ابرز ما جاء في افتتاحيات ومواضيع الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الاربعاء 3-1-2024.
الاخبار:
الغطاء الأميركي للحرب يتقلّص: إسرائيل إلى «المرحلة الثالثة»… بلا إنجازات
انكفأ الجيش الإسرائيلي عن شمال قطاع غزة، بعد إنكار ومعاندة طويلَين، في خطوة كان يُفترض أن يقدِم عليها قبل أسابيع، إلا أن شراسة المقاومين والأثمان التي يدفّعونها للعدو يومياً، في موازاة عدم قدرة هذا الأخير على تحقيق أيٍّ من أهدافه، كانت كافية لإنهاء رهاناته. ويتّجه هذا السيناريو إلى التحقّق أيضاً في خانيونس ومخيّمها، حيث لا تزال القوات الإسرائيلية تلاحق أهدافاً تأمل أن تمكّنها من الخروج من هذه المنطقة. وغلّف الجيش الإسرائيلي انكفاءه، الذي شمل غالبية المناطق التي كان يسيطر على ما فوق أرضها، بالقول إنه يريد نقل قواته، وهي فرقة وعدد من الألوية، للعمل على إتمام المهمّة في مدينة خانيونس الجنوبية، في ما يمثّل إقراراً بأن الفرقة الأخرى والعدد الآخر من الألوية التي كانت تعمل في جنوب القطاع، لم تكن كافية، ولم تحقّق ما طُلب منها، فكان لزاماً على الجيش رفدها بتعزيزات إضافية، سُحبت من الشمال. ويشير ما تقدّم إلى واحدة من أهمّ دلالات هذه الحرب: الجيش الإسرائيلي عاجز أمام عدد من المقاومين، وهو بحاجة إلى «جحافل» لتحقيق صورة نصر في بقعة جغرافية محدودة وضيّقة جداً.كيفما اتّفق، فإن انسحاب الجيش الإسرائيلي من شمال القطاع، والتراجع إلى شريط ضيّق نسبياً يحيط بهذه المنطقة، بما يشمل كذلك سحب غالبية القوات التي كانت توكل إليها توغّلات ميدانية واقتحامات، كلّ ذلك يشير إلى أن المرحلة الثالثة التي جرى الحديث عنها طويلاً، قد دُفع إليها العدو دفعاً، من دون أن يكون قد حقّق أهداف المرحلة الثانية من العملية البرية، في هذه المنطقة تحديداً، والتي تُعدّ واحدة من أهمّ مناطق الثقل العسكري والتنظيمي لحركة «حماس». وإذا كان هذا الانتقال قد حصل قسراً، فالنتيجة هي وصول الجيش الإسرائيلي إلى مرحلة شائكة قد تكون خليطاً من المرحلتَين الأولييْن، مع استمرار المقاومة في مواجهته وتدفيعها إياه الأثمان.
ويأتي ذلك بعدما كان يفترض أن ينجز الجيش الإسرائيلي أهمّ هدفَين أُعلنا ابتداءً: تحرير عدد كبير من الأسرى الإسرائيليين، وإنهاء حكم «حماس»، وأيضاً «حماس» نفسها، إلا أن أياً من هذه الأهداف لم يتحقّق، وإنْ أَنجز الجيش الإسرائيلي، وبكفاءة عالية، مهمّة قتل المدنيين والتدمير الممنهج في شمال القطاع. كذلك، لم تسعف صفقة تبادل الأسرى، والهدنة التي رافقتها، إسرائيل في تقديمها كتنازل اضطرّت له «حماس» بفعل الضغط العسكري والعملية البرية. كما أن الحركة لم تقع لاحقاً في الفخّ، وتجنّبت إعطاء الجانب الإسرائيلي سلّم النزول عن الشجرة الطويلة جداً في شمال القطاع، فاضطرّ للنزول هو عنها، عبر الانسحاب من المنطقة، من دون الإعلان عن أن انسحابه جاء لينهي المرحلة الثانية من العملية البرية.
انسحاب الجيش الإسرائيلي من شمال القطاع، يشير إلى بدء المرحلة الثالثة من الحرب
وإذا كان يفترض أن ينهي الجيش الإسرائيلي رهانه على تحقيق أيّ من أهدافه في مدينة خانيونس، ومن بينها الأمل في أن ينجح في قتل قادة «حماس» الثلاثة أو واحد منهم على الأقل، فهذا يعني أن الانتقال اضطراراً إلى المرحلة الثالثة، أيضاً في الجنوب، هو مسألة أسبوع أو اثنين، في حين أن لمنطقة رفح ومعبرها، حساباتها الخاصة التي تجبر تل أبيب على مراعاتها، بل وعدم القفز من فوقها، وتحديداً في ما يتعلّق بالموقفَين المصري والأميركي، حيث مصالحهما مقدّمة لازمة لأيّ إجراء في هذه المنطقة.
أميركا تغادر
تغادر حاملة الطائرات الأميركية «جيرالد فورد»، الشرق الأوسط، خلال الأيام المقبلة، حيث من المقرّر أن تعود إلى مينائها الأصلي في ولاية فيرجينيا. ويثير هذا القرار قلق إسرائيل من فقدان عامل من عوامل الردع، التي رأت أنها تحقّق لها مساعدة في لجم أعدائها. إلا أن أهمّ ما في دلالات انسحاب «فورد»، أنه يأتي على خلفية التوجّه الأميركي لإفهام صانع القرار في تل أبيب، أن الحرب انتهت، ولم يَعُد في إمكانه تحقيق أهدافه فيها. كما أنه يُعدّ إشارة أميركية، وإنْ جاءت متأخرة، إلى أن إعطاء إسرائيل مزيداً من الوقت، يعني إمكان دفع أرصدة أميركية في المنطقة، بلا طائل، مع مفاسد لا يمكن إدراك حجمها ومستواها، ليس في الساحة الفلسطينية فحسب، بل على صعيد المنطقة، وكذلك في الداخل الأميركي، علماً أن لدى إدارة الرئيس جو بايدن وقتاً محدوداً للعمل على ترميم ما أفسدته الحرب، إقليمياً.
في الوقت نفسه، فإن إدارة بايدن معنية بأن تُفهم إسرائيل بأن اليوم الذي يلي حرب غزة، لا يعني الاعتماد على الولايات المتحدة في تسوية عسكرية تؤدي إلى مواجهات شاملة في المنطقة. فإذا كان الوجود العسكري الأميركي في الإقليم رسالة ردع إلى أعداء إسرائيل، إلا أن الولايات المتحدة لا تريد من هذا الوجود أن يحفّز الدولة العبرية، في السياق الردعي للأعداء المشتركين، على ما لا يخدم المصالح الأميركية في المنطقة، وفي المقدّمة، التسبّب بحرب شاملة.
