كثّف الاحتلال الإسرائيلي من عدوانه على مستشفيات قطاع غزة، بعد أن عمد إلى تدمير جميع الطرقات المؤدية إلى المستشفيات من أجل تسهيل السيطرة عليها لاحقا، على غرار ما فعل مع المستشفى الإندونيسي شمال القطاع ومستشفى القدس وسط مدينة غزة.
وخلال الساعات القليلة الماضية، استهدف الاحتلال قلب مستشفى الشفاء على مقربة من النازحين، ما أدى إلى إصابة العشرات وسقوط عدد من الشهداء. كما استهدف الاحتلال محيط مستشفى العودة ما أدى الى وقوع إصابات في صفوف الطواقم الطبية، بالإضافة الى تدمير سيارات اسعاف.
وواصلت قوات الاحتلال الصهيوني، اقتراف المجازر وحرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، مع دخول عدوانها الغاشم يومه الـ 35 تواليًا، وسط شن طائرات العدو مئات الغارات وقصف التجمعات السكنية على رؤوس ساكنيها، وتركيز على قصف المستشفيات، وتوغل بري من عدة محاور يرتكز على سياسة الأرض المحروقة، ويجابه بمقاومة باسلة.
وأفادت مصادر فلسطينية، بأن طائرات الاحتلال واصلت شن المزيد من الغارات على أرجاء مختلفة من قطاع غزة، ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر طبية تأكيدها انتشال حوالي 50 شهيدًا من داخل مدرسة البراق في غزة التي تؤوي آلاف النازحين بعد قصف صاروخي ومدفعي عليها.
ومساء اليوم، ارتقى شهداء وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف مجموعة من النازحين على شارع صلاح الدين بالوسطى مقابل مسجد الدعوة. وقال أحد المواطنين “كنا نساعد النازحين القادمين من غزة، عندما قصفتنا قوات الاحتلال فجأة”.
ونقل عدد من الشهداء والجرحى إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، فيما لا تزال أعداد من الضحايا ملقاة على الطريق لم تتمكن طواقم الإسعاف من نقلهم.
ويأتي قصف الاحتلال رغم التزام المواطنين بالوقت الذي حدده لانتقال المواطنين النازحين من غزة إلى جنوبها عبر طريق صلاح الدين.
وتحدد قوات الاحتلال يوميا ساعات معينة لانتقال المواطنين من الشمال وغزة إلى جنوب وادي غزة، حيث يضطرون للمشي على الأقدام وبإمكانهم حمل حقيبة صغيرة فقط طوال 20 كم في حين تتمركز دبابات الاحتلال على جانب الطريق في المقطع الذي تسيطر عليه بغزة.
ورغم ذلك كررت قوات الاحتلال قصف المواطنين النازحين عدة مرات، وكذلك تكرر احتجاز بعضهم واعتقالهم وإهانتهم. وقصفت طائرات الاحتلال شقة مقابل شركة جوال -السرايا وشنت غارة أخرى محيط ملعب اليرموك بغزة.
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر أن قناصة الاحتلال يطلقون النار على مستشفى القدس في حي تل الهوا غرب غزة، وهناك إصابات في صفوف النازحين. وأكدت وزارة الداخلية ارتقاء شهيد وتسجيل 20 إصابة جرّاء إطلاق الاحتلال النار على مستشفى القدس في حي تل الهوا جنوب غزة.
واستشهد المصور الصحفي أحمد القرا، وأصيب آخرون جرّاء استهداف الاحتلال مجموعة من المواطنين على مدخل بلدة خزاعة شرق خان يونس. واقترفت قوات الاحتلال فجر اليوم مجزرتين في مخيم جباليا، بقصف منزلين على رؤوس قاطنيهما، ما أدى إلى 10 شهداء إضافة إلى مصابين ومفقودين.
وأكد أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة، أن دبابات الاحتلال الإسرائيلي تحاصر مستشفيات الرنتيسي والنصر للاطفال والعيون والصحة النفسية من كل الاتجاهات. وقال القدرة: إن الآلاف من المرضى والطواقم الطبية والنازحين محاصرين داخل المستشفيات بلا ماء وبلا طعام ويتعرضون للموت في أي لحظة.
وارتقى 13 شهيدًا وأصيب آخرون، صباح الجمعة، في قصف طائرات الاحتلال مبنى العيادات الخارجية في مجمع الشفاء الطبي بغزة. وقال مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية: إن إسرائيل تستهدف مجمع الشفاء للمرة الرابعة منذ فجر اليوم، مشيرا إلى أن الاحتلال يشن الآن حربا على المستشفيات والقطاع الطبي في غزة.
