بعد أن أسقط الاحتلال الغاشم على غزة أكثر من 53 ألف طن من المتفجرات، أكد خبراء أن الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة تعد الآن من بين أكثر الحملات دموية وتدميرا في التاريخ، وما أحدثه العدوان على غزة يفوق الدمار الذي أحدثه قصف الحلفاء لألمانيا في الحرب العالمية الثانية.
وأشار تقرير لوكالة أسوشيتد برس، إلى أنّ العدوان الإسرائيلي على غزة أحدث بعد أكثر من شهرين قدرا من الدمار أكبر من قصف الحلفاء لألمانيا في الحرب العالمية الثانية. ووثق التقرير أنّ الكيان قتل في عدوانه على قطاع غزة مدنيين أكثر مما قتله التحالف الذي قادته الولايات المتحدة في حملته التي استمرت 3 سنوات ضد تنظيم داعش.
وأوضح أنّ القصف الإسرائيلي العنيف إلى تدمير أكثر من ثلثي المباني في شمال غزة وربع المباني في المنطقة الجنوبية من خان يونس، وفقا لتحليل بيانات القمر الصناعي “كوبرنيكوس سنتينل-1” الذي أجراه الخبيران في رسم خرائط الأضرار أثناء الحرب كوري شير من مركز الدراسات العليا في جامعة مدينة نيويورك، وجامون فان دن هوك من جامعة ولاية أوريغون.
وكشف الخبيران إن نسبة المباني المتضررة في منطقة خان يونس تضاعفت تقريبا خلال الأسبوعين الأولين فقط من العدوان الإسرائيلي جنوبي غزة. ويشمل ذلك عشرات الآلاف من المنازل في أنحاء غزة، بالإضافة إلى المدارس والمستشفيات والمساجد والمتاجر.
ويقول مراقبو الأمم المتحدة إن نحو 70% من المباني المدرسية في أنحاء غزة تضررت. وكان ما لا يقل عن 56 مدرسة متضررة بمثابة ملاجئ للمدنيين النازحين. وقال المراقبون إن الغارات الإسرائيلية دمرت 110 مساجد و3 كنائس.
ومن خلال شظايا الانفجار التي تم العثور عليها في الموقع وتحليل لقطات الغارة، فإن الخبراء واثقون من أن الغالبية العظمى من القنابل التي أسقطت على غزة هي أميركية الصنع. ويقولون إن الأسلحة تشمل 2000 رطل (900 كيلوغرام) من الصواريخ “خارقة التحصينات” التي قتلت المئات في المناطق المكتظة بالسكان.
ورغم تجاوز عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة 20 ألف شهيد معظمهم من النساء والأطفال، ودعوات المجتمع الدولي المتكررة إلى وقف إطلاق النار، فإن الكيان يصر على المضي قدما قائلة إنها تريد تدمير القدرات العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية حماس.
وتواصل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بهدوء توريد الأسلحة إلى الكيان. لكن في الأسبوع الماضي، اعترف الرئيس الأميركي علنا بأن الكيان يفقد الشرعية الدولية بسبب ما أسماه “قصفها العشوائي”.
ونقلت “نيويورك تايمز” عن مصادر أن واشنطن أرسلت للكيان منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي أكثر من 5 آلاف ذخيرة “إم كي-84” التي يبلغ وزنها 2000 رطل، مشيرة إلى أن وزارة الحرب الأميركية (البنتاغون) زادت الشحنات المرسلة إلى الكيان من القنابل الصغيرة الأكثر ملاءمة للمناطق الحضرية مثل غزة.
وكان الإعلام الحكومي في غزة أكد الاثنين الماضي في مؤتمر صحفي، أنه بعد 73 يوما على حرب الإبادة الجماعية الشاملة التي يرتكبها جيش الاحتلال “الإسرائيلي” ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، مازال القتل الوحشي للمدنيين والأطفال والنساء مستمرًا حتى هذه اللحظة، وذلك من خلال قصف المنازل الآمنة وهدمها فوق رؤوس ساكنيها، بالطائرات الحربية والمقاتلات “الإسرائيلية” والأمريكية وبأكثر من (53,000 طنٍ) من المتفجرات، حيث أصبح كل متر في قطاع غزة تحت الاستهداف وتحت القصف المباشر.
وأكد أن قطاع غزة يعيش كارثة إنسانية حقيقية قام على ارتكابها جيش الاحتلال “الإسرائيلي” بتواطؤٍ وبضوء أخضر من المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأمريكية الذين يرفضون حتى الآن إيقاف حرب الإبادة الجماعية ويرفضون إيقاف شلال الدم المتدفق في قطاع غزة وطالب بوقف هذه الحرب الإجرامية عن شعبنا الفلسطيني بشكل فوري وعاجل.
المصدر: مواقع