أكد السفير الروسي لدى دمشق ألكسندر كينشاك أن موسكو مستعدة للمساهمة في إقامة الحوار بين سوريا والولايات المتحدة.
وقال السفير في حديث لوكالة “سبوتنيك”: “إن مسألة كيفية إقامة العلاقات مع الدول الأخرى هو تخصص تتفرد به الحكومة السورية، أما روسيا، كشريك وحليف، مستعدة للمساهمة في إقامة الحوار السوري – الأميركي، في حال كان ذلك مطلوبا من جانبنا”.
لا يمكن استبعاد تحضير المسلحين في إدلب وحماة لشن هجمات جديدة
وحذر السفير الروسي لدى سوريا من أن المجموعات المسلحة في سوريا كانت تستغل الهدن لتجميع صفوفها وتحضير هجمات جديدة، ولا يمكن استبعاد تطور الأوضاع في إدلب بشكل مماثل، مشيرا الى أن مسلحو “النصرة” يعملون على تشكيل تحالف كبير للتنظيمات الجهادية تحت اسم “فتح الشام” في محافظتي إدلب وحماة.
وقال السفير الروسي مجيبا على سؤال إمكانية استغلال المسلحين للهدنة في سوريا من أجل التحضير لشن هجمات جديدة: “تؤكد تجارب السنة الماضية إنهم [المسلحين] كانوا يستغلون الهدن، بما في ذلك الإنسانية، من أجل إعادة تجميع صفوفهم، وتجميع قواهم لشن هجمات جديدة، ولذلك لا يمكن استبعاد تطور الأوضاع في إدلب بشكل مماثل”.
وتابع قائلا: “تجري حاليا شمال محافظة حماة المجاورة عملية تشكيل تحالف جديد للمجموعات الجهادية تحت اسم “فتح الشام”، والتي يديرها إرهابيو “جبهة النصرة” … وينضم إليها العديد من الإرهابيين الذين تم إجلاؤهم من مناطق “المصالحة”.
التعاون بين روسيا وسوريا لم يكن مقتصرا على المجالين السياسي والعسكري فقط
وقال كينشاك إن “التعاون بين روسيا وسوريا لم يقتصر يوما علي المجالين السياسي والعسكري”، مشيرا الى أن نائب رئيس الوزراء الروسي دميتري روغوزين أجرى زيارة الى سوريا بحث خلالها تنسيق العمل في مجال التعاون الاقتصادي، وبحث تنفيذ مشاريع مشتركة.
وقال السفير: “كان الطرفان يوليان اهتماما مطلوبا لتطوير العلاقات الثنائية في مجال التجارة والاقتصاد. والمفهوم أننا عملنا ذلك ولا نزال نعمله مع الأخذ بعين الاعتبار وقائع الحياة التي يعايشها شركاؤنا السوريين في فترة الحرب وعواقب النزاع الأهلي الداخلي الحاد الذي طال أمده في 6 أعوام بالإضافة إلي التأثير السلبي للعقوبات الغربية”.
وتابع كينشاك: “ومن هذا المنطلق كانت الزيارة التي قام بها نائب رئيس الوزراء الروسي دميتري روغوزين في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي زيارة أعطت نبضة مفيدة جدا لسرعة تطوير التعاون بيننا وسوريا، حيث أنه أجري دميتري روغوزين مباحثات مكثفة ومفيدة جدا مع ممثلي القيادة السورية. وتم تسجيل ما توصل اليها الطرفان من تفاهمات واتفاقات في البروتوكول الذي وقعه كل من دميتري روغوزين ونظيره السوري وهو نائب رئيس الوزراء ورئيس اللجنة الحكومية المشتركة من الجانب السوري ووزير الخارجية وليد المعلم”.
وأشار السفير الى أن هذه الوثيقة تعتبر “بمثابة برنامج منسق للعمل في المستقبل متوسط المدي لأنه يضم مشاريع كبيرة مشتركة قد بدأ إنجازها بالفعل. والحديث هنا يدور حول توسيع التعاون متبادل النفع والشراكات التجارية في قطاعات التجارة والصناعة والزراعة والنفط والغاز واستكشاف واستخراج الموارد الطبيعية والطاقة الكهربائية والنقل وتكنولوجيات المعلومات والمواصلات والمرافق وغيرها من القطاعات”.
يذكر أن هناك شركات روسية تعمل في سوريا منذ زمن بعيد وبنجاح. فأنها تقوم بإنجاز مشاريع ذات أهمية بالنسبة لاقتصاد البلاد. ومن المأمول ان تبقي هذه الشركات في سوريا لكي تساهم مساهمة فعالة في عملية تعمير الاقتصاد الوطني السوري في الفترة ما بعد النزاع.
وعلاوة علي ذلك من المأمول أيضا أن تغزو شركات روسية أخري السوق السورية التي من المتوقع أنها تعد سوقا واعدة جدا.
المصدر: وكالة سبوتنيك