أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، أن تحليل عناصر المتفجرات التي ضبطت لدى المسلحين الإرهابيين في محيط مدينة تكريت العراقية، يدل على أنها مصنوعة في تركيا.
وقال تشوركين، في كلمة ألقاها خلال جلسة مجلس الأمن الدولي، الجمعة، إن الأنباء عن استخدام المسلحين الذخائر العسكرية الكيماوية تثير قلقا كبيرا لدى روسيا، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لم يتحدث في تقريره الأخير حول الأوضاع في العراق عما إذا كانت المنظمة تجري تحقيقا في هذا الشأن.
وقال الدبلوماسي الروسي “تجري عملية انتشار المواد العسكرية السامة في المنطقة واستخدامها من قبل المسلحين على نحو أنشط، فيما تسعى بعض الدول الأعضاء في المجلس إلى تجاهل هذا الأمر بإصرار، وتلقي كافة اللوم على نظام بشار الأسد، ومع ذلك يظهر تحليل المكونات الكيماوية الأساسية للمتفجرات، التي تم ضبطها لدى الارهابيين في محيط مدينة تكريت، وتحديد الشركات التي أنتجتها، بالإضافة إلى دراسة ظروف بيعها للدول الأخرى، يظهر أنها صنعت في تركيا أو نقلت إلى هذه البلاد بلا حق في إعادة تصديرها”.
وشدد تشوركين في هذا السياق على “الحيوية الإضافية”، التي تحملها المبادرة الروسية الخاصة بوضع صيغة اتفاق دولي يهدف إلى مكافحة الإرهاب الكيماوي. وأعاد تشوركين إلى الأذهان أن روسيا والصين أعدتا مشروع قرار بالغ الأهمية يخص منع إنتاج واستخدام المواد السامة بصورة غير شرعية، ولكن الدول الغربية تعرقل تبنيه بذرائع مصطنعة.
واتهم المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة السلطات التركية بانتهاكات دورية لسيادة العراق، مشيرا إلى أن قوات أنقرة تشن في العراق ضربات جوية قد تؤدي إلى مقتل المدنيين الأبرياء، الأمر الذي تركز عليه تقارير أممية. وقال تشوركين بهذا الصدد “بذريعة مكافحة الإرهاب، يُحتفظ بوجود عسكري تركي واسع في معسكر بعشيقة في شمال العراق، فيما تلقى احتجاجات بغداد على هذا الوضع تجاهلا تاما”.
من جانب آخر، أكد فيتالي تشوركين أن تنظيم “داعش” الإرهابي يواصل توسيع منطقة نفوذه ويتمدد، دون حسيب ولا رقيب، نحو ليبيا وأفغانستان وأوروبا، الأمر الذي يثير تساؤلات حول مدى فاعلية أعمال التحالف الدولي ضد الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة.
وقال المندوب الروسي “ندعم بشكل كامل محاربة الحكومة العراقية لداعش، ونسجل تحقيق بعض الإنجازات في هذه العملية، لكن الارتفاع الحاد في النشاط الإرهابي، لا سيما في بغداد، يجعلنا نتيقظ ونفكر في مدى فاعلية أعمال التحالف، الذي يصف نفسه في الآونة الأخيرة، لأسباب ما، بالعالمي، وذلك بالتزامن مع تمدد منطقة الأنشطة العملية للإرهابيين، دون حسيب ولا رقيب، خارج المنطقة، نحو ليبيا وأفغانستان وأوروبا”.
وشدد تشوركين على أن النهج الشامل لمكافحة الإرهاب والالتزام بالأحكام القانونية الدولية بصرامة هو فقط ما يمكن أن يتيح تحقيق النتائج المرجوة. وأشار تشوركين إلى أنه “لا مكان هنا للمعايير المزدوجة”، مضيفا أنه لا بد من التزام جميع أعضاء المجتمع الدولي ذوي المسؤولية بنهج منطقي ومبدئي لمواجهة “هذا الشر”.
المصدر: وكالات