الغزيون يرفضون الهدنة المؤقتة… ويواجهون الجوع
غزة | تركت أيام الهدنة المؤقّتة السبعة، ندوباً عميقة في وعي الشارع الغزاوي؛ إذ عاد جيش الاحتلال منها أكثر دموية وشراسة، ووسّع عقبها نطاق عملياته البرية، مهجّراً مئات الآلاف من المواطنين من مناطق نزوحهم عدّة مرات. اليوم، وعلى وقع الحراك السياسي الدائر في القاهرة والدوحة، يترقب الغزيون بعطش شديد الأخبار التي تتحدث عن قرب التوصل إلى اتفاق يفضي إلى وقف إطلاق النار، لا سيما في ظلّ تضاعف حدة الأزمات الإنسانية، وتحديداً في شمال غزة. أحمد قدرة، هو نازح من منطقة الجرن في منطقة جباليا البلد إلى مخيم جباليا، أوقف مراسل «الأخبار» في الشارع، قائلاً: «بالله عليك توصل رسالتنا، احنا بنموت من الجوع والأمراض صحيح، ولكن لازم الكل يفهم إنا ما بدنا وقف مؤقت لإطلاق النار. الهدنة المؤقتة شفنا بعدها العذاب ألوان. احنا بدنا وقف كامل وشامل للحرب والسماح للناس بالعودة من الجنوب إلى الشمال»
والواقع أن ثمة إجماعاً على هذا الموقف؛ إذ إن الجميع يشعر بأنه لا طاقة متبقية لمنح العدو متّسعاً لمراجعة خططه ثمّ تطويرها على شاكلة أكثر دموية، ولا طاقة أيضاً لبناء أمل كاذب في أيام الهدوء في أن الحرب انتهت. الحاجة أم عماد، وهي أم لثلاثة شهداء، وقضى من عائلتها أكثر من ثلاثين شهيداً، التقتها «الأخبار» في مركز الإيواء في مستشفى «اليمن السعيد». بدأت حديثها بالقول: «يا بنية، قال القيادات في مصر بتتفق على هدنة… قولولهم الناس ما بدها غير إنها تقف الحرب ع الآخر، بدنا ندفن ولادنا إلي تحت البيوت، بدنا نشوف مين عايش ومين مات من أهلنا». أمّا محمود أبو مريم، هو معلم حكومي استطلعنا رأيه عن اشتراط المقاومة وقفاً كاملاً للحرب وانسحاب الدبابات قبل الحديث عن أيّ صفقة تبادل، فيرى أنّ إسرائيل تعيش ضغطاً داخلياً في قضية الجنود والمستوطنين الأسرى، وأن استعادة هؤلاء بالتفاوض أضحت أولوية لدى نتنياهو بعدما فشل في استعادتهم عسكرياً، مستدركاً بأن «التفريط بورقة الأسرى يعني إطلاق يد جيش العدو لمضاعفة قتلنا، يعني مزيداً من القتل والإبادة من دون أيّ حسابات أو اعتبارات… فلتتمسّك فصائل المقاومة بموقفها الجامع بعدم التفاوض تحت النار».
لا طاقة متبقية لمنح العدو متّسعاً لمراجعة خططه ثمّ تطويرها على شاكلة أكثر دموية
في الشارع أيضاً، تحضر قضية عودة سكان الشمال الذين نزحوا إلى الجنوب، حيث ثمة خشية من أن تتحول هذه القضية إلى واقع مستدام أو ورقة ابتزاز بعيدة المدى. لذا، يكثر الحديث عن السقف المتوقع لعودتهم. تسألنا أم ياسر، وهي أم لعائلة مكونة من سبعة أفراد، نزحوا جميعاً إلى جنوب وادي غزة، بينما آثرت هي البقاء إلى جانب زوجها الذي أقسم بكلّ الكتب السماوية أن الموت أهون عليه من الهجرة والذل: «رح يسمحولهم يرجعوا… متى؟». وتقول: «احنا مطلبنا إنو يرجع أهلنا من خانيونس ورفح على بيوتهم، حتى لو البيوت مهدومة بنعيش بخيمة، ومن دون هيك ما فيه قيمة لأي اتفاق وقف إطلاق نار».
مساء الخميس الماضي، وضع المتحدث باسم «كتائب القسام»، أبو عبيدة، النقاط على الحروف: «لا تفاوض تحت النار، ولا هدنة مؤقتة» في مراكز الإيواء. كان يمكنك أن ترى ألف مسيح مصلوب وغارق بدمائه، ولكنّه علّق على الخطاب بقوله: «ينصر دينك… هيك صح».
السعودية ما بعد 7 أكتوبر
حتى منتصف الليل من يوم السادس من أكتوبر كان جدول أعمال السلطة الحاكمة في السعودية يسري كما هو مخطّط له. كان عام 2023 عاماً مثالياً، فالثورة التي بدأها محمد بن سلمان بدت وكأنها تجري بلا تعكير، والشريحة الاجتماعية العليا، في الرياض على وجه الخصوص، تعيش وتمارس أفضل أحلامها في تحويل المملكة إلى قطب من أقطاب نماذج العولمة الصاعدة في الاستهلاك والترفيه والعلاقات العامة. فأخيراً، تجاوزت عبء جريمة المرحوم جمال خاشقجي، والتأجيل والتعطيل اللذيْن أنتجتهما جائحة «كورونا»، والصورة الدولية على حال أفضل بكثير، وكذلك العلاقات مع الولايات المتحدة تمّ ترميمها، بل رأى السعوديون أنفسهم في وضع يمكنهم وبجرأة من الحديث العلني عن مستقبل علاقات مع «إسرائيل». فقد كان خطاب ومنظور الهوية والمصلحة الوطنية قبل كل شيء، والانعزال عن العربي أو المسلم الآخر يشهد رواجاً داخلياً. هنالك شريحة واسعة من الطبقة الوسطى من السعوديين والسعوديات يعيشون تغيّراً حقيقياً في الحريات الشخصية وحيوية في الجهاز البيروقراطي، الذي يعمل منهجياً على إنتاج هوية سعودية جذّابة وعصرية وذات رمزية طبقية «مخملية»، بشكل يجعل العملية التاريخية الساداتية لإعادة إنتاج مصر بهوية انعزالية عملية أقل مثابرة وحماسة بالمقارنة.شكّل العام الماضي بالنسبة إلى النخبة السعودية عام حصاد لاستثمارات ومشاريع واستضافة محافل ومسابقات عالمية. الدوري السعودي لكرة القدم على سبيل المثال، ليس مجرد محفل رياضي، بل يشكّل، ومنذ عقود، إحدى أهم أدوات علاقات الدولة بالقطاع الأوسع من الشباب. في بداية الاحتجاجات العربية عام 2011 كان من المثير للاهتمام كيف تعاملت السلطة مع التجمّع الجماهيري في الملاعب وإنتاجها كتظاهرات تأييد للحكم، ففي حينها تحديداً شكّلت ملاعب كرة القدم المكانَ الوحيد في المملكة الذي يجتمع فيه عشرات الآلاف من الجماهير. أمّا النسخة الحالية من الدوري، فهي الأهم والأبرز تاريخياً، فقد استثمر صندوق الاستثمارات العامة مئات الملايين على الأندية الأربعة الكبرى وبصفقات من كريستيانو رونالدو ونيمار وبنزيما وغيرهم. ليتحول الموسم إلى محفل بأبعاد عدة، من التسويق للمملكة والعلاقات العامة والسياحية وكذلك إلى إحدى أهم أدوات الشرعية والغنائم المقدّمة للشباب السعودي.