وفجر اليوم، استشهد مواطن وأصيب آخرون من النازحين، بعدما قصفت قوات الاحلال مستشفى الولادة في مجمع الشفاء الطبي، بعدما قصفت بعد منتصف الليل سيارة قرب خيمة الصحفيين في ساحة المجمع الطبي ما أدى إلى إصابات أحدهم شاب بترت ساقه.
وأطلق محاصرون في مشفى النصر مناشدات لإنقاذهم بعدما وصلت دبابات الاحتلال إلى محيط المشفى وسط قصف عنيف، مع انقطاع المياه والكهرباء وتوقف محطات الأكسجين، مشددين على وجود خطر شديد على حياة المرضى والنازحين.
كما قصفت طائرات الاحتلال منتصف الليل، مستشفى الرنتيسي للأطفال ما أدى لاشتعال النيران به، وقصفت محيط المستشفى الإندونيسي شمال غزة بكثافة، وكذلك محيط مستشفى القدس في تل الهوى.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة: إن القصف أدى لاشتعال النيران في السيارات بمستشفى الرنتيسي للأطفال ومنها انتقلت النيران إلى أقسام الجرحى، مشيرا إلى أن النازحين الموجودين بالمستشفى والفرق الطبية تمكنوا من السيطرة على الحريق. وأكد القدرة أن المستشفى يعمل الآن على مياه الخزانات ولم يعد يعمل به إلا قسم العناية المركزة للأطفال، وقال إن مواصلة هذا الوضع ينذر بكارثة خلال ساعات ما لم يتدخل العالم.
وأوضح أن المستشفى يؤوي أكثر من 6 آلاف بين نازحين وجرحى وفرق طبية، بينهم 25 طفلا في العناية المركزة.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي أن ما يمارسه الاحتلال من استهداف وقصف بحق المستشفيات جنون إجرامي ولم يحدث في التاريخ أن تم تعمد قصف المرافق الصحية وارتكاب مجازر فيها كما يفعل هذا المحتل النازي
وشدد على أن ما يجري بحق المستشفيات نتيجة طبيعية لتخاذل المجتمع الدولي ومنظماته الأممية عن القيام بواجبها في حماية هذه الأعيان المدنية.
وقصفت قوات الاحتلال شقة قرب مول باندا مول وسط غزة ما أدى إلى اشتعال النيران فيها. ودمرت قوات الاحتلال عدد كبير من مراكب الصيد جراء قصف تعرض له ميناء خان يونس للصيادين.
في هذه الأثناء تواصل قوات الاحتلال الصهيوني توغلها البري في عدة محاور من قطاع غزة، خاصة محافظتي الشمال وغزة، وسط اشتباكات ضارية وملاحم بطولية يخوضها أبطال المقاومة بقيادة كتائب القسام، التي أعلنت عن تدمير أكثر من 140آلية للاحتلال خلال هذه المعارك.
وتواصل قوات الاحتلال منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، تنفيذ محرقة في قطاع غزة عبر الجو والبر والبحر، مخلفة أكثر من 40 ألف بين شهيد ومفقود وجريح، كشكل من أشكال الانتقام ضد المدنيين الفلسطينيين.
كما تسبب العدوان الهمجي بتدمير أكثر من 220 ألف وحدة سكنية كليا وجزئيا، وإجبار 1.5 مليون على النزوح القسري من منازلهم، مع استمرار قطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية، في حرب تجويع وتعطيش غير مسبوقة في تاريخ البشرية.
وأعلنت وزارة الصحة ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 11078 شهيدا من بينهم 4506 طفلا و3027 سيدة و678 مسنا، إضافة إلى إصابة 27490 مواطنا بجراح منذ 7 أكتوبر الماضي.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، في مؤتمر صحفي في اليوم الـ 35 للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة: إن الاحتلال الاسرائيلي ارتكب 12 مجزرة كبيرة خلال الساعات الماضية راح ضحيتها 260 شهيدا، ليرتفع إجمالي المجازر التي ارتكبها الاحتلال منذ بدء العدوان إلى 1130 مجزرة.
وأكد تلقي 2700 بلاغ عن مفقودين منهم 1500 طفل لازالوا تحت الأنقاض. وأشار إلى أن الانتهاكات الاسرائيلية بحق المنظومة الصحية أدت إلى استشهاد 198 كادرا صحيا وتدمير 53 سيارة إسعاف.
وذكر أن الاحتلال الاسرائيلي استهداف 135 مؤسسة صحية وأخرج 21 مستشفى و47 مركزا صحيا للرعاية الأولية من الخدمة بسبب القصف أو نفاد الوقود. وكشف عن اعتقال الاحتلال اثنين من سائقي الإسعاف خلال عودتهم من جنوب قطاع غزة إلى شماله رغم التنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام