أكثرُ من سبعةِ آلافِ شهيدٍ في غزة، ودمارٌ رهيب، وبقيت صواريخُ المقاومةِ تطالُ تل ابيب، وبقيَ غلافُ غزةَ بلا مستوطنينَ ولا أمان، والنارُ تفتكُ باوراقِهم من عسكرٍ وسياسيين ..
هي حالُ سيوفِ الحديدِ الاسرائيليةِ المغلولة، التي لم تَستطع على مدى عشرينَ يوماً تحقيقَ انجازٍ عسكري، وجُلُ فعلِها حزَّ رقابِ الاطفالِ والنساءِ والمدنيينَ المحاصرين ..
لا صوتَ يعلو فوقَ خلافاتِهم، ولا صورةَ اوضحَ من خوفِهم وهُمُ المدججونَ بكلِّ دعمٍ وسلاحٍ امريكيٍ واوروبي، لكنهم بلا قرار، وكأنما قُذِفَ في قلوبِهمُ الرعبُ ، يُخْرِبُونَ بيوتَهم بايديهم وايدي المؤمنين ..
وعندَ قرارِ الهجومِ البَريّ يتخبطُ جيشُهم المنتفخُ عندَ غلافِ غزة، الذي مهَّدَ لهجومِه بما يعادلُ قنبلةً ذَريةً رُميت على القطاعِ حتى الآن، ولم يَجِد من ينصحُه على الاِقدام، لانهم ذاهبونَ الى الجحيم، ويمكنُ ان تؤديَ خطوتُهم الى حربٍ اقليميةٍ لا يريدونَها كما قالَ أحدُ اهمِّ خبرائهم ومفوضُ شكاوى جنودِهم السابقُ اسحاق بريك..
اما شكوى الغزيينَ فـ للهِ معَ قتلِهم وتدميرِ قطاعِهم وحصارِه ومنعِهم من الماءِ والغذاءِ والدواءِ على مَسمعِ بل مساعدةِ بعضِ العرب..
ولمن يريدُ المساعدةَ لعدمِ توسيعِ دائرةِ الحربِ عليه الضغطُ على الكيانِ الصهيوني لوقفِها – قالَ وزيرُ الخارجيةِ الايرانيُ حسين امير عبد اللهيان من نيويورك – محملاً الولاياتِ المتحدةَ الاميركيةَ المسؤوليةَ عن جرائمِ الابادةِ بحقِ الفلسطينيين، وتبعاتِ ايِّ انفلاتٍ للامور ..
على الحدودِ اللبنانيةِ الجنوبيةِ تابعَ الصهاينةُ عدوانَهم واَفلتوا المزيدَ من قذائفِ الفوسفور المحرمةِ دولياً على الاحراجِ في القرى اللبنانيةِ المتاخمةِ للحدود، ما تسببَ بحرائقَ هائلةٍ أتت على الشجرِ والحجر، وهو ما اعتبرَه الرئيس نبيه بري امتداداً لسياسةِ الارضِ المحروقةِ التي ينتهجُها العدوُ الصهيونيُ من غزةَ الى لبنان، واضعاً ما يَجري برسمِ المجتمعِ الدولي وكلِّ الموفدين الدوليين الذين يحتشدون في المنطقة ..
اما المنطقةُ التي كانت تتعرضُ للقصفِ فقد كانت شاهدةً على حشودٍ غفيرةٍ تشيّعُ الشهداءَ وتُثبتُ العهدَ والوعدَ على مواصلةِ المقاومةِ والجهادِ على طريقِ القدس ..
المصدر: قناة المنار