يضاف إلى ذلك، استضافة كأس العالم للأندية، وبطولة العالم للرياضات والألعاب الإلكترونية. وبطبيعة الحال، موسم الرياض كمحفل تمتد يده لكل قطاعات الترفيه في العالم ليأخذ قطعة منها للمملكة ضمن شبكة عملاقة وفاعلة للاستثمار السعودي لأغلب قطاعات الترفيه والخدمات في العالم. ما يقوم به السعوديون تغيير كبير، يستشعره شباب الطبقة الوسطى بنوع من النشوة؛ ففي حين كان هذا الشباب في سفره إلى أوروبا وأميركا يواجه باستحياء الصورة النمطية للسعوديين والإرهاب والمحافظة الدينية، الصورة اليوم انقلبت بالنسبة إلى الشريحة المقابلة من المجتمعات الغربية والعالمية، فمجرد قول بأنّك سعودي يبدأ الشاب مستهلك «اليوتيوب» بسرد الصورة النمطية الجديدة، حيث يبدأ بشكل مبهر وآلي وببغائي بترداد ما استهلكه من منتجات العلاقات العامة السعودية والدعايات والتسويق الإلكتروني.
تشترط هذه الفقاعة من الامتياز وممارسة الترف، تحصين نخبة الحكم في المملكة لذاتها في إطار الانعزال بالهوية الوطنية السعودية. وهو أمر ليس بجديد، فالسمة العامة للدولة العربية الوطنية هو الجنوح إلى الانعزال، ولأسباب أبرزها وأساسها هو تمكّن النخبة الحاكمة في كل بلد من ممارسة امتيازها كحاكم ومالك لشعب وموارد تحت شرعية دولة بعلم ونشيد وطني وحدود جغرافية. وعليه، من الممكن قراءة تاريخ كل طبقة وأسرة عربية حاكمة بأنه تاريخ ممانعة وحمائية سياسية أمام حقيقة أن المجال السياسي والثقافي العربي هو عابر للدولة العربية. ولذلك، فإن الانعزال وصنع جزيرة منفردة على المصير العربي أمر مستحيل ولكنه حلم يراود كل النخب العربية. كانت الحالة السعودية فريدة، فهي لاعتبارات متعددة -منها خصوصية مكة المكرمة والمدينة المنوّرة والمكانة الاقتصادية النفطية والعلاقة بالولايات المتحدة- تحرص على ممارسة السياسة ضمن المجال العربي، وذلك عبر تكييف ودعم لصيغة محددة من الهوية الإسلامية. في نهاية المطاف، ضاق الجيل الصاعد من النخبة السعودية ذرعاً بهذا العبء، فقد كبّلتهم هذه السياسة طويلاً، سواء من ناحية الاندماج في العولمة أو الارتدادات الأمنية، وخصوصاً وهم يرون نماذج دبي والدوحة في الجوار. وعليه، كانت الصيغة هنا هوية وطنية سعودية برأس مال ضخم يشكل المركز، وممارسة السياسة في المجال العربي عبر إلحاق الأطراف بالمركز انبهاراً واستهلاكاً لثقافة العولمة.
وصلت هنا أحلام رأس المال السعودي إلى أعلى مدياتها، وآمنوا بجد بأن الوفرة المالية ستمكّنهم من صنع مجال منعزل يشكّلونه دونما أي عبء أو «إزعاج». وقد نجحوا في ذلك أيّما نجاح، وإن كان الكثير من الجمهور العربي، من الطبقات الدنيا أو المسيّس والمنخرط بالصراع في المشرق، لا يراها، إلا أن رأس المال الخليجي تاريخياً، والسعودي المثابر اليوم، يصنع فقاعة ضخمة وجبارة تشمل شريحة واسعة جداً من الأجيال العربية. كل هذه التغييرات ليست غائبة عن عيون الصهاينة، ففي حين أن هنالك رواجاً بأن غنيمة التطبيع الإسرائيلية-السعودية هي اختراق في المجال الإسلامي بسبب الحرمين والحيثية الدينية، فإنه ليس من القفز بالتحليل القول بأن الصهاينة يرون غنيمة في الاختراق الليبرالي الأقرب إلى نموذج دبي، ولكن إلى جمهور عربي أوسع بكثير. وهذا ما ستثبت أيام ما بعد 7 أكتوبر صوابيته إلى حدّ كبير.
ما بعد صباح السابع من أكتوبر
تقريباً ما بين الساعة السابعة والساعة العاشرة بتوقيت السعودية في صباح هذا اليوم، وفي حين كانت «كتائب القسّام» تنكّل بفرقة غزة في جيش العدو، كانت الصورة القادمة من المعركة تمارس ضربات مختلفة ولكن على مجمل الإنتاج الفني والترفيهي لرأس المال السعودي، فقد ضربت صورُ ومشاهد الإعلام العسكري صلب صورة موازين العالم التي ترسمها العولمة. استيقظت النخبة السعودية على أسوأ كوابيسها، حيث إن أكثر عبء يزعج السعوديين (النخبة) هو تلك المراحل التاريخية التي تحدث فيها انفجارات سياسية توهّن الحدود السياسية العربية وتضعفها: من غزو العراق، والظاهرة الجهادية التي تلتها، وصولاً إلى ما اصطُلح عليه غربياً بالربيع العربي. إلا أن ما استيقظ عليه السعوديون كان الأسوأ؛ ليس لأن عملية «طوفان الأقصى» كانت بحد ذاتها حدثاً ضخماً، بل لأن العنوان هذه المرة هو «فلسطين». ففلسطين أكثر العناوين ترهيباً للطبقة الحاكمة العربية، ولعقود، فهي بذاتها تفرض نفسها على الجميع، وتشعر حينها رأس المال الخليجي بفقره وافتقاره، وعدم توفر الأدوات التي من الممكن له التعامل معها. إلا أن النخبة السعودية هنا لم تكن في وارد الخضوع، بل إن السياسة الطويلة الأمد التي توافقت عليها بعد استيعاب الصدمة هي التجاهل لا المواجهة.
وفي حين أن الصورة القادمة من المملكة الآن على وسائل التواصل هو ما اصطلح عليه الذباب الإلكتروني، وهي جحافل السعوديين ذوي المنطق القومي السعودي. إلا أن صدمة «الطوفان» ضربت عميقاً في المجتمع، فقد كان مثيراً مدى تفاعل جمهور وسائل التواصل، خصوصاً خارج «تويتر» (إكس)، فالأخير يشكّل تابو للمجتمع لاعتباره منصة ذات طابع سياسي. بينما كانت باقي وسائل التواصل تتفاعل كغيرها من المجتمعات العربية، وبشكل أنذر السلطة لتحاول استيعاب الأمر. خرج رموز السلطة للتحذير بشكل مباشر من تبنّي أي خيار أو خطاب سياسي، وأنه إن أردت التضامن إلكترونياً فعليك بالتضامن الإنساني، بما يشبه أحداث الكوارث من الزلازل والسيول.
