذات الأكباد والأرواح، قافلة شهدائنا طويلة، واليوم انضم إليها القائد الفذ السيد “ذو الفقار” الذي نذر حياته للجهاد والمقاومة، بدأ حياته بخير العمل والجهاد في سبيل الله، وختم حياته بخير خاتمة الشهادة في سبيل الله، هو ذو الفقار، قامة كبيرة في المقاومة، سطّر مع رفيق دربه وعمره وجهاده الحاج عماد، سطّر تاريخ الهزيمة للعدو الإسرائيلي على مدى أكثر من ثلاثين عاماً.
واعتبر الشيخ قاووق أن الشهيد القائد ذو الفقار، قائد استثنائي، نعم عبقري هو، استراتيجي هو، إسمه يؤرّخ للبطولة والانتصار، هو الذي قاد أهمّ العلميات النوعية، هو الذي قاد حرب العقول، هو الذي قاد الانتصار في تموز 1993، وفي نيسان 1996، هو الذي عاش أربعين سنة مقاومة، تلّة مسعود في بنت جبيل تشهد له في عام 1977، تلال مارون الراس تشهد له في عام 1978، وخلدة في عام 1982، وجراح خلدة وسام بقي معه طول العمر، كل الميادين تشهد له، هو السيد ذو الفقار يحمل بندقيته ويتابع ويقارع العدوان، يسقط المشاريع الكبرى، ويصنع مع إخوانه أعظم الانتصارات لخير أمة أخرجت للناس أمة المصطفى محمد (ص)، اشتد به الشوق للقاء الأحبة الشهداء، ولجوار السيدة زينب (ع)، كان الفوز بأسمى أمنية، ذو الفقار أبى إلاّ أن يروي بدمه أرض سوريا حيث دماء رفيق عمره الحاج عماد.
وشدد الشيخ قاووق على أن سجل السيد ذو الفقار حافل بالانتصارات على العدو الإسرائيلي والعدو التكفيري، وهذا السجل الحافل يجعلك هدفاً دائماً للتكفيريين والإسرائيليين، ومن الطبيعي جداً أن يكون قتل السيد ذو الفقار مطلباً إسرائيلياً وتكفيرياً، لا نسأل عن الأدوات، فالشهيد السيد ذو الفقار قائد جهادي كبير في المقاومة مضى شهيداً في معركة الدفاع عن سوريا ولبنان والأمة، وأن إسرائيل والتكفيريين والنظام السعودي، فرحوا بشهادة السيد ذو الفقار وظنوا أنهم بشهادته سيتراجع حزب الله عن مشاركته العسكرية في سوريا، ولكم ومن هنا من جوار ضريح مولاتنا زينب، من هنا من ساحات المواجهة نقول لإسرائيل والعصابات التكفيرية والنظام السعودي، يمكنكم أن تراهنوا على أي شيء إلا على تراجعنا في المعركة ضد الإرهاب الإسرائيلي والتكفيري، فمشاركتنا في المعركة ضد العصابات التكفيرية واجب وطني وأخلاقي وإنساني وضرورة استراتيجية لحماية لبنان وسوريا والمنطقة والأمة، ونحن كما بالأمس واليوم وغداً سنبقى إلى جانب الجيش العربي السوري نكمل المعركة ضد الإرهاب التكفيري والعدوان الإسرائيلي بكل إرادة وقوة وعزم، ولن نبدل تبديلاً، ولن نتهاون أو نتساهل في مواجهة العدوان التكفيري وسنكمل الانتصارات حتى تحقيق النصر الحاسم.
وأشار الشيخ قاووق إلى أنه وقبل أربع سنوات اجتمع وزير خارجية السعودية ووزير خارجية قطر ووزير خارجية تركيا وحددوا موعداً لسقوط دمشق، وقالوا إن أول شهر رمضان من سنة 2012 سيكون الموعد لسقوط دمشق، ولكننا اليوم على أعتاب شهر رمضان 2016 وها هي دمشق تتألق بصمودها وانتصارها، تتألق عاصمة وقلعة للمقاومة، وتنتصر كل يوم بقيادة الرئيس الشجاع الدكتور بشار الأسد، فدمشق اليوم تفضح هزيمة النظام السعودي، وهي في كل يوم تفضح هزيمة المشروع التكفيري على سوريا، لأنها صمدت أمام عدوان يدعمه أكثر من مئة دولة في العالم بالسلاح والمال والتحريض، مؤكداً أن صمود سوريا حما لبنان والقضية الفلسطينية وحما الأمة من أن تسقط بيد الأدوات التكفيرية التي تخدم المشروع الإسرائيلي.
وعاهد الشيخ قاووق في ختام كلمته السيد ذو الفقار أنه بشهادتك تتأجج فينا روح الجهاد والمقاومة، ولن يطول الوقت حتى يشهد العالم كله أن دماء الشهيد السيد ذو الفقار قد عجّلت في هزيمة المشروع التكفيري في سوريا، وأن ميادين الجهاد والقتال كلها تشهد أننا في حزب الله أهل الحرب وصناع الانتصارات، هذا وعد المقاومة وهذا عهد صاحب العهد والوعد الصادق السيد حسن نصر الله.