نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية تقريرًا مطوّلًا عن مُجمل مُعطيات الحرب في الجبهة الشمالية والمواجهة المستمرّة مع حزب الله بعد مضيّ 6 أشهر على بدئها. فذكرت أن “الحزب أطلق 3100 صاروخ وقذيفة هاون و33 طائرة مُسيّرة متفجرة خلال هذه الحرب، فيما أُطلق 4400 صاروخ خلال حرب لبنان الثانية (عدوان تموز 2006) بأكملها”.
وأضافت الصحيفة إنه “في نهاية الأشهر الستة للحرب، ينصبّ التركيز على أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر والمناورة في غزة، لكن الحملة في الشمال هي جزء لا يتجزأ من المعركة المتعددة الساحات”. وتابعت إن “حزب الله أطلق نحو 240 قنبلة ثقيلة تراوحت أوزانها بين 100 إلى 500 كيلوغرام وأحدثت أضرارًا جسيمة على غرار حلقات قصف الطيران الإسرائيلي، وهذه القنابل هي التي دمّرت مقر فرقة الجليل في ثكنة بيرنيت العسكرية الإسرائيلية”.
ولفت الصحيفة الصهيونية إلى أن “حزب الله أطلق ما لا يقل عن 700 صاروخ مضادّ للدبابات، بعضها من نوع متطوّر، ولم تضرب المستوطنات ومواقع الجيش الإسرائيلي على خطّ التماس فحسب، بل أصابت أيضًا قواعد استراتيجية مثل وحدة المراقبة الجوية في “ميرون”، كما تمّ استهداف أماكن أخرى بهدف الإيذاء، وفي فرع الطائرات بدون طيّار، وهو إضافة كبيرة إلى ترسانة الذخيرة، تمّ إطلاق ما لا يقلّ عن 33 طائرة بدون طيّار متفجرة”.
ورأت الصحيفة أن “الصورة تعكس الأضرار الناجمة بشكل أساسي عن إجلاء الاسرائيليين دون تحديد موعد لعودتهم”. وبحسب الصحيفة، فإن حزب الله لم يفقد الثقة التي اكتسبها خلال 20 عاما من التعاظم. وتشير آخر التقديرات إلى وجود 200 ألف قذيفة صاروخية من أنواع مختلفة، ونحو 100 ألف قذيفة هاون بأحجام مختلفة، وعشرات الآلاف من صواريخ غراد القادرة على الوصول إلى حيفا، بالإضافة إلى آلاف القذائف الصاروخية التي تغطي وسط وجنوب “اسرائيل”، وبوزن نصف طن وقدرات ودقة مهمة، فإنها تشكل تهديدًا لم تعرفه بعد “الجبهة الداخلية الإسرائيلية”.
وأردفت “كل هذا يقودنا إلى سؤاليْن مهمّيْن: ما هي فرص تدهور حرب الاستنزاف إلى حرب شاملة، وما إذا كان من الصواب المبادرة إليها؟ من أجل محاولة الإجابة، يجب أن نفحص كيف وصلنا إلى هذا الحدّ، بالنظر إلى أن نقطة البداية ليست 7 تشرين أول/أكتوبر، بل كانون الثاني/يناير 2023، عندما وردت مؤشرات على أن حزب الله يشخّص ضعفا إسرائيليا في المنطقة، بسبب ابتعاد البيت الأبيض عن الائتلاف الأكثر يمينية في تاريخ “اسرائيل” والصدع الحادّ داخلها. وبتشجيع من هذه الظروف، بدأ حزب الله بتغيير نشر القوات على طول خط التماس: فقد أنشأ مواقع على طول الحدود من البحر إلى مزارع شبعا، وقدّم قوات الرضوان إلى قرب السياج قدر الإمكان، وفي الواقع تمركز 15 “فوج” – كتيبة صغيرة – على طول الخط. كان الاستفزاز الكبير في تلك الأيام هو نصب خيمتيْن في في مزارع شبعا”. وأكملت “ومع ذلك، لم يغير الجيش الإسرائيلي استعداداته كما هو مطلوب. لم يكن هناك سوى أربع كتائب في المنطقة في ذلك الوقت. ووعد رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية “أمان” اللواء أهارون حليفا، بأنه سيكون قادرًا على تزويد فرقة الجليل بإنذار مسبق قبل أن تنفّذ قوات الرضوان خطة اجتياح مستوطنات الجليل. واشتكى “السكان” من أن مقاتلي حزب الله أصبحوا بحكم الأمر الواقع “جيرانا” من الجحيم، كما أرسل الجيش الإسرائيلي رسائل تحذير إلى رئيس الوزراء، نُشرت في هذه الصحيفة، بأن المنظمة تشخّص لحظة مناسبة. ومع ذلك، لم تُتخذ أيّة خطوات مهمة على أرض الواقع. ثم جاء 7 تشرين أول/أكتوبر”.
وقالت “حتى بعد ستة أشهر، لا توجد إجابة موثوقة على اللغز لماذا لم يستغلّ حزب الله هجوم حماس ليشكل تهديدًا أكثر دراماتيكية بكثير لـ”إسرائي””، على حدّ تعبيرها. وخلصت الصحيفة الى أنه “لن يردع حزب الله إلّا جيش أكبر وأقوى وهذا يستغرق وقتًا”، ولفتت في الختام الى أن “هناك ضغطًا على الجمهور الاسرائيلي من أجل التغلّب على الأمر، على الرغم من أن التهديد بالردّ الإيراني قد شلّ “اسرائيل” بالخوف”.
المصدر: مواقع اخبارية