إشارة مثيرة للمجال العام كانت الموقع الإكتروني لإحدى كبريات مكتبات العاصمة الرياض، حيث سجّلت كتب القضية الفلسطينية الأكثر مبيعاً خلال أكتوبر ونوفمبر
كانت مراقبة الجمهور الرياضي السعودي وردّة فعله كفيلة بعكس المزاج الشبابي، خصوصاً أن هذا الجمهور عابر للطبقات. في أول «الطوفان» عملت حسابات «تويتر» (إكس) الكبرى للمشجعين على الحديث بحماسة عن فلسطين، إلى حد أن مشغّل الحساب الرسمي لنادي الهلال تحمّس ونشر صورة للاعبين بالكوفية الفلسطينية والتي سرعان ما أزيلت. هنا ثارت رموز النخبة السعودية وأصبحت تحذّر وتتحدّث عن أننا تركنا مجموعة من الهواة ومحبي الرياضة يحصدون مئات الآلاف من المتابعين دونما مراقبة لما يقومون به من تغريدات غير وطنية. وعليه، تمت عملية إعادة ضبط للمحتوى الإلكتروني من جديد. إلا أن هذا لم يقض على الحس العام للمجتمع: يخبرني صديق عن أنه وفي منتصف المجزرة كان الجو العام في شركته صامتاً على غير العادة وكأنه في حال حداد مع عبارات «الله يعينهم» و«الله يفرج كربهم»، دونما تطرق إلى الحديث السياسي، بل إن أحد الموظفين اشترى وجبة الغداء للجميع من مطعم فلسطيني كإشارة تضامن. إشارة أخرى مثيرة للمجال العام كانت الموقع الإكتروني لإحدى كبريات مكتبات العاصمة الرياض، حيث سجّلت كتب القضية الفلسطينية الأكثر مبيعاً خلال أكتوبر ونوفمبر.
إلا أن كل ذلك لم يؤثّر على القرار الحاسم للسلطة بأن لا رجعة إلى زمن حفلات التضامن والتعكير من الخارج، وأن جدول الأعمال يجب أن يستمر مهما كان. حتى وصلنا إلى أكثر مشاهد الانقسام العربي الحقيقي، في مشهد حفلات الغناء والسمر المتزامن مع أكبر مجازرنا في العصر الحديث، والبجاحة والجرأة في إكمال رأس المال السعودي طموحه في تشكيل شبكة كبرى من علاقات الفنانين المؤثرين في وسائل التواصل والإعلاميين والأثرياء العرب، بشكل أنتج شريحة عربية واسعة في عالم مواز. وهذا تحديداً ما أبهر الصهاينة وزرع فيهم أمل المراهنة على مستقبل ما في المنطقة بالتحالف غير المسبوق لطموح النخبة السعودية.
من جهة أخرى، أثبتت القضية الفلسطينية مكانتها التي طالما نظّر لها، بأنها بجوهرها نقيض لمصالح وثقافة رأس المال الخليجي والعربي، وأن «طوفان الأقصى» كانت ضربة لرأس المال السعودي في أكثر لحظاته نشوة، وهو الذي يراكم الآن على حالة الانهاك والتململ من الحرب وجوّها في محاولة تجاوزها تماماً وجعلها من الماضي، وهنا يكون واجبنا ومسؤوليتنا أن لا نستهزئ بالعمل والجبهة الإعلامية والثقافية لصنع اختراق في الجمهور العربي. هذا هو العمل الثوري الحقيقي، أمّا الاستسلام للعصبيات والتسليم وتأجيج الاستقطاب مع الآخر العربي فكل ذلك هو مساهمة مع جهد النخبة السعودية. هنا علينا التماس عوامل لا تخيب سدّد فيها اليمنيون ضربة كبرى للسرديّة السعودية، وهي المراكمة على خطاب العروبة والنخوة وأن الحدود العربية مهما بنى فيها رأس المال من جدران فهي ساقطة كجدار غزة.
ملف فساد التربية: هل يتوسع التحقيق نحو التزوير؟
لم يختم قاضي التحقيق في بيروت، القاضي أسعد بيرم، تحقيقاته بملف رشاوى المعاملات والمصادقات في وزارة التربية، في أعقاب جلسة المواجهة، أمس، بين رئيسة دائرة الامتحانات الرسمية وامينة سر لجنة المعادلات ما قبل التعليم الجامعي، الموقوفة أمل شعبان، ومساعدها الموظف الموقوف رودي باسيم الذي اعترف في تحقيقات سابقة لفرع المعلومات وأمام القاضي بيرم نفسه بتقاضي شعبان لرشاوى، وجدد أقواله في جلسة أمس.وكان وكيل باسيم تعرض في جلسة 29 كانون الأول الماضي لضغوط ليتراجع موكله عن إفادته، إلا أنه رفض الإذعان للإغراءات على أنواعها وأكد روايته مرة أخرى قاطعاً الطريق على أن يكون باسيم كبش المحرقة، ما دفع بالقاضي إلى تحديد جلسة للمواجهة بين الإثنين، مصدراً مذكرة توقيف وجاهية بحق شعبان.
أمس، لم يصدر بيرم أي قرار ظني، بل طلب التوسع في التحقيقات لجهة استجواب عدد من الموظفين الواردة أسماؤهم في الملف والذين سبق أن جرى توقيفهم واستجوابهم في فرع المعلومات، وينتظر أن يمثلوا أمام التحقيق غداً، فيما أرسل طلب إخلاء السبيل المقدم من وكلاء شعبان القانونيين إلى النيابة العامة المالية لإبداء الرأي فجاء الرد برفض الطلب.
وبحسب مصادر مطلعة، يعد التوسع في التحقيق خطوة مهنية مهمة لاستكمال الصورة وتسهيل صدور القرار الظني، خصوصاً أن ملف الفساد في وزارة التربية ليس محصوراً، على ما يبدو، بالرشاوى المتعلقة بتسريع المعاملات فحسب انما أيضاً يتجاوزها إلى «تزوير» المعادلات والشهادات بطرق مختلفة وبتوقيع من شعبان نفسها. ولعل المستند الذي حصلت عليه «الأخبار»، وهو عبارة عن إفادة معادلة لشهادة مدرسية نالها طالب لبناني من مدرسة إيرانية، واحد من نماذج كثيرة قد تكشفها التحقيقات مع الموظفين.
