وفي اليوم الأربعة عشر بعد المئة، يواصل جيش العدو الصهيوني عدوانه على الشعبِ الفلسطيني، مرتكباً في الساعات الأربعة والعشرين الأخيرة 19 مجزرة جديدة راح ضحيتها 165 شهيدا و290 مصابا خلال 24 ساعة الماضية، ليصل عدد الشهداء في حصيلة أخيرة وفق وزارة الصحة بغزة إلى 26 ألفا و422 شهيداً، و65 ألفا و87 مصاباً. يأتي ذلك بينما تخوض المقاومة الفلسطينية اشتباكات عنيفة مع الاحتلال على محاور عدة، وقد استهدفت عددا من آلياته.
سياسياً، كان من اللافت ضغط الغرب من أجل وقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إذ أعلنت 9 دول (بريطانيا، الولايات المتحدة، أستراليا، كندا، وايطاليا، ألمانيا، هولندا،فنلندا) تعليق تمويلها للوكالة، في ضوء اتهامات العدو لعدد من موظفيها. في المقابل، وصف المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني، قرار هذه الدول بالصادم، وأنه “يهدد العمل الإنساني في المنطقة خاصة في غزة”، موضحاً أن “المساعدات المنقذة للحياة التي نقدمها على وشك النفاد”، مشيراً إلى أن “الفلسطينيين في غزة ليسوا بحاجة إلى هذا العقاب الجماعي الإضافي”.
وكما كل يوم من أيام العدوان، يواصل جيش العدو ارتكابَ المجازر، التي راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى، بالاضافة الى استمرار معاناة المدنيين من نقس الماء والغذاء ووسائل العيش الكريم جراء الاوضاع الانسانية الصعبة التي يتسبب بها العداون على غزة خاصة في ظل البرد القارس والطقس الماطر في قطاع غزة المحاصر.وفي السياق، أفاد مراسل المنار بسقوط 8 شهداء وعدد من الجرحى، في قصف إسرائيلي على منزل لعائلة سلمي في حي الزيتون بمدينة غزة.
كما أدّى قصف اسرائيلي على منزل غرب مدينة خان يونس جنوبي القطاع، إلى استشهاد وإصابة فلسطينيين.
وأشار المراسل إلى وصول شهيد و4 مصابين إلى مستشفى ناصر إثر قصف إسرائيلي استهدف منطقة جورة العقاد في خان يونس.
هذا وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني نفاد مخزون الأكسجين في مستشفى الأمل التابع للجمعية بخان يونس بسبب استمرار الحصار. وأفاد الهلال الأحمر في وقت سابق اليوم باستمرار القصف الإسرائيلي وإطلاق نار بمحيط مستشفى الأمل. وركز جيش الاحتلال قصفه على خان يونس خلال الأيام القليلة الماضية، واستهدف مستشفيات ومراكز لإيواء النازحين، مما أدى إلى استشهاد العشرات وإصابة آخرين.
وبالسياق، قالت وكالة الاونروا “ندير ملاجئ لأكثر من مليون شخص في غزة ونوفر الغذاء والرعاية الصحية الأولية حتى في ذروة الأعمال العدائية”، وتابعت “أكثر من 2 مليون شخص في غزة يعتمدون على الأونروا من أجل البقاء مع استمرار الحرب والنزوح”، واضافت “الوقت يقترب من مجاعة تلوح في الأفق بقطاع غزة وسط معاناة الكثيرين من الجوع”.
غوتيريش يناشد الدول المانحة ضمان استمرار عمليات الأونروا في غزة
وأعلن الأمين العام “إنهاء خدمة 9 من بين 12 من موظفي الأونروا”، الذين وصفهم “بالمتورطين في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي على “إسرائيل””، وفق زعمه وذلك بعد اتهامات من تل أبيب لبعض موظفي الوكالة بالمشاركة في معركة “طوفان الأقصى” البطولية. وقال غوتيريش إن “أي موظف بالأمم المتحدة ضالع في أعمال إرهابية سيخضع للمساءلة، بما في ذلك من خلال الملاحقة الجنائية”، وفق تعبيره.
أما وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث فقد قال إن سكان غزة يعانون من أهوال وحرمان لا يمكن تصوره والوقت غير مناسب لخذلانهم.
مقررة أممية: تعليق تمويل الأونروا يعني المشاركة في “الإبادة” بغزة
وأشارت ألبانيز في تدوينة عبر منصة “إكس” إلى أن إعلان بعض الدول تعليق تمويلها لأونروا جاء غداة إعلان محكمة العدل الدولية رفضها مطالب “إسرائيل” بإسقاط دعوى “الإبادة الجماعية” في غزة التي رفعتها ضدها جنوب أفريقيا. وأضافت أن الدول التي علقت تمويلها للوكالة الأممية “تعاقب ملايين الفلسطينيين في توقيت حساس”، متهمة إياها بانتهاك التزاماتها المتعلقة باتفاقية منع “الإبادة الجماعية”.
هذا ووصف زعيم حزب العمال البريطاني السابق جيرمي كوربن انضمام بلاده إلى دول أخرى في تعليق تمويل الأونروا بالـ “عقاب الجماعي”، قائلاً إن “على حكومة بريطانيا الخجل من انحطاطها الأخلاقي تجاه الفلسطينيين”.
المصدر: موقع المنار