تشير تحقيقات أجرتها وسائل إعلام ألمانية إلى تورط الطيران الحربي الألماني بصورة غير مباشرة في توجيه الغارة الأميركية القاتلة على ملجأ للنازحين في بلدة المنصورة بريف الرقة الغربي.
ويُعتقد أن 32 مدنياً على الأقل قتلوا بالغارة الأميركية، التي جاءت في سياق عمليات التحالف الدولي دعما لـ”قوات سوريا الديمقراطية” في المعركة ضد داعش في محيط مدينة الطبقة وسد الفرات في ريف الرقة الغربي بسوريا، الأسبوع الماضي.
وحسب وسائل إعلام، جاءت الغارة الأميركية اعتماداً على معلومات استطلاعية جمعتها طائرات استطلاع “تورنادو” تابعة لسلاح الجو الألماني المشارك في عمليات التحالف الدولي في سماء سوريا والعراق.
وذكرت صحيفة “سوديتش زويتنغ ” وقناتا ” أن .دي .ار” و” دبليو .دي ار” أنّ طائرات “تورنادو” الألمانية قدمت لقيادة التحالف الدولي صورا للملجأ، وهو مبنى مدرسة كانت تسكنه عشرات العائلات النازحة، قبل يوم من تنفيذ الهجوم. ومن ثم قامت الطائرات نفسها بتحليق فوق الموقع بعد تنفيذ الغارة لتقييم آثار الضربة.
وتقوم طائرات “تورنادو” الألمانية، التي ترابط في قاعدة “إنجرليك” في أضنة التركية، بمهمات استطلاعية فقط ولا تشارك في توجيه الغارات.
وحسب التقارير الصحفية، حضر الجنرال فولكر فيكر، المفتش العام للجيش الألماني، اجتماعا للجنة شؤون الدفاع في البرلمان الألماني، أمس الأربعاء، لبحث ملابسات الغارة المميتة.
لكن متحدثا باسم وزارة الدفاع الألمانية قال إن “فترة زمنية معينة” مرت بين تقديم الصور الألمانية للتحالف واتخاذ القرار بتوجيه الغارة. وشدد المتحدث على أن الصور لا تعتبر دليلاً كافياً، ولا تقدم المعلومات الضرورية حول تواجد مسلحين أو مدنيين في الهدف المحتمل.
وحتى الآن، يصر البنتاغون على انعدام أي معلومات استطلاعية تؤكد مقتل مدنيين جراء الغارة على بلدة المنصورة، لكن التحقيقات في الحادث ما زالت مستمرة.