وفي التفاصيل أن طالباً لبنانياً يدعى (ع. د) استحصل على معادلة من وزارة التربية، فيما فشل في نيل مصادقة السفارة الإيرانية التي اعتبرته مستنداً غير رسمي، لكون اسم الطالب غير مدرج في سجلات وزارة التربية الإيرانية، وجواز سفره لا يشير إلى أنه أقام في إيران للدراسة، فهل تقاضى موظفو الوزارة أموالاً لقاء إعطائه هذا المستند؟
قاضي التحقيق يبقي شعبان موقوفة بعد تأكيد مساعدها تلقيها رشاوى
يجري كل ذلك في وقت يقف فيه وزير التربية، عباس الحلبي، موقف المتفرج فلا يصدر أي موقف ولا أي إجراء إداري في حق شعبان، علماً بأنها موقوفة ولا تزال تتولى مسؤوليتين حساستين يوجد تضارب مصالح بينهما، علماً أن الوزير عين على الفور أشخاصاً بديلين لمسؤولين إداريين آخرين في الوزارة بمجرد توقيفهم وقبل صدور القرارات الظنية بحقهم. وبدلاً من أن نستقي المعلومات من مصادرها كما طلب منا الحلبي، فوجئنا، أخيراً، باتصال من المكتب الإعلامي للوزارة يسألنا عن تطور ملف التوقيفات، وماذا حل بشعبان وما إذا كانت لا تزال موقوفة أم لا.
ومن المستغرب أن المكتب الإعلامي لوزير التربية لم يصدر أي بيان في هذا الملف إلا للرد على تقرير لـ «الأخبار» يتعلق بشعبان، رغم كل ما نشر في وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بشأن فساد ومخالفات وارتكابات قام بها مسؤولون وموظفون في الوزارة.
اللواء:
أخطر استباحة منذ 17 عاماً: اغتيال صالح العاروري في الضاحية
ميقاتي يتهم إسرائيل بجر المنطقة إلى مواجهة واسعة.. وإسرائيل أخطرت إدارة بايدن بعد العملية
ما كان متوقعاً قد حدث، أما الشخصية الرفيعة المستهدفة، فهو نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري (58 عاماً)، الذي سقط شهيداً بعملية اغتيال غادرة في احدى الشقق السكنية في شارع رئيسي من الضاحية الجنوبية بمسيَّرة اسرائيلية، ضربت في قلب الضاحية للمرة الاولى منذ 2006، وفي اخطر خرق للقرارات الدولية، ولقواعد الاشتباك، وسقط معه قياديان في القسام، هما سمير فندي (ابو عامر) وعزام الاقرع (ابو عمار)، اضافة الى 3 شهداء آخرين وعدد من الجرحى.
ونعى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، العاروري مع ستة شهداء من الحركة، عدا الاقرع وسمير فندي، وهم محمود زكي شاهين ومحمد بشاشة ومحمد الريس واحمد محمود، ووصف ما حصل بأنه عمل «ارهابي».. واعتبر ان المقاومة لن تهزم، وهي اشد قوة واصراراً.
ودعت الفصائل الفلسطينية الى الحداد الوطني العام، والاضراب الشامل، والتحرك الثوري في كل الساحات والجبهات والرد على جريمة الاغتيال بقوة في كل الساحات والجبهات، وبدأت ليلاً التظاهرات والتجمعات الحاشدة في كل مناطق الضفة الغربية.
واعتبرت مصادر سياسية جريمة اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري ورفيقيه بالضاحية الجنوبية في بيروت، بانه تصعيد إسرائيلي خطير بالوضع في خضم المواجهة الجارية بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية الجنوبية وفي الحرب الدائرة بين الحركة واسرائيل في قطاع غزّة، وقد تكون لها تداعيات ومخاطر غير محسوبة على الحدود الجنوبية وحولها، لكنها استبعدت ان تؤدي إلى حرب واسعة تطال العمق الإسرائيلي والداخل اللبناني، لحسابات ومحاذير عديدة، ابرزها ان قرار مثل هذه الحرب يتجاوز امكانيات وقدرة الطرفين، وهو حصرا بيد الولايات المتحدة الأميركية وإيران، وهما ليس بوارد خوض مثل هذه الحرب في هذه الظروف، بالرغم من الخلافات بينهما ورسائل التهديد والوعيد المتبادل بينهما بشكل نافر، كما اظهرت بوضوح وقائع الاحداث والتطورات الاخيرة.
واشارت المصادر الى ان اكثر من رسالة سعت إسرائيل لتحقيقها جراء هذه الجريمة النكراء، اولا قدرتها على الاختراق الامني لمربع حزب الله بالضاحية الجنوبية بالرغم من كل الإجراءات والتدابير الامنية التي يتخذها الحزب في عقر داره واستهداف اي قيادي اومسؤول حزبي، وثانيا ممارسة اقسى الضغوط في اي مساعي او مفاوضات مرتقبة، لتهدئة الاوضاع على الحدود الجنوبية اللبنانية، لاتاحة المجال امام اعادة سكان المستوطنات الإسرائيليين المهجرين وابعاد مسلحي الحزب إلى مناطق لا تهدد هؤلاء المستوطنين مستقبلا، والرسالة الاهم كانت موجهة للداخل الإسرائيلي المحبط من نتائج التدخل العسكري الإسرائيلي الفاشل ضد حماس والذي لم يحقق ايا من الشروط التي اعلنها رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو لدى بدء حملته ضد الحركة في غزة، ولاسيما إعادة المخطوفين الإسرائيليين والقضاء على الحركة ووقف اطلاق الصواريخ الى العمق الإسرائيلي ومنع التهديد الامني ضد المستوطنات الإسرائيليه في حزام غزة وغيره، بالرغم من مرور قرابة الثلاثة اشهر على هذه الحملة العسكرية.
وقالت أوساط سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الحادثة التي سجلت في اليوم الثاني من العام الجديد في الضاحية الجنوبية والتي أسفرت عن استشهاد العاروري تستتبعها قراءة من المعنيين لما حصل، ولم تستبعد أن تشكل نقطة تحول لما يجري في حرب غزة وجبهة الجنوب،مشيرة إلى أن السيناريوهات المحتملة بالتصعيد أو الرد من قبل حركة حماس وحزب الله قائمة بنسبة كبيرة إنما توقيتها مرتبط بهذين الفريقين.
وأفادت الأوساط نفسها أن حزب الله يفتح تحقيقا إن جاز القول بالإنفجار الذي وقع لاسيما أن هناك شكوكا حول خرق ما في امن الضاحية.
على صعيد آخر، قالت المصادر نفسها ان تحريك الملف الرئاسي على الصعيد المحلي قد يستأنف بعد متابعة تداعيات انفجار الضاحية، وتتركز الأنظار على إدارة رئيس مجلس النواب نبيه بري محركات اتصالاته في هذا السياق قبل جلاء المشهد المتعلق بالحراك الخارجي للملف نفسه.
ونعت «حماس» نائب رئيس المكتب السياسي العاروري، الذي سقط مع 6 آخرين، قرابة الخامسة والنصف من مساء امس بصواريخ اطلقتها مسيَّرة في اتجاه شقة وسيارة على اوتوستراد السيد هادي نصر الله في الضاحية، حيث تصاعدت سحب الدخان، وشوهدت الاشلاء في مكان الانفجار، وتحركت فرق الاسعاف والدفاع المدني، وعملت على نقل المصابين الى المستشفيات واطفاء النيران المشتعلة ورفع الركام.
