كلُّ ما وردَ من كيانِ الاحتلالِ خلالَ الايامِ القليلةِ الماضيةِ يوحي بتحولاتٍ سياسيةٍ وعسكريةٍ كبيرةٍ يحاولُ قادةُ العدوِ محاصرةَ تداعياتِها ولكنهم يفشلونَ في ذلك..
وبتوصيف الاعلام الصهيوني فان بنيامين نتنياهو دخل َ وَسْطَ حقلِ الغام ٍ فلا هو قادرٌ على ايقافِ الحربِ على غزةَ ولا على الاستمرارِ بها ، ولا هو قادرٌ على ابطاءِ الاندفاعةِ الاميركيةِ في التفاوضِ على جولةٍ جديدةٍ من تبادلِ الاسرى ولا هو مستعدٌ للتراجعِ عن وعودِه الكاذبةِ بتحقيقِ ما سماهُ الانتصارَ الكبيرَ على حماس ، وكلُّ ذلك للحفاظِ على بقائِه السياسي كما وردَ ايضا في الصحافة الاميركية وفي معرض ِانتقاد ِوول ستريت جورنال الاميركيةِ ما سمتها المبرراتِ غيرَ النقيةِ التي يقدمُها نتنياهو كي لا يوقف الحربَ وكي يبقى على راسِ الحكومةِ الصهيونية…
أما في الميدان ، فلن تُبقيَ المقاومةُ باقيةً لقواتِ الاحتلالِ في غزة كما وعدت ، وعلى جانب العدو يُترجَمُ ذلك بسحبِ الاولويةِ العسكريةِ الواحدَ تلوَ الاخرِ من محاورِ القطاعِ بفعلِ ضرباتِ المقاومين في وسط القطاع وشماله قبل جنوبه.
اما في الشمال فيعلو صراخُ قواتِ الاحتياطِ بعدَ ابلاغِهم بانَ الجيشَ بدأَ اعادةَ انتشارِه متراجعاً عن الحدودِ الى خلفِ المستوطناتِ ليترُكَهُم في مواجهةِ عملياتِ حزبِ الله كما كشفت اليومَ صحيفةُ يديعوت احرونوت متسببةً ببلبلةٍ في اوساطٍ عسكريةٍ تَمَلَّكَها الارباكُ بعدَ فشلِها في تخبئةِ هذا الواقعِ على الحدودِ معَ لبنانَ.
اما المقاومة فهي على اتمِّ جهوزيتِها لمواجهةِ التهديداتِ والتهويلاتِ المعاديةِ بالرسائلِ الناريةِ المناسبةِ والجديدة، واستخدام اسلحة جديدة على الجبهةِ فهو عمد ٌومقصود ٌليفكرَ العدوُ في مفعولِها واهميتِها ودلالتِها وليعرفَ أنَ هذا بعضُ ما عندَ المقاومين ، وفقَ ما اكدَ رئيسُ المجلسِ التنفيذي لحزب الله السيد هاشم صفي الدين الذي توجهَ الى العدوِ بالقول : إذا اخطأتَ حساباتِكَ بوجهِ المقاومةِ فسيكونُ الجوابُ سريعاً وحاسماً وقوياً أكثرَ بكثيرٍ مما تتخيلُه”..
المصدر: قناة المنار