يعتبر الفن وسيلة فعّالة للتعبير عن الاعتراض والإحتجاج حيث يمتلك قوة فريدة في تسليط الضوء على الظلم، ويعكس بقوة رسالته القصة الإنسانية المؤلمة، الفن لا يقتصر فقط على كونه وسيلة تعبير جمالية، بل يتحول إلى قوة فعّالة ومحور تأثير قوي على الرأي العام.
تنديداً بالإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال بحقّ أهالي غزة.. ناشطون قدموا مشهداً تمثيلياً يحاكي جرائم الاحتلال في غزة أمام منزل وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن.
مشهد تمثيلي ساخر يجسّد جرائم الاحتلال في غزة
من جهته نشر الرسام البولندي إيغور دوبرولسكي مشهدا ساخرا جسّد من خلاله ممارسات الجيش الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة، من خلال عمل فني أطلق عليه عنوان “الجيش الأكثر أخلاقية في العالم”.
في المشهد الساخر الذي نشره عبر صفحته على “إنستغرام”، أدى دوبرولسكي دور جندي إسرائيلي يدخل مدججا بالسلاح إلى أحد المنازل في قطاع غزة ليجد طفلا رضيعا نائما على سريره فيقوم بتفخيخ السرير بالمتفجرات.
بعدها، يجد الجندي دراجة في الغرفة فيركبها ويتجول بها داخل الغرفة، ثم يأخذ لقطة سيلفي مع سرير الطفل ليكتشف بعد ذلك أنه يقوم بأفعال خارج نطاق العقل فينزل عن الدراجة ويطرحها أرضا ويترك الغرفة وينصرف مسرعا.
ولجأ فنان الشارع والفوتوغرافي الإيطالي إدواردو كاستالدو (Eduardo Castaldo)إلى طريقة مبتكرة لإعلان تضامنه مع غزة عبر تحويل لوحات شهيرة بمدينة نابولي الإيطالية إلى لوحات تجسد بعض ما يجري للسكان في قطاع غزة من مجازر إسرائيلية منذ عملية طوفان الأقصى البطولية.
“أصبحت الصهيونية مُسيطرة على الرأي العام ووسائل الإعلام في إيطاليا، وحتى على القوانين والشرطة.. لهذا، يجب أن تكون المقاومة قضية عالمية أكثر من أي وقت مضى”.
هذا ما كتبه كاستالدو عبر صفحته على “إنستغرام”، تعليقاً على أحد أعماله الفنية الداعمة للمقاومة الفلسطينية.
فمن بين أعماله العديدة، يبرز إعلان لشركة نايكي للمنتجات الرياضية، في أحد شوارع مدينة نابولي، حيث قام كاستالدو، بتحويل اللوحة الدعائية التي يظهر فيها رياضي يمسك كرة السلة ومستعد لتسديدها، إلى لوحة لفلسطيني يحمل زجاجة المولوتوف الحارقة، ويضع الكوفية الفلسطينية لتغطية رأس الرياضي في اللوحة الأساسية بينما أبدل كرة السلة بزجاجة المولوتوف، مع عبارة “نايكي” الشهيرة؛ Just Do It، لتبدو كأنها حثّ على المقاومة بدلاً من الدعوة إلى شراء واستهلاك منتجات الشركة الأميركية.
ونشر إدواردو عبر حسابه بإنستغرام مشاهد لتحويل لوحات فنية وإعلانية إلى رسوم ترمز إلى التضامن مع أبناء قطاع غزة، نتيجة الجرائم التي يتعرّضون لها بسبب غارات الاحتلال الإسرائيلي.
وبيّنت اللقطات إضافة كاستالدو إضافات بسيطة وتعديلات على اللوحات والإعلانات الثقافية والتجارية، مما أسهم في تغيّر هذه الرسومات تماما.
في 19 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كتب “نابولي في ذكرى شهداء فلسطين. لن ننسى ولن نسكت أبدًا على ما تشهده أعيننا وأرواحنا في هذه الأيام المظلمة”.
وأعاد إدواردو كاستالدو نشر صورة فنية تظهر تسلق جنود الاحتلال سلما لأحد المنازل، وقال في النص المرفق مع الصورة “اليوم، أكثر من أي وقت مضى، تقف نابولي إلى جانب المقاومة الفلسطينية”.
ولم تكن عمليّة طوفان الأقصى هي بداية إظهار الفنان الإيطالي تضامنه مع فلسطين وغزة، إذ سبق له أن نشر في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2022 فيديو يظهر وضعه لصورة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلف قضبان حديدية، وعلق في النص المرفق بالقول “لقد قتل بنيامين نتنياهو في حكوماته السابقة الآلاف من الأبرياء، وتعرض مئات الأطفال للسجن والتعذيب يوميا في ظل حكمه”.
المصدر: موقع المنار