ومع بدء العام الثاني من الطوفان، رفع العدو الاسرائيلي من وتيرة فعل الإبادة وسط صمت وتأييد عالمي، وفشل في تحقيق الأهداف الحقيقية المعلنة من حربه. مسرح الجريمة ومنذ خمسة أيام تركّز شمال القطاع، حيث يستمر العدو بارتكاب عدد كبير من المجازر متسبباً باستشهاد العشرات جُلّهم من النساء والأطفال الذين قصفت البيوت فوق رؤوسهم.
وفي السياق، أفادت مصادر إعلامية من القطاع باستشهاد 10 فلسطينيين وجرح عدد آخر غرب مخيم جباليا في إطلاق نار كثيف باتجاه كل من يحاول الخروج من المخيم. المصادر نفسها سبق أن أفادت بارتفاع عدد الشهداء في قطاع غزة منذ فجر اليوم الأربعاء إلى 22 شهيداً جراء القصف الإسرائيلي على مناطق عدة وسط وشمال القطاع، مشيرةً ايضاً إلى سقوط شهداء وجرحى في قصف العدو على منطقة الفاخورة بمخيم جباليا شمال القطاع، مشيرة إلى حصار قوات الاحتلال مخيم جباليا لليوم الخامس من كل الاتجاهات وتدفع بتعزيزات عسكرية جديدة نحو المخيم.
من جهته، المدير العام لوزارة الصحة بقطاع غزة قال لـ “قناة الجزيرة” إن “الاحتلال الإسرائيلي يطلب من إدارات المستشفيات إخلاءها دون تقديم أسباب”، مشيراً إلى أن “الاحتلال يحاصر مئات المرضى والعاملين الصحيين في مستشفيات شمالي القطاع”.
وقال المدير العام لوزراة الصحة في القطاع إن “استهداف الاحتلال للمستشفيات والمرافق شمالي القطاع هدفه تهجير السكان”، وأن “حياة عشرات المرضى بمستشفيات شمالي القطاع مهددة بسبب الحصار الإسرائيلي، لأن الاحتلال فصل مناطق الشمال ومنع الإسعاف من الوصول إلى الشهداء والمصابين”.
وفي ما يتعلق بتطورات وتفاصيل العدوان لليوم الـ 369 على التوالي، فقد واصلت قوات الاحتلال لليوم الخامس توغلها في جباليا وبيت لاهيا، وحصار مخيم جباليا وشن عشرات الغارات والقصف المدفعي.
وأفادت مصادر باستشهاد 3 وإصابة 25 بينهم أطفال إثر قصف الاحتلال مدرسة الرافعي في جباليا البلد شمالي قطاع غزة.
وأكدت مصادر إعلامية أن الاحتلال يحاصر مخيم جباليا من جهات عدة وتتقدم آلياته في مختلف مناطق محافظة شمال غزة للمرة الثالثة خلال حرب الإبادة، مبينة أن هذا الهجوم العسكري الأشد عنفا على الإطلاق يأتي متبوعاً بقصف مدفعي عشوائي وإطلاق النار على كل من يتحرك في الشوارع.
وارتكب الاحتلال الاسرائيلي 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 45 شهيدا و 130 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية. وفي هذا الاطار، أعلنت وزارة الصحة ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 42,010 شهداء و79,720 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وانتشل الدفاع المدني شهيدين إثر استهداف إسرائيلي مواطنين مقابل مدرسة الفاخورة بجباليا ونقلا إلى مستشفى كمال عدوان.
كما ارتقى شهداء وأصيب آخرون صباح اليوم في استهداف الاحتلال أحد المنازل خلف مقر الدفاع المدني غرب مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وارتقى 9 شهداء من عائلة فرحات بعد استهداف طائرة حربية إسرائيلية لشقة سكنية للعائلة بجوار سوق البسطات في حي الشجاعية شرق غزة.
👈الدفاع المدني- قطاع غزة: أثناء انتشال شهداء عائلة فرحات التي قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلهم في حي الشجاعية شرق مدينة غزة. pic.twitter.com/i2ZZdNsrZJ
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) October 9, 2024
كما انتشل مسعفون جثامين ثلاثة شهداء، بينهم طفل، إضافة إلى عدد من المصابين، بعد قصف طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة الجمل في مخيم النصيرات وسط القطاع. وارتقى 3 شهداء وأصيب رابع بجروح خطيرة في قصف الاحتلال خيمة تؤوي نازحين شمال غربي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
ودوَّت انفجارات ناتجة عن قصف مدفعي إسرائيلي في أحياء مختلفة من مدينة غزة، بالتزامن مع إطلاق نار من طائرات مسيرة إسرائيلية في منطقة التوام شمال غرب المدينة.
هذا وانتشلت جثامين أربعة شهداء، بينهم طفل، من تحت أنقاض منزل لعائلة الخالدي في مخيم البريج، بعد استهدافه بغارة جوية.
إلى ذلك، تواصلت الغارات الإسرائيلية في محيط مستشفى كمال عدوان شمال القطاع، فيما تحدثت مصادر محلية عن انتشار جثامين عشرات الشهداء في شوارع مخيم جباليا، في ظل تصاعد القصف المدفعي وإطلاق النار في مناطق متعددة، منها محيط شارع السكة في حي الزيتون جنوب شرق غزة.
وفي تطور خطير، أبلغت قوات الاحتلال مساء أمس بإخلاء كامل لمستشفى كمال عدوان الواقع في مشروع بيت لاهيا، شمال غزة.
وأفاد الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان، أنه تلقى اتصالًا من القوات الإسرائيلية وأبلغوه بإخلاء المستشفى من المرضى والطواقم الطبية خلال 24 ساعة، وإلا سيعرضون أنفسهم للخطر.
أونروا: 400 ألف شخص محاصرون شمالي قطاع غزة
وفي هذا السياق، أكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن “ما لا يقل عن 400 ألف شخص محاصرون شمالي القطاع”، مشيراً إلى أن “أوامر الإخلاء الإسرائيلية تجبر الناس على الفرار مراراً وتكراراً خصوصاً من مخيم جباليا”. وتابع المفوض “الكثيرون يرفضون الإخلاء لأنهم يعرفون جيداً أنه لا يوجد مكان آمن في غزة”.
ولفت إلى أن “بعض مراكز الوكالة للإيواء والخدمات تضطر إلى الإغلاق للمرة الأولى منذ بدء الحرب”، مضيفاً أن “العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة تهدد تنفيذ المرحلة الثانية من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة”. من جهتها، قالت منظمة “أطباء بلا حدود” إن أوامر الإخلاء التي يصدرها الاحتلال لسكان شمال القطاع تحول تلك المناطق إلى أرض غير صالحة للعيش.
المصدر: مواقع إخبارية