وحسب المعلومات فإن العملية نفذت عبر مسيَّرتين وكمية من المتفجرات، في اول استباحة للضاحية الجنوبية وبيروت منذ 17 عاماً، اي الـ2006 عندما توقفت الحرب.. الامر الذي يضع لبنان والمنطقة على شفا انفجار واسع.
ونعت حركة الجهاد الاسلامي العاروري، وجاء في بيان لها: ان اغتيال القائد الشهيد العاروري ورفاقه هو محاولة من العدو الصهيوني لتوسيع رقعة الاشتباك وجرّ المنطقة بأسرها الى الحرب.
موقف السيد نصر الله اليوم
وتتجه الانظار الى المواقف التي سيعلنها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الاحتفال التكريمي لقاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في ضاحية بيروت الجنوبية عند السادسة من مساء اليوم، وبعد غد يتحدث نصر الله الساعة 2٫30 في ذكرى رحيل النائب السابق محمد ياغي.
وقال حزب الله في بيان له ان هذه الجريمة لن تمر بلا عقاب، وان حزب الله يده على الزناد، وان المقاومة ستقوم بالرد وهي على اقصى درجات الجهوزية.
ووصف جريمة الاغتيال بأنها اعتداء خطير على لبنان وشعبه وامنه وسيادته ومقاومته، وتطور خطير في مسار الحرب بين العدو ومحور المقاومة.
الموقف الرسمي
وبعد ان ادان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الانفجار، وصف الانفجار بانه جريمة اسرائيلية جديدة تهدف حكماً الى ادخال لبنان في مرحلة جديدة من المواجهات، بعد الاعتداءات اليومية، موعزاً لوزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب تقديم شكوى الى مجلس الامن.
الموقف الاسرائيلي
في اسرائيل، منع رئيس الحكومة الاسرائيلي وزراءه والمقربين منه من التعليق على جريمة الاغتيال.
وزعم مستشار نتنياهو ان الهجوم في بيروت لم يستهدف الحكومة اللبنانية ولا حزب الله، رافضاً اعلان المسؤولية عن الاغتيال.
ونقل موقع اكسيوس عن مسؤول اسرائيل كبير: اسرائيل لم تحذر الولايات المتحدة، لكنها اخطرت ادارة بايدن وقت تنفيذ العملية، واتهم الموقع اسرائيل بتنفيذ جريمة اغتيال العاروري.
الوضع الميداني
ميدانياً، اعلنت المقاومة الاسلامية عن استهداف التجهيزات التجسسية المستجدة التي وضعها العدو على رافعات قرب ثكنة راميم بالاسلحة المناسبة، وسجلت اصابات مباشرة، كما استهدفت المقاومة الاسلامية موقع بركة ريشا بالاسلحة المناسبة، وحققت فيه اصابات مباشرة.
البناء:
الاحتلال ينفّذ غارة بطائرة مسيّرة على بيروت وضاحيتها لاغتيال قائد في القسام
صالح العاروري شهيدا كما قبل الشهادة يتقن صناعة الحرب ورسم مساراتها
السيد نصرالله يرسم اليوم معادلة الحرب والخطوط الحمراء والرد على العدوان
كتب المحرّر السياسيّ
في لحظة سياسية تقاطعت عندها من جهة، التوقعات بقيام حكومة الكيان برئاسة بنيامين نتنياهو بالبحث عن صورة نصر تقابل صورة الهزيمة الكاملة في غزة، وتفتح الطريق لفرضيات المخاطرة بحرب إقليمية يكون كل العزف على وتر الغيظ من جبهة لبنان والحديث عن ترتيبات عليها، تمهيداً لها وسقفاً سياسياً لاحقاً لنهايتها.
ومن جهة ثانية رمزية إحياء ذكرى اغتيال القائد المؤسس في محور المقاومة الجنرال قاسم سليماني، وكلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالمناسبة، قامت مخابرات الاحتلال باغتيال القيادي في محور المقاومة ممثل حركة حماس وقوات القسام فيه، الشيخ صالح العاروري، ضابط الاتصال مع حزب الله وأمينه العام، والمسؤول في قوات القسام عن الضفة الغربية ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، فتصيب عدة عصافير بحجر واحد، لأن التخلّص من قائد بحجم العاروري وحده هدف، واختبار معادلات حزب الله وأمينه العام تجاه الاغتيالات وأمن العاصمة والضاحية هدف، ومحاولة أخذ المنطقة من الحرب المذلّة للكيان في غزة إلى حرب أوسع تختلط فيها الأوراق والمداخلات، تفتح الباب للخروج من عنق الزجاجة الذي يعيشه الكيان وحكومته بين إقرار بالهزيمة ومواصلة حرب استنزاف لا نصر فيها.
الشيخ صالح العاروري الأسير المحرّر والمؤسس في قوات القسام وموضع ثقة قيادتها، والمؤسس في محور المقاومة وموضع ثقة قادته، والشخصيّة المحبوبة في حركة حماس، من قادتها وكوادرها ومجاهديها، مقاوم مقاتل استشهاديّ ومثقف وخبير حرب، وصانع مبادرات وأدوار، أتقن صناعة الحرب وكانت له يد مؤثرة في مراحل حاسمة من كل الحروب مع كيان الاحتلال، قدّم شهادته منصة لمرحلة جدية
منها، سوف تكتب معها مراحل نوعية من المواجهة بين كيان الاحتلال ومحور المقاومة. وقد جاءت الكلمة الأولى من الضفة الغربية التي أعلنت الإضراب وخرجت بمسيرات حاشدة تحية لاستشهاده، وخرج المقاومون في جنين بأسلحتهم يتوعّدون بالانتقام لدمائه، واليوم سوف يتحدث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن استشهاد قاسم سليماني وصالح العاروري كقياديين في محور المقاومة، وعزيزين على قلبه، وسوف يتحدث عن الحرب في فلسطين الغالية على قلبه أيضاً، لكنه سوف يرسم معادلات الحرب الجديدة، ويقول كيف سوف يفوّت على بنيامين نتنياهو رهاناته الخطرة، وتهوره ومغامراته، ويقدم له رداً رادعاً يُعيد رسم الخطوط الحمراء حول الاغتيالات وأمن العاصمة بيروت وأمن الضاحية الجنوبية، في الوقت نفسه.
ربما يكون انتظار ما سوف يقوله السيد نصرالله اليوم أقوى من انتظاره في الإطلالة الأولى بعد طوفان الأقصى، وقد بلغت الحرب مراحل باتت فيها المنطقة على صفيح ساخن وصارت الحرب الكبرى على حافة الهاوية.
واستُشهد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري إثر انفجار وقع بالقرب من تقاطع المشرفيّة في الضاحية الجنوبية لبيروت. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأنّ «مسيّرة إسرائيلية معادية استهدفت مكتبًا لحركة حماس في المشرفية قرب «حلويات الشرق»، وعملت سيارات الإسعاف لنقل الشهداء والمصابين، حيث أفيد عن استشهاد 7 أشخاص وسقوط عدد من الجرحى. فيما عمل الدفاع المدني على نقل عدد من الإصابات وإخماد الحرائق التي اندلعت من جراء الانفجار.
