لقد خسرنا الحملةَ العسكريةَ بالفعل، وأيُ حركةٍ مهما كانت جريئةً وناجحةً لن تمحوَ هزيمةَ سبعة اكتوبر ..
انه نائبُ رئيسِ أركانِ الجيشِ الصهيوني الأسبقُ واللواءُ في الاحتياط “يائير غولان” الذي انضمَ الى الكثيرينَ من الخبراءِ الصهاينةِ الذين يَتبنَّوْنَ هذا الرأيَ الـمُطوِّقَ للجيشِ العبري بحركتِه، وللقيادةِ السياسيةِ بقراراتِها ..
فايُّ عملٍ ولو كانَ جريئاً لن يمحوَ الهزيمةَ كما قالَ غولان، فكيفَ بالاعمالِ الخائفةِ والمربَكةِ والقراراتِ المترددةِ التي تسيطرُ على القيادتينِ العسكريةِ والسياسية؟ اما العملُ الوحيدُ المتاحُ امامَهم الى الآنَ بفعلِ الصمتِ العالمي والعربي فهو المذابحُ التي تُرتكبُ بحقِ الاطفالِ والنساءِ والمدنيينَ العزل، كأعمالٍ انتقاميةٍ حاقدةٍ لا تعيدُ هيبةً ولا تُغيِّرُ معادلةً ميدانية، والدليلُ انه اثناءَ ارتكابِ آلةِ حربِهم للمجازرِ في القطاع ، كانت صواريخُ المقاومةِ تتساقطُ على تل ابيب محققةً اصاباتٍ عديدةً ومعطلةً مطارَ بن غوريون مؤكدةً انَ قدراتِها ما زالت بخير، وانَ اوراقَها لا تزالُ حاضرة ..
اما استحضارُ الهجومِ البري بمشاهدَ لدباباتٍ وآلياتٍ عسكريةٍ تتقدمُ تحتَ الخوفِ والتصويرِ الحراري، فلن تُعيدَ الثقةَ لجيشٍ مهتزٍّ يتقدمُ بضعةَ امتارٍ تحتَ عدساتِ الكاميرات ثُم يعودُ ادراجَه تحتَ ضرباتِ المقاومين ..
ضرباتٌ يترددُ صداها من غلافِ غزةَ الى الحدودِ الشماليةِ معَ لبنانَ حيثُ اصابت صواريخُ المقاومةِ المحتلَّ في العديدِ من المواقعِ العسكريةِ المقابلةِ للاراضي اللبنانيةِ محققةً اصاباتٍ ومكبدةً العدوَ خسائرَ بعتادِه وتجهيزاتِه الالكترونيةِ المتطورة، فيما كانَ جمهورُ المقاومةِ يشيّعُ شهداءَه على طريقِ القدس مؤكداً متابعةَ المسيرِ حتى التحرير ..
وفي الميادينِ العربيةِ اصواتٌ تحررت من الاعتباراتِ السياسيةِ المطوِّقةِ لها، فخرجت مسيراتٌ هادرةٌ في العديدِ من الدولِ العربيةِ والمدنِ العالميةِ كانَ ابرزُها في الاردنِ ومصرَ هتفت لفلسطينَ واهلِها وشهدائها ومقاومتِها، معتبرينَ انها الخلاصُ الوحيد ..
المصدر: قناة المنار