يتجه عدد من الضباط الصهاينة الكبار الى الاستقالة تخفيفا من وطاة محاسبتهم عن مسؤوليتهم في احداث السابع من اكتوبر، وفق ما اشارت الصحافة الصهيونية.
استقالات بالجملة، وحالة من الفوضى وانعدام الاستقرار يعيشها جيش الاحتلال الصهيوني. صحيفة يديعوت أحرونوت، والقناة 12 العبرية، أكدتا ان عددا من كبار ضباط الجيش الصهيوني يتواصلون مع محامين بهدف تقديم استقالاتهم من الجيش، قبل بدء التّحقيقات في أحداث السابع من تشرين الأوّل الماضي.
وعلى رأس هؤلاء الضباط يأتي بعد رئيس جهاز المخابرات االمستقيل آرون حاليفا من بين الجنرالات المقبلين على الاستقالة رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي.
وبحسب الاعلام الصهيوني فإن عدداً من هؤلاء الضباط يريد الخروج من الجيش، قبل ان تطاله التحقيقات في ما وصف بفضيحة السابع من اوكتوبر الاستخبارية.
كما انه من المتوقع أن تجر هذه الاستقالات، أو اذا صح التعبير، الهروب، استقالات اخرى، مثل قائد فرقة غزة أفي روزينفلد ، وقائد المنطقة الجنوبيّة يارون فينكلمان ، رغم أنّه كان في منصبه لمدّة شهرين فقط قبل السابع من تشرين الأوّل، اضافة الى ثمانية ضباط آخرين.
وليست الاستقالات وحدها ما يثير القلق داخل الكيان الصهيوني، اذ ان الخشية تظهر من بدلائهم المحتملين، على اعتبار ان هؤلاء الضباط المستقيلين يشغلون مناصب ذات صلة بالمستوى السياسي، واي تعيين لبدلاء لهم من ضباط ميدانيين ، سيترك ضعفاً على مستوى التنسيق، اذ ان الضباط الميدانيين لا يمتلكون الخبرة السياسية والاستراتيجية ، وترقيتهم ستكون سابقة لأوانها.
كل هذا التخبط ينسحب على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، اذ ان العديد من الجهات والاطراف داخل الكيان ، لا تضع ثقتها بنتنياهو ليعيّن بدلاء للضباط الكبار المستقيلين، على اعتبار انه يتصرف اليوم من منطلق الاعتبارات السياسية والشخصية ، وليس من منطلق الخبرة والكفاءة وتقديم مصلحة الكيان على مصلحته الخاصة.
حديث صهيوني داخلي حول مدى جدوى عملية رفح
وبالتزامن، تدور النقاشات في كيان العدو حول الدفع بحصول صفقة تبادل مع حركة حماس لإستعادة الاسرى ووقف الحرب القائمة في ظل الحديث عن مدى جدوى بدء جيش الاحتلال عملية عسكرية في رفح قد تعقد الامور ولا تحقق اي نتائج لتل ابيب.
وتتصاعد التحذيرات بين اوساط العدو من الشروع بعملية برية في رفح جنوب قطاع غزة نظرا لعدم القدرة على ضمان نتائج لها تغير في المشهد السائد حاليا مقابل المقاومة في القطاع.
وفيما اشارت وسائل اعلام العدو إلى مستوى انعدام الثقة بين أعضاء حكومة الحرب ونتنياهو الذي لا ينفك عن التهويل ويتحدث صباحا ومساء عن دخول الجيش الى رفح، يؤكد متابعون صهاينة ان اطلاق عملية عسكرية في رفح لن يجدي نفعا خاصة بعد الخسائر التي مني بها جيش الاحتلال في غزة.
وقال ايلان لوتين، مسؤول سابق في جهاز الشاباك الصهيوني “عملية رفح مهمة لكنها لن تكون العملية التي ستغير الواقع في الشرق الاوسط ولا في قطاع غزة ولا في الحرب الحالية فليس هناك عملية عسكرية اخذت كل هذه المقدمات العسكرية والعملية لن تكون كما في العمليات السابقة على مستوى الاتساع والحجم التي حصلت في قطاع غزة”.
وقال داني الغارت، شقيق احد الاسرى الاسرائيليين في قطاع غزة “عندما تكون لديك وسيلة ضغط والتي تلوح بها وعندما تستخدم وسيلة الضغط فلن تعود وسيلة للضغط واذا كنا نستعمل الدخول الى رفح كوسيلة للضغط على الفلسطينيين وعندما ندخل الى رفح فلن تبقى بيدنا وسيلة الضغط هذه ونكون قد فقدناها لذا سنخسر في كلا الحالتين”.
وعلى خط التفاوض، وبإنتظار الرد التفصيلي من حركة حماس على الورقة المصرية المتعلقة ببنود صفقة التبادل الجديدة لا تزال الامور ضبابية فيما لا تخفي اوساط صهيونية مخاوفها من عرقل الاتفاق من قبل متطرّفي حكومة العدو على الرغم مما سماه الاعلام الصهيوني بالتقدم الملمس في التفاوض بعد زيارة وفد أمني مصري الى تل أبيب.
وقال امنون ابراموفيتش، محلل سياسي صهيوني “طاقم الحرب لديه موقف موحد وهذا يشمل غالانت وارييه درعي وغانتس وايزنكوت ولا يوجد موقف يمين او يسار وكل الاجهزة الامنية ورئيس الاركان يصرون اليوم على تأييدهم لعملية التبادل ومن يمنع هذه العملية هو نتنياهو المردوع من قبل سموتريتش وبن غفير اللذين لديهما خطة لاطالة امد الحرب فيما لدى نتنياهو خطة وحيد تتعلق بالسلطة”.
واعتبر يارون ابراهام، مراسل للقناة 12 الصهيونية “في نهاية المحادثات التي اجراها اعضاء الوفد المصري مع المسؤولين الاسرائيليين قال لنا مسؤول اسرائيلي ان المحادثات جرت بروح ايجابية وان هناك رغبة جدية لدى المصريين لدفع عملية التبادل حاليا وان هذه الفرصة قبل اللحظة الاخيرة من الدخول الى رفح ووفق ما فهمناه من المحادثات ان اسرائيل ابدت مرونة كبيرة”.
وبدوره رأى يسرائيل حسون، نائب سابق لرئيس الشاباك “لا يوجد لدى احد حل غير الهزيمة المطلقة لحماس وهذا ما يمكن ان يعيد لنا كل الاسرى ولكنني لا ارى وجود حل من هذا النوع لذا لن يكون لدينا خيارات غير القبول بعمليات تبادل على مراحل”.
وعلى وقع ضربات المقاومين في غزة والخسائر التي يتكبدها الاحتلال وأمام تصاعد تحرّكات عائلات الأسرى وعلى الرغم من تعنت نتنياهو المستمر لعرقلة الاتفاق يزداد الشرخ بين أعضاء كابينت الحرب حول الموافقة على التفاوض مع حماس حيث باتوا جميعهم يسعون إلى تفادي تهمة العرقلة.
المصدر: المنار