وأكدت حركة حماس اغتيال نائب رئيس مكتبها السياسيّ الشيخ صالح العاروري في انفجار الضاحية الجنوبية لبيروت، ونعت الحركة استشهاد قائد أركان المقاومة في الضفة وغزة ومهندس طوفان الأقصى القائد الوطني الكبير الشيخ القسامي صالح العاروري واثنين من قادة القسام في الاعتداء الصهيونيّ الغادر.
كما أعلنت الحركة عن استشهاد القادة: القائد القسامي سمير فندي – أبو عامر، والقائد القساميّ عزام الأقرع – أبو عمار»، وعدد من إخوانهم من كوادر وأبناء الحركة، وهم: محمود زكي شاهين، محمد بشاشة، محمد الريّس وأحمد حمود الذين ارتقوا إلى ربهم، مساء اليوم الثلاثاء، في العاصمة اللبنانية بيروت، إثر عملية اغتيال جبانة، نفذها العدو الصهيوني، في عدوان همجيّ وجريمة نكراء تثبت مجدّداً دمويته التي يمارسها على شعبنا في غزة والضفة والخارج وفي كل مكان.
وكان الشهيد الشيخ العاروري قد تطرّق، في مقابلةٍ مع «الميادين»، إلى تهديدات الاحتلال الإسرائيلي باغتياله واستهداف قيادة حماس، قائلاً إنّ «التهديد الإسرائيلي لشخصي لن يغيّر قناعاتي، ولن يترك أي أثر، ولن يغيّر مساري قيد أنملة»، مُضيفًا: «نحن مؤمنون، ونتمنى أن تُختتم حياتنا بالشهادة التي نعتز بها»، مشيرًا إلى أنّ الشهادة هي الفوز العظيم في نظر قادة المقاومة.
وعقب عملية الاغتيال، حلق الطيران الإسرائيلي المعادي على علو مرتفع فوق بيروت والضاحية الجنوبية وخلدة، وصولاً إلى صيدا.
في المقابل حاول الاحتلال الإسرائيلي التنصل من عدوانه خشية ردة فعل حركة حماس وحزب الله، حيث أكد مستشار رئيس وزراء الاحتلال مارك ريغيف، في حديث لـ«MSNBC»، أننا «لم نعلن مسؤوليّتنا عن هجوم بيروت وهو لم يستهدف الحكومة اللبنانية ولا حزب الله»، معتبراً أننا «أوضحنا أن كل من تورّط في مذبحة 7 أكتوبر هو إرهابي وهدف مشروع».
فيما أعلن ديوان رئاسة وزراء الاحتلال بأن نتنياهو طالب الوزراء بعدم التعليق على اغتيال العاروري.
إلا أن مصادر مطلعة على موقف المقاومة أكدت لـ«البناء» أن عملية اغتيال القيادي في المقاومة الفلسطينية صالح العاروري في الضاحية الجنوبية خرق لقواعد الاشتباك الحاكمة بين حزب الله والعدو الإسرائيلي منذ عدوان تموز 2006 حتى الآن، ويستوجب رداً مماثلاً من المقاومة التي لن تسمح بتغيير قواعد الاشتباك»، مذكرة بالمعادلة التي أعلنها السيد حسن نصرالله في خطابه الأول في الحرب بغزة، بأن أيّ اعتداء إسرائيلي على أي قيادي في المقاومة اللبنانية أو الفلسطينية سيقابَل بردٍّ عنيف. ولفتت المصادر بأن شكل الرد وتوقيته تقرّره قيادة المقاومة وفق ما تقتضي المصلحة.
وأكد مسؤول إسرائيلي كبير أن «»إسرائيل» تستعدّ لرد كبير للغاية على مقتل العاروري، والذي قد يشمل إطلاق حزب الله صواريخ طويلة المدى على أهداف في «إسرائيل»»، بحسب موقع «اكسيوس».
فيما نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مسؤولين إسرائيليّين بأن «اغتيال العاروري في الضاحية الجنوبية، هي عملية عالية الجودة وكل قادة حماس مصيرهم الموت».
كما أعلن مسؤول إسرائيلي كبير لموقع «Axios» إن «»إسرائيل» تستعدّ لانتقام كبير من حزب الله، والذي قد يشمل إطلاق الجماعة صواريخ طويلة المدى باتجاه أهداف في «إسرائيل»». وذكر مسؤولان أميركيّان لموقع «أكسيوس» أن «إسرائيل» كانت وراء هجوم يوم الثلاثاء، لكنهما أكدا على أن «إسرائيل» لم تُخطر إدارة بايدن مسبقًا بالهجوم. وأكد مسؤول إسرائيلي كبير أن «إسرائيل» لم تبلغ الولايات المتحدة لكنه قال إنها أبلغت إدارة بايدن «أثناء تنفيذ العملية».
ولفت خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية لـ«البناء» الى أن حكومة الاحتلال تبحث عن انجازٍ عسكري ضد المقاومة الفلسطينية لكن الخبراء يشيرون الى أن رد حزب الله حتميٍّ لأن الاعتداء الإسرائيليّ لم يقتصر على اغتيال الشيخ العاروري فحسب، بل يمسّ أمن الضاحية الجنوبية، ولكل حسابه، أي أن الردّ الأول سيكون على اغتيال العاروري، والرد الثانيّ على استهداف الضاحية. وشدّد الخبراء على أن أهميّة رد المقاومة في لبنان هو منع العدو الإسرائيليّ من تكرار استهداف الضاحية واغتيال قادة المقاومة، أكانت الفلسطينية أو اللبنانية، ولذلك إن الاحتلال الإسرائيلي سيكرر هذه العمليات الأمنية إذا لم تكن هناك قوة رادعة. ولفت الخبراء الى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ينفذ الاتفاق الأميركي – الإسرائيلي بالحدّ تدريجياً من العمليات العسكرية في غزة والتركيز على العمل الأمني من ضمنه الاغتيالات لقادة المقاومة الفلسطينية في إطار المرحلة الثالثة من الحرب. وأكد الخبراء أن اغتيال العاروري حصل بضوء أخضر أميركي. ويعتقد الإسرائيلي بأن قواعد الاشتباك الضمنية تسمح له بتنفيذ اغتيالات لقيادات فلسطينية في لبنان من دون ردّ من حزب الله. وإذ اعتبر الخبراء بأننا دخلنا في المرحلة الأخطر منذ بداية الحرب في غزة، حذّروا من تطور ردود الفعل بين المقاومة و«إسرائيل» وتدحرجها الى حرب واسعة النطاق يريدها رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو ليُطيل أمد الحرب ويورط الأميركيّين بها.
وأكد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسين جشّي في تصريح أن «حزب الله سيردّ على اغتيال العاروري، وهذا محسوم، وتبقى الأمور تقدّر بقدرها». ولفت الى أن «الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أكد أن أيّ استهداف لأي شخصية في لبنان مهما كانت جنسيتها سيردّ عليها»، وتابع قائلاً: «حزب الله لا يزال يحاول إبقاء الأمور ضمن قواعد الاشتباك لكن الإسرائيلي يعمل على توسعة المشكل والأميركي يلجمه».
