لا يزال أهل شمال قطاع غزّة الصامد بوجه مخططات التهجير، يدفعون ضريبة ارادتهم الصلبة، التي تتحدّى يومياً كل غطرسة العدو وآلة حربه القاتلة، التي تفتتك بالبشر والحجر، في جريمة حرب موصوفة، وفق معايير القانون الدولي والقانون الانساني الدولي، فضلاً عن انتهاك اتفاقيات جنيف، التي يبدو أن المؤسسات الدولية المولجة بتطبيقها، عاجزة عن استحضارهها، في تعبير صارخ عن ازدواجية المعايير التي تتعامل بها، في القضايا المتعلقة بحقوق الشعوب المظلومة.
مسلسل الجرائم المتنقلة، لم يقف عند المجزرتين اللتين استهدفتا النازحين في مدرستين، إحداهما مدرسة الفاخورة، بمخيم جباليا شمالي القطاع، والأخرى مدرسة في تل الزعتر، وكلاهما في شمال قطاع غزة، واوقعتا عشرات الشهداء والجرحى، انما استكمله ليلا بصب جام حقده على المزيد من المدنيين العزّل.
فيما كان الأهالي، لا يزالون يفتشون عن ضحاياهم تحت الانقاض، ارتكبت طائرات الاحتلال الاسرائيلي، جريمة جديدة، بتدمير مربع سكني جديد في شارع الهوجا في مخيم جباليا شمالي القطاع،
أكثر من خمسين شهيداً سقطوا بقصف طائرات الاحتلال مربعا سكنيا قرب مفترق الهوجا في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، في حين تعرض محيط مستشفى الأندونيسي لسلسلة غارات متتالية وعنيفة، أدّت الى سقوط المزيد من الشهداء والجرحى، في صفوف المدنيين.
وزارة الصحة في غزة، أعلنت إن مئات الشهداء والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء.، سقطوا جراء المجزرتين، اللتين ارتكبهما العدو، في مدرستي الفاخورة و تل الزعتر، في مخيم جباليا شمال قطاع غزّة.
وذكرت وسائل اعلام محلية، أنّ أكثر من 200 شهيد سقطوا في المجرة التي ارتكبها الاحتلال بقصفها على مدرسة الفاخورة التابعة للاونروا، حيث أظهرت المشاهد المصورة حالة الدمار والأضرار البالغة التي لحقت بالمدرسة عقب القصف الإسرائيلي.
وأشارت مصادر فلسطينية، إلى أن جثامين الشهداء تغطي ممرات المدرسة، وهناك صعوبة في نقل العدد الكبير من الشهداء، بسبب حجم الدمار وعدم قدرة سيارت الاسعاف على التحرّك لفقدان الوقود.
ووصل عشرات الشهداء وصلوا جراء مجزرة الفاخورة إلى المستشفى الإندونيسي، الذي اعلن مديره منذ ايّام خروجه عن الخدمة بسبب فقدان الوقود والأدوات الطبّية، مما يعرّض حياتهم للخطر.
وتحاول الطواقم الطبية تقديم الإسعافات الأولية وما توفر من الرعاية الطبية للمصابين في ضوء إمكانات محدودة، نتيجة الحصار المفروض على قطاع غزّة.
وتعد هذه المرة الثانية التي يرتكب فيها الاحتلال مجزرة في المدرسة التابعة للأونروا، حيث شهدت قبل أسبوعين، وتحديدا في الرابع من هذا الشهر، مجزرة مروعة، مما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات.
يشار إلى أن مدرسة الفاخورة هي أكبر مدارس مخيم جباليا، وقد تعرضت لقصف أكثر من مرة في السنوات الماضية. ففي 2009، قصفها الاحتلال ما أدى إلى استشهاد أكثر من 40، وفي 2014 عاد الاحتلال لقصفها واستشهد فيها أكثر من 10 نازحين.
المصدر: يونيوز