ذكرت دراسة حديثة أن من يتعرضون لسوء المعاملة في طفولتهم أكثر عرضة لتدهور حالتهم الصحية والمعيشية بعد عقود من الزمن.
وتتبع الباحثون 8076 شخصا منذ ميلادهم في عام 1958 وحتى سن الخمسين.
ووجد الباحثون أن أولئك الذين تعرضوا للإساءة يحتمل ألا يشتروا منزلا خاصا بهم قبل سن الخمسين وأن يكونوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض طويلة الأمد بنسبة تصل إلى 70 بالمئة، وقال الفريق البحثي، وهو من كلية لندن الجامعية، إن الذين عانوا من أكثر من شكل واحد من أشكال الاعتداء كانت نتائجهم سيئة على نحو مضاعف، بالمقارنة مع أولئك من لم يتعرضوا لأي إساءة أو سوء المعاملة.
ووجد الباحثون أن الأطفال المهملين غالبا ما تكون مهارات القراءة والرياضيات لديهم في مرحلة المراهقة أسوأ من أقرانهم، وأكدوا على أن ذلك قد يحول دون عثورهم على عمل والتقدم في سوق التوظيف، و أن تلك العوامل لم توضح أسباب تراجع مستوى المعيشة لأولئك الذين أبلغوا عن تعرضهم لانتهاكات في طفولتهم.
وقالت الدراسة إن الظروف الاقتصادية للشخص في سن الخمسين مهمة حيث أنها قريبة من سن ذروة القدرة على الكسب في بريطانيا، ون تردي أحوال المعيشة في هذه السن يمكن أن يؤشر لاعتلال الصحة في فترة الشيخوخة.
وقال الدكتور سنيهال بينتو بيريرا، وهو من معهد أورموند ستريت لصحة الطفل وأشرف على فريق البحث: “نتائجنا تشير إلى أن الأطفال الذين يتعرضون لسوء المعاملة يكبرون ليواجهوا وضعا اجتماعيا واقتصاديا سيئا، وتحظى هذه النتائج بأهمية لأن هذا الوضع السيء يمكن أن يؤثر على صحة الأفراد المتضررين، وكذلك على صحة أطفالهم.”
وقال: “بالإضافة إلى تسليط الضوء على أهمية الوقاية من سوء المعاملة في مرحلة الطفولة، يشير بحثنا إلى العلاقة بين سوء مستوى في القراءة والرياضيات الناجمة بسبب إهمال الأطفال وما يؤدي إليه ذلك من نتائج سيئة لهم عندما يتقدمون في السن مما يتطلب اتخاذ إجراء لتحسين ودعم هذه القدرات في الأطفال المهملين.”
المصدر: بي بي سي