ولاحقاً، أصدر حزب الله بياناً اعتبر فيه أن «جريمة اغتيال الشيخ صالح العاروري ورفاقه الشهداء في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت اعتداءً خطيرًا على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته ومقاومته وما فيه من رسائل سياسية وأمنية بالغة الرمزية والدلالات وتطورًا خطيرًا في مسار الحرب بين العدو ومحور المقاومة، وإنّنا في حزب الله نُؤكّد أنّ هذه الجريمة لن تمرّ أبدًا من دون رد وعقاب، وإنّ مقاومتنا على عهدها ثابتةٌ أبيّةٌ وفيّةٌ لمبادئها والتزاماتها التي قطعتها على نفسها، يدها على الزناد، ومقاوموها في أعلى درجات الجهوزية والاستعداد، وإنّ هذا اليوم المشهود له ما بعده من أيام، فصبرًا جميلًا وصبرًا جميلًا وإنّ الله هو المستعانُ وإنّ النصر بإذن الله تعالى لقريب قريب».
وتوقّعت مصادر «البناء» رداً عنيفاً على اغتيال العاروري من كل ساحات المقاومة وليس فقط من لبنان. لافتة الى أن مؤشرات عدّة تلوح في أفق المنطقة تشير الى تطوّر الحرب في المنطقة، لا سيما بعد اغتيال القائد في الحرس الثوري الايراني في سورية وأمس القيادي العاروري، والاشتباك الناري بين القوات اليمنية والقوات الأميركية في البحر الأحمر منذ يومين، اضافة الى إعلان القيادة الإيرانية إرسال بوارج تحمل صواريخ الى البحر الأحمر.
ونفت العلاقات الإعلامية في حزب الله تأجيل كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله المقرّرة عصر اليوم مؤكدة أن الكلمة في موعدها، وذلك باحتفال يقيمه حزب الله في الضاحية بذكرى اغتيال اللواء الشهيد قاسم سليماني وأبو ماجد المهندس.
ومن المتوقع أن يعلن السيد نصرالله ان حزب الله سيردّ على العدوان الإسرائيلي وسيردّ على التهديدات الاسرائيلية. كما يتطرق الى آخر التطورات على جبهتي غزة والجنوب وكل ساحات المقاومة والوضع في المنطقة. كما يتحدّث عن دور سليماني والمهندس في دعم المقاومة الفلسطينية وفي المنطقة.
وأثار العدوان الإسرائيلي حملة استنكار واسعة، حيث اعتبر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنّ «هذا الانفجار جريمة إسرائيلية جديدة تهدف حكمًا إلى إدخال لبنان في مرحلة جديدة من المواجهات، بعد الاعتداءات اليومية المستمرة في الجنوب، والتي تؤدي إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى». وأضاف: «كما أنّ هذا الانفجار هو حكمًا توريط للبنان وردّ واضح على المساعي التي نقوم بها لإبعاد شبح الحرب الدائرة في غزة عن لبنان، وإننا نهيب بالدول المعنية ممارسة الضغط على «إسرائيل» لوقف استهدافاتها. كما نحذّر من لجوء المستوى السياسي الإسرائيلي الى تصدير إخفاقاته في غزة نحو الحدود الجنوبية لفرض وقائع وقواعد اشتباك جديدة».
وأجرى ميقاتي اتصالاً بوزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب طالباً «تقديم شكوى عاجلة الى مجلس الأمن الدولي على خلفية الاستهداف الفاضح للسيادة اللبنانيّة بالتفجير الذي وقع في الضاحية الجنوبية لبيروت مساء اليوم وكل الخروقات الاسرائيلية المستجدّة للسيادة اللبنانية».
بدورها، باشرت وزارة الخارجية والمغتربين، بناءً لتوجيهات ميقاتي، بتحضير شكوى لإدانة الاعتداء الإسرائيلي الذي طاول منطقة الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت وأدّى الى سقوط عدد من الضحايا وأضرار مادية كبيرة في الممتلكات.
بدوره، رأى رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين أسعد حردان أنّ اغتيال العاروري مع عدد آخر من قادة القسام، في قلب ضاحية بيروت الجنوبية، يمثل تصعيداً خطيراً، وخرقاً متعمّداً لقواعد الاشتباك التي أرستها المقاومة في لبنان، الأمر الذي يكشف نيّات العدو الصهيوني بتوسيع رقعة عدوانه على لبنان ربطاً بجرائمه الموصوفة التي تُرتكب في قطاع غزة منذ 88 يوماً.
وقال حردان: إنّنا في الحزب السوري القومي الاجتماعي إذ نعزّي قيادة حماس وأبناء شعبنا في فلسطين وكلّ قوى المقاومة باستشهاد الشيخ العاروري ورفقائه، نؤكد بأنّ العدو الصهيونيّ الغاشم ارتكب خطيئة جسيمة باغتياله القائد العاروري في ضاحية بيروت الجنوبية، وأنّ جريمة الاغتيال هذه لن تثني قوى المقاومة عن دورها في المواجهة المصيرية مع العدو الصهيوني وعلى الصعد كافة. والمقاومة في بلادنا قويّة وقادرة وستثأر لدماء الشهداء وسيدفع العدو أثماناً باهظة على جرائمه وعلى خرقه لكلّ القواعد.
وكانت الجبهة الجنوبيّة خلال الأيام الأخيرة من العام الماضي حتى مساء أمس شهدت سخونة لافتة، حيث صعّد حزب الله عملياته ضد مواقع الاحتلال الإسرائيلي، في المقابل واصل العدو الإسرائيلي اعتداءاته، فاستهدف القصف بساتين الزيتون في الوزاني بعدد من القذائف. ونفّذت مسيّرة إسرائيلية عدواناً جوياً حيث أغارت على محيط جبانة بلدة يارون في قضاء بنت جبيل ملقية صاروخين موجهين باتجاه المنطقة حيث أفيد عن اندلاع حريق جراءها في المنطقة. وأفادت القناة 12 الإسرائيلية عن «إطلاق عدة صواريخ من لبنان باتجاه شلومي في الجليل الغربي من دون تسجيل إصابات». ولفتت وسائل إعلام إسرائيلية إلى «تضرر منزل في «شلومي» بالجليل الغربي بصاروخ مضاد للدروع أطلقه حزب الله صباح اليوم (أمس)».
من جانبه، أعلن حزب الله «أننا استهدفنا تجمعاً لجنود العدو في ثكنة زرعيت بالأسلحة المناسبة وأوقعنا أفراده بيت قتيل وجريح». وأعلن أيضاً «أننا هاجمنا بمسيرة انقضاضيّة مقر القيادة 91 للعدو الإسرائيلي في إيليت شمال شرق صفد وأصبنا الهدف بدقة».
على صعيد آخر، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى لبنان مجتبى أماني حيث تمّ عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة على ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والقرى والبلدات الحدودية اللبنانية مع فلسطين المحتلة.
المصدر: صحف