طلب من آلاف الموظفين حماية انفسهم الثلاثاء بعد انهيار نفق ممتلىء بالمواد الملوثة في موقع يعتبر “مكبا للنفايات” النووية في الولايات المتحدة، لكن الحادث لم يؤد الى تسرب اشعاعات.
ووقع الحادث في موقع النفايات النووية في هانفورد بولاية واشنطن (شمال غرب) على بعد 275 كيلومترا جنوب غرب سياتل.
واطلقت ادارة الموقع الذي تبلغ مساحته 1518 كيلومترا مربعا الانذار عند الساعة 08.26 (15.26 ت غ) من الثلاثاء وطلبت من العاملين فيه البالغ عددهم نحو خمسة آلاف “تأمين التهوية” “والامتناع عن تناول الطعام او الشراب”.
وقالت وزارة الطاقة الاميركية في بيان “هناك مخاوف من انهيار الارض التي تغطي النفق بالقرب من منشأة قديمة للمواد الكيميائية”، واضافت ان “الانفاق تحوي مواد ملوثة”. ولكنها اكدت انه “لم يحدث اي تسرب حاليا”.
وقالت السلطات الاميركية ان الحادث لم يؤد الى اصابة اي شخص، وبعد ظهر الثلاثاء اعيد الموظفون غير الاساسيين الى بيوتهم.
وقالت السلطات ان المفتشين ورجال الانقاذ وجدوا في المكان قسما من الارض فوق النفق ارتفاعه ستة امتار وقد انهار ويجب ردمه بسرعة بتربة غير ملوثة، ويقع هذا النفق بالقرب من منشأة لاستخراج البلوتونيوم واليورانيوم تحمل اسم “بوريكس”.
ذكرت السلطات ان “تصدع الارض اكتشف خلال زيارة تفقد روتينية”، موضحة ان الانفاق تمتد على عشرات الامتار تقريبا وعلى عمق 2.40 متر تحت الارض”.
– حادثا تسرب في 2013 و2016 –
يبدو ان اشغالا على طريق يقع بالقرب من النفق ادت الى اهتزازات سببت الانهيار، كما قالت وسائل اعلام محلية، وقد منع التحليق فوق الموقع.
وكان موقع هانفورد الذي يمتد على طول نهر كولومبيا. استخدم اساسا لانتاج البلوتونيوم الذي وضع في القنبلتين النوويتين اللتين القتهما الولايات المتحدة على اليابان في 1945 وانهتا الحرب العالمية الثانية، وقد زاد الانتاج النووي خلال الحرب الباردة لكن المفاعل الاخير اغلق في 1987.
والموقع الذي يمتد على مساحة اكبر من باريس بخمس مرات، يعتبر اكبر مكب للنفايات النووية في القارة الاميركية.
وفي شباط/فبراير 2013 سجل تسرب نووي في عشرة احواض على الاقل للتخزين تحت الارض تحوي نفايات نووية، وفي 2016، سجل تسرب من حوض ضخم يحوي نفايات نووية وصفه موظف سابق بانه “كارثي”، وقللت وزارة الطاقة حينذاك من خطورة الحادث مؤكدة ان اجراءات “استباقية” اتخذت والجهود متواصلة لافراغ الحوض.
وحتى ستينات القرن الماضي، كان موقع هانفورد يلقي نفاياته في الطبيعة، وقد اعترفت السلطات العامة بان اكثر من 3.8 ملايين لتر من الوحول الاشعاعية القيت وتسرب جزء منها الى التربة.
وابرمت السلطات الفدرالية والولاية في 1989 اتفاقا لتطهير الموقع واحواضه البالغ عددها 177. لكن المجموعة الفرنسية “اريفا” التي تشارك في ادارة الموقع منذ 2008، لديها ارقام اخرى تتحدث عن 170 حوضا يحوي مئتي الف متر مكعب من النفايات الكيميائية والمشعة.
وتقدر كلفة تطهير الموقع باكثر من مئة مليون دولار حتى 2060، وقال الناطق باسم ادارة الحالات الطارئة في هانفورد ديستري هندرسون “احصينا كل الموظفين، ليس هناك اي جريح ولا اي شاراة الى تلوث اشعاعي”.
وقالت المنظمة المعارضة للنووي “بيوند نوكلير” ان هذا الحادث يؤكد خطورة الموقع.
وقال ناطق باسم الحركة كيفن كامبس ان “الازمة الجارية في هانفورد تدل على ان ادارة النفايات النووية ليست مضبوطة”. وذكر حوادث اخرى مماثلة في البلاد.
ورأت مجموعة الضغط “هانفورد تشالنج” ان الحادث ليس سوى “انذار”، وقال الناطق باسمها توم كاربنتر ان “الرسالة التي يمكن استخلاصها هي انها منشأة قديمة ولا يتم تحديثها انها مكان خطير جدا”.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية