بحر الشيطان ، هكذا أطلق عليه ، بالإضافة إلى مثلث فرموزا أو مثلث برمودا الهادي ، وموقعه المحيط الهادي يحيط بجزيرة ( مياكي ) اليابانيّة ، سمي بهذا الإسم لأنه قيل بأن آلافاً من السفن إختفت في تلك المنطقة ، شأنها شأن مثلث برمودا .
وبما أنها مثلث ، فضلعها الأكبر يمتد من جزيرة يوكوهاما في اليابان شمالاً ، حتى الفلبين في الجنوب وتحديدا جزيرة “جوام” ، والضلع الأصغر من جزيرة جوام في الجنوب إلى جزر مارينا في الشمال ، وباقي الضلع فامتداده من جزيرة مارينا في الجنوب ، حتى يوكوهاما في الشمال .
تعود تسمية هذا الرقعة المائيّة على المحيط الهادي ، إلى سنوات ما قبل الميلاد ، وحتى قبل الإبحار في المحيط الأطلنطي ، وذكر في كتاب الأساطير اليابانيّةِ والصينيّةِ وكتب التبت القديمة جدا ، حيث قيل بأن هناك تنيناً يعيش هناك تحت إحدى الجزر على المحيط .
لم تلق المنطقة إهتماماً إعلامياً كبيراً ، بسبب بعد المنطقة ، وعدم تداول اللغةِ اليابانيّة على الصعيد العالمي بكثرة ، وكل ما كتب عن تلك الرقعة لم تلقَ صداها عالميّا.وقد حددت مساحة المساحةِ البحريّة في المنطقة ، في تقرير أعتمد عام 1950م ، صادر عن الحكومةِ اليابانيّة ، وأشار التقرير إلى مدى خطورة تلك المنطقة .
وقد صرح عددٌ من الوزراء في الجكومةِ اليابانيّة بأن تلك المنطقة تتميّز باختلال قوى الجاذبيّة ، وعلى جميع السفن والقوارب المارة بالقرب من المنطقة أخذ الحيطةِ والحذر وعدم الإقتراب من العمق الذي أعلن عن مدى خطورته .
من حوادث الإختفاء المشهورة أو الحوادث التي تسبب بها البحر هناك ، حيث كان السبب في وقوع أبشع كارثة للطيران للطيران المدني ، حيث تعرضت طائرة تابعة تابعة للخطوط الكوريّة ، لعطل في محركاتها أثناء مرورها فوق بحر التنين ، وأدى هذا العطل إلى تسييرها على غير هدى لمسافاتٍ طويلة ، حتى دخلت المجال السوفييتي ، فقامت أجهزة الدفاع السوفييتي بقصفها معتقدةً بأنها طائرة تجسس ، وأدت إلى مقتل 269 راكباً من المدنيين .
ومن حوادث الإختفاء ، سجل اختفاء حاملتي طائرات يابانيتين وعلى متنهما عدد من الطائرات الحربيّة ، ولم يتم العثور على أي أثر لهما .وفي عام 1957م أقلعت طائرة شحن تابعة للقواتِ الجويّةِ الأميركيّة من جزيرة “وياك” متجهةً إلى مطار طوكيو وعلى متنها 67 راكباً ، وأثناء مرورها في المنطقة دون أي أثر يشير إلى مصيرها .
ومن الحوادث الغريبة التي وقعت هناك ، وأثناء مرور السفينة الفلبينيّة “كارلوتا” قريبا من المنطقة عام 1987م ، اشتعلت في مقدمة السفينة النيران فجأة دون سبب ، وأثناء محاولة البحارة إخماد النيران في المقدمة ، شبّ حريقٌ آخر في المؤخرة ، وفجأة إنطفأت النيران بعد عجز البحّارة عن إخمادها ، وأصيبت السفينة بأضرار كبير ، وبعد عودتها إلى الميناء ، عجزت الشركة عن إصلاحها أو بيعها ، وما زالت السفينة تقبع في الميناء كلغزٍ غامض لسكان المنطقة والسيّاح .
وسجل بحر التنين أو الشيطان إختفاء عدد كبير من الطائرات والسفن والغواصات ، كالغواصة السوفييتية “جولف” والتي كانت تحمل على متنها ثلاثة رؤوسٍ نوويّة ، والغواصة النوويّة “إيكو 3” . قامت الحكومة اليابانيّة على إثر تلك الحوادث الغامضة ، بتمويل مشروعٍ ضخم لدراسة مثلث التنين ، وعمل في المشروع 100 عالمٍ ياباني ، وتم تجهيز سفينةٍ ضخمة بحيث تحوي أحدث وسائل تكنلوجيا الإتصالات والبحث والدراسة ، ولكن وأثناء اقترابها من المنطقة إختفت السفينة دون أثر ، من ما أثار حفيظة الحكومة هناك ، وأعلنت بأن تلك المنطقة خطيرةٌ جداً ، وحددت حدود المنطقة على خرائطها الرسميّة ، كما اعترفت الولايات المتحدة الأميركيّة بخطورة المنطقةِ أيضاً والمنطقةِ المحيطةِ به ، وأصبح الإعتراف بهذا الأمر أمراً رسميّاً ، لتتجنبه خطوط الملاحة ، ويبقى المكان للأبد لغزاً حيّر العلماء والعالم .
المصدر: مواقع