كموجِ بحرِها الذي لا يهدأ هي رمالُ غزةَ التي لا تَبرُدُ، تبتلعُ احلامَ المحتلِ كما قواتِهِ المتقدمةِ على خوفٍ الى الميدانِ مغطاةً بآلةِ القتلِ والتدميرْ ..
لم يفعلْها الجيشُ المهتزُ عند اسوارِ القطاعِ باعلانِ حربِهِ البريةِ، وانَّما حرَّكَ قواتِهِ لبضعةِ امتارٍ، في رسالةِ قضمٍ للارضِ واعطاءِ معنوياتٍ للجنودْ، فامطرَهُم المقاومون من رسائلِ الموتِ الزُؤَامِ الذي صعَّبَ عليهم المهمةَ، فعادوا أدراجَهُم وأطفأوا تبجُّحَهُم امامَ الشاشات..
بضعةُ امتارٍ احتاجَت لسيلٍ من اللَهبِ والنارْ رمى به الصهاينةُ مع كلِ حقدِهِم على غزةَ واهلَها، فأضافَ الى المذبحةِ المستمرةِ مجازرَ جديدةْ، وأكملَ الحصارَ بقطعِ كلِ سبلِ التواصلِ والاتصال..
وأعادَ الكرَّةَ مع غروبِ اليومِ متستِراً بالظلامْ، رامِيًا بحمِمَ اللَهبِ على رؤوسِ الاطفالِ والنساءْ، فيما رؤوسُ الكثيرِ من زعماءِ الامةِ والعالمْ لا زالت مدفونةً بالرمالْ، تدعو للعدوِ بالنصرْ، وتدَّعي الاعتراضَ على حربِهِ الهمجيةِ وقتلِ الآلاف..
وعلى طولِ القطاعِ وعرضِهِ تواصلَتْ الصواريخُ ملاحِقَةً العدوَ للاقتصاصْ، تدكُ تل ابيب وتصيبُ ديمونا وتطوِّقُ مفاعِلَها النووي، فيما المقاومةُ على ثباتِها تنتظرُ الاحتلالَ وتتوعَّدُ جيشَهُم المتقلِبِ على خياراتِ الحربِ البريةِ بأصنافٍ جديدةٍ من الموتْ، والهزيمةِ المحتَّمَةِ على ارضِ النزالْ، كما قال المتحدثُ باسم كتائب القسّام ابو عبيدة..
ومن ارضِ الجنوبِ اللبناني تواصلَت رسائلُ الموتِ التي تُربكُ الاحتلالْ، حيث اصابَت صواريخُ المقاومةِ الاسلاميةْ العديدَ من مواقعِهِ العسكريةِ المتاخمةِ للبنان، محقِّقَةً اصاباتٍ مؤكدةْ، ومؤكِّدَةً السيرَ على طريقِ القدسِ مع طوفان الاقصى.. فيما اقسَى الخياراتِ المتاحةِ يفعلُها الاحتلالُ الصهيوني برفقةِ الاميركي على كلِ الجبهاتْ، ولمَّا يستطيعوا أنْ يغسِلوا الوحلَ العالقَ على جباهِ الجيشِ العبري وقيادتِهِ السياسيةِ منذ السابعِ من تشرين ..
وحتى يستفيقَ الحُكَّامُ فإنَّ الشعوبَ الغاضبةَ نصرةً لفلسطين تُواصلُ مَلأَ الساحاتِ واحراجَ بعضِ القيادات، فيما دعت حركة حماس الدول العربية والاسلامية الى القيام باضعف الايمان: طرد السفراء الاسرائيليين من تلك البلاد..
المصدر